البارت الثامن

1719 Words
رواية : black cat's curse البارت الثامن #رمسيس فتحت عيناي و لا زلت اشعر بالصداع الكامن في رأسي.. انا متأكد انني لم احتسي و لو قطره من الخمر البارحه.. ما الذي دهاني.. ؟ تقلبت علي الشراشف البيضاء تحتي و انا اقيم ظهري و افرك عيناي بقوه. فتحت عيناي بصعوبه بعد الكثير من الرمش.. لانظر و احد الملكة نايا.. واقفه امامي.. تفاجئت.. انها في العاده لا تأتي ابداََ الي احد مخدوميها.. كانت تقف بدلال كالعاده، و قد اعطاها الاله اتون نصف جماله، بيدها صينيه عليها الخبز و العسل و الجبن.. و ابريق من اللبن و تنظر الي من بين رموشها و هي تعلم اثر وطئ نظراتها علي قلبي. " تفضل.." نظرت لها باستغراب قليلاََ، و مع الكثير من الكلام الذي ينتقع في فمي.. لا يوجد هناك شئ اتنمر عليها به و انا اخذ منها الصينيه.. أتتني رائحة عطرها الذي ينتمي للجنه من حلاوته و هي تقترب مني، لتعود بابتسامه كامله من شفتيها الناعمتين.. " اراك تتسائل.. _ما الذي اتي بي الي هنا_..؟" حتي هذا السوال نسيته و انا اراها تقترب مني بهذا القرب.. و لكنها ليس الاجابه الصحيحه التي اعطيها لفتاه مغروره.. _" اظن ان هذا ما انتظره منك يا اميره"_ اتسعت ابتسامتها بخفه لتمرر يدها بشعرها.. انها تشعر بالتوتر قليلاََ.. " اليوم سيقام الموكب الملكي لتوديع الملك.. و سيتم تحنيطه و ايصاله لمثواه الاخير.." بدات و لا تزال تنظر الي ملامحي.. حسناَ... الملك.. مات..؟ اصفر وجهي و انا انظر اليها باستغراب.. كيف مات الملك.. اللعنه..؟؟ قمت فورا من فراشي لاخرج الي الباب و لكنها امسكت بيدي بيدها الناعمه و انا اصرخ بهم فزعاََ. " يا حرااس.. " " اهدأ.. " كانت نبرتها اكثر من ثلجيه و هي تنظر لي.. " اهدأ" كيف.. كبف تقولين هذا.. من فعل..من قتل الملك؟؟ هل هو..؟ " " من " رفعت احدي حاجبيها الرفيعين. " الملك ادد.. ملك لوبيا..؟ " ظلت تنظر لي لدقائق كثيره بغموض .. انا حقاََ لست افهم.. هذا اخر ما سمعته.. وثبت اكثر و هي تقترب مني.. " اخبرني اذاََ بما تعرفه.." جلست علي السرير مره اخري و جلست بجابني.. حسنا انا لدي طاقه سوي للسؤال الان عن لماذا انا هنا.. و كيف حدث كل هذا بدون ان ادري.. " متي مات الملك..؟ " اكفهر وجهها قليلا و انعقدت حواجبها الرفيعه كقوسان ناعمان و لكن ملامحها سكنت مره اخري لتجيب بنبره بارده لا روح بها **" انا من سأسئل يا رمسيس .. و انت ستجيب.."** " تفضلي " " ماذا سمعت عن هجوم ملك لوبيا علي بلادنا؟" " اسمعيني يا ملكة نايا.. عندما حان المغيب جمع والدي الحراس جميعاََ و من ضمنهم انا و اخبرنا انه قد اتاه مرسوم من الملك ان علينا تجهيز القصر لاستقبال ملك لوبيا العظيم و انه من سيساعدنا في تجاوز تلك الازمه.. انا بالطبع كنت هناك و لكن هناك بضعه امور جعلني اشك في صحة هذا الاجتماع لانه اقيم علي عجله، و لم يذكر لنده طويله الملك ان الملك لوبيا قد اراد التصالح.. طلب والدي ان تكوني حاضره. بحثت عنك.. كنت حينها غير موجوده في القصر.. " كان ما يؤلمني و يجعلني اتحدث بهذه السرعه انها و هي تضع يدها علي فخذها و تنظر لي.. اري في تلك العينان الجميلتان انها ليست تصدقني بالمره.. " اكمل ايها الحارس.. و ماذا رايت.. ؟ بعد ان عرفت انني لست موجوده.. هل انه الوقت المناسب لدس الاعداء في القلعه؟ " وقفت و التهيج يملئني من راسي الي اسفل قدمي .. " لماذا تقولين هذا يا سمو الاميرة .. انا حارسك المخلص.. و انتِ تعرفيني منذ ان كنت صغيرة.. كيف تتهميني اتهام بشع مثل هذا؟ " لم تتحرك من مكانها بل ابتسمت و مررت يدها في خصلات شعرها الفحميه لتعود بظهرها للخلف و تضع قدماََ علي قدم.. " لانك.." ثم اقتربت بهمس من اذني. " لا زلت تسعي للانتقام مني.." اقتربت اكثر و هي تضغط علي كل كلمه تقولها بنبره من الكره الخام. " الجميع كان يخطط لهذا الامر منذ فتره.. ليموت الملك و يُحتل العرش.. الجميع اراد رويتي و انا اقف مذلوله.. يا له من عرض..؟ و ان يتم سحب العرش مني.. و ابقي عاريه من سلطتي امام الجميع " وقفت الي كامل طولها و لا تزال تصل فقط الي صدري لانظر لها و انا اشعر ان تلك ابدا.. ليست نايا التي اعرفها.. تلك النظرات التي تتحول لعتمة الليل عندما تتحدث.. تلك النبره... " يا ملكة نايا.. انت مخطئه تماما.. والدي الملك باسمتك كان صديق والدك المقرب. كيف تقولين هذا.. ؟ ان كنت تشكين بي لماذا ساخاطر بحياتي من اجلك من قبل و من اجل الملك في كل حرف كنا نخوضها.. انتِ تحديداََ لا تعرفينني ممذ مده قصيره بل أنت تربيت علي يدي.. " رفعت يدها في الهواد لتهتز اساورها " كفي.. انا لم اعد اصدق الا نفسي هذا كله كلام تقوله لأي شخص اخر... انا اصدق ما اراه فقط بعيني.. " انا لا اعلم ما الذي حدث في تلك الفتره.. يجب علي ان اعرف.. " والدك كان خائنا.. لمملكتنا.. لشعبنا.. والدك مجرد خائن وضيع.. و حتي مهما فعلت.. انت من نفس الدم.. لابد ان تكون ساعدته .. " وقفت مبتعده لتعطيتي ظهرها و هي تخرج الي الخارج لاجز علي اسناني و امسك بذراعها.. التقطتها بسهوله لاشدها الي و اتاكد من ان عيناها العسليتان تلك في مستوي نظري تماما و تراني بدقه عاليه. " اسمعي يا اميره. " همست وانا اخذها اقرب، اعلم انها تريد ان تبدوا قويه فقط.. حتي لو كان ذلك علي حساب نفسها،. روحها.. كل شئ. " اجل انا مجرد حارس،. و لكن لا اسمح لك باتهامي بهذا الشكل.. انا لم اعرف ان الملك قد مات حتي.. و لكني قد وعدت انني ساحافظ علي حياته بكل ثمن.. و انا اقول انني ساعرف من فعل هذا به.." ابتسمت لي بسخريه لتزيح يدها من يدي.. " افعل ما تشاء.. و لكن اعلم انني ايضاََ ابحث.. " و من ثم شددت يدي اكثر علي خصرها.. و انا اشعر ان مكان صدري ناراََ من تلك النظرات المستحقره التي تنظرها الي.. " هل تظنين حقاََ انني خائن.. ؟" لم افهم.. انا لا اعلم لماذا اشعر انني قد عشت تلك اللحظه من قبل و لكن راسي يولمني و انا احاول التذكر.. عيناها العسليتان وحدهما هي من تساعدني بالتذكر خاصه عندما يأتي لمحه قليله من الشمس بجوارهما و يتحولان للون الكهرماني. انهما تماماََ نفس عيون.. هذا الكائن.. ارتعشت اكثر و هي تنظر بعيني لاضع يدي اقوي علي المنطقه عند خصرها حيث يرتاح لحمها الناعم تحت يدي. " ربما تلوميني لان والدي كان لاجئاََ و لكن انا قاتلت في الصف حتي هذا اليوم.. و لطالما اوقف محاولات اغتيال و مداهمه الملك من قبل .." صرخت بها.. شعرت براسي يؤلمني اكثر و انا احاول عصر مخي اكثر لتذكر المزيد و لكن راسي كان يوجعني اكثر لاضع يدي علي جمجمتي. وضعت يدها علي صدري لتدفعني.. " و ما دليلك.. ؟ حتي لو كنت قد تربيت معي.. انا لم اعد اثق باي احد.. اذا اردت الاثبات خقاََ انك لست بالخائن.. احضر لي الدليل.. اوجد لي و ساعدني في احضار الخونه للعداله.." لتضع خصلات شعرها الظويله خلف ظهرها.. " قبل حفل التتويج مساء.." ... #الراوي تقف امام المرآه و الزينه تلمع في الكوليه، المتدلي من جبهتها، الخادمات حولها ينظرن باعجاب و تفخيم الي روعه الفستان الذهبي الامع الذي ترتديه و الذي يفصل تماماََ منحنيات جسدها المتعرجة و الرشيقه.. نظرت لنفسها من جميع الزوايا و هي تدور بالفستان،. و لكن هناك شعور مفقود في صدرها و كان هناك هوه عميقه في صدرها.. لا تستطتيع الشعور بالسعاده.. " تبدين رائعه للغايه يا سيدتي.." وضعت يدها علي القلاده التي تزين في العاده جيدها.. قلاده والدتها المتوفيه، و لأول مره تشعر ان عيونها تبدوا باهته بهذا الشكل.. اردفت الماشطه لها،. لترفع نايا راسها فقط اليها.. و لكنها لم تخرج ابتسامه حتي.. نظرت الي العلبه المخمليه علي شمالها.. ربما كانت تظن ان والدها من سيلبسها التاج بيده.. و لكنها باتت وحيده وسط الوحوش التي تريد نزعها كل ما تملك و تقطعها إرباََ بدون احد ليساندها .. " هل يمكنكم تركي وحدي قليلا" قالت بصوتها الجهوري لتخرج جميع الخادمات الي الخارج و تبقي فقط امام نفسها.. خارج كل تلك الاقنعه المزيفه، و الابتسامات الفارغه.. ليعود ظلها صارخاََ لها في المرآه.. " انتِ من تسببت بموته.. بسبب انانيتك.. لو بقيت هذا اليوم كنت انقذت والدك.. كنت حميت المملكة.. " لا.. لا.. هزت رأسها.. ليعود صوتها الداخلي الساخر أعلي و أقوي " انت انانيه.. غير مسئوله.. تحبين نفسك فقط..!!" نزلت دموعها اكثر و هي تري ظلها يكبر اكثر حتي كاد يخترق المرآه.. " هل تظنين انكِ ستستطتيعين حكم بلد كبيره متراميه الاطراف هكذا.. فقط بقوتك المؤقته.. هل قوتك تلك و قدراتك السخريه سيجعلك قويه لفتره طويله.. انتِ واهمه..!!" وضعت كلتا يداها علي جانبي رأسها و كل مره تزيد صوت تأنيبها لذاتها يعلوا.. " كفي...!!" اخذت التاج و وضعته بقوه علي رأسها.. كانت الدموع تنزل علي وجنتيها و لكنها كانت تمسحها.. تنزل.. و تمسحها بكل مره جبرا حتي لو تسبب في افساد زينتها التي وضعتها لها الماشطه و هي تحاول الابتسام .. "هل كنت شفافه لهذه الدرجة امامهم..؟ ام فقط.. لأنني فتاه.. " خرجت الي النافذه لتجد بعض الهتافات في الخارج.. كان هناك صوت ضجيج عال.. لم تعرف تحديداََ ما هو.. فتحت الباب لتخرج، لتجد مجموعه من الحراس قادمون اليها. " يا سيدتي... هناك فوج غاضب من الشعب خارج القصر.. لابد ان احدهم نشر الشائعات مره اخري.. " رفعت نايا ذقنها.. و كأنها لم تكن تبكي منذ دقائق.. " ساذهب اليهم.." ينبض قلبها بعنف ، و هي تضع يدها علي هذا الخافق المتألم.. و مع ذلك.. لماذا تشعر انها تغرق مع ان بيدها كل تلك القوه.. لقد ارجعت المحتلين ديارهم و اليوم سيتم تتويجها،. لابد انهم منزعجين لان من سيحكمهم فتاه... و ليس رجلاََ.. و أمور السياسه ستتعلمها و ستعين مستشارين لها.. " سيدتي.. نحن سنجهز لك العربه.. و سنجعل رمسيس يرافقك .." رفعت نايا يدها اليمين فقط ليصمتوا " رمسيس قد تم فصله نهائياََ.. انه اول قرار اخذه.. ضع ذلك في بالك جيداََ.. لانك لو ذكرت اسمه كحارسي ساقص عنقك.." ابتلع الحارس ما بحلقه " امرك يا سيدتي " " لا.. لا.. نايا.. لن تضعفي..." همست لنفسها و هي تري بعيونها الافواج الغاضبه من شرفه القصر الكبيره.. الاشواك العملاقه التي يحملها المزارعون و النساء الغاضبه في الاسفل.. " انزلي الينا.. ايتها القاتله.. يا قاتله.." سمعت صياح الافواج يعلوا و الحراس في الاسفل يمسكونهم و هم يرفعون قبضاتهم و يصرخون.. ليشير رجل سمين من المزارعين اليها فوراََ " انظروا.. لقد اتت.." لتضع احدي النساء يدها علي وجنتها بسخريه " انظروا كيف تصدق نفسها.. بعد ان قتلت الملك بالفعل لتتولي الحكم.. ارتدت التاج بكل اريحيه!!! " " قاتله.. " سقط قلبها اكثر.. و هي تسمع تلك الاتهامات.. كان عليها ان تذكر نفسها انها في الصباح و لا فرصه لها لتتحول الي هره... لقد استخدمت سحرها مساء و مسحت ذاكره كل مخدوميها بعد ان جمعتهم في القاعه الكبيره.. و لكن.. لم تعلم انها ستكون اول مضروره من هذا..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD