Black cat's curse :
البارت الثامن عشر
#الراوي
عندما يبقي الأنسان منعزلاََ عن من يحب..
عن ما يسقيه الأمان، عن جوهره..
لا مطر يبلل قلبه و لا ضباب يعميه عن وحدته..
..
" هل كنت تخططين لقتل الملكة؟"
عادت الماشطة للخلف و عيونها تتسع فزعاََ، لم تدرك صعوبه الصوت الخشن من خلفها الا عندما تقدم لترتج مكونات الصينيه التي تحملها و تصتك الاكواب سوياََ..
" لا.. لا سيدي.. كنت اضع الطعام لها فحسب..
صدقني لقد تذوقته بنفسي.."
هزت الماشطة راسها و هي تري وجه رمسيس يظلم اكثر لتنظر الي مرآي بصره و تجد عيونه الغامقه تركز علي شئ واحد..
كوب عصير العنب..
لم يترك لها فرصه للشرح ليأخذ العصير و يشمه..
" هل هذا غير مسموم؟ "
لم تفهم السوال في البدايه،. اكانت ستضع لصديقتها و التي كانت خادمتها منذ الطفوله سما؟
كانت نظرات رمسيس تتنقل بشك بين الماشطة و الصينيه و الملكة..
و بين طيات غضبه المتصاعد ظهر في عقله سوال لم يقوي علي تجاهله..
هل هو امتحان مشابه لما امتحنت به الملكة نايا؟
هل هو مقدم علي تعذيب برئ و قتله كما فعلت هي؟
" لا ابدا يا سيدي.." اردفت بتماسك و لم ترغب في الاسكانه لنظراته الماكرة و حاجبه المرفوع لتضع الصينيه جانباََ و تنظر للملكة و تضع يدها علي صدرها كانها تقسم.
" لم اكن ابداََ لإعض اليد التي مدت لي.."
" اهاا.." كانت صوت رمسيس ساخراََ..
و لكنه و لدهشتها اخذ الكوب و ابتلعه جرعه واحدة..
ضربت تي رأسها بيدها بقهر و هي تشاهد ماذا حدث خلف الستار..
هو لم يقل سيموت و لكنها متأكده ايضاََ انه لن يكون بخير..
نظرت بقلق للحظاتي و هي تري كلاهما بشمل مشوش قليلا لان الستار شفاف من جهه واحده ..
" يبدوا انه ليس مسمماََ فعلاََ.. "
تنهد رمسيس و نظر الي الخادمة باعتذار..
لقد كان تفكيره صحيحاََ..
و عاد عن الفخ الجهنمي قبل ان يسقط..
" ربما يكون قد ذهبت رائحته قلبلاََ بسبب الجو الحار..
احرصي ان تضعيه في المبرد..
لا اريد لأي شئ ان يحدث لها بقصد او بدون قصد.. "
اومات الماشطة بسرعه " انا ساذهب لتبديل جميع الطعام و ساجلب اجدد ما صنعه الطباخ.. "
" سيكون ذلك جيد.."
خرجت الماشطة الي الخارج، لتشاهد تي رمسيس و هو يتقدم الي نايا بعيون ذابله..
حذرها عقلها انها قد تنهار عند رؤيه تلك المشاهد و لكن و كانها شائت ان تعاقب نفسها بنفسها،. ظلت تحدق بهم..
كان دائما يقف صامداََ،. مهما حدث،. و مهما رآي من ويلات الحرب..
اما عندها ، فقد كان يحرر دموعه بلا قيد..
و كانها الكلمات تلذي ظل يحبسها فقط مرارا قد تكاثفت و باتت دموعاََ في مقلتيه..
امسك بيدها المرتاحة علي جانبها،. تلك اليد القمحيه الناعمه و الصغيرة في يده و قبلها..
ليجثوا علي ركبته بجانب سريرها..
" اسف يا ملكتي،. لقد اردت ان اكمل الطقوس..
لقد فعلت كل شئ بيدي لانقاذك و ما زلت افعل..
اعلم انك تسمعيني في مكان ما..
ارجوك لا تفقدي الامل، لا تذهبي للعالم الاخر بدوني.."
لم تشعر تي بالدموع الا عندما لم تستطتع النظر بدون ان تفركهم عن عيونها،. كان صوت توسله لها يؤذيها..
ارادت ان تخرج من الستار و تصرخ له..
**هي لم تحبك ابدا و لن تحبك كما احببتك انا..
كما اعبدك انا..
يا احمق..**
و لكنها قاومت لتمسح دموعها بخف يدها و تعض علي شفتيها..
" اعلم انك تسمعيني ملكتي..
ان كنت تعتقدين ان عدم وجودك سيريحني..
ابداََ..!!
انا غاضب منك بسبب تهورك..
و لكن لا ان تجعليني افقد شخص اخر احبه..
هذا عقاب اكبر حبيبتي."
مسح رمسيس دموعه قليلا لينظر الي خصلات شعرها و التي بدت مبتله قليلاََ بسبب العرق، ليمرر يده علي خصلاتها الفحمية و يمسح العرق عن جبهتها.
لم تتحمل تي اكثر، قبلاته..
شعرت و كان شيطان عظيم يمسك بقلبها بين كفه و يعصره عصراََ...
" لقد سكرت بحبها اذاََ..
سنري.. سنري كيف ستموت انت ايضاََ بسبب حبها.."
...
كانت روح نايا و الاكثر تعذيباََ تراقبهم من اعلي، كانت تفعل كل ما بوسعها ..
جسدها بالفعل لا يستجيب.
و لكن قلبها يحمل الوعد الذي اخذته من الالهه سخمت كدرع علي صدرها لتتذكر محادثتها معها في المعبد :
" ليس بيدي ان اوقظك..
لقد طلبت ان يتم اهدائه هبه لممارسه الطب لم توهب لأحد من قبله..
و قد حدث..
عليه ان يكتشف قدراته،. و هو..
هو وحده القادر علي انقاذك"
توسلت الملكة نايا اكثر " لكنه يعذب لكثر بسببي..
هو لا يعلم حتي ان لديه قدره طبيه و لا يمكنني ان اظهر له لاشير حتي .. "
" لا.. لن تفعلي.. هو حتماََ سيكتشف بنفسه.. "
كان رد الالهه سخمت بارداََ و كأنها تتحدث كونها الهه الحرب فقط..
اين الجانب الأنثوي بداخلها..؟
" و لا تنسي انت ستنتقلين الي العالم الاخر ايضاََ بعد ان تستفيقي من سباتك..
لذا عليك ان تودعيه سريعاََ..
ثقل قلب نايا و نظرت للاسفل بحزن..
وداع مرة اخري..
تلالأت عيناها بالدموع لكن و هي تراه امامها،. يقف بجوارها و يمسك يديها بتلك الطريقه..
حتي بعد ما فعلت..
" فقط ليله واحدة ..
اريد ان ابقي معه ليلة كامله، و ساذهب معك طوعاََ للعالم الاخر..
انا مستعدة لأكون اي شئ في حياتي الاخري..
فقط اريد ان اعوضه عما فعلت و ان اعترف له.. بحبي.."
لم ترد عليها اللهه و لكنها ظلت تراقب رمسيس و هو يتحاور معها و يخبرها بامور المملكة و ما حدث مع الوزراء من تشاجر..
كانت نظراتها كلها امل مع كلامه..
اتمني فقط ان توافق الالهه سخمت، اتمني ان تصل الي عمق قوتك.
امين..
..
#رمسيس
" بدا الناس يشكون في شئ ما يا ملكتي،. و لم يعد اي من حججنا التي نقولها لغيابك تنفع..
الجميع يتسألون و يطالبون بمعرفه اين انت..؟
كلما يتصاعد رأي من الوزراء لصنع استفتاء ليختاروا من سيحكم مؤقتا بعدك،. اصمتهم..
الليله سأعيد الطقوس من جديد.. اتمني ان تكوني معنا الليله ملكتي.
و لا نحتاج لأي احد للحكم.. "
خرجت بعد تأكدت من الغرفه، لقد اوصلت لها ما اريد..
و لكن حقاََ الامور قد اتت الي نصابها..
الجميع يتقاتلون كالوحوش لاخذ الملك و اعلم ان لا منهم يهتم ربع ذره بحال البلاد او العباد هنا..
الجميع يجرون عمياناََ وراء السلطه فحسب...
علي ان اتصرف.
صعد رمسيس بينهم ، كان يعلم ما يدور في الاجتماع السري بينهم بسبب عصافيره.
و كأن الامر اكثر من واضح..
" لقد تركناها تتولي الحكم مع انها فتاه، و لكن هذا عليه ان يتغير لا يمكن دوله عظيمة كمصر ان تكون حاكمتها فتاه مراهقه.."
" اجل لقد وصل الامر الي ايدي المتخصصين اخيراََ.
علينا نحن ان نتولي من بعدها.."
كنت اشعر ببركان يغلي من داخلي ، و انا اعلم ان منهم من وصل الي تنفيذ مراسم جنازتها ..
" هل انتهيتم .. ؟".
ابتسم رمسيس ببرود غير مبالي بتوترهم و اجفالهم الذي اخفوه سريعاََ..
ليتحدث الوزير بتاح رع باكثر نبرة مقبولة بينهم..
" لقد سأمنا كلام الشعب يا رمسيس، لم يكن يجرؤ اي احد علي مهاجمه الحكم هكذا و لكن الاوضاع تسوء..
و الشعب ان لم نصارحه بالاخبار ستعم الفوضي..
هل تريد ذلك؟"
سكت حتي صاروا ينظرون إلي بشك..
" حسنا.. لنقيم اجتماعاََ و نخرج للناس و نخبرهم بأمر الملكة و نري ماذا سيحدث.. "
جلست بينهم علي الكرسي و اخذت وضعي و انا اضع قدماََ علي قدم..
الجميع ينظرون الي،. و لكن اعلم انه لم يقم منهم بما فعلته..
لم يشارك اي منهم في عدد الحروب التي شاركت بها،. و مع ذلك لا اريد السلطه..
هذا اخر ما اريد الجري خلفه..
ابتسم معظم الاعضاء و مررت عيونه عليهم بترقب
ليرد احدهم و هو يدعي الوزير كاي..
" لا.. لا.. "
رفعت حاجبي باستنكار لاجعله يعيد التفكير فيما قاله و لكنه اكمل..
" لما.. ؟"
" ان تركنا البلاد هكذا بدون حاكم و خرجنا و قلنا اننا لا نزال نقرر .
سيهجم علينا الاعداء من كل صوب.. "
ابتسمت حينها باستحسان و حينها فهم الجالسون مقصده..
" سيلقي اليوم الخطاب، و الوزير كاي هو من سيحكم مؤقتا بدلاََ عن الملكة.."
عدت الي غرفتي و انا اشعر بالغرفه..
هل ستموت بالفعل.. ؟
الا يوجد هناك امل؟
لقد اقمت الطقوس في الصباح، انهيتها و لكني لم القي اي رد..
هل يعقل ان الاله تحوت لم يقبل دعوتي..
كان الليل الاسود يقيم في صدري،. مختنق مما انا فيه و لا اجرأ علي مجابهه وجه الملكة..
ماذا ساقول لها حتي؟
هل اقول انني فشلت..
فشلت في احياء جسدك و معالجتك، و بالفعل الليلة سيتم الاعلان عن حاكم من بعدك..
لم اكن اريد ان الجأ الي هذا الخيار و لكني لم اعد اتحمل، كانت المشاكل تحاوطني من كل زاويه..
لعل كأس واحد من الخمر يخفف عني فقط مراره ما اشعر به..
و ربما احلل و اجد حلاََ اخر..
و لكن مع استمرار مرارتي، كنت اسحب فقط كأساََ وراء الاخر..
كنت اتذكر فقط عيونها..
و اتخيلها في داخلي..
ماذا لوكانت حبيبتي العنيدة هنا.؟
ماذا كانت لتقول؟
كيف كانت لتتصرف في هذا المازق..؟
و مع زياده الشرب بدأت اتخيلها حقاََ..
كانت هناك امامي، تخرج من الباب و تاتي الي، شعرها الاسود الطويل يتمايل علي كتفها نزولاََ من صدرها الي وركها..
كانت تتمايل في مشيتها كهره فخورة، و تمر بجواري..
ليرتعش جسدي من مشهدها و هي ترتدي هذا الفستان القصير و تلك الابتسامة الخفيفه من شفتيها الممتلئة و التي تسحر اشد الرجال.
انا بالتأكيد احلم الان..
اعلم ذلك..
و ربما هي العاب من عقلي ليريحني قليلاََ..
وضعت يدي علي كتفها في انتظار ان تختفي و انا اجد نفسي اترنح من مفعول الخمر و انادي باسمها..
" نايا.. هل اتيت. ؟"
قطبت حاجبيها و لكنها ابتسمت مرة اخري و ربتت علي يدي..
" اجل.. انا هنا"
ابتسمت، و مع انني لم اكن اراها تماماََ كانت الرؤيه مهتزه لي..
ظللت اريد تخيل ملامحها،. ظللت واضعاََ صورتها التي رسمتها في عقلي امامي.
نايا...
انها هي..؟!
هذا عطرها، و هذا ملمس شعرها..
قربت خصرها مني،. لم تقاوم كما كنت اتخيل، ربما كانت لتبعد يدي حتي لو كانت تريدني..
لكني قبلتها ، و التهمت تلك الشفاه الورديه النديه بقبله جامحه لاضمها الي صدري..
" اه.. لقد اشتقت لك نايا.. اكثر مما كنت تتصورين..
و مما اتصور.."
مررت يدي علي ظهرها..
اخبرتني حواسي ان اتوقف.
هناك شئ خاطئ..
و لكنه اغمضت عيوني متجاهلاََ.
مررت يدها علي جسدي و ابتسمت اكثر و انا اري عيونها تلمعان في الظلام،. تلك العيون كالعسل الصافي.
لاسمع صوتها في النهاية متغيراََ.
لأفرك عيناي بقوة و انا اسمع صوت استطتع تمييز نبرته تماماََ عن نبرة الملكة نايا...
" احبك.. رمسيس.. "