الفصل السادس

2442 Words
وهو : وفاة والد شهد الحاج جمال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فتعالت صرخات شهد ، وأخذت تبكى بكاءاً حارا على والدها الذى لم يبخل يوما على تربيتها ، وهو من أحن وأطيب الناس ، وكان حريص كل الحرص على تربيتها تربية صالحة ، وكان يراعى الله فيها . كأنها ابنته التى تحمل اسمه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فاانشطر قلب خالد حزنا عند سماع خبر الوفاة كأن والده توفى مرة أخرى . وأخذ يتذكر يوم وفاة والده الذى توفى فى حادثة كبيرة وماات فى الحال ، وكأنه شريط أ**د يمر على ذاكرته، فقد كان حينها ف الحادية عشر من عمره ، عندما عاد من المدرسة وسمع اصوات صياح عالية متجهة من منزله ، وسارع بالتوجه نحوه فوجد أناس كثيرون يهللون ويبكون بكاءاً شديدا على فقدان أبيه ، ومنذ ذلك اليوم وهو يعتمد على نفسه اعتمادا كليا بجانب دراسته ، وفى رعاية أمه التى رفضت الزواج مرة أخرى متفرغة لتربيتى ووفاءً لوالدى الذى فقدته مبكرا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وأخد يواسى شهد على هذه المصيبة التى حلت ع الأسرة قائلا لها : . البقاء لله ياشهد ، والدك كان من الناس الصالحين ، وعمر البكاء ولا الصراخ هيرجعه تانى الله يرحمه ويصبركم على فراقه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وأخذت شهد تهدأ بعض الشئ فلم يعد باليد حيلة . وبادروا بالرحيل ، متجهين لمنزل والد شهد ليستقبلوا الحاجة كريمة وقد أنزل الله الصبر والسكينة فى قلبها ، راضية بقضاء الله وتحتسبه عند الله من الصالحين . وشهد تلتقى فى أحضانها وعيناها ممتلئتان بالبكاء حزنا على أبيها الذى وفقدته . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وبعد عدة أيام من الوفاة شهد ترجع لمنزل الزوجية ومن وقت لأخر تذهب لأمها للاطمئنان عليها وعدم تركها وحيدة : . وبعدين ياأمى ، هتقعدى لوحدك ازاى بعد وفاة بابا ، تعالى عيشى معانا ، خالد بيعتبرك زى والدته ، ومش هيقول حاجة . الحاجة كريمة وهى قليلة الحيلة وتقول لشهد : ماأقدرش أسيب البيت ال فيه ذكرياتى انا وابوكى الله يرحمو ، ويمكن دى الحاجة الوحيدة ال بتفكرنى بيه وبتصبرنى على فراقه . ماتقلقيش على يابنتى ، ماانتى بتيجى كل شوية تقعدى معايا ، وبتكلميتى على طول فى التليفون . عارفة أن خالد زى ابنى بس سبينى على راحتى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . شهد وهى لا تريد أن تضغط عليها كثيرا : . خلاص ياماما زى ماتحبى ، مش عايزة أضغط عليكى أكتر من كدة ، انا بس ماكنتش عايزة اسيبك تقعدى لواحدك ، وانا هجيلك كل شوية ، عشان أطمن عليكى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ربنا يخليكى ليا ياحببتى ، ويباركلك فى فريدة ، وتشوفيها أحلى عروسة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يارب ياماما ويخليكى ، ويد*كى الصحة وطول العمر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وتمر الايام وتصبح شهورا ، والاولاد يكبرون معا ، ترعاهم شهد فى حب وحنان ، وعدم تذمر يلعبون معا فى حب وأخوة ، وشهد تقدم لهم من الطعام مالذ وطاب ، وتسعى إلى اسعادهم وتقديم العون لهم ، ولم تبخل عليهم من حب وحنان ، وتعويضهم عن أمهم كأنها موجودة وأكثر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وتمر الشهور . . . . . . . . . . . . . الى أن أصبحت سنوات ، ويوسف أصبح شابا وسيما ، فتخرج من كلية العلوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، إلى أن أصبح معيدا فى كلية العلوم ، وأعجب بصديقته سلمى التى تصغره بسنتين ، فقد كانت تعجب به كثيرا ، ويوسف لم يبخل عنها بأى معلومة . فعندما كان يوسف فى السنة الثالتة من كلية علوم ، كانت سلمى فى السنة الأولى وقتها ، فكانت تخاف من صعوبة الكلية ، إلى ان قابلت يوسف لتسأله عن ابعاد وصعوبة الكلية ، فهى ترهبها كثيرا ، فكان يوسف حينها من اتحاد طلبة الكلية فلا يبخل بمعلومة على أحد ، فدخلت سلمى على صفحة الكلية على الفيس بوك ، لتسأل على المحاضرات وعن الدكاترة والاتزام والحضور ، فكان يوسف حينها يمسك أدمن الصفحة وكان يرد عليها بكل أدب واحترام فى حدود السؤال والصداقة ، ومن واجبه أن يعرفها ويطمئنها على كل شئ ، إلى أن قابلته فى كافتيرا الجامعة وللعلم هى تعرفه من صورته الشخصية على الفيس بوك وهو لا يعرف شكلها لأنها لم تنزل صور شخصية من قبل : . واتجهت نحوه قائلة فى استياح . ازيك يا يوسف عامل ايه . يوسف وهو فى اندهاش وهو لا يعرف انها سلمى ، لانه لم يلتقى بها من قبل ، وأقبلت عليه وهى غاية فى الجمال ، طويلة القامة ، ذات العيون العسلية ، والبشرة البيضاء ، وص*ر بارز ، وتلبس فستان ازرق اللون وتمسك فى يدها ملزمات قائلا لها .: الحمد لله ، مين ؟!!!! سلمى وهى تفكره بنفسها : انا سلمى ال كلمتك على الماسنجر بخصوص جروب الجامعة ، عشان أسألك على الكلية والنظام فيها ، وطمنتى أكتر بعد ماكنت رهباها وخايفة منها . ويوسف يرفع حاجبه ويفتح فمه ويتنفس للدخل قائلا : . أاااه ازيك يا سلمى انا اسف ، ماكنتش شوفتك قبل كدة ، كويس أننا اتقابلنا ، عاملة ايه فى الكلية . . . . . . . . . . . . . سلمى وهو مبتسمه : كويسة جدا الحمد لله . البركة فيك طبعا سهلتلى كل حاجة ، وانا ال اسفة انى كنت بسألك كتير ، بس انت سهلت على حجات ماكنتش فهماها ، ولما شوفتك كنت حابة أشكرك . يوسف وهو سعيد بهذا الكلام : لا شكر على واجب ، وده دورى ومن حقك على انى ارد على كل سؤال ، ويارب أكون أفدتك . . . . . . . . . . . . . سلمى : طبعا انا استفدت كتير طبعا ، وجبت تقدير امتياز ف الترم الأول . يوسف وهو فخور : بجد ألف مب**ك وعقبال التخرج أن شاء الله . . . . . . . . .. . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .. . .. . . . . . . وفى تلك الفترة كانت سلمى تبعت له الرسائل من وقت لأخر ، إلى أن أصبحوا اصدقاء ، ويطمئنوا على بعضهم البعض ، وفى السنة الأخيرة ليوسف ، كانت سلملى فى السنة الثانية وتحصل على الامتياز فى كل سنة ، وهى مازالت تسأله وهو لم يبخل عليها ، وتطورت العلاقة فبدأ يعجب بها ويتبادلان المشاعر ، ويلتقيان عند كافتيرا الجامعة من حين لأخر . وفى يوم من الايام ، فى السنة الأخيرة ليوسف فى الكلية ؛ عبر عن إعجابه الشديد بسلمى قائلا لها : من ساعة ماشوفتك اول مرة فى الكافتيريا وانا معجب بيكى، وبااصرارك على طلب المعلومة ، كنت وانا زيك كدة اول ما دخلت الكلية مالقتش ال يساعدنى وكنت بتعب اوى انى احصل على معلومة ، وقررت من بعدها انى ماابخلشى على حد لما يطلب مساعدة كنت اقعد معاه وافهمه وأحيانا كنت بذاكرله بنفسى ، وكنت بتمنى لو حد يقعد معايا كدة ، ومن ساعة ماقابلتك وانا بشوف فيكى نفسى ، وحرصك الشديد على تحصيل أعلى الدرجات . سلمى وهى خجولة ، وتنظر للأرض وتشبك يدها فى بعضها البعض قائلة باابتسامة كلها حياء : انت شاب جميل ، وانا من زمان كنت معجبة بيك وبتفوقك الدراسى . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . .. . . . . . وتمر الأيام والعلاقة بينهم تتطور يوما عن يوم ال أن تخرج يوسف وحصل على امتياز مع مرتبة الشرف وكان من الاوائل على الدفعة ، وتم تعينه معيدا فى كلية العلوم . وسلمى فخورة به وأنه يستحق أضعاف ماكان يتمنى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وفى ذلك الوقت والد يوسف ( خالد ) زوجة أبيه ( شهد ) التى كان يقول لها أمى ، لأنها هى التى ترعاه منذ الصغر ، وهى السبب بعد الله فى نجاحه ، ووصوله لأعلى المراتب . . . . . . . . . . وهى لها الفضل لوصوله إلى هذه المرتبة وخالد فخور به وبتربية شهد لأولاده التى عانت فيها وحدها ،بعد وفاة والدته الحاجة سعاد . التى توفيت فجأة فى السنوات الماضية ، ولم يعد للأولاد سوى شهد ، فكانت المسؤلية كبيرة عليها ولكنها نجحت فى تربيتهم وتعليمهم والوصول بيهم لأعلى المراتب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وبعد تحقيق يوسف حلمه ، وتعينه معيدا فى الجامعة ، ذهب إلى والده ليخبره عن سلمى لأول مرة قائلا : لو سمحت يابابا كنت عاوز اتكلم معاك فى موضوع مهم . خالد وهو مرحب بما يقوله يوسف : طبعا ياحبيبى اتفضل عاوز تقول ايه انا سامعك . يوسف وهو فى استياح ونبرة صوته خافتة : كنت عاوز اقولك انى بحب صديقة ليا وكنت عاوز أتقدم لها . خالد وهو فى زهولة، والإبتسامة على وجهه ويسأله فى تعجب : صديقتك وبتحبها !! طيب وانت تعرف عنها ايه وعن أهلها ، يعنى عرفنى بيهم ، عاوز أسمع أكتر عنها ، هى مين وبنت مين ، أبوها شغال ايه كدة يعنى . يوسف وهو يجلس بجانب والدة قائلا : هى اسمها سلمى ، كانت صديقة معايا فى الكلية ، أصغر منى بسنتين وهى حد مجتهد جدا وجميل جدا ، والدها مهندس ، وشغال ف الخارج وهو حاليا موجود فى إجازة فى مصر ، وهى بنت ناس محترمين جدا ، وفى نفس المستوى الاجتماعى تقريبا ، ومامتها أخصائية نفسية فى مدرسة ثانوى ، وعندها اخت واخ غيرها ، وهى أكبرهم ، واتعرفنا بالصدفة كانت بتحتاج منى محاضرات وبتسأل على نظام الكلية وزى ماحضرتك عارف أنا كنت فى اتحاد الجامعة ، واتقابلنا كذا مرة وأعجبت بيها ولقتها هى كمان اعجبت بيا ، وحبينا بعض ، واستنيت لما أخلص كلية وأشوف مستقبلى الاول ، واهو الحمد لله انا خلصت ، واتعينت فى الجامعة وعاوز أتقدم لها وأوفى عهدى معاها . خالد وهو يلوح برأسه ويرفع حاجبه وهو منبهر لما يسمعه قائلا : طيب حيث كدة بقا هات لينا رقم والدها ، وشوف المعاد المناسب ال ناخد فيه معاد مع والدها . يوسف وهو يقبل رأس والده ، و يتنطط من كتر الفرحة : شكراً يابابا ربنا يخليك ليا . حالا اجبلك رقم بباها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وأسرع يوسف الى سلمى لكى يخبرها بهذا الخبر السعيد ، ويرن عليها قائلا : سلمى أنا عندى ليكى مفاجأة حلوة أوى ، هتطيرى منها من الفرحة . سلمى وهى متشوقة . وعندها فضول تعرف ماهو الخبر السعيد قائلة ليوسف : خبر ايه ده ؟؟ ؟؟ ؟؟ أنا فتحت بابا فى موضوعنا ، وهو وافق وحكيتلوا عنك وهو موافق نحدد معاد مع والدك ، وطلب رقم بباكى عشان نحدد معاد معاه ونيجى نتقدملك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . سلمى والفرحة مش سيعاها وقلبها ينبض بسرعة البرق : بجد يايوسف يعنى انت جاى تخطبنى من بابا ، انا مش مصدقة نفسى ، انا حاسة انى اسعد واحدة فى الدنيا دلوقتى بحبببببببك أوووى ... ...... وفى اليوم التالى حدد والد يوسف معاد مع والد سلمى ليتقدم لخطبة ابنته وكان والدها مرحب بهم على علمه أن سلمى قد أخبرته على كل شئ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وبعد يومين ذهب يوسف ووالده خالد ومعه زوجته شهد وابنتيه فريدة وليلى للقاء الأسرة والتعرف عليهم والتقدم لخطبة سلمى والأسرة تغمرهما السعادة . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . خالد هو والأسرة وهما فى الطريق متجها لمنزل سلمى وحين وصلوا للمنزل : نزل يوسف ومعه بوكيه ورد ، وينزل من العربية ومعه أخوته وابوه وأمه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ورن جرس الباب وفتح لهم والد سلمى وهناااااا كانت المفاجأة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لتكملة القصة تابعوووونى فى فصول جديدة فضلا وليس أمرا دمتم سالمين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD