الزهرة الجزء الثاني

الثانية

اليوم التالي:

نزلت من سيارة العائلة بعد قيادة اربع ساعات !

ذهلت بذلك المظهر الذي شاهدته عيونها , كل كلام الدنيا لن يكفي لوصف تلك الصورة الربانية الرائعة, يا لله الخالق البديع محسن التصوير ..

اخذت ديانا نفسا عميقا جدا من ذلك الهواء النقي اللطيف

ايلينا تبتسم لردة فعل ديانا: هل اعجبك ؟؟

ديانا تنظر لوالدتها وعيونها تلمع: هل تمزحين ؟؟ اشعر وكأنني بعالم اخر.. هل هذا مكان حقيقي حتى !!

داني يبتسم ابتسامة عريضة: اهلا بك في متنزه يوسيميت الوطني.

ديانا: احسنتم الاختيار.. انه فعلا المكان الذي كان يجب علي الذهاب اليه ..

ايلينا تسحب هاتف ديانا من يدها: من شروط التخييم, اول شرط لا هواتف ولا الكترونيات..

ديانا: ماذا ؟؟

داني: هيا كل واحد منكم يسلمني الهاتف الخاص به.. هذه من شروط التخييم..

ديانا: ومن سيأخذها ؟

ايلينا: سيجمعها المسؤول عن التخييم ويضعها بالامانات ..

ديانا: هل نحن مجموعة ؟؟

تايلر يسلم هاتفه: لن نخيم وحدنا, هناك العديد من الناس القادمون من جميع انحاء العالم هنا..

ديانا تنظر له وتتحدث بتردد: وهل.. سيكون هذا امرا سهلا عليك ؟؟

تايلر ينظر لها بعيونه الحادة: طبعا لا.. ولكن سنحاول تجنب الامر..

ديانا تنظر للأرض وتومئ برأسها: حسنا..

سلم الجميع اجهزتهم الالكترونية, عدا ديانا التي احتفظت بكاميرا التصوير الخاصة بها كي تصور ذلك المكان المذهل ..

في فلسطين:

: اجل … حقا ؟؟ اااه~ خالي أنا احبك … حسنا , أنا اعتمد عليك… حسنا سأحدثك في المساء.. الى اللقاء * قالت ساشا وهي تغلق هاتفها *

مروان: ماذا قال لكي ؟؟

ساشا تنظر لمروان وهي تبتسم ابتسامة شريرة بلطف: لقد قال انه سيتولى امر والدي هههههههه وأخيرا شخص ينصفني..

مروان: وهل تعتقدين انه سيقبل ؟؟

ساشا: طبعا, كيف لأبي أن يرفض طلبا لخالي ؟؟؟

مروان: اتمنى هذا… ولكن …. هل ستتركيني وحدي هنا ؟؟

ساشا تنظر له وهي ترفع حاجبها: ماذا تقصد ؟؟ لد*ك اصدقاءك هنا .. كل الجامعة اصدقاء لك !

مروان يضحك: انتي محقة ولكن , مذ عرفتك انتي وديانا لم اعد اجلس سوى معكي.. طبعا لان ديانا سافرت * يتن*د*

ساشا: لا تقلق… سنتحدث معك أنا وديانا كل يوم * قالت وهي تسترخي على الكرسي وتضع يديها خلف رأسها بثقة *

مروان: ههههههههههه اشعر وكأنك ستسافرين غدا !

ساشا: سأفعل !! سأقدم اوراقي واسافر لن انتظر هنا… ثم بما أن خالي هناك سيسهل علي كل شيء , لقد قال انه يريد أن يتكفل بجميع مصاريف سفري حتى!

مروان: يبدوا وانه يحبك بحق !

ساشا: لم ينجب الاولاد مسكين * قالت بحزن * وانه يحبني اكثر واحدة من بين جميع بنات خالاتي واخوالي.. اشعر وكأنه والدي بمكان اخر.. ثم انه يترجاني منذ فترة طويلة جدا أن اذهب للعيش عنده ولكن امي وابي يرفضان.. وأنا لم اكن جدية بهذا , ولكن بعد أن سافرت ديانا اصبحت جدية بهذا الموضوع اكثر ..

مروان: اها~ فكرة جيدة… يجب أن تقفي بجانبها بعد أن سافرت تلك الجميلة..

ساشا تنتفض بشكل مضحك: ااااااااه~ لا تلفظ اسمها.. من يعلم لماذا تخطط * تنهض من مكانها*

مروان ينهض من خلفها: هههههههههه انتي مجنونة, سأفتقدك حقا..

ساشا تبتسم له ابتسامتها الجميلة: وأنا ايضا يا صديقي العزيز… لماذا لا نذهب لمكان ما..

مروان: حسنا , لنذهب الى كوفي شوب ونتناول شيء ما ونحتفل بقرار سفرك.

ساشا: هيا~ هههههههههه..

في اليوسيميت كاليفورنيا:

بعد أن شيدوا الخيام بالمكان المطلوب , داخل الغابة الكبيرة وجلس الجميع للتحدث والمزاح..

مسؤول التخييم: الآن سنلعب لعبة …

الجميع بحماس: اجـــــــــــل !!

مسؤول التخييم: اللعبة ستكون مكونة من عدة افرقة , كل فريق يكون مكون من عائلة ..

ديانا بحماس: ما هي اللعبة ؟ وما تفاصيلها ؟

مسؤول التخييم يبتسم لها: ههههه يبدوا أن هذه الفتاة متحمسة جدا.. حسنا , اللعبة ستكون كالأتي.. سنعطيكم لائحة مكتوب عليها مواقع لرموز معينة , والرموز منتشرة في ارجاء الغابة , من يجمع هذه الرموز اولا هو الفائز في اللعبة, لعبة تنافسية جميلة..

الجميل: واااو لعبة جميلة…

مسؤول التخييم: الآن سنبدأ بتشكيل الافرقة وتوزيع اللوائح..

تم تشكيل الافرقة , وبالطبع لن ننسى فريق لوتنر , فريق عائلة ديانا..

ايلينا: نحن كثر , لذلك يجب أن ننقسم حتى نجد الاشياء بسرعة اسرع من غيرنا..

داني: ماذا تقترحين ؟؟

ايلينا تبتسم: بما انكم عينتموني القائدة.. أنا وداني وكارلين سويا, وديانا وتايلر معا.. ما رأيكم ؟

ديانا وتايلر ينظران لبعضهما, ديانا: أنا وتايلر ؟

تايلر: أنا وديانا ؟

ايلينا: لا اعتراض !

كارلين: ماما اريد أن اذهب مع ديانا وتايلر !

ايلينا: لا حبيبتي يجب العناية بك , وأنا ماما افضل من يعتني بك ..

كارلين تضم والدتها: حسنا ماما..

ديانا تبتلع ريقها: حسنا.. بما انك قد قررت مسبقا..

تايلر بداخله يرقص فرحا , بينما بخارجه يظهر الانزعاج..

مسؤول التخييم: ملاحظة , يجب عليكم عدم تخطي اشارة التنبيه لانها خارج حدود التخييم… ابقوا بالحدود وانتبهوا للاشارات..

الجميع: عُلم…

جهزوا حقائبهم من اجل رحلة البحث التي ستدوم ثلاثة ساعات .. ويجب عليهم العودة قبل غروب الشمس , حيث أن الثلاث ساعات تنتهي مع غروب الشمس.

…

انهمك الجميع بالبحث , حتى ديانا وتايلر..

وجدا بعض الاشارات وتابعوا البحث..

: كم اشارة معنا الآن ؟؟ * سالت ديانا بفضول *

تايلر: ثلاثة… معنا اشارة A, C.E ..

ديانا: جيد.. هن خمس اشارات ..لنواصل البحث * قالت بحماسة *

تايلر: بقي معنا ساعة ونصف علينا أن نسرع كي لا نخسر.. والاسرع بايجاد الاشارات هو الفائز..

ديانا: هيا بنا..

تابعا ديانا وتايلر السير , تابعا السير بعيدا.. بعيدا جدا !!

ربما لم ينتبها لتلك الاشارة الملقاة على الارض التي تشير بعدم خروجهما عن هذه المنطقة , سقوطها على الارض واختفاءها تحت اوراق الاشجار حرمت عينيهما من رؤيتها .. ويا لها من ورطة وقعا بها دون أن يدركا !!!!

بعد مرور ثلاث ساعات على المسابقة:

الجميع تجمهر واجتمع عند الخيام , الجميع عدا تايلر وديانا , والشمس على وشك الغروب !

مسؤول التخييم: هل الجميع هنا ؟؟؟

الجميع: اجل..

ايلينا: لا سيدي اعطنا بعض الوقت , ولداي لم يعودا حتى الآن !!

مسؤول التخييم: ولكن الاوامر كانت واضحة ! بعد ثلاث ساعات, أنا أسف لقد خرجتم من المنافسة ..

ايلينا: لا يهم المنافسة ولكني قلق عليهما..

داني يرتب على كتفها: لا تقلقي سيعودان هما بالغان ليسا طفلين..

ايلينا: أين هم يا ترى ؟؟؟

….

عند تايلر وديانا..

ديانا: اعتقد انه علينا العودة الآن , لقد مرت ثلاث ساعات بالفعل !

تايلر: اجل هيا بنا..

ديانا تبتسم بارتباك : ولكن… من أين الطريق ؟

تايلر ينظر من حوله: ها~ … * يشعر بالارتباك* لنسير من هذا الاتجاه ..

وثقت ديانا بكلامه, من يعرف المكان اكثر منه ؟؟ لقد كان هنا اكثر من مرة.. هكذا اعتقدت ديانا…

بعد السير نصف ساعة متواصلة..

وصلا لجرف عالي جدا , شهقت ديانا بفزع وعادت للوراء..

: تايلر !!! نحن لم نأتي من هذا الطريق ولم نكن هنا من قبل !!!! ماذا نفعل هنا الشمس على وشك الغروب !!

تايلر يشعر بالارتباك: يبدوا اننا خرجنا من حدود التخييم !!!

ديانا تتسع عيونها وصرخت : ماذا ؟؟؟؟

تايلر: أنا لا اعلم كيف حدث هذا ! لم يكن هناك اشارة تحذيرية بطريقنا , لقد انهمكنا بالبحث ولم ننتبه !!

ديانا عيونها تحتقن بالدموع: هل يعني هذا اننا ضعنا ؟؟؟؟؟؟؟

تايلر: اجل * قال بخجل من نفسه فقد اعتمدت ديانا عليه *

ديانا: اااه~ كيف هذا !!! كيف سنعود للتخيم الشمي غربت بالفعل !! دقائق ويحل الظلام !!!!

تايلر: لنبحث بسرعة عن أي مخرج…

ديانا : حسنا..

ابتعدا عن الجرف وسارا على حدود النهر لعلهما يجدان الطريق من خلاله..

اخذا يسيران ويسيران , سارا حتى تورمت اقدامهما..

ديانا تجلس على الارض وتمسك بحجر وتلقيه بعيدا: تبا!!! تبا !! لقد تعبت لم اعد أقوى على السير , الارض وعرة جدا قدماي تورمتا !!

فجأة سمعا صوتا مخيفا… لقد كان صوت دوي للدبابير..

تايلر يسكت ديانا: ما هذا الصوت !!

ديانا: ماذا ؟؟؟

تايلر ينظر وراء ديانا: هل القيتي الحجر هناك ؟؟؟؟

ديانا تومئ برأسها : اجل لماذا ؟؟؟

تايلر يصرخ بفزع: اركضي !!!! لقد ضربتها على عش للدبابير..

ديانا التي سحبها تايلر من يدها: يا الهي !!!!!!!

هاجت الدبابير وأخذت تلاحق ديانا وتايلر اللذان اخذا يركضان بسرعة كبيرة وبهلع , ديانا تصرخ بلا توقف وتايلر يسحب بها من خلفه…