رواية : black cat's curse
البارت السادس
# نايا
" و هل حقاََ.. تصدق ما تقوله يا جلاله الملك العزيز.."
ابتسمت ، ابتسمت ابتسامه لم اتوقع ابدا انني سابتسمها و انا اتمايل و انا اقترب اكثر الي المجلس..
" هل تظن اننا ليس لدينا حلفاء.. انكم ستهجمون هكذا علي بلد عظيمه كمصر.. و لن يوقفكم احد..؟"
عاد الملك الي الخلف و هو يريح ظهره، لينظر الي بجديه..
لقد ظنني سارتعش من نظراته التي تفصل حرفياََ كل جزء مني،. و لكني لم ارمش بخوف حتي ..
كنت انظر بشده في عيونه الند،. بالند..
ليأخذ بالاخير رشفه من مشروبه.
" لن يستطيعوا فعل اي شئ،. لانه ببساطه الجميع لديهم مصالح مشتركة معي،. نحن نصدر لكثير من البلاد الكتان و الذهب..
هذا غير القمح.."
ابتسمت اكثر..
" لذا.. اردت ان تكبر من مستعمرتك.. و تجهم علينا..
اليس كذلك.. ؟"
هززت رأسي و كانني اهيم في تفكير ..
ثم تركت الملك تماماََ و كانما لم اعد اهتم بحديثه و امام الجميع قمت بكل هدوء بالذهاب الي اليد اليمني لوالدي..
**او الخائن الاكبر..**
" باسمتك.." وقفت وسط القاعه و بصوتي الجهوري ناديت عليه..
لم يعد له ألقاب ..
و اللهه نوت الهه السماء شاهده كيف سامسح بلاط القصر بماء وجهه.
أتى الي..
منكس الراس، منكوب الوجه..
و الشيب بشعره قد زاد و هو يري اللمعه المضيئه في عيناي
مما لا يعلمها الا من رآي تحولي علي حقيقته.
**هو... يعلم سري..**
و يعرف ان وراء تلك الابتسامه الحلوه.. هناك انياب..
نظرت الي الملك الذي كان ينظر الي هو و ولديه بفضول..
" هل ستحاسبين مجرد وزير..؟
هل تظنين أنك هكذا تعانديني... يا حراس قيدوها!! "
نادي علي الحراس الاشداء الذين كنت اعرف انهم واقفون هناك بحوار الباب بانتظار اوامره.
و قبل ان يتحدث، كانت الصفعه قد دوت بقوه علي وجه الوزير... الخائن.
دوت الشهقات في ارجاء القاعه، و انا اضيق عيناي الي الرجل العجوز الذي لطالما كنت اعتبره بمقام ابي.
كنت اقف اجلالاََ له.. و كنت اكرِمه..
رفعت ذقني بكبرياء و انا انظر الي قدره الوضيع الان..
" انا اسف سيدتي.. لقد تم تهديدي.."
ضيقت عيناي مره اخري و انا اضحك..
" مؤامره... هيا قلها..؟
انت كنت طرفاََ في هذه المجزره.. في موت جنودنا في قتل ملكنا..
انت من سمحت لهم بغزونا.. "
سقط باسمتك علي الارض..
و ظل يتوسل الي قدمي..
اجل هناك عند قدمي..انا الفتاه التي ظن انها ضعيفه لدرجة تعيين حارس لها..
و لدرجة التآمر هكذا ظناََ أنني مجرد فتاه مكسوره الجناح و ضعيفه...
" سيدتي بحق آمون و بحق الاله جميعاََ اطلب منك الصبح و الغفران..
عندما علمت كان الاوان قد فات كانوا بالفعل قد دخلوا من الابواب.. و كنت ساقتل..."..
وقف الملك و هو يري المنظر امامه..
انني لا ازال العب علي النار الهادئه.
ركلت باسمتك في وجهه..
و حملته من يدي لالقيه عند ارجل ملك سومر..
" ماذا تفعلين..؟؟
الا تعلمين انك الان تزعجين ملكا عظيماََ.. "
امسك بي احد الحراس و بهيئته المخيفه زمجر بي .. رفعت وجهي اليه، لم تهتز مني شعره و لكن بنظره مني عاد الي الخلف..
ليفتح الملك عيناه اكثر و هو لا يدري ماذا يحدث..
املت رأسي الي الجانب قليلا و اللون الاحمر يكاد يضغط علي عيوني..
" _انت... قد قررت...
الدخول.. "_
كان ذلك الصوت.. لا ينتمي ابدا الي تلك الطبقات الانثويه..
ليقف الملك و يقف ولداه و هما يستمعان الي..
" _لقد اتيتم باقدامكم الي الجحيم...
الجحيم الملعونه_"
...
#رمسيس
" ماذا تفعل يا أبي..
هل ستسمح لهم بدخول قصرنا هكذا.. اين الحراس ؟"
" لا تتدخل بهذه الامور يا ابني..
ارجوك.. لقد انتهى الامر و لم يعد باليد حيله"
" كيف،. هل ستسمح لهم بدخول ارضنا بدون قتال.. ؟؟؟"
" يا بني،. اذهب و اختبئ..
ستقوم حرب عظيمه في البلاد..
الالهه وحدها تعرف ما الذي يمكن ان يحدث اليوم "
أختبئ.. ؟؟
كنت انظر بذهول الي ابي و هو يدخل الي القصر و قد خلع القناع الخاص به، و بدله عن رأسه..
نظر لي فقط بصمت و لم يجبني ليختفي في الداخل بين الابواب..
هل هذه مزحه.. لقد اعلن الملك سومر علينا الحرب بقراره الاستيلاء علي مدينه من مدننا..
كيف يسمح ابي بادخاله..
لم استطتع السكوت،. كنت اري رجال مسلحين باعتدهم الكامله و عربتهم ايضاََ في الخارج،. لا يوجد من يري و لا من يتكلم و حتي الخدم كانوا فقط يتحاشون رؤيتهم و يختفوا عن انظارهم..
الجميع يري ان هذا و لا احد يتحرك..
خرحت الي الخارج ، لاجد عربه ذهبيه كبيره و هودج ضخم علي حصان كبير، و لست بحاجة الي الرؤيه اكثر لاعلم اننا بالفعل علي وشك احتلال اخر..
انهم يريدون الاستيلاء علي عرش نايا..
لان الفتاه هي الوريثه الوحيده، و لم يكن لدي الملك اي ابناء ذكور..
كما توقعت..
اخرجت سيفي من غمده و اللون الاحمر يلمع في عيني، لا يحب ان اظهر امامهم تماماََ..
علي ان ابداََ من الطبقات السفليه حتي لا يهجم علي الكثير من الجنود و يعجزونني..
بدأت بدايه بالجنود الذين بداوا يتجمعون في غرف الخدم..
هؤلاء كان قتلهم سهلاََ و حتي الرجال من الطباخين و المساعدين ساعدوني للامسك بالاعداء..
ثم صعدت الي اعلي، الحراس بالتاكيد سيكونون منتشرين الان،. ظللت اتنقل بين الجنود، و كان الجميع قد اصابته لعنه مفاجئه الجميع ينظرون فقط امامهم..
لا احد يتحدث حتي الاحصنة في الخارج لا تتحرك..
كيف يصمت الجنود و ملكتهم بالداخل يريدون محاصرتها..؟
هناك شئ خلف هذا كله، اعلم ان الملك قد امضي علي عقد لم يكن عليه الموافقه عليه..
و لكن هناك شئ اخر خلف كل هذا التبجح في فعلهم و سكوت الحراس.
و قد جلب ذلك الملك الاحمق ولديه..
هل يظنها هديه ممنوحه لهم.. ؟
كانت الشمس في الاعلي في اوج حرتها و انا اتحرك بحثاََ عن جنود في الخارج..
لابد انهم مختبئون في مكان و يستعدون للهجوم..
علي فقط في البدايه إنقاذ الملكه..
اعرف كم ان رأسها يابس و لن توافق علي شروطهم و لكن لسانها السليط ربما يوقعها في المشاكل.
اتمني من الاله حورس ان يساعدني.
و منتو.. ان يجعلني اضع هذا السيف في عنق كل من اراد خيانتنا..
حملت نفسي سريعاََ للاعلي و انا امشي علي جمر من ألمي ، اتخيل فقط كم ستكون خائفه الان..
ليهدر قلبي و يدي يمسك بنفاذ صبر علي سيفي ليقطع رقاب و اطراف اي شخص يود لمس فقط ملكتي..
رايت الخادمات ينظرن بذعر الي علي انني المخلص و انا اهرع الي غرفه الاجتماعات الكبرى لاسمع صوتاََ مزعجاََ..
صوتاََ ليس بشرياََ تماما ، لاقف في زاويه حيث يكون لي مرآي البصر و استطتيع الهجوم.
كنت اري الملكة نايا من الخلف و يبدوا انها تتحدث مع شخص ما..
و هذا الصوت يدر..
هل هو من يحدثها..؟
" لقد اتيت الي هنا كلاجئ، فار من بلدك و مع ذلك عندما رآي الملك اخلاصك اجزل عليك بالعطايا و اكرمك،. و أتاك من المناصب ما اصبح به اسمك، و عزك.."
اقتربت الملكة اكثر من هذا الرجل الذي تحدثه و قد بات عقلي في تشوش رهيب..
كيف يكون هذا صوت الملكة..؟
اعرف انها كانت..
مسحوره..
و لكن..
خرج صوت الرجل امامها و يبدو من توسله انه ميت لا محاله و لكن عندما دققت علي الصوت عادت الي لحظه ادراك مولمه..
" اتركيني ارجوك.. اعفي عني..
انا استحق كل شئ.. و لكن ارجو رحمتك"
"اللعنه المقدسه.. انه والدي!!! "
جحظت عيناي و لكن لم يعد هناك وقت.. ليتفاجئ الجميع و من منهم انا فتمزق ملابسها بالكامل عنها و بتحول جسدها الناعم البرونزي الي فراء اسود كظلام الليل الموحش..
و من ثم هدر مواء افجع جميع الموجودين..
"عررررررر... نيياوو.. "
صرخت صرخه تدمي النفس ازهقت روحه و هي فقط تقترب..
و لكنها و امام مرآي الجميع..
اردفت بكلمه واحده بنبره حاده لتكاد تكسر الزجاج الخاص بالاكواب و النوافذ.
" يا خائن.."
و لم يصدر اي صوت اخر سوي زمجرتها العالي و صوت تكسر عظام..
ابي..
امامي..
شعرت انني لبرهه قد جننت..
لم اعرف ما كنت افعل و انا ابتعد جرياََ الي جثه ابي الملقي علي البلاط و المفصول رأسه عن باقي جسده..
و انظر الي تلك الهره السوداء العملاقه في منتصف قاعه القصر..
ضخمه.. قويه..
و لا تقهر..
لاصرخ بها " ماذا فعلتي لابي... ماذا فعلت؟"
و لكنها ادارت عيناها العسلتين و لم تلتفت لي و ذيلها يهتز خلفها مما يثبت انها متوتره قليلاََ ، لاسمع صراخ اشخاص اخرين..
الأشخاص الذين حان عليهم الدور لتدميرهم..
كان جميع الجنود الاشداء و كانهما قد ذابوا و هم يرون ما يمكنها ان تفعل باعينها فقط..
" ايتها الالهه ارحمينا.. نحن سنذهب من هنا و لن تري وجهنا مره اخري.. ارجوك..."
سقط ملك سومر الي قدميه و اولاده من حوله الي قدميهم َ راكعين يتوسلون و رؤسهم ملتصقه بالارض...
و انا قلبي يمتلئ بالنار لرويه ابي مقتولاََ أمامي بتلك الطريقه..
ابي لم يكن ابداََ خائناََ..
ابي كان مع الملك بكل خطوه..
ابي لم يؤذي احداََ من قبل لقد تمت خيانته تماما و كاد يقتل كما قتل والدها..
" اظن ان هذا ما لم اسمعه من قبل... يا جلاله الملك"
اقتربت اكثر و ذيلها الاسود يتمايل.
" انت اردت أسري إن لم اتزوج احد ولديك.. او ترميني من قصري؟"
وقف فرائها و تسمع من بعيد اصوات صراخ الخادمات و هم يتدافعن للهروب من القاعه فقط عندما وقف فرائها بشكل مخيف.
تردد ذلك الصوت المرعب مره الاخري و لكني توجهت اليها و وقفت امامها..
" ايتها الملك نايا.. "
تظاهرت انها لا تهتم و لكن كان واضح تماما ما تنوي في عينيها،. و اعرف اكثر ان الانتقام يعميها عن اشياء كثيره..
انها لن تتاكد ممن المجرم حقيقه ام لا و سيسفك الكثير من الدم و هي لن تستطتيع الخروج منها ان دخلتها..
و رغم غضبي علي جثه والدي الملقاه فتحت ذراعاي و وقفت ادافع كما لم اتوقع عن هذا الحقير الملك..
و ابنيه..
" توقفي يا نايا.. توقفي.."
وقفت علي قوائمها الاماميه و انزلت رأسها لي بتعالي..
لتزمر في وجهي و اشعر بتمايل خصلات شعري من الهواء الساخن من تنفسها..
**" ابتعد عني.. يي" **
لم اذعر من صوتها، بل اقتربت اكثر حتي نظرت اكثر و اكثر الي عينيها العسلتين الكبيرتين..
" لا يمكنك ان تقتليهم.. الثار لا يوخذ هكذا..
انت لست بوعيك الان.. "
اخذت خطوه الي
" هل تظن انك ستظل واقفاََ الي جانب العدو.. و ساخاف منك
سيأتي دورك .. ايها الخائن "
رفعت راسها و مشت بقوائها اكثر لتصل من خلفي و لكني امسكت بقوائمها الخلفيه.
" انتظري هنا..."
لم اهتم بروحي و هي تنظر الي بتلك النظره الحمراء
كنت اعلم ان من خلفي لا يستحقون الحمايه و لكن الغبيه لا تعلم انها مهما كانت لن تكون بقدر ما ستجده من مصائب..
" هل تتجرأ ان توقفني..؟"
زمجرت بنفس النبره الثقيله و حركت ذيلها لتهسهس بتوتر و في ثوان كان صوت الباب الخلفي للقاعه يغلق و قد اصبحت المقاعد فارغه..
" اجل انا ساتجرأ و اوقفك يا اميره..
انتِ مخطأه.. "
وقفت امامها بتحدي و القاعه اصبحت فارغه تماما حتي الحشرات اختبات من مظرها المرعب..
عدت الي الخلف و فتحت ذراعاي امام هيكل القطه السوداء الضخمه التي تنظر الي بعيونها التي تتحول ببطئ الي اللون الأسود الوحشي..
لتزمجر بصوت مخطلت بنواح الهره و اللغه الهيلوغرافيه.
" لقد استعطعت انقاذ ملكك..
و لكن لن ينقذك احد مني..."