الفصل الثاني

848 Words
كَانَت تِلْك الكلمات تَعبَث فِي رَأسِي لَم تَتَوقَّف عن الحَاق بِذاكرتي ، فقد أَصبَحت أَشبَه بِالْبنْدول اَلذِي لََا يهْدآن ولَا يملُّ تُلاحقني لَيْلا نهارًا تُراودينني فِي الأحْلام ، تَمكُث فِي رَأسِي لََا تُريد اَلرحِيل ، جَعلتْنِي أَغرَق فِي دَوَّامة هَالِكة أَخذَت تسْحبني بألْبَطى أَشبَه بِمدْمن مُخدرَات لََا أُريد العبث بِالْماضي لََا أُريد المخاطرة بِفَتح تِلْك اَلغُرفة ، لَم يَتبَق لِي سِوى أَيَّام قَلِيلَة حَتَّى اِخْتباراتي وَهذَا لَيْس السَّبب اَلوحِيد لِعَدم فتْحهَا ، وَلكِن أيْضًا لِأنَّني مَا زِلْتُ حزينًا على وَفاتِه لَقد مرَّ شهْرًا وَأنَا فِي تِلْك الحالة البالية ، فماذَا لَو وَجدَت شَيْء مَا يقودني إِلى الأرْض ؟ مَاذَا سأفْعل ؟ كَانَت هَذِه هِي الأسْئلة اَلتِي نازعتْ عَقلِي فِي الفتْرة الأخيرة جَعلتِى أَصبَح بِالْخفَّاش اِسْتيْقظ لَيْلا اِتَّجه إِلى المطْبخ أَتَعاطَى مُخَدرَي اَلمُفضل القهْوة، أَخرَجت الكانْكَا نُحاسِيَّة مِن اَلرَّف الخشَبيِّ اَلمُعلق ، فِنْجَان زُجَاجِي رقيق حُفرَت عليْه بَعْض النُّقوش ل**تاة وَفتَى مُتشابكي اَلأيْدِي يَرقُصون أَشبَه بِالْمَلك والْملكة ، حَوَاف ذَهَبيَّة أَلُون تِلْك القهْوة إِنَّه اَلصدِيق اَلوحِيد بِالنِّسْبة لِي ، ولم أَجِد أَفضَل مِنهَا فِي البقَاء مَعِي طَوَال اللَّيْل ، مُعظَم النَّاس يتَّهمونه أَنَّها مُضرَّة ، وَهُم أيْضًا الأشْخاص الَّذين يَأكُلون اللُّحوم الفاسدة ويسْتنْشقون عَوادِم السَّيَّارات ويشْربون اَلخُمور وينْتَهي بِهم الأمْر بِإخْبارك أَنهَا سَيئَة ، حقًّا حَمقَى أَعدَدت فِنْجَان القهْوة اَلْخاص بِي وجلستْ على شُرفَة اَلمنْزِل أُفكِّر فِي أَرْض دَافنْشِي وَهذَا الخاتم اَلذِي أَعطَاه لِي ، لَكِن بَعْد فَترَة طَوِيلَة مِن التَّفْكير ، قَررَت عدم فَتْح تِلْك اَلغُرفة لِحين الانْتهاء مِن اختَّبارْتاتى الدِّراسيَّة. (بَعْد مُرُور شَهْر) كَانَت تِلْك الأيَّام تَمُر بِسرْعة البرْق إِلى أنَّ اِنْتهَيْتَ مِن اخْتبارتى وَاتَت مُكَالمَة هَاتفِية مِن أُخْتِي دَلَال تُخْبرني بِأنَّهَا تُريد رُوئيتى وأنَّهَا قد دعتْ ندى لِتناول العشَاء مَعهَا ولَا يُوجَد مفرٌّ لِلْهروب اِبْتسَمتْ ضاحكًا قَبْل أن أُعْطيهَا مُوافقتي وارْتَدى ثِيابي واتَّجَهَت إِليْهَا. أَوقَفت سَائِق تَا**ِي لِأجده عمَّ رَمَضان صديق جِدِّيٍّ اَلقدِيم لََا زِلْتُ أتذكَّره حاولتْ أن أَجعَله يتذكَّرني لَكنَّه بلى فَائِدة ، لِذَلك بَدأَت أَعرَض نَفسِي عليْه مَرَّة أُخرَى ، وبدأتْ أَخبَره بِكلِّ الأحْداث اَلتِي أخْبرَني عَنهَا ، وأخْبرتْه مَرَّة أُخرَى عن وَفَاة جِدِّيٍّ ، وكالْعادة بكى مَرَّة أُخرَى ذَلِك الرَّجل يُنْتُهذ أيَّ فُرصَة لِلْبكَاء ، وَبدَأ يُردِّد لِي نَفْس اَلقِصة عن جِدِّيٍّ ، وَأنَّه كان صديقه وَجلَس معه دائمًا ، لِذَلك حاولتْ فِي ذَلِك الوقْتِ التَّعَرُّف عليْه أَكثَر لِعَلي أَجِد معْلومات مُفيدَة فسألَتْه عن( فلك) فَقَال طبْعًا جَدَّك أخْبرَني عَنهَا وأنَّهَا اِبْنَة( مَلِك دِرْبيكَا) اَلذِي يُحبُّهَا لَكنَّه قال لِي أَنَّه لََا يَستطِيع الزَّوَاج مِنهَا بَعْد أنَّ فقْدهَا فِي ( مُسَابقَة التَّاج ) وأنَّ هُنَاك حرْبًا لِأنَّ بَيَّن أَرْض( دِيريبيكَا) و(دافنْشي) هَذِه مَا يَعتَقِد تِلْك هِي الأشْياء اَلتِي قال لِي جَدِّك عَنهَا أَعتَقد أَننِي أَتذَكر شيٌّ آخر لَكِن لََا أَستطِيع تَذكِرة هَرْش فِي رَأسِه قَبْل أن يسْألَني أَيْن تُريد الذَّهَاب ! رُبمَا اخرَّبْتنى وَلكِن لِأتذَكَّر فَقْد أخْبرَني الأطبَّاء أَننِي مُصَاب بِمَرض الزَّهايْمر ، لَكنَّه فِي المرْحلة المتوسِّطة حَيْث يَمُر بِخَمس مَراحِل ، لَكننِي لَاحظتْ مُؤَخرا أَننِي أَنسَى أَسرَع مِن اَلأُولى أخْبرَتْه بِحدَّة شَارِع 9 فِي الزَّمالك، أَشعَل سِيجارته أخذ شهيقًا تَتَطايَر أنْفاسه إِلى اَلْهَواء ، حسنًا . لَكننِي كُنْت اُذْكُره كُلَّ دَقِيقَة حَتَّى لََا يَنسَى ، وبدأتْ كُلَّ دَقِيقَة أَخبَره بِالْمكان حَتَّى اِسْتطَعْتُ لِلْوصول إِلَيه . وكالْعادة وَجدَت ندى تنْتظرني فَتَوجهَت إِليْهَا فلم تَنطِق بِكلمة لِذَلك اِسْتخْدم حِيلة خَمسَة وَهِي( التَّغاذْل ) جميع الفتيات يعْشقْن المغازلة أخْبرتْهَا أَنهَا تَبدُو رَائِعة وأنَّهَا تَتَألَّق كالنُّجوم لَكِنهَا أَكثَر النَّجْمات سُطوعًا تَغيرَت الملامح إِلى السَّعادة سَمَاع هَذِه الكلمات تَحوَّل غَضبُها إِلى سَعادَة . لَيلَة طَوِيلَة بِرفْقة مَحمُود وَدَلال عَشَاء رَائِع كَعادَة دَلَال ، لَكِن الأمْر أَصبَح مَحسُوما الآن يَجِب على فَتْح تِلْك اَلغُرفة الملْعونة كان ذَلِك اليوْم الموْعود فقد كَانَت ندى بِجواري تَوَجهنَا لِفَتح اَلغُرفة لَكنَّه فِي اللَّحْظة اَلأخِير قاطعَني صَوْت طُرقات مُتتالية لِلْبَاب تَركَت اَلمقْبِض واتَّجَهتْ بَعْد ذَلِك إِلى اَلْباب لِأَجد شَخْص على اَلْباب يُندِّه بِاسْم جِدِّيٍّ فَتحَت اَلْباب لِأَجد مُحصِّل الكهْرباء فاطْمَئنَّ قَلبِي فسألَتْه عن الحسَاب فَقَال لِي فَاتُورة الكهْرباء سَبعَة وثلاثون جُنَيْها فذهبتْ لِإحْضَار مَحْفَظتي ثُمَّ رَجعَت إِلَيه مَرَّة أُخرَى ودفعتْ لَه الحسَاب وذهبتْ لِندِّيٍّ مَرَّة أُخرَى لَأَجدهَا قد فَتحَت باب اَلغُرفة . تَوجهَت إِليْهَا مُسْرِع اِتَّجهْتُ خلَّفهَا كَانَت تِلْك المرَّة اَلأُولى مُنْذ وَفَاة جِدِّيٍّ وَجدتِي لََا زَلَّت تِلْك اَلغُرفة تَحتَفِظ بِروْنقهَا ذَلِك اَلسرِير الذَّهَبيِّ اَلقدِيم المصْنوع مِن اَلحدِيد ، خِزانة الملابس الخشبيَّة المصْبوغة بِاللَّوْن الأبْيض اَلذِي أَعدَّت خِصِّيصًا لِجَدي ، سَتائِر تِلْك اَلغُرفة البيْضاء مَكتَب جِدِّيٍّ الخشَبيِّ اَلقدِيم المصْنوع مِن خشب الزَّان ، طلائهَا الأحْمر الباهتِ كُلُّ تِلْك الأشْياء فِي مَكانِها كمَا هِي لَم تَتَغيَّر مُنْذ أَكثَر مِن خمْسين عامًا بَدأَت أَفحَص كُلُّ شَيْء بِعناية مَكْتَبته صُورَة كُلِّ شَيْء فِي تِلْك اَلغُرفة لِمدَّة تَقارُب السَّاعتيْنِ لَكِننَا لَم نَجِد شيْئًا مُفيدًا سويًّا صُنْدُوق لَونِه ذَهبِي مُرصَّع بِالْأحْجار الكريمة خَضْراء اللَّوْن أَسفَل مَكتَبِه ، حاولتْ جاهدًا أنَّ اِكْسِر قَفلَة الحديديِّ بِالْفِعْل اِسْتطَعْتُ فعل ذَلِك بَعْد مُحاولات عَدِيدَة لِأَجد بِه بَعْض الأوْراق وَلعبِه تُشْبِه الشَّطْرنْج مُسْتطيلة الشَّكْل عِصْيَان خَشَبيَّة لَونُها أَبيَض وَنرُد بِه أَرقَام وَصوَّر لَه هُو وأصْدقائه وَورَقِه أيْضًا كتبت بخط الرقعة المشكل (صارعتْ العالم كُلَّه لِأجْلك وَمِن أَجلِك خُنْت العهْد) فَأعطِيت تِلْك الورَقة لِندِّي فظهرتْ علامَات التَّعَجُّب على وجْههَا يَبدُو أنَّ جَدَّك كان عاشقًا قديمًا لَكِن يَبدُو أنَّ سَهْم حَبَّة لَم يَصُب الهدف تَذكرَت فِي تِلْك اللَّحْظة قِصَّته مع فلك بِنْتِ دِريبْكَا وأنَّ صديق جِدِّيٍّ أخْبرَني بِأَنه خَسِر فِي المسابقة ولم يَستَطِع الزَّوَاج مِنهَا يُبْدُون أنَّ هُنَاك شيٌّ لََا أحد يعْرفه عن جِدِّيٍّ سَيظَل لَغذَّا دائمًا لِغذاء لَم يفْهمْه أحد هُو وقصُّه أَرْض دَافنْشِي لَكننِي وَاثِق بِأنَّني أَستطِيع فكُّ ذَلِك اللُّغْز . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD