البارت الثاني

1081 Words
عندما دخلت الي الغرفه انا وهند وخلدنا الي النوم وجدت هند تبكي بشده وترتعش وكان يبان عليها معالم الفزع، بالرغم من الجرح الكبير داخل قلب امي لكنها كانت حريصه كل الحرص ان تربينا تربيه سويه، حتي لا نتذكر ما فعله أبي، كانت كل يوم تذهب للعمل في الصباح الباكر وتأتي في استراحه في نصف اليوم وتقوم بإيصالنا الي المدرسه والدروس الخصوصيه، ظلت حياتنا مستقرة لفترة من الزمن، حتي جاء يوم ظل ابي يدق علي الباب بطريقه جنونيه وسط خوف و رهبه مني انا واختي وكذلك امي. علا : في ايه يا اسعد؟ اسعد: افتحي الباب عاوزك في كلمتين. علا: ما فيش كلام ما بيننا يا اسعد قلت لك مش هافتح الباب وورقة الطلاق توصلني في اقرب وقت. اسعد: قبل ورقه الطلاق انا عاوز اتكلم معاكي شويه. فتحت امي الباب بعد إلحاح شديد من أبي فهي تعلم جيدا انه لن يتركها إلا اذا قامت بفتح الباب، ظللنا نترقب انا وهند الباب من بعيد وعندما فتحت أمي الباب دفعها ابي للداخل واغلق الباب وراءه ثم قال لها اسعد : انتي غيرتي كالون الباب يا علا، هي دي اخرتها الشقه دي بتاعتي انا يعني ما لكيش الحق انك تغيري كالون الباب. علا : انا قاعده في الشقه ببناتك، وانا اللي باصرف عليهم احمد ربنا اني ما طلبتش منك فلوس لحد دلوقتي . اسعد: ماشي يا علا هنبقى نشوف مين بعد كده اللي هيقعد في الشقه دي. امسكته ماما من يده و اخرجته خارج المنزل و اقفلت الباب بالمفتاح وراءه، كانت تنظر الينا وعيناها تمتليء بالدموع مع ابتسامه خفيفه وتقول لنا: علا: مالكم يا بنات مفيش حاجه مش عوزاكوا تقلقوا خالص ولا تخافوا. عم الهدوء في المنزل لفترة طويله و مر حوالي ٤ سنوات واختفي ابي تماما فطوال الاربع سنوات لم نسمع حتي صوته ولا يأتي الي المنزل واختفت المشاكل من حياتنا، اترقت امي داخل عملها فهي كانت مجتهدة جدا في مجال تفصيل الملابس، فا صاحب المصنع وجد فيها الاجتهاد وعينها مديرة المصنع ومسؤوله عن كل شيء فيه، كانت تقوم بتفصيل ملابسي انا وهند واي شخص يرانا كان ينبهر من اناقتنا، طوال الاسبوع نذهب للمدرسه ونرجع نذاكر و امي ترجع من العمل في المساء وكانت تقوم بتجهيز الغداء في الصباح الباكر حتي لا تتأخر علينا، ويوم الاجازه نذهب الي جدتي حتي نقضي طوال اليوم بجوارها، و نقابل خالتي و اولادها. كان لديها ولدان توأم يكبرانا بعامين، و في يوم كالعاده ذهبنا عند جدتي لتقضيه يوم الاجازه لكنها علي غير المعتاد كانت لا تفتح المنزل، ظلت امي تطرق كثيرا علي الباب لكنها لا تستجيب، انتاب امي الخوف فا امها غير معتاده علي ترك المنزل، وصلت خالتي عزه هي الآخري فتعجبت من وقوف ماما امام المنزل وقالت لها : عزة: في ايه يا علا ماما فين . علا: ماما مش بتفتح الباب يا عزه انا خايفه عليها جدا . ظلت خالتي تطرق عالباب وتنادي بصوت عالي لكن بلا استجابه. هرولوا داخل العمارة كي يسألوا السكان عن جدتي . واجابت جارتها التي تسكن بجوارها : _ لا انا ما شوفتهاش خالص بس انا لسه جايه من بره جايز تكون نزلت تشتري اي حاجه وانا برا، ظلت أمي تنظر لخالتي عزه وهي خائفه وتقول لها: علا: انا قلبي مش مطمن حاسه ان امي جرى لها حاجه. عزه: ما تقوليش كده يا علا، ماما كانت صحتها كويسه ومش تعبانه خالص هيحصل لها ايه يعني. علا: نادوا لي اي حد من العماره ي**ر الباب ده. سرعان ما آتي اثنان من سكان العمارة، و اخذوا مطرقه كبيره حتي يحاولوا **ر الباب لكن قالوا لنا : _الباب مقفول من جوه بالمفتاح مش عارفين ن**ره خالص. ماما في هذا الوقت قالت لخالتي: علا: يبقى ماماجوه وحصل لها حاجه الباب مقفول بالمفتاح من جوه و ظلت تصرخ بشكل هستيري، وتقول لجدتي : افتحي الباب يا ماما احنا جينا زي كل اسبوع. الجيران سرعان ما قاموا بالاتصال بنجار و قام ب**ر الباب وبالفعل فتحوه، دخلت امي وخالتي داخل الشقه وهما يدعوا الله ان تكون جدتي بخير، وجدوها نائمه علي سريرها وجهها يشبه الملائكه ظلت امي تنادي عليها: علا: اصحي يا ماما انا وعزه جينا زي كل اسبوع قومي اقعدي معانا. لكنها لا تجيب، دخلت جارتها الي الداخل وعندما نظرت اليهم قالت لهم: _ البقاء لله يا جماعه دي ميته باين عليها جدا انها ميته، وشكلها كمان بقى لها يومين او اكتر . ظلت امي تصرخ وهي ترتعش وتقول لها علا: بقى كده برده يا ماما سبتيني ومشيتي، ده انتي الوحيده اللي كنت باجي عندك افك عن نفسي بعد تعب الاسبوع كله، و ظلت تبكي ودخلت في حاله من الاكتئاب طوال خمس شهور لا تأكل ولا تشرب ولا تتحدث معي انا وهند، فهي ملازمه غرفتها في **ت وتقوم بالنهار للذهاب لتوصيلنا الي المدرسه وتذهب الي العمل وترجع من العمل تظل نائمه لليوم التالي، شعرت امي بالتقصير نحونا واحست اننا اصبحنا اكثر عدائيه وحاولت ان تقرب مننا مرة اخري، في هذه الفتره كنا انا واختي في عمر ال 10 سنوات لا نعرف اي شيء عن بابا طوال هذه الفتره لدرجه اننا نسينا شكله، فقد قامت امي بحرق كل صورة و اي شيء يخصه حتي لا تتذكر الآلم الناتج عنه، عندما كنا نسأل امي عنه كانت تجاوب بالكلام الطيب دائما حتي لا تش*ه صورته امامنا وكانت تقول لنا: علا: بابا بيحبكم وهو كويس بس هو مشي عشان كان في مشاكل ما بيننا احنا الاتنين، لكن انتم بناته وهو هيفضل يحبكم طول عمره، و في يوم اخبرتنا ماما انها سوف تتأخر في العمل وسوف تأتي في المساء المتأخر، ظللنا انا واختي هذا اليوم نلعب حتي لا نخاف من الجلوس بمفردنا داخل المنزل، اتفقنا ان نلعب لعبه ويقول كل شخص بماذا يشعر. هبه: انا حاسه اني جعانه. ضحكت هند وقالت لي: هند: طب ما تقومي تاكلي. هند : انا حاسه ان التليفون هيرن دلوقتي حالا. وفجأه رن هاتف المنزل وانا انظر لهند في خوف وتعجب وقمت بالرد علي الهاتف، كنت اظن ان امي هي التي تقوم بالاتصال حتي تطمئن علينا لكن ظني كان خطأ، فتحت و سمعت صوت شخص مجهول الصوت كان واضح جدا، شخص يقول لي بخوف: _الحقيني، الحقيني يا هبه انتي وهند، وتعالوا لي بسرعه على العنوان اللي انا هاديهولك ده، اكتبي الكلام اللي انا هاقوله لك ده كلمه كلمه اوعي تقولي لمامتك اي حاجه. هبه : انت مين وعارف اسمي منين، رد عليا هذا الشخص وقال لي: _مش لازم تعرفي انا مين، لما تيجي لي هتعرفي، انا عارف كويس انكم قاعدين لوحدكم دلوقتي في البيت وتقدروا تنزلوا بسهوله وتيجوا عالعنوان ده، لا اعلم لماذا في هذه اللحظه اسرعت واخذت وقه وقلم وكتبت هذا العنوان ولماذا لم اغلق الهاتف في نفس اللحظه وظللت اسمع كلامه للاخر وهو يقول لي : _ في حاجه لازم تعرفيها كويس انا، وفي هذه اللحظه فتحت امي باب المنزل و رجعت من العمل، رميت التليفون من يدي وانا خائفه جدا واخذت الورقه التي كتبت فيها العنوان وقمت بتخبيئها وراء ظهري، اقتربت امي مني وقالت.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD