_ فى قرية صغيرة ،
فى إحدى مراكز محافظة الشرقية .
كانت هناك أسرة متوسطة الدخل ، مكونة من الاب والام والاخوات الثلاثة .
الأب : محمود ، وعمره ٥٠ سنة ، ويعمل فى الوحدة المحلية .
والأم : أمل ، عمرها ٤٦ سنة ، وتعمل مدرسة .
والابن الأكبر : عماد ، عمره ٢٧ سنة ، وتخرج من كلية الهندسة ، ولكنه فتح مشروع بسيط .
والابنة الوسط : سعاد ، عمرها ٢٣ سنة ، اخر سنة فى كلية التربية .
والابن الأصغر : محمد ، عمره ١٨ سنة ، فى الشهادة الثانوية . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فى ذات يوم من الايام ، رجع الأب من عمله ، وجلس مع زوجته وأولاده ، وبدأ يخبرهم عن موضوع مهم جدا .
والأب يجلس ، وحوله زوجته وأولاده التلاثة ، وبدأ الأب يحكى ماسمع وما رأى وهو فى حيرة شديدة : -
كان معانا واحد صاحبنا فى الشغل ، بقالوا فترة متغير ، وكل يوم يلبس لبس جديد ، واتبدل حاله ١٨٠ درجة ، واشترى عربية ، وبقى شايف نفسه أوى ، والكل واخد باله منه ، والكل بقى يعمله ألف حساب .
المهم سألت عليه ناس صحابنا قريبين منه ، قالوا ده مشغل فلوسه مع واحد معروف ، وكل الناس حاطة عنده ، وبيشغل فلوس ناس ، وبياخد عليها نسبة كبيرة ، وهو ليه وسطة جامدة مع الراجل ده ، عشان كدة الناس بتتوسط ليه ، ولو انت معاك فلوس وعايز تاخد عليها نسبة ٤٠ فى المية ! ! ! !
طبعا أنا ماصدقتش الكلام ده ، مافيش حد بيدى نسبة أعلى من البنك ، ده أكيد فى حاجة غلط ! ! ! !
بس بينى وبين نفسى ، انا شايف تغير جامد على الراجل صاحبنا ، وقولت أروح أسأله بنفسى ، ايه الموضوع بالظبط ؟ ؟
لقيته قاعد فى مكتبه روحتله وسألته : ، ازيك يا أستاذ حسين ، كنت عاوز أتكلم مع حضرتك ف موضوع .
اتفضل يا أستاذ محمود ! ! أنا سامعك ؟ ؟
كنت عاوز أعرف بس ايه موضوع الفلوس ال بتشغلها دى وعليها نسبة عالية ، هو الكلام ده بجد ! ! ولا الناس هى ال بتهول ، معلش يااستاذ حسين ماانا لازم أفهم واقتنع أن الربح ده حلال ١٠٠ ٪ .
ضحك حسين فى كبرياء : أنا هفهمك الموضوع ، وعموما الكلام ده صحيح مية فى المية ، وانا عاوز اطمنك ، أن الفلوس دى زى مابتحطها زى ماهتاخدها ، وفوقيها الأرباح الشهرية كمان ، يعنى لو حطيت الفلوس انهاردة تاخد الربح كمان شهر ، ولو محتاج الفلوس فى وقت تبلغنى قبلها ب اسبوعين وانا اجبهوملك لحد عندك ، وانت شايف انا بقيت ايه دلوقتى .
محمود وهو فى حيرة وتعجب ويسأله :
طيب معلش هى الفلوس دى بتشتغل فى ايه ، يعنى ماهو مش حاجة طبيعية ، ده البنك نفسه مابيديش النسبة الكبيرة دى .
حسين : أد*ك قولتها البنك مابيديش النسبة دى ، أولا الفلوس دى كلها داخلة فى مشاريع زى ال كافيهات ومطاعم ومصانع ومدارس ومعارض و . . . . . . . شغال فى كل شئ تتخيله ، يعنى المشاريع دى انت مشترك فيها بفلوسك ، وارباحك بتاعتك لوحدك ، وماتقلقتش الراجل ده بقاله ١٥ سنة شغال فى الموضوع ده ، ولو كان فيه حاجة غلط ماكنتش الناس كملت معاه ، و كانت واثقة فيه ولسة مكملة معاه ، وأظن انت شايف بنفسك .
محمود وهو مازال يقتنع ويسأل : طيب معلش أخر سؤال : وانت مستفيد ايه من ورا الموضوع ده .
حسين : أنا باخد نسبة ١٠ فى المية على كل مبلغ انا بجمعه .
يعنى النسبة كاملة ٥٠ ٪ انت بتاخد ٤٠ ٪ وانا ١٠ ٪ ، وممكن الربح ال هتاخده ينضاف على أصل المبلغ ويكبر وكل ماكان المبلغ كبير كل مالنسبة كانت أعلى . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وخرج محمود من عند حسين وهو يفكر فى كلام حسين ، ويكلم نفسه ، هو عنده حق وكلامه مقنع وباين عليه النعمه أووووى .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
زوجة محمود وهى منبهرة بالكلام ، وتجلس وتفتح عينيها وتهز برأسها قائلة : :
واااو النسبة فعلا مغرية جدا ، والموضوع ده لو بجد هينقلنا نقلة تانية خالص ، واحنا ممكن نجرب فى مبلغ قليل فى الأول ، ونشوف هل فعلا كلام الراجل ده بجد ولا هو بيغريك وخلاص .
محمود وهو فى حيرة :
طيب دلوقتى أنا معايا ٢٥ ألف كنت عاينهم فى البنك للزمن ، بس ممكن أشغلهم بدل ماهما مركونين ، وأهو يسندوا معانا شوية ، والنسبة ال تيجى نزودها على أصل المبلغ وتزيد . . . . . .
زوجته : عين ال*قل ، وأنا عاملة جمعية بمرتبى هقبضها على اخر الشهر ٢٠ ألف وهبيع خاتم وأكملهم ٢٥ يجوبولى ألف جنيه كل شهر وربنا يرزقنا بالحلال .
وفى اليوم التالى ، ذهب محمود الى عمله ، ومعه المبلغ ٢٥ ألف وذهب به إلى حسين : .ازيك يااستاذ حسين أنا جبتلك المبلغ ال اتفقنا عليه ، وعاوزك تودهولى ، ورزقنا ورزقك على الله ، وعاوز شيك بالمبلغ ، أه ماهو أنا لازم أضمن حقى ، ماحدش عارف الظروف فيها ايه ، وانت ال مسؤل قدامى .
حسين وهو يحاول أن يطمئن محمود :
ماتقلقش يا أستاذ محمود أنا مصلحتى ومصلحتك واحدة وانا معاك وده حقك طبعا .
وأخذ الفلوس من محمود وكتب له شيك بأصل المبلغ . . . . . . . . . . . . . .
واطمئن محمود ، فقد كان جميع أصدقاؤه قد وضعوا ولكن لم يعرف عنهم أحد ، خوفا من الحسد . . . . . .
وفى ذلك اليوم أيضا :
ذهبت زوجة محمود ال عملها فى المدرسة لتبلغ أصدقاؤها بهذا الخبر ، فتتأكد من صحته من أحد أصدقائها ، فقد كان زوج أحد أصدقائها يدع مبلغ من المال عنده ، ويأتى إليه بالفوائد . . .
فاطمئنت أمل فقد كانت قلقة بشأن هذا الأمر ، وبعد قبضها للجمعية ، كونت المبلغ وأرسلته مع زوجها باسمه ، حتى يدع الأرباح فى وصل واحد .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فطمعت أكثر فى الارباح هى وزوجها :
فقد كان زوجها يمتلك قطعة أرض ، فقام ببيعها أيضا ، وإيداع المبلغ بأكمله حتى تزيد الأرباح . . . . . . . . . . . . . .
وبعد أن تأكدوا من صحة الموضوع ، وأخذوا أول ٣ شهور ، ففكروا بأن يبقوا الأرباح مع أصل المبلغ وتزداد شهرا تلو الأخر ، فقد كان الطمع يغلب عليهم ، ووضعوا كل مايملكوا مع هذا الرجل ،
والارباح تزيد حتى وصل المبلغ ضعف ماوضعوه .
ولم يأخذوا نسبة ، وفى ذات يوم ،
عندما أراد محمود أن يخطب لابنه الكبير عماد ، فقد ذهب إلى حسين ليسترد جزء من المبلغ حتى يتشرى الشبكة لابنه :
انا دلوقتى محتاج مبلغ من الفلوس ال عندك ليا وكنت محتاجهم ضرورى ، عشان ابنى عاوز اجبله الشبكة .
حسين : ماشى ادينى مهلة اسبوع كدة اكون ظبتلك المبلغ ، ماانت عارف الفلوس كلها ف الشغل ، اسبوع وتكون عندك الفلوس .
ومرت الايام ال أن أصبح أسبوعا ، وعاد ايه مرة أخرى :
جهزتلى المبلغ ال طلبته منك يااستاذ حسين .
حسين وهو يتوه منه : .
ايه ؛ أااه الفلوس معلش ادينى مهلة يومين اتنين وتكون عندك . . . . . . .
محمود والشك بدأ يراوده ويبدوا عليه القلق تجاه حسين وبدأ يتحدث إليه بضيق و عدم ارتياح :
ايه يااستاذ حسين هو فى حاجة ، انا بقول لحضرتك محتاج الفلوس ، وحضرتك ادتنى مهلة أسبوع ، وأدى الأسبوع خلص ، انا مش مرتاح ، هو فى ايه بالظبط ، ممكن تدينى معاد أخير أخد فيه الفلوس .
حسين وهو ينظر لمحمود ويبدوا أنه وضع فى ورطة :
أهدى ياأستاذ محمود ، مش كل شهر الفلوس بتزيد وبكتبلك بيها شيك ، دلوقتى فى ظروف جديدة أصرت على التجارة ، وانت عارف الفيرس كرونا المنتشر ض*ب الاقتصاد ووقف الاستيراد والتصدير ، وبالتالى قلت الصناعة ، بس ماتقلقش فلوسك هتاخدها ...
ومرت الايام والاسابيع ال أن أصبحوا شهورا ، الى أن هذا الرجل الذى يضع معه الالاف من أهل البلد ، فص ملح وداب ، ولم يجد محمود أمامه سوى حسين فهو لم يتعامل مع أحد غيره ، وهدده بالابلاغ عنه ، وتقديم الشيكات النيابة .
ولكن حسين مثله مثل محمود فقد انخدع مثله ، فقد أتضح أن هذه التجارة كانت ستارا وراء تلك التجارة الغير مشروعة التى كانوا يتاجرون فيها .
فلم يبقى أمامهم سوى حسين ، فهو المستفيد الأكبر وراء تلك الخسارة التى حلت بالجميع ، فقد كان يأخذ منهم الأموال ، ويأخذ نسبة من وراه
فاإما السداد أو الحبس ! ! ! !
فهو كان مصيدة لهؤلاء ، فمن الناس من أخذ قرضا وضمن على نفسه ، ومنهم من باع كل مايملك ، ومنهم من سافر ووضع كل غربته ، ومنهم من كان مريضا ولم يقدر على العمل ، ووضع راس ماله ، وكانت تصرف عليه ، ومنهم من تضع ورث أبناءها طمعا في الزيادة ،ومنهم لم يجد قوت ، فالكل طمع فى الزيادة ، وتريح البال والصحة ، ومنهم من دفع ولم يأخذ ، والكل مدان .
ولكن حسين هو الفريسة التى كان يصطاد بها ، ويجنى من وراءه الكثير من المال . . . . . . . . . .
وطلب من محمود وأصدقاؤه أن يعطوا له فرصة أخرى لكى يوفر لهم المال : .
انا مش ليا ذنب انا انضحك على زيى زيكم ، ولكن انا مش هسيبكم ، وهنقف جمب بعض لحد مانرجع الحقوق ،
والجميع ذهب للابلاغ عن ذلك المستريح النصاب ، وقبل هروبه من البلد ، منع من السفر وقبضوا عليه ف المطار ، ولكنه لم يكن لوحده فقد كان أداة للتصيد ، فقد قدم الناس فيه شكوى ومحاضر كثيرة ، مما جعلته تحت يد الحكومة ومنعه من السفر ، وتم القبض عليه ، فقد كان وراءه مجموعة كبيرة من رجال الأعمال المعروفة ، وهو لم يبلغ عن أحد منهم ، وتوعد للناس بأن يتنازلوا عن تلك المحاضر ويعطوا له فرصة أخرى للتنازل ، ورد الحقوق لهم ، فقد شكل مجموعة من الناس الذين يساندونه لجنة لرد الحقوق لأصحابها ، وذلك بعد التنازل عن المحاضر الموجهة إليه ، حتى يتيح له الفرصة بعمل قرض والبنك يوافق عليه ، وإذا علم البنك بتلك المحاضر ، لم يوافقوا على القرض ، ولم يسد الديون ، وكان الناس كل همهم أن ترجع لهم أموالهم ، فقد كانوا يتعبون ليجنوا تلك الأموال ، وتضيع بكل سهولة .
ومحمود وزوجته قد أصابهم الحزن والهم فقد ضاع شقى عمرهم ، وفقدوا الامل فى رد تلك الأموال إليهم مرة أخرى ، ولكن الطمع كان أقوى ، ولكن ماباليد حيلة ، وكانوا مضطرين مثل بقية الناس بالتنازل عن القضية ، ويتيحوا له الفرصة مرة أخرى ، ليخرج لهم ويرد إليهم تلك الأموال التى تعبوا لكى يجنوها طيلة حياتهم .
وكل الناس فى حزن وهم شديد ، فمنهم من فقد بيته رهن للبنك على هيئة قرض ، ومنهم من باع كل مايملك ، ومنهم من عطل جوازه ، ومنهم من لم يملك قوت يومه ، والناس بدأت تكلم أنفسها ، من الهم والبلاء . . . . . . . .
وبعد التناول عن تلك القضايا ، خرج المسريح النصاب من السجن ، ولكن الناس لم تدعه يذهب ، وبقوا معه ويحاوطون منزله ، وأى مكان يذهب إليه ، خوفا من أن يهرب منهم مرة أخرى . . . . . . . . .
والناس فى هجوم شديد عليه ، يريدون أن يستردوا شقى عمرهم ، ولم يتيحوا له الفرصة ، لكى يرد إليهم تلك الأموال .
وبعد عدة أيام من خروجه ، سجل فيديو له على صفحته الخاصة على الفيس بوك ، وهو يطمئن الناس بااسترداد حقوقهم فى أقرب وقت ، ولكن يطلب منهم أن يهدأوا لكن يساعدوه فى استرداد أموالهم مرة أخرى ، وحدد لهم موعد باليوم والتاريخ ، والناس فى فرح شديد . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وبعد عدة أيام ، والناس اطمئنت إليه ، فى خلال تلك الأيام فوجئ الناس ب . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . .
وبكدا يكون الفصل خلص .
لتكملة القصة تابعوووونى . . . .
فى فصول جديدة فضلا وليس أمرا . . .
دمتم سالمين . . . . .