المشهد الثاني
وقف حمزة مسمرا أمام الفتاة ينظر لشفتيها السوداء القاتمة بوله سكن عيناه و همسته تخترق أذنها تجاهلتها لا تريد أن تعلم ما خلفها من معاني .. لاحظت الفتاة نظراته تلك فقالت بحدة تداري بها ارتباكها من نظراته الولهه ..” أفندم يا أستاذ عايز ايه “
و كأنه كان نائم و أفاق ليسألها مرتبكا .. ” أفندم مش فاهم “
فغرت و أتسعت عيناها من جوابه ما هو الذي لا يفهمه من سؤالها بالضبط .. نظر حمزة لفمها المفتوح فود لو أطبق عليه يغلقه بفمه .. أنتفض من أفكاره متنحنحا .. ” اه أفتكرت “
كتفت ذراعيها و نظرت إليه بتساؤل و الحمرة تزحف تحت بشرتها السمراء من نظراته .. قال حمزة بخيبة .. ” عايزين نقابل جوز حضرتك هو مش هنا “
ردت ببرود .. ” أنا مش متجوزه و أخويا مش هنا دلوقتي حضرتك عايز ايه “
تنفس حمزة الصعداء بصوت عال و وضع يده على ص*ره علامة راحة قائلاً .. ” الحمد لله “
اغتاظت الفتاة قائلة .. ” الحمد لله على ايه أنت عايز ايه يا حضرة “
نظر حمزة لعمر و سأله بحيرة .. ” هو إحنا جايين هنا ليه صحيح “
ضحك عمر بمرح .. ” جايين نسأل أنا حد يعرفني هنا عشان أنا تايه “
هتفت الفتاة بسخرية .. ” أفندم “
تمالك حمزة نفسه و وقف معتدلا و سأل بجدية .. ” اه يا هانم هو حد فيكم يعرف الولد ده أصله تايه و أنا لقيته قريب من هنا قلت يمكن حد منكم يعرفه هو أخو حضرتك هيجي أمتى عشان نتعرف “
سألته الفتاة ببرود .. ” ليه حضرتك هو أنت هتنسبنا “
تمتم حمزة بخفوت .. ” يا ريت “
سمعت الفتاة همسته فوقفت معتدلة أمامه تجيب بارتباك .. ” إحنا منعرفش الولد ده وديه القسم و أعمل بلاغ عن اذنك “
همت أن تقفل الباب فقال حمزة مسرعا .. ” طيب أخوكِ هيرجع أمتى “
ردت ببرود .. ” معرفش “
و كأنه يريد أن يطيل الحديث معها فقال .. ” إنتِ متأكدة أنك متعرفيش الولد ده “
نظرت إليه بغيظ و تجاهلت جوابه فقال عمر للفتاة المختبئة خلف قدم تمرة .. ” و لا أنتي يا تفاحة تعرفيني قبل كدة “
نظرت إليه تمرة بدهشة و حمزة بذهول من سؤاله و لكن الفتاة الصغيرة أجابت .. ” لأ معرفكش هو أنت ساكن في حارتنا “
رد عمر بطفولية و قد تناسى سبب مجيئهم .. ” لا أنا ساكن بعدكم بكام شارع كدة تعرفي عم محسن البقال .. إلي هو جمب إبراهيم العجلاتي أنا ساكن جمبه في البيت رقم ... “
كتم حمزة صوته بيده و قال مازحا .. ” يا عيني من الصدمة بيخرف و يألف مكان لسكنه معلش أعذريه السلام عليكم بقي أشوفك مرة تانية يا بلحة قصدي يا تمرة .. ألا إنتِ أسمك ايه عشان أقول عليه لأمي ايه إلي أنا بقوله ده سلامو عليكم .. “
هبط حمزة ركضا على الدرج و عمر تحت أبطه متعجبا من حديثه الأ**ق مع الفتاة التي تركها ذاهلة من تصرفه .. نظرت لابنة أخيها تقول بتعجب و دهشة .. ” فهمتي حاجة يا باسنت “
هزت الفتاة الصغيرة كتفيها تجيب .. ” لأ يا عمتوا بس هو فين عم محسن البقال و إبراهيم العجلاتي يمكن لم نعرفهم نلاقي بيته “
ردت تمرة متخصرة .. ” نعم ياختي أفندم إنتِ كمان “
ضحكت باسنت بمرح .. و أمسكت بقدمها .. ” هتوديني فرح عمو ماهر زي ما قولتيلي و لا رجعتي في كلامك “
لانت ملامح تمرة و قالت باسمة .. ” طبعاً هنروح عارفة عايزة تروحي عشان ترقصي زي سامية جمال في فيلم الرجل الثاني “
ضحكت باسنت بمرح و ضمت قدميها قائلة .. ” شكراً يا عمتو كتير أنا هجهز فستاني الأحمر “
قالت تمرة بتذمر .. ” لسه بدري لسه يومين بحالهم “
و لكن الصغيرة قد ذهبت لغرفتها بالفعل .. أبتسمت تمرة برقة لتعود ملامحها و تكفهر و هى تتذكر تصرف الرجل الغريب .. شردت في ملامحه الخشنة ب*عره البني و عيناه السوداء و جبينه العريض و شفتيه الرفيعة بذقنه الخشنة و جسده الضخم و كتفيه العريضتين ماذا يعمل ليكون ضخم هكذا نفضت رأسها بحيرة .. ” بتفكري في ايه يا موكوسة فكري في خطيب الغفلة إللي محمد عايز يجوزهولك بالعافية بدل مإنتِ بتفكري في واحد شوفتيه مرة واحدة “
أغلقت تمرة الباب بعنف و كأنها تغلق على أفكارها معا ...
★
وضعه على الأرض و نظر إليه بشرر فقال عمر ببراءة .. ” في حاجة حصلت عمو حمزة “
رد حمزة بحنق .. ” لا مافيش حاجة بس فجأة التايه عرف عم محسن البقال و إبراهيم العجلاتي ناقص تقولها أمك طبخة ايه النهاردة كنت هتكشفنا “
أبتسم عمر بخجل .. ” نسيت و أنا بكلم تفاحة عمو حمزة “
رفع حمزة حاجبه بسخرية .. ” تفاحة .. طيب يلا يا فالح عشان نلحق شيخ الجامع و الراجل إلي جزمته اتسرقت النهاردة و نعرف عمل ايه “
تحرك كلاهما ليعودا للمسجد فقال عمر ببراءة متسائلا .. ” هنيجي الجمعة الجاية نسأل إذا كان حد يعرفني و لا لأ عمو حمزة “
رد حمزة بسخرية .. ” طبعاً هنيجي مهو أنت تايه من الجمعة إلي فاتت يجوز أخو تمرة يعرفك مش كدة “
أمسك عمر بيد حمزة قائلاً بحماسة .. ” يا رب يطلع يعرفني عشان يعرف أبويا و نتعرف على تفاحة و نبقي عيلة واحدة “
نظر إليه حمزة بدهشة .. ” أنت هتستهبل يا ولا أنت هتكدب الكدبة و تصدقها إحنا بندور على حرامي الجزم مش المأذون عشان نجوزك ست تفاحة “
ضحك عمر و سار بجانبه و هو يقفز على قدميه بمرح فقال حمزة مغتاظا .. ” أمشي عدل “
سار عمر بثبات و سأله بجدية .. ” تمرة جميلة عمو حمزة صحيح “
رد حمزة بخشونة .. ” أحترم نفسك يا وله و متتكلمش كدا على الأكبر منك عيب “
سأله عمر بحيرة .. ” كدة إزاي عمو حمزة أنا بس قلت جميلة “
قال حمزة بنفاذ صبر .. ” خلاص يا عمر عرفنا أنها جميلة “
**ت عمر و أكمل سيرة مع حمزة للمنزل ب**ت ليجدا المسجد و قد أغلق فعادا أدراجهما للمنزل قال حمزة بتساؤل .. ” إلي حصل النهاردة هنعمله تاني الجمعة الجاية موافق “
هز عمر رأسه .. ” طبعاً طالما هشوف تفاحة تاني .. و النبي عمو حمزة خلينا نشوفها “
ضحك حمزة بمرح .. ” أدعي يكون الحرامي أبوها عشان نشوفها “
رد عمر ببراءة .. ” يا رب يطلع الحرامي أبوها “
ضحك حمزة على براءته و لكنه لم يعقب و عادا للبيت و كل واحد منهم متجها لمنزله ..
★
دلف حمزة للمنزل فنظرت والدته لقدمه لتتنفس براحة قائلة ..
” الحمد لله رجعت بالجزمة “
رد حمزة ساخرا .. ” تشكري يا اما “
ضحكت والدته قائلة .. ” هو أنا شتمتك تعال قولي أتأخرت ليه النهاردة الصلاة خلصة من بدري “
جلس حمزة و قال .. ” واحد تاني أتسرق و كنت بدور على جزمته لكن ملقنهاش بس عرفنا البيت إلي ممكن يكون ساكن فيه “
”بجد “ سألته دهشة و أردفت ” و عملتوا ايه “
قال حمزة باسما و خيال السمراء يعود و يحتل عقله و مشاعره
” لقينا تمرة و تفاحة بدل الجزمة ياأمي “
قالت والدته بحيرة .. ” مش فاهمة تقصد ايه إزاي يعني لقيتو بلحة و تفاحة “
ضحك حمزة لقول والدته على تمرة بلحة كما فعل هو فقال بهدوء
” أمي أنا عاوز أتجوز “
*******************
نظرت إليه والدته بدهشة لكلمته لبضع ثوان قبل أن تنف*ج ملامحها بفرح قائلة بلهفة .. ” بجد يا حمزة عايز تتجوز .. طيب قولي مين هى نعرفها ساكنة في حارتنا بنت حد نعرفه ماتنطق طيب نعرف حد يعرفها يا واد قول “
كان ينظر إليها منتظرا أن تفرغ من كم أسئلتها التي تلقيها على مسامعه دون أن تأخذ أنفاسها .. قال بهدوء .. ” أيوة .. لأ .. لأ .. ولأ .. ولأ .. “
سألته والدته بحنق .. ” هو ايه إلي أيوة و لأ لأ دي “
قال حمزة بهدوء .. ” جوابات أسئلتك يا أمي “
قالت بتروي .. ” قولي يا عين أمك عايز تتجوز بجد “
هز رأسه موافقا .. “ أيوة يا أمي عايز أتجوز “
سألته بهدوء .. ” ميييين نعرفهااااا “
رد بهدوء مماثل و بصوت ممطوط كصوتها .. ” لاااااااأ“
قالت والدته بحنق .. ” يا دي النيلة يا ابني أنطق و ريحني “
قال حمزة بجدية .. ” أنا عايز أتجوز تمرة يا أمي البنت اللي شوفتها النهاردة و أنا بدور على الجزمة “
رفعت والدته حاجبها متعجبا و قالت .. ” أفندم أنت كنت بدور على الجزمة و لا بتدور على عروسة “
قال حمزة بنفاذ صبر .. ” إنتي مش عايزاني أتجوز يا أمي “
قالت والدته بحنق .. ” طبعاً عايزاك تتجوز ليا سنين بتحايل عليك بس تتجوز بالأصول يعني واحدة نعرفها أو نعرف أهلها مش واحدة شوفتها مرة لا نعرف أصلها و لا فصلها ايه عرفني أنها بنت تمام و على أخلاق “
قال حمزة بضيق .. ” هنسأل عنها طبعاً يا اما هو في حد