الفصل العشرون من قلب غافل الجزء الثاني من حياة قلب
يمكن القول بأن حاله تالين حاليا هي الارتباك والتوتر على غير العاده هذه المره فاللقاء سيكون مع شركه طارق لا تعلم هل هو زوجها السابق أو فتره في حياتها وحاليا هى مع زوجها الأول لم يسبق لها أن شعرت بهذا الارتباك فلم يوجد رجل فى حياتها أبدا دائما كانت هى المسيطرة حتى عماد تسيطر على حركاته وتصرفاته لكن طارق مختلف فهو دوما ما كان يأخذ ويحكم سيطرته عليها رغما عنها ولكنها لم تكون متضايقه من ذلك بل كانت تشعر أنها ليس على تحمل وفعل كل شيء وهناك من يشاركها ويقف بجانبها انا كمان حتى لو كانت أمورا بسيطه
وكان طارق ينفذ كلام الامبراطور بحذافيره دخل المكتب وهو هادئ جدا مرض بشكل يحسد عليها وقد لاحظ تلك التي لاحظ حركة عينيها بارتباك وكل محاولاتها الادعاء غيره لكنه يعرفها جيدا زوجته الجميلة التى لم ولن يغفل عن حركه من حركاتها
- صباح الخير أنا جئت عشان نتكلم في بنود العقد فى كان نقطة كنت حابب نتناقش فيها ده طبعا غير إن المفروض نسافر نتابع كل خطوة من المشروع والتنفيذ زى ما احنا عايزينه تجنبا للمشاكل الكتير
توقفت عينيها عن الحركة وبدأت بالانتباه لكل كلمة يقولها لها لتبدأ الحديث معه بجديه تامه وكأنه لا يعرفها وليس بينهم أي شيء وببرود ولتشير له الجلوس
- تفضل بالجلوس يا طارق هنتكلم نشوف حضرتك لو عايز أي تعديل أو في أي مشكله بخصوص المشروع
جلس معها على طاولة الاجتماعات ومعه مديره أعماله تلك التي اختارها هذه المره تحت أوامر الامبراطور الصارمة والجدية هذه الفتاه قد أثارت غضب تالين منها واحترقت من أفعالها وربما تكون وسيلته لعودة زوجته له وإبعادها عن المخادع ورغم عدم رضاه عن الخطة لكنه قرر الاستماع إلى الامبراطور
- طيب ممكن أعرف ايه البنود اللى محتاجة تعديل أو تغيير والشركة مش قابلة بيها ؟؟؟
كان طارق فى دماغه ينوى عمل عرض معها في تلك الأمور التي تنال اعجابه فهو متخصص فى العقد ومشاكله بينما نيفين الفتاه الذي بجانبه كانت تتعمد متضايقه تالين والتدلل عليه بطريقه مستفزه حينما وضعت يدها على كتفه بينما تالين كانت بوادى مختلف عنه فلم تكن متابعة لحرف واحد مما يقوله طارق بل عينيها كانت على تلك المرأه التي تلتصق به وتلتصق به أكثر من اللازم لتخرج تالين من صمتها وتخرج كل غضبها عليها
- على فكره احنا في اجتماع محترم وفي شركه محترمه التصرفات اللي أنتى بتعمليه ده ما ينفعش تتعمل هنا ولا ايه يا طارق شكلك مش عارف تختار الموظف اللي عندك ايه المناظر اللى بتختارها دى
يبدو أن خطة الامبراطور تجنى ثمارها في تلك الغاضبه بدأت تشتغل أكثر من تلك المرأه وهو المطلوب من تالين ليزيد الجرعة أكثر فأكثر
- اعتقد إن اختيار الموظفين في شركتى دي حاجه ترجع لي مش لحضرتك وأنا باختار الموظف اللي أنا شايف ممتاز فى شغله ومن الآخر بصراحه نيفين أشطر موظفه عندي فى الشركة كلها وبعدين احنا مجتمعين هنا فى فرع في الشركة وقاعد معاكم عشان مناقشه بنود العقد وياريت نركز فيه أحسن بدل ما سيادتك مركزه مع نيفين
لتقاطع نيفين كلامه وهى تخرج ما بقى من ذرة هدوء وتماسك كانت تمتلكها تالين التى جنت من تصرفاتها معها وهي تقول بصوت ناعم لطارق
- حبيبي ده ميعاد الغداء ممكن نأخد استراحة على ما تتغدى هاطلبك على ذوقك أنا عارفة أنت بتحب تاكل ايه ماشى ؟؟؟!!!!!!
