الفصل الثالث

1156 Words
" مُفاجأه "  الماضي الذي يجعلك تدمر كل شئ حولك سيستمر بمطاردتك حتي يقضي عليك , لا تعبث بماضٍ أليم ولا حاضرٍ مُدمَر ولا مُستقبلٍ مفقود ! كُن بجانب من تُحب حتي تشعر بلذة الحيـاة , لتترك العداءات جانباً حتي تستطيع أن تغمض عينك دون أن تفتحهما علي فزع أو علي نغزه قلبية يتبعها تأنيب الضميـر ........... الجسد موجودة بالمكـان لكن القلب وال*قل اتفقا علي الهرب بعيداً حيث يوجد ما لا تستطيع النفس الا استمتاع بـه في الواقع .. إلى الخيال هربا ولم يعودا منذ سنتين - طائف ... تعالي يا حبيبي اقعد عايزاك هتفت حياة بحنو بعدما أنهت صلاة الفجر وطوت سجادة صلاتها لتجد بعدها ابنها الصغر أتياً من الجامع ومتجهاً نحو غرفته اوقفته بإشارة من صوتها , لم يجلسا منذ وقتٍ طويل مع بعضهما امتثلَ طائف لأوامرها وذهب ليجلس بجانبـها وشعر أنه هو الأخر اشتاق لتلك الجلسة التي تُعيد روحه مكانها وتُلملم شتات نفسه - تحب أعملك كُباية لبن زي زمان يا ولا ابتسم من جانب شفتيه قليلاً , كانت ابتسامته هادئة بحر عيناه الخالي من الأمواج في يومٍ مُشمش , ملست حياة علي شعرة ال**تنائي قبل أن تسرد -تعرف يا طائف انك أكتر واحد شبه أبوك -طبعاً عارف .. دي حاجة واضحة زي الشمس كانت نبرته مائلة للألم أكثر ما هي للسخرية , وكأن هذا التشبيه يؤرقه ويدمر حياته يوماً بعد يوم لم تستطع حياة أن تطبب ما يحدث داخل روحه المكلومة , لذا فضلت تغيير الموضوع أو علي الأقل إيجاد ميزه له - يا واد دي مش حاجة وحشه لماتبقي في الشكل يعني   -وهو الشكل الخارجي هيعمل ايه لما يكون اللي جوا خراب أصلاً .. وإن الشكل اللي برا ع** تماماً اللي جوا .. الصراحة مبحبش أضحك علي نفسي واقول اني حلو أمسكت وجهه بين يديها بلطف وهي تنظر لبحره الذي تعكر صفوه كأن زرقته غابت وانطفأ لمعانها و أردفت تلعن داخلها من سببَ ذلك -لا يا حبيبي انت حلو جوا وبرا ومحدش يقدر يقول كده , واللي بيعوز حاجة بيعملها زفرت ببطئ قبل أن تستطرد وهي تحاول إقناعه بأن لا ذنبَ له ,حتي وإن كان هي لا تستطيع رؤيته حزيناً بهذا القدر , عاطفة أمومتها تغثو عليها حتي تنتشله من ذلك الحُزن العميق -أنا عارفة أنه صعب عليك , بس دي حاجة مفروضة علينا ولازم نقبلها مش بايدينا كان يومئ برأسه وهو يتحدث كأنه يريد تصديقه فقط لأنه شئ مفروض عليـه -أه طبعاً للأسف .. إننا عندنا أب زيه كانت تنظر له بعينان زابلتان لا تستطيع أن تقول له غير ذلك ,تلك هي الحقيقة التي يجب تقبُلها حتي وإن كانت مؤلمة -حبيبي احنا لازم نتقبل وجوده حتي لو مفيش ليه ذكري حلوة , بس عايزاك تفصل شوية عن الكلام ده وتبص لمستقبلك .. نفسي أشوف ولادك قبل ما أموت امتعضَ وجهه وأصابه الحنق تلك اللحظه فوالدته تنتهز الفُرص حتي تحدثه في ذلك الموضوع اللئيم من وجهه نظره , جربَ حظه مرة ولم تُفلح بسبب عصبيته وثقته المُضمحله في نفسه -ماما أبوس ايدك ... قاطعته قائله وهي تنظر إليه بحده تلك المرة , لتفرغ ما يجيش بص*رها وتنتهي من ذلك الأمر - طائف كفاية بقي , مش لازم كا حاجة مش هتنفع عشان جربت مرة ومنجحتش لازم تجرب تاني وتالت وعاشر ومية أمال هي الحاجة هتتحق من مرة واحدة ولا ايه ؟ أدارت وجهها عنه وحاولت أن تظهر الحنق منه , كل مرة تحدثه في ذلك الموضوع ينتهي بأن يغلقه بقبله علي جبينها قائلاً "كفاية عليا انتم .. مش عايز عيله جديدة " - يا ماما افهميني بس , أنا اللي مش عايز أنا مبسوط كده تحدثت وهي علي نفس وضعيتها تلك , وقد تغيرتنبرتها للحزم -بص يا طائف انا وابوك مش دايمين , لو حصلنا حاجة محدش هيبقي جنبك وكل واحد من اخواتك ليه حياته الخاصه , ف انت كمان لازم تحاول ان يبقي ليك حياة زيهم علم ان ذلك النقاش لن يفلح , وفكر لوهله تلك المرة لن يخسر شيئاً , ليجرب حتي تقتنع والده بذلك - ماشي يا ماما هحاول تغيرَ وجهها المُمتعض وأصبح ليناً , ولانت نبرتها وابتسمت عيناها وربتت علي كتفه قائلة بحنو - ربنا معاك يا حبيبي ويهديك كانت الساعة تجاوزت السادسة صباحاً حينما استأذن منها ودخل غرفته أما هي فضلّت أن تجلس في غرفتها مُنعزله تلعن من ألقاها القدر في طريقه , من كان سبباً في تش*ه الروح وفقدان لذه الحياة من أعطي ندباتٍ بسخاء لا تتضح معانيها إلا بعد وقت .. ليلعنه الله في الأرض وفي السماء ............................. - نُقطة ومن أول السطر هتفض كينان وهو يعبث ببعض الأوراق التي بيده ويبتسم بجانب شفتيه إبتسامة ماكرة علي ما علم لتوه ليكن إذاً .. حان الوقت للحساب الذي أعده من أجله رفع عيناه من علي الورق أمامه ليجد زوج والدته ينظر إليه بطريقة ساخرة وهو يجلس أمامه واضعاً قدماً فوق قدم دون أدني احترم كمثل كلماته الذي تفوه بها تواً - هاا هترجع تركيا امتي ؟ رفعَ كينان حاجباه وهو يرمق ناصربسخرية بعد أن انسلت علي جانب شفتيه ابتسامة بلاستيكية -لما أخد حقي الأول اصطنع أنه مُهتم وهو يهتف بنبرة ملهوفه زائفه - أه صحيح عرفت مين اللي عمل كده ؟ أجاب كينا بكل دبلوماسية وهو ينظر إليه - طبعاً... الحاجات دي مش بتستخبي كتير عليا كان الجو مشحوناً بما يكفي لأن يقوم كينان بالقبض علي ياقة قميص ناصر ويهتف بصوتٍ هادئ لكن يشوبه نبره تهديد - مش هسيبك لا انت ولا هو ! ابتلع ناصر ريقه وهو يرمقه بعيونٍ جاحظه , لقدعرفَ الطرف الأخر ولهذا أراد أن يكذب ما قال - ااا ايه ؟؟ ... هو مين ؟ انت بتقول أي كلام علي فكره أزاح يدي كينان القابضه علي رقبته وهو يحاول إزاله حشرجة صوته , بينما أردف كينان وهو يرفع سبابته أمامه بنبرة حادة لا تحمل معني أخرغير الغيظ الدفين -مش هسيبكم , وأنا لحد حالاً معرفش انت بتدافع عنه ليـه ثم **ت لوهله ورمقه بتحدٍ قبل أن يدلف خارج المكتب - بس هعرف .. .................... - أدهم , تحب تيجي معايا وأنا بشتري الأودوات بتاعتي؟ هتفت منـة بعدما تجهزت وصعدت لشقة عمها وذهبت حيث يجلس , بينما أردفَ أدهم بتقطبيه حاجبين وهو يراها متجهزه بفستانٍ أزرق طويل وحجابٍ أبيض أبرز وجهها المُمتلئ -أدوات إيه ؟ قامت بالنفخ قبل أن تردف بنفاذ صبر - أدوات الرسم بتاعتي - اصطنع التفكير وهو ينظر لها بعلو - -هفكر! .... وبعد ساعة كان يسير بجانبها يحمل الحقائب التي ابتاعتها - مش كفاية بقي ولا إيه ؟ رمقته بطرف عينيها وهي تتابع -خلاص هرأف بحالك ده , وهشربك عصير زمَّ شفتيه وأردفَ قائلاً بسخرية -ياااه ده ايه الكرم ده .. و.. قاطعه اصطدامه بفتاه بطوله تمتلك جسداً رشيقاً وعينان خضراوتين - أنا أسفه مكنش قصدي التفتت منة لتري ما يحدث لتجد أدواتها مبعثرة أرضاً وفتاة تُحادث أدهم -خير ! هتفت منة بحدة وهي تقف مُطبقه ذراعيها إلي ص*رها , لتهتف تلك الفتاه بنبرة هادئة -أنا خبطت فيه من غير قصد مكنش قصدي أجابت منة بإبتسامة صفراء وهي تقوم بتوجيه أدهم أمامها - خلاص حبيبتي حصل خير و فرصة سعيـدة - ايه يا بنتي برااحة تحدث أدهم وه يبتسم لفعلتها تلك التي تنم عن غيرتها الغير منطوقة , عيناها تنطق بألف حديث لكن شفتاهاأبت أن تقوله سارَ بجانبها وهو يبتسم أما هي فظلت علي حنقها .. من بعيد هناك عينان تراقبان الموقف ب**ت , تتحدث في الهاتف قائلة - تمام خدت الموبايل بتاعه ... - يتبع.. - #سارة_عاصم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD