رواية : black cat's curse
البارت الثامن
#رمسيس
فتحت عيناي و لا زلت اشعر بالصداع الكامن في رأسي..
انا متأكد انني لم احتسي و لو قطره من الخمر البارحه..
ما الذي دهاني.. ؟
تقلبت علي الشراشف البيضاء تحتي و انا اقيم ظهري و افرك عيناي بقوه.
فتحت عيناي بصعوبه بعد الكثير من الرمش..
لانظر و احد الملكة نايا..
واقفه امامي..
تفاجئت..
انها في العاده لا تأتي ابداََ الي احد مخدوميها..
كانت تقف بدلال كالعاده، و قد اعطاها الاله اتون نصف جماله، بيدها صينيه عليها الخبز و العسل و الجبن..
و ابريق من اللبن و تنظر الي من بين رموشها و هي تعلم اثر وطئ نظراتها علي قلبي.
" تفضل.."
نظرت لها باستغراب قليلاََ، و مع الكثير من الكلام الذي ينتقع في فمي..
لا يوجد هناك شئ اتنمر عليها به و انا اخذ منها الصينيه..
أتتني رائحة عطرها الذي ينتمي للجنه من حلاوته و هي تقترب مني، لتعود بابتسامه كامله من شفتيها الناعمتين..
" اراك تتسائل.. _ما الذي اتي بي الي هنا_..؟"
حتي هذا السوال نسيته و انا اراها تقترب مني بهذا القرب..
و لكنها ليس الاجابه الصحيحه التي اعطيها لفتاه مغروره..
_" اظن ان هذا ما انتظره منك يا اميره"_
اتسعت ابتسامتها بخفه لتمرر يدها بشعرها..
انها تشعر بالتوتر قليلاََ..
" اليوم سيقام الموكب الملكي لتوديع الملك..
و سيتم تحنيطه و ايصاله لمثواه الاخير.."
بدات و لا تزال تنظر الي ملامحي..
حسناَ...
الملك.. مات..؟
اصفر وجهي و انا انظر اليها باستغراب..
كيف مات الملك.. اللعنه..؟؟
قمت فورا من فراشي لاخرج الي الباب و لكنها امسكت بيدي بيدها الناعمه و انا اصرخ بهم فزعاََ.
" يا حرااس.. "
" اهدأ.. "
كانت نبرتها اكثر من ثلجيه و هي تنظر لي..
" اهدأ"
كيف.. كبف تقولين هذا.. من فعل..من قتل الملك؟؟
هل هو..؟ "
" من " رفعت احدي حاجبيها الرفيعين.
" الملك ادد.. ملك لوبيا..؟ "
ظلت تنظر لي لدقائق كثيره بغموض ..
انا حقاََ لست افهم..
هذا اخر ما سمعته..
وثبت اكثر و هي تقترب مني..
" اخبرني اذاََ بما تعرفه.."
جلست علي السرير مره اخري و جلست بجابني..
حسنا انا لدي طاقه سوي للسؤال الان عن لماذا انا هنا..
و كيف حدث كل هذا بدون ان ادري..
" متي مات الملك..؟ "
اكفهر وجهها قليلا و انعقدت حواجبها الرفيعه كقوسان ناعمان و لكن ملامحها سكنت مره اخري لتجيب بنبره بارده لا روح بها
**" انا من سأسئل يا رمسيس .. و انت ستجيب.."**
" تفضلي "
" ماذا سمعت عن هجوم ملك لوبيا علي بلادنا؟"
" اسمعيني يا ملكة نايا..
عندما حان المغيب جمع والدي الحراس جميعاََ و من ضمنهم انا و اخبرنا انه قد اتاه مرسوم من الملك ان علينا تجهيز القصر لاستقبال ملك لوبيا العظيم و انه من سيساعدنا في تجاوز تلك الازمه..
انا بالطبع كنت هناك و لكن هناك بضعه امور جعلني اشك في صحة هذا الاجتماع لانه اقيم علي عجله، و لم يذكر لنده طويله الملك ان الملك لوبيا قد اراد التصالح..
طلب والدي ان تكوني حاضره.
بحثت عنك..
كنت حينها غير موجوده في القصر.. "
كان ما يؤلمني و يجعلني اتحدث بهذه السرعه انها و هي تضع يدها علي فخذها و تنظر لي..
اري في تلك العينان الجميلتان انها ليست تصدقني بالمره..
" اكمل ايها الحارس.. و ماذا رايت.. ؟
بعد ان عرفت انني لست موجوده..
هل انه الوقت المناسب لدس الاعداء في القلعه؟ "
وقفت و التهيج يملئني من راسي الي اسفل قدمي ..
" لماذا تقولين هذا يا سمو الاميرة .. انا حارسك المخلص..
و انتِ تعرفيني منذ ان كنت صغيرة..
كيف تتهميني اتهام بشع مثل هذا؟ "
لم تتحرك من مكانها بل ابتسمت و مررت يدها في خصلات شعرها الفحميه لتعود بظهرها للخلف و تضع قدماََ علي قدم..
" لانك.."
ثم اقتربت بهمس من اذني.
" لا زلت تسعي للانتقام مني.."
اقتربت اكثر و هي تضغط علي كل كلمه تقولها بنبره من الكره الخام.
" الجميع كان يخطط لهذا الامر منذ فتره..
ليموت الملك و يُحتل العرش..
الجميع اراد رويتي و انا اقف مذلوله..
يا له من عرض..؟
و ان يتم سحب العرش مني..
و ابقي عاريه من سلطتي امام الجميع "
وقفت الي كامل طولها و لا تزال تصل فقط الي صدري لانظر لها و انا اشعر ان تلك ابدا.. ليست نايا التي اعرفها..
تلك النظرات التي تتحول لعتمة الليل عندما تتحدث..
تلك النبره...
" يا ملكة نايا.. انت مخطئه تماما..
والدي الملك باسمتك كان صديق والدك المقرب.
كيف تقولين هذا.. ؟
ان كنت تشكين بي لماذا ساخاطر بحياتي من اجلك من قبل و من اجل الملك في كل حرف كنا نخوضها..
انتِ تحديداََ لا تعرفينني ممذ مده قصيره بل أنت تربيت علي يدي.. "
رفعت يدها في الهواد لتهتز اساورها
" كفي.. انا لم اعد اصدق الا نفسي هذا كله كلام تقوله لأي شخص اخر...
انا اصدق ما اراه فقط بعيني.. "
انا لا اعلم ما الذي حدث في تلك الفتره..
يجب علي ان اعرف..
" والدك كان خائنا.. لمملكتنا..
لشعبنا..
والدك مجرد خائن وضيع.. و حتي مهما فعلت..
انت من نفس الدم..
لابد ان تكون ساعدته .. "
وقفت مبتعده لتعطيتي ظهرها و هي تخرج الي الخارج لاجز علي اسناني و امسك بذراعها..
التقطتها بسهوله لاشدها الي و اتاكد من ان عيناها العسليتان تلك في مستوي نظري تماما و تراني بدقه عاليه.
" اسمعي يا اميره. "
همست وانا اخذها اقرب، اعلم انها تريد ان تبدوا قويه فقط..
حتي لو كان ذلك علي حساب نفسها،. روحها.. كل شئ.
" اجل انا مجرد حارس،. و لكن لا اسمح لك باتهامي بهذا الشكل..
انا لم اعرف ان الملك قد مات حتي..
و لكني قد وعدت انني ساحافظ علي حياته بكل ثمن..
و انا اقول انني ساعرف من فعل هذا به.."
ابتسمت لي بسخريه لتزيح يدها من يدي..
" افعل ما تشاء..
و لكن اعلم انني ايضاََ ابحث.. "
و من ثم شددت يدي اكثر علي خصرها..
و انا اشعر ان مكان صدري ناراََ من تلك النظرات المستحقره التي تنظرها الي..
" هل تظنين حقاََ انني خائن.. ؟"
لم افهم..
انا لا اعلم لماذا اشعر انني قد عشت تلك اللحظه من قبل و لكن راسي يولمني و انا احاول التذكر..
عيناها العسليتان وحدهما هي من تساعدني بالتذكر خاصه عندما يأتي لمحه قليله من الشمس بجوارهما و يتحولان للون الكهرماني.
انهما تماماََ نفس عيون.. هذا الكائن..
ارتعشت اكثر و هي تنظر بعيني لاضع يدي اقوي علي المنطقه عند خصرها حيث يرتاح لحمها الناعم تحت يدي.
" ربما تلوميني لان والدي كان لاجئاََ و لكن انا قاتلت في الصف حتي هذا اليوم.. و لطالما اوقف محاولات اغتيال و مداهمه الملك من قبل .." صرخت بها..
شعرت براسي يؤلمني اكثر و انا احاول عصر مخي اكثر لتذكر المزيد و لكن راسي كان يوجعني اكثر لاضع يدي علي جمجمتي.
وضعت يدها علي صدري لتدفعني..
" و ما دليلك.. ؟
حتي لو كنت قد تربيت معي.. انا لم اعد اثق باي احد..
اذا اردت الاثبات خقاََ انك لست بالخائن..
احضر لي الدليل..
اوجد لي و ساعدني في احضار الخونه للعداله.."
لتضع خصلات شعرها الظويله خلف ظهرها..
" قبل حفل التتويج مساء.."
...
#الراوي
تقف امام المرآه و الزينه تلمع في الكوليه، المتدلي من جبهتها، الخادمات حولها ينظرن باعجاب و تفخيم الي روعه الفستان الذهبي الامع الذي ترتديه و الذي يفصل تماماََ منحنيات جسدها المتعرجة و الرشيقه..
نظرت لنفسها من جميع الزوايا و هي تدور بالفستان،. و لكن هناك شعور مفقود في صدرها و كان هناك هوه عميقه في صدرها.. لا تستطتيع الشعور بالسعاده..
" تبدين رائعه للغايه يا سيدتي.."
وضعت يدها علي القلاده التي تزين في العاده جيدها..
قلاده والدتها المتوفيه، و لأول مره تشعر ان عيونها تبدوا باهته بهذا الشكل..
اردفت الماشطه لها،. لترفع نايا راسها فقط اليها..
و لكنها لم تخرج ابتسامه حتي..
نظرت الي العلبه المخمليه علي شمالها..
ربما كانت تظن ان والدها من سيلبسها التاج بيده..
و لكنها باتت وحيده وسط الوحوش التي تريد نزعها كل ما تملك و تقطعها إرباََ بدون احد ليساندها ..
" هل يمكنكم تركي وحدي قليلا"
قالت بصوتها الجهوري لتخرج جميع الخادمات الي الخارج و تبقي فقط امام نفسها..
خارج كل تلك الاقنعه المزيفه، و الابتسامات الفارغه..
ليعود ظلها صارخاََ لها في المرآه..
" انتِ من تسببت بموته.. بسبب انانيتك..
لو بقيت هذا اليوم كنت انقذت والدك..
كنت حميت المملكة.. "
لا.. لا.. هزت رأسها..
ليعود صوتها الداخلي الساخر أعلي و أقوي
" انت انانيه.. غير مسئوله..
تحبين نفسك فقط..!!"
نزلت دموعها اكثر و هي تري ظلها يكبر اكثر حتي كاد يخترق المرآه..
" هل تظنين انكِ ستستطتيعين حكم بلد كبيره متراميه الاطراف هكذا.. فقط بقوتك المؤقته..
هل قوتك تلك و قدراتك السخريه سيجعلك قويه لفتره طويله..
انتِ واهمه..!!"
وضعت كلتا يداها علي جانبي رأسها و كل مره تزيد صوت تأنيبها لذاتها يعلوا..
" كفي...!!"
اخذت التاج و وضعته بقوه علي رأسها..
كانت الدموع تنزل علي وجنتيها و لكنها كانت تمسحها..
تنزل.. و تمسحها بكل مره جبرا حتي لو تسبب في افساد زينتها التي وضعتها لها الماشطه و هي تحاول الابتسام ..
"هل كنت شفافه لهذه الدرجة امامهم..؟
ام فقط.. لأنني فتاه.. "
خرجت الي النافذه لتجد بعض الهتافات في الخارج..
كان هناك صوت ضجيج عال..
لم تعرف تحديداََ ما هو..
فتحت الباب لتخرج، لتجد مجموعه من الحراس قادمون اليها.
" يا سيدتي... هناك فوج غاضب من الشعب خارج القصر..
لابد ان احدهم نشر الشائعات مره اخري.. "
رفعت نايا ذقنها..
و كأنها لم تكن تبكي منذ دقائق..
" ساذهب اليهم.."
ينبض قلبها بعنف ، و هي تضع يدها علي هذا الخافق المتألم..
و مع ذلك..
لماذا تشعر انها تغرق مع ان بيدها كل تلك القوه..
لقد ارجعت المحتلين ديارهم و اليوم سيتم تتويجها،. لابد انهم منزعجين لان من سيحكمهم فتاه...
و ليس رجلاََ..
و أمور السياسه ستتعلمها و ستعين مستشارين لها..
" سيدتي.. نحن سنجهز لك العربه..
و سنجعل رمسيس يرافقك .."
رفعت نايا يدها اليمين فقط ليصمتوا
" رمسيس قد تم فصله نهائياََ..
انه اول قرار اخذه..
ضع ذلك في بالك جيداََ.. لانك لو ذكرت اسمه كحارسي ساقص عنقك.."
ابتلع الحارس ما بحلقه " امرك يا سيدتي "
" لا.. لا.. نايا.. لن تضعفي..." همست لنفسها و هي تري بعيونها الافواج الغاضبه من شرفه القصر الكبيره..
الاشواك العملاقه التي يحملها المزارعون و النساء الغاضبه في الاسفل..
" انزلي الينا.. ايتها القاتله..
يا قاتله.."
سمعت صياح الافواج يعلوا و الحراس في الاسفل يمسكونهم و هم يرفعون قبضاتهم و يصرخون..
ليشير رجل سمين من المزارعين اليها فوراََ " انظروا.. لقد اتت.."
لتضع احدي النساء يدها علي وجنتها بسخريه
" انظروا كيف تصدق نفسها..
بعد ان قتلت الملك بالفعل لتتولي الحكم..
ارتدت التاج بكل اريحيه!!! "
" قاتله.. "
سقط قلبها اكثر..
و هي تسمع تلك الاتهامات..
كان عليها ان تذكر نفسها انها في الصباح و لا فرصه لها لتتحول الي هره...
لقد استخدمت سحرها مساء و مسحت ذاكره كل مخدوميها بعد ان جمعتهم في القاعه الكبيره..
و لكن..
لم تعلم انها ستكون اول مضروره من هذا..