رد عليها طارق في هدوء متابعا بطرف عينيه زوجته الغيورة
- تمام يا نيفين اطلبي الغداء على ذوقكأانا هاخد استراحه نخلص الغداء وبعدين نرجع تانى نكمل الشغل
لتقترب منه نيفين وتقبله على وجنته أمامها ثم ذهبت لتحضر له طلبه بينما تالين لم تتحمل أكثر دلال تلك المرأه على من كان بيوم زوجها ويتمنى لها الرضا وهى تتدلل وترفض لتنتفض من مكانها بقوة وتضرب الطاولة بكل عنف مندفعة من غضب وغيرة عمياء
- ايه قله الأدب والمسخره اللي بتحصل قدامي دى فاكر نفسك فين يعني عشان الهانم تبوسك وتقرب منك ولا كمان عايزة تجيب الغداء بتاعك بنفسها وعارفة بتحب ايه وبتكره ايه
كان مطلب الامبراطور له حتى يستعيد حقه فهو يعلم ابنته جيدا حين تفقد أعصابها لو كان الأمر بيده لألقى نيفين خارجا وأخذ زوجته وهرب بها من هذا المكان ليقضي معها وقتا وحدهما بلا ناس ولا مشاكل ولكن حاليا عليه التصرف بهدوء حتى يفيق ذلك القلب الغافل
- أولا مش من حقك تعلي صوتك على ثانيا متدخليش بيني وبين السكر اللى كانت جنبى تبوسني وتحضني براحتها معنديش مشكلة معها ولا ليكى حكم علينا من فضلك بلاش تدخلي في شغلى زي ما أنا ما دخلتش في شغلك بعد اذنك هتغدى وهرجع نكمل كلامنا عن الشغل لسه كثير عايزين ننافشه غير إن احنا ممكن نبقى نسافر عشان نعرف كل خطوة بتم ازاى ومين المسؤول أحب اتابع كل خطوة فى شغلى
كلما زاد تصرفه وعدم مبالاته بها فهو لم يبدي غيرته عليها من زوجها ذاك أو حاول الحديث معها من جديد بعد ما عدت لعماد وقد كانت تتوقع منه رد فعل أخرى مختلفة عما رأته تكاد تجزم أن جزءا ما بداخلها كان يتمنى أن يبدى ردة فعل وألا يستسلم ويتركه هكذا دون اهتمام وعليها تقبل ذلك الوضع الذى لا يحتمل وجاءت لها تلك الأخرى تقبله أمامها وهو يستقبل ذلك منها بهدوء دون رادع
- اللي حصل مش هيحصل ثاني أنا مسمحش بحاجات زى دى فى مكتبى وبالنسبة للهانم أنا هطلب لها رجال الأمن عشان متدخليش تانى ولو عايز تحصلها اتفضل يلا
ذهبت إلى الهاتف حتى تبلغ رجال الأمن بمنع تلك المرأه من العودة للشركة أو الدخول نهائيا مهما كان السبب لكن نهض طارق مكانه سريعا قبل أن تمسك السماعه ووجدت نفسها محاطة من خصرها من الخلف من قبله ويمسك يدها بين يديه بحنان واضعا قبله صغير على وجنتيها لينبض قلبها لرجلها طارق
- أنتى عايزه ايه واللى عايزه هيحصل عايزها تمشى هتمشى من دلوقتي هتيجي وهاسيبها وتنطرد بس بشرط أنا عارف إنك ما كلتش حاجة لما بتكونى فى الشغل بتنسى نفسك دايما خلى بالك من نفسك أنتى دلوقتى مش لوحدك وحشتيني أوى يا تالى يا روح طارق لازم تاخذي بالك من نفسك قوي والنونو كمان
ثم وضع يده على طفله وحركها برفق وحنان أبوى جميل اغمضت عينيها دون الشعور بوجود أحد حولهما مكتفية بوجوده معها مهدئها الخاص بها العجيب أنها تشعر براحه عجيبه من حركته فقد شعرت بالتعب مؤخرا وكانت تنوى الذهاب للطبيب لمعرفة السبب لكن يبدو أن طفلهما يشتاق لوالده ويريد الاحساس بوالده قربه منه والآن تواجد طارق بجانبها يربحها ويبعث شعور الراحة الممتد داخلها حتى بقلبها حملها بين ذراعيه وجعلها تتمدد على الأريكة لترتاح قليلا فهى حامل بطفله ثم ربت على وجنتها بحب عاشق تذوب هى به
- قلبي طارق اطلب لك حاجه تكليها معايا مش محتاجة تقولى عشان أنا عارف أنتى بتحبي تاكلي ايه هاطلب منهم بالتليفون أنا وأنتى وبس أهم حاجه فى الدنيا كلها هى راحتك أنتى وطظ فى أى حد عشان زعلك بالدنيا
وجدت نفسها تبتسم تلقائيا من كلامه ذهب ليتصل بالهاتف لكي يحضر لهم الغداء بينما تالين تحلق فى سحابتها الورديه ولكن دخول عماد المكتب فجأه قطع تلك اللحظات منذرا بوضع عاصفه لن تتركهما بخير أبدا
***********
خطفت بمكر هاتفي قفزت لص*ري بدأ الحساب والتحري يا محب من هذه صاحبتها كم نمرة ألغيتها كم حلوة بغيابنا غازلتها هيا اعترف يا حضرة السلطان دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني أعد كم صعب علية عدهن فلأعترف مجموعة وتجمعوا في واحدة هي أنت يا دلوعتي طيوبتي محبوبتي المتفردة المتجددة والمتوقدة
- كاظم الساهر -
قضت مي يوما كاملا الغرفه وقد نفذ والدها التهديد بالفعل وليس مزحة أو لحظة غضب منعها بالفعل من العمل والهاتف ولا خروج من المنزل وكأنه يعاقبها على حبها لزوجها كأنه لم يسبق له الوقوع في الحب مع والدتها والزوج منها تعلم أن الأمر ليس سهلا عليه بالمرة وفى نفس الوقت لا تعلم ذنبها أو ذنب زوجها ليعقبهما على شيء لم يفعلاه ويدمر حياتها وحياة زوجها دون سبب كانت تبكي على الفراش ممتنعة عن الطعام والشراب والخروج من مكانها والدها يبدو وكأنه يستمتع بتعذيبها لمسات ناعمة على وجهها ازعجت نومها بعد بكاء طويل حاولت ابعادها دون فتح عينيها لكن هذا كان مستحيلا ابعدت وجهها للناحيه الاخرى علها تبتعد عنها وتتركهاولكن عادت تلك اللمسات من جديد مما جعلها تستيقظ فتحت عينها بانزعاج لمن يفسد عليها راحتها ونومها لكنه لم يكن سوى سفيان زوجها وجاء لرؤيتها وما إن رأته كادت تصرخ وتصيح ليضع يده سريعا على فمها مانعا إياها من الصراخ
- هدي صوتك مش كده أنا مش عايزه حد يسمعك ويعرف إن أنا هنا أنا جيت من الشباك عشان خاطر اشوفك عمال ارن عليك ما بتردش علي قلقت عليكى أوى لقيت نفسى بدخل أوضتك على طول
انتبه لوجهها يبدو أن حبيبته كانت تبكي وما إن هدأت حين علمت بهويته حتى كانت تلقي بنفسها بين ذراعيه لينام على الفراش ويحملها بين يديه وهى تقول ببكاء حزين
- بابا مش موافق على جوازنا ومصر على الطلاق وحتى حبسنى فى البيت وخد منى التليفون مفيش خروج ولا تليفون لحد ما نطلق زى ما هو عايز ومصر على رأيه
اشتاط سفيان غضبا أكثر لمجرد ذكرها لكلمة الطلاق على لسانها وتصرف والدها الصعب معها لمجرد الدفاع عن حقها بزوجها
- مين قالك إنى هطلقك لا طبعا مش هيحصل هتفضلي مراتي يا إما أموت يا إما هو يخلص عليا مفيش غير كده عندى
ردت عليه سريعا فلا تتحمل فقدانه وموته أو وقوفه ضد والدها
- يا حبيبي أنا مش قصدي أنا بس اتخانقت مع بابا النهارده أخذ منى التليفون و منعنى الخروج من البيت أنا مش عارفه اعمل ايه يا سفيان بجد أنا ما اقدرش ابعد عنك أكثر من كده وفي نفس الوقت احط بابا قدام الأمر الواقع أنا محتاره اعمل ايه ؟؟!!
ربت على شعرها برفق وجعلها تنام على ص*ره محاولا طمأنتها قليلا
- يا حبيبتي أنا هاتكلم مع باباك وهحل كل حاجة معه أنا أكيد مش قصدي كده خالص عايزك ما تفكرش في أي حاجه وسيبى الموضوع ده كله على وأنا هتصرف مع والدك
رفعت رأسها من على ص*ره تنظر له فهو يبحث معها عن الحل دون جعلها تحارب وحيده أو تقف بوجه والدها وتختار على الطريق بل سيحل هو القضية مع والدها وينهى الخلاف لتبقى معها دائما وأبدا
- المحاميه مي معجبه بي أنا عارف فى بنات كثير بيقولوا لي كده عليا وسيم جدا وبيكرشوا عليا جامد
يتبع.........