تمر بها أنت .. دون التفات تساوي لدي حياتي جميع حياتي حوادث .. قد لا تثير اهتمامك أعمر منها قصور وأحيا عليها شهور وأغزل منها حكايا كثيرة وألف سماء وألف جزيرة شؤون شؤونك تلك الصغيرة فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة وكلي أمان ألاحق مزهوة معجبة خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان دوائر.. دوائر وترحل في آخر الليل عني كنجم، كطيب مهاجر وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التبغ والذكريات وأبقى أنا في صقيع انفرادي وزادي أنا .. كل زادي حطام السجائر وصحن .. يضم رماداً يضم رمادي وحين أكون مريضة وتحمل أزهارك الغالية صديقي.. إلي وتجعل بين يد*ك يدي يعود لي اللون والعافية وتلتصق الشمس في وجنتي وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة تمنيت كل التمني صديقي .. لو أني أظل .. أظل عليلة لتسأل عني لتحمل لي كل يوم وروداً جميلة وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا .. يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير بشوق سنونوة شاردة وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة وأنتظر الصوت صوتك يهمي علي دفيئاً .. مليئاً .. قوي كصوت نبي كصوت وارتطام النجوم كصوت سقوط الحلي وأبكي .. وأبكي لأنك فكرت في لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة وأبقى أنا .. في ضباب الضباب كأني سؤال بغير جواب أحدق فيك وفي المكتبة كما تفعل القطة الطيبة تُراك اكتشفت تُراك عرفت بأني جئت لغير الكتاب وأني لست سوى كاذبة .. وأمضى سريعاً إلى مخدعي أضم الكتاب إلى أضلعي كأني حملت الوجود معي وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور وأنبش بين السطور .. وخلف السطور وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور ورأسي يدور كأني عصفورة جائعة تفتش عن فضلات البذور لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير تركت بإحدى الزوايا عبارة حب قصيرة جنينة شوق صغيرة لعلك بين الصحائف خبأت شيا سلاماً صغيراً .. يعيد السلام إليا وحين نكون معاً في الطريق وتأخذ من غير قصد ذراعي أحس أنا يا صديق بشيء عميق بشيء يشابه طعم الحريق على مرفقي وأرفع كفي نحو السماء لتجعل دربي بغير انتهاء وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع لكي يستمر ضياعي وحين أعود مساء إلى غرفتي وأنزع عن كتفي الرداء أحس وما أنت في غرفتي بأن يد*ك تلفان في رحمة مرفقي وأبقي لأعبد يا مرهقي مكان أصابعك الدافئات على كم فستاني الأزرق وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع كأن ذراعي ليست ذراعي
- منقول -
الفصل الحادي عشر من قلب غافل
ظل مهاب واقفا وهو يرى ذاك العجوز الذي بمكتب صولا لا يعلم من هو ولا ما يريده من صولا لكنه كان يرى أنه ملامح وجهه معبرة عن داخله من كونه الخبيث الماكر من الواضح أنه ليس سهلا وليست نيته صافيه أو جيدة لذا حاول التدخل حتى لو لم يعرف من هو فعلى ما يبدو من ملامح الفتاه أنها لا تعرفه خلافه الذى يبدو على معرفة سابقه بها بطريقه حديثه عنها وكأن بينهما شيء مخفي وكلمه زوجتي العزيزه تلك التي لا يعلم لما قال لها ذلك الرجل
- معقول يا حبيبتي هتسيبني واقف كده كثير تعبت من الكلام الكثير وحاجات بينا لازم نتكلم فيها
وكانت نظراتها المستنكرة أكثر من معبرة عنها ضد كلام العجيب الغريب
- أنت مين وبتتكلم معايا كده ليه أصلا ؟؟؟!!!!!
رد عليها العجوز إجابة ليست بريئة على الاطلاق
- أنا جوزك وأنتى تبقي امراتي وكنت مسافر في الشغل ورجعت البيت ما لقيتهاش لا أنتى ولا أمك لحد ما اكتشفت بالصدفه إنك بتشتغلى عنده ولو ممكن عايز اتكلم مع امراتي لوحدها فى أمور عائليه
تجمد مهاب في مكانه وهو يسمع كلام ذاك العجوز فمن المستحيل أن تكون زوجته إنها فتاه شابة وهو عجوز جدا عليها وفوق هذا والدتها لم تقل أبدا إنها متزوجه الفتاه لا تعرفه
- شكلك مش عارف أنت بتتكلم مع مين الظاهر صولا هانم بنت شهاب بيه مش ممكن تكون مراتك ولا فى أى علاقة تربطها بيك
وضع العجوز يده بجيبه مخرجا له تلك الورقه التي عليها امضاء صولا واثباتا زواجه منها وعلى حد علمه إنها صحيحه وليست مزوره يعرفه جيدا سابقا ويبدو أن هناك أمرا لا يعلم به ومن سوء الحظ فقد أتى شهاب وسمع كلام العجوز عن ابنته وزواجه منها دون علمه وكأن الصفعة جعلته يفيق من الصدمة واتجه بنظره إلى ابنته بعدم تصديق
- ايه الكلام اللي الراجل ده بيقوله وامراته فعلا الكلام ده بجد ولا لا ؟؟؟!!!!!!!!
نظره طويله إلى الورقه بدون كلام لقد تزوجت من ذلك العجوز الذي يتخطى عمره عمر والدها في حياتها السابق والتى لا يعرف عنها شيئا مطلقا نزعت الورقة من يدي مهاب وهى تردد بانفعال زائد
- الورقه دي مزوره أكيد مزوره أنا استحاله اعمل عامله زي دي أنا معرفكش قبل كده ولا شفتك أنت كذاب مهاب بلغ البوليس الراجل ده كذاب ونصاب كمان
وها قد أتي شهاب إلى الشركه التى تعمل بها ابنته وتدخل بالحوار الصعب القائم وتلك التهم التى لم يتخيل سماعها ويرى أن ابنته تفاجئت من ذلك الموقف الصعب فانتبه ذاك العجوز وراءه لشهاب حماه العزيز والد صولا وهو كان يعلم ذاك جيدا لكنه يدعى الجهل كالعادة
- كان نفسي اقابلك من زمان بس بيري هانم كل ما اقولها تطلع بحاجه شكل بس المرة دى تقابلنا وشي في وشك
رفع يده كى يسلم على شهاب ولكن شهاب نظر إلى يده ولم يعطيه أي اهتمام بل قام بسحب ابنته من ذراعها ووجه الحديث إلى مهاب متجاهلا من يقف معه بالكلية
- الراجل ده يفضل هنا ما يتحركتش من مكانه لحد ما ارجع فاهم يا مهاب لو رجعت والراجل ده مش موجود هنا أنت اللي هتتحاسب
خرج من الشركه متجه إلى منزل بيري حتى يفهم ما يجري ويجد تفسيرا لذاك التصرف العجيب ويتمنى داخله أن تكون مجرد كذبه فقط وليست حقيقه لكن وللأسف بيري لم تتغير ولن تفعل مدعية البكاء والتأثر علها تتمكن منه لتقول بوقاحة
- هتفضل طول عمرك أنانى يا شهاب أنت السبب أنت اللي رمتنى أنا وابنتك في الشارع كنت عايزني اعمل ايه الراجل ده معه شيكات مضيتها على نفسي غصب عني نفسي عشان ابنتك ما كانش قدامي حل تاني ولا شايف إن أنت جيت موجوع عشانها وقتها كنت عايش حياتك مع مراتك ولا فكرت تسأل عليا ولا هاعمل بها ايه لوحدنا أنت جاي تلومنى عشان حاولت إن احافظ على ابنتي ونسيت إنك سيبتنا لوحدنا ما تلومنيش أنا حاولت وحافظت عليها
برغم تأثر صولا بما فعلته والدتها لكن شهاب كان يعرفها أكثر منها ويعرف عقلها الحرباء المتلونه لذا بقى يشاهد العرض صامتا حتى انهارت أرضا تبكي وابنتها صولا تربت عليها بحنان وتصديق
- طول عمرك فاشله في التمثيل يا بيرى أنتى عمرك ما حبيتى حد غير نفسك وبس أنا هدفع الشبكات اللي عليك وهافتحلك حساب فى البنك عشان لو عوزتى أى حاجة رغم إنك ما تستاهليش أي حاجه بس أنا عملت كده عشان ابنتي أما بقى الشو اللى عملتيه ما اظنش ليه لازمه ده كل اللى يهمنى دلوقتى اعرف الراجل ده مين ومتجوز ابنتى من امتى وياريت تردى بدل ما شكلك نسيت من شهاب واللي يقدر يعمله بس ولا يهمك أنا هافكرك كويس بنفسى
لم تملك إلى الآن كلام وقد زاد خوفه منه لا تعلم ما هى مقدمة عليه معه
لأول مره لا يكون حمزه متضايق ما إن يخرج مع امرأه وليست أي امرأه إنها لطفلته التي يعشقها وزوجته الصغيرة كمال قال لها الطبيبة الصغيره التي كانت أكثر من بارعه بجعله يعشقها ويحبها ويخرج معها في موعد لتناول العشاء ولمدينه الملاهي من كان يصدق أن ابن فوق الامبراطور مالك عزيز يفعلها ولكن تلك الطفله التي بجانبه تجعله يفعل أي شيء دون تفكير فقط لأجل ابتسمتها البريئه الخاليه من الرياء والنفاق الذي بات يراه في غالبيه النساء التي تحيط به كان قد اختار الطعام الفرنسى نسبة لحبه له فهو مكان ولادته وقضاء معظم حياته ولكن بالنظر لزوجته وهي لا تحبه ولا تفهم سبب طلبه لها مثله لذا نظرت له بغرابه
- جربى الأكلة دي هتحبيها أوى وحلوه قوي عايزك تدوقى وتقولى رأيك فيها
هنا تابع حديثه معها وكأنه يتكلم مع طفله صغيره
- طيب جربي بس لو مش عجبتك هاطلب لك حاجه ثانية عشان خاطري جربي بس
امسك بالملعقة يضع الطعام في فمها منتظرا رأيها بطعمه وهل نال استحسانها أم لا وبعد لحظات كانت تعبير وجهها معبرة عن رفضها زعم رضاها عن الطعام لذا لم يكن أمامه سوى الاستماع لكلامها وطلب طعام غيره ما دامت لا تريد هذا الطعام ولم تتمكن من حبه بينما هى كانت تنظر إليه كل دقيقه من تناول هذا الطعام الغريب والذي لم يعجبها طعمه
- أنا عشت حياتي تقريبا فى فرنسا عشان كده بعرف اتكلم لغات كويس ورغم إنك مش حبيته بس على العموم ولا يهمك يا حبيبتي اللي يريحك كده كده الطباخ هيعمل الأكل اللى احنا عايزينه
وهنا تركت الملعقة ونظرت إليه بغضب تقول له
- يا سلام طباخ يطبخ لينا ليه بقى إن شاء الله مش عايز تاكل من ايدي ولا فاكرني مش بعرف اطبخ
نال كلامها من حمزة الإعجاب ورغم عدم علمه أن زوجته يمكنها إعداد الطعام
- ايه ده بجد هايل أنا بس ما رضيتش أسال كل كده بس الظاهر كلك مواهب يا روحي واثق فيكى أكثر وأكثر
عضت شفتيها فهو دوما وطوال الوقت يدعوها حبيبتي وروحي وكل الأشياء التي تفضلها الأنثى وتدلالها لكنهما حاليا بالمطعم حولهما وبجانبهما ما يمنع وجود الكثير من الناس
- بس بقى يا حمزة فى ناس حوالينا مينفعش كده
وما كان رده عليها سوى
- مراتى وأنا حر اعمل اللى أنا عايزة وبعدين سيبك منهم وركزي معايا أنا وبس يا قلب حمزة وعيون حمزة
زاد خجلها أكثر وهو يقرب مقعدها من خاصته وبضع يده على خصرها بعبث ماكر خبيث يزيد من اللون الأحمر المنتشر بوجهها الفاتن