الفصل الأول

607 Words
السَّاعة الثَّانية مُسَاء بِتوْقِيتِ القاهرة c 19 مُكَالمَة هَاتفِية أَيقَظت وعيى ، نَبَضات قَلْب الهاتف تَختَرِق أُذُني وتْتساقل، نَبَضات طَارِئة تُجْبرني على الاسْتيقاظ اللَّارادى عَيْناي مُتَثاقِل أَشبَه بِالسَّمكة جسد مُثلَّج أَشبَه بِكوب ثَلْج أَمسَكت هَاتفِي المحْمول لِيظْهر على الشَّاشة الرَّئيسيَّة مُكَالمَة هَاتفِية بَرزَت ملامحهَا فِي عَينِي وأجْبرتْني على الإفاقة بِوَعي كَامِل هَاتِف مِن مُسْتشْفًى المعادي نَبرَة مُتناحرة بِقَلب نَابِض تُخْبرني أنَّ جَدَّك مريض وَأنَّه سيبْقى فِي المسْتشْفى. نَهضَت مِن على الفرَاش اطْرقع ظَهرِي يمينًا ويسارًا اِبْحث عن نظَّارَتي على مَكتَبِي الخشَبيِّ الموْجود بِجوار الفرَاش لِتسْقط كُوب زُجَاجِي مُتحطِّمًا على الفوْر كَانَه كان يُنَاظِر تِلْك اَلفُرصة بِفارغ الصَّبْر كاِمرأَة عَانِس وَجدَت عريسًا، سُتْرتي السَّوْداء لََازِلْتُ مَاكِثة فِي مَكانِها لَم تَتَحرَّك لَم تَعبَث بِهَا الأشْباح تِلْك اللَّيْلة وتغيُّر مَكانِها لِحسْن حَظِّي أرْتديهَا على الفوْر وكعادتي بِنْطالي الجينْز كُنْت اِرْتدِيه لَطَالمَا اِعتدَت على النَّوْم بِه فقد أَصبَحت عَادَة ولَا اُوئْمَن بِأنَّ العادات يُمْكِن تَغَيرهَا . أَغلَقت اَلمنْزِل جيِّدًا قَبْل أنَّ اَنتقل بِسيَّارتي إِلى المسْتشْفى ، سَيَّارة مرْسيدس عَتِيقَة أَشبَه بِالْمسْتطيل أعْطاهَا لِي جِدِّيٌّ يَعتَقِد انها لَامْبورْجيني لَكِنهَا سَيَّارة بَالِية وتعْمل عِنْدمَا تُريد وعنْدَمَا لَأترِيد لَاتعْمل أُلَقبهَا بِالسَّيَّارة العاطلة هِي أَصبَحت مُتقاعدة تجاوَذْتْ السِّتِّين تُقْرُقر عِنْدمَا أَقُوم بِإدارتهَا . لِحسْن اَلحَظ كَانَت شَوارِع تِلْك اللَّيْلة خَالِية لَم يَعبَث بِهَا الأذدحام كُثُوث يَعبَث بِالْأسْنان ، ولمَّ يكتْ مُرْهِقا فقد اِسْتطَعْتُ اَلوُصول على الفوْر ، أوْقفَني عَامِل الأمْن كعادتهم يخْتارون عُمَّال الأمْن بِمنْتَهى الذَّكَاء وبوصْفات دَقِيقَة أُمًّا أن يَكُون قد تُجَاوذ السِّتِّين مِن عُمرَة أو ثمين بِشارب ثقيل وَنَظارَة أَشبَه بألمْفتْشى كْرومْبو وَفِي تِلْك المرَّة كان اِخْتيارهم على المفْتش كُرومْبر أوْقفَني بَدأَت بِطَرح اسْألْتة اَلذكِية لِماذَا أَنْت هُنَا الآن ؟ بألْتاكيد لَن أتى فِي مُنتَصَف اللَّيْل لِمشاهدة مَرضَى ، جِدِّي فِي العناية يَجِب على الدُّخول إِلَيه أَلقَى نَظرَت تَفحصِية اِلتقَطتْ فِيهَا جميع مَلامِحي شِعْرِي الأسْود اللَّامع لِحْيتي اَلخفِية بَشرَتِي البيْضاء كجهاز كُمْبيوتر سمِح لِي بِالدُّخول. تَوجهَت على الفوْر إِلى مَكتَب الاسْتقْبال مَكتَب رخاميْ فَوقُه جِهَاز كُمْبيوتر بِالطَّبْع نَعلَم جيِّدًا أنَّ ذَلِك الجهَاز لَايسْتخْدم سِوى لَلْاعَاب ، مُمَرضَة مَمشُوقة اَلْقَوام بِشعرَات صَفْراء أنْهكَهَا الأكْسجين واحْمرَّ شِفَاه تَتضعَة بِطريقة تَظُن أَنهَا مُغْرِية تَأكُل لِبانتهَا بِمنْتَهى القذارة تَنظُر نَظَرات ثُعْبانيَّة سَألتْنِي عن الاسْم يَاقُوت عَلِي مُحمَّد اجابت على الفور الوقْتَ مُتَأخر لََا يُوجَد ذيارَات ، فيْ تِلْك اللَّحْظة اِسْتخْدم سِلاحي الأقْوى الأمْوال وَرقَة بِخمْسِين تُحَل مَشاكِل كتير أُعْطيَّتهَا الورَقة فِي السِّرِّ لِيتغَيَّر وجْههَا لِابْتسامة عَرِيضَة تَفتِك شَفَتاهَا وتخْبرني أَنَّه مُحتَجَز فِي اَلغُرف ثَمانِية مُرْكِذ الإنْعاش الصِّحِّيِّ لِلْحالات غَيْر المسْتقرَّة أشارتْ إِلى بِأصْبعهَا بِمكان اَلغُرفة أخْبرتْني بَأنَه لَدى عَشْر دَقائِق وَاءَمت بِرَأس واتَّجَهتْ إِلَيه مَمَرات ضَيقَة بَيْضاء اللَّوْن اُضَائَة خَافِتة لَطَالمَا كُنْت أكْرههَا وَذَاد كُرْهِي لَهَا عِنْدمَا رأيْتُ جِدِّيا مَحبُوسا فِي إِحْدى اَلغُرف الطِّبِّيَّة ذات اللَّوْن الأبْيض المحاطة مِن الخارج بِزجاج شَفَّاف عَازِل يَسمَح لَك فقط بِرؤْية اَلمرِيض مِن الدَّاخل، مُسْتلْقيًا على سرير أَبيَض اللَّوْن جِهَاز مُرَاقبَة مُعدَّل ضَرَبات القلْب وبعْض المحاليل يَبدُو أنَّ حالته غَيْر مُسْتقِرَّة أَشَار إِلى بِأصْبعه بألتحديد بِسبَّابته كيْ اِتَّجه إِلَيه . فَتحَت باب اَلغُرفة بِكلِّ هُدُوء اِتجهَت إِلَيه بِخطوَات مُتباطئة يمْلؤهَا اَلحُزن والْأَلم اِقْترَبتْ مِنْه وَضعَت يَدِي على رَأسِه ونظرْتُ إِلَيه بِعَين تَخفَى مشاعرهَا لَكِن كَانَت تَصرُخ مِن الألم والْحزْن وَفِي تِلْك اللَّحْظة نَظرَت إِلى وُجهَة قليلا فوجدْته قد شاب مع تَقدمِه فِي اَلعُمر ، وتغيِّر لَوْن شِعْرِه تمامًا حَتَّى أَصبَح شِعْره رَمادِيا وتساقط مُعْظَمِه وَتَعرَّض جِلْده لِلتَّجاعيد ، اِبتسَم بِصَوت خَافِت وَهُو يَرتَدِي وَهُو مَا كان يكْرهه دائمًا ، يبْتَسم لِي وَهُو وَيقُول أنَا لََا أَطمَح فِي العيْش أَكثَر مِن ذَلِك ، لَقد قضيْتُ اَلكثِير مِن حَياتِي مُشَتتا مِن أفْكاري ومخاوف ومآس ، وَحَان الوقْتُ لِمواجهتهَا، رُبمَا تَكُون هَذِه هِي الكلمات الأخيرة اَلتِي سَوْف تسْمعهَا مُنِي الآن ، لَكِن يَجِب أن تُصْلِح مَا أفْسدَتْه سعل بِطريقة جَافَّة قَبْل أن يُخْبرَني بِأنَّ تِلْك سَتكُون وصيَّته الأخيرة لَه نظر إِلى يديْه قَبْل أن يَأمُرني بِأَخذ هذَا الخاتم مِن يَدِه وسوْف يُريني اَلطرِيق اَلصحِيح يَجِب عليْك الاعْتناء بِسكَّان اِرْض دَافنْشِي هُم يحْتاجونك لِأنَّ .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD