- الفصل الرابع عشر - تفقدته لوهلة، شعره المبعثر وعلامات الإرهاق التي تتضح على وجهه، قررت بداخلها أن تحاول هذه المرة أن تختار كلماتها بعناية دون أن تسأله عن شيء، فالرجل الباكي ليلة أمس هو من تريد أن تُكمل حياتها معه وليس الآخر الغاضب الثائر دون داعٍ! اقتربت ثم وضعت صينية الطعام بينهما بعد أن جلست على الفراش واجابته: - لقد أتيت هنا ليلة أمس، ولقد تحدثنا.. مدت يدها له بالمُسكنات لينظر لها نظرة حادة من نظراته المُتفحصة التي تكشف الكثير ولم يتحرك فوضعتهم رغمًا عنه بفمه ويليها كوب مياة ثم قالت بنبرة مرحة: - لا تُسرف في الشراب، سيسبب لك صداعًا لعينًا.. بلع تلك المُسكنات ثم بدأت في مناولته الطعام فلم يستجب إليها لتزفر في ضيق وتبعته بعينيها وهو ينهض مبتعدًا ولكنها أمسكت بيده قبل أن يذهب لتحدث بنبرة قاسية: - ابتعـ.. قاطعته بعدما لاحظت مزاجه العكر وأخبرته بتصميم: - أنا لا أصنع الطعام لأحد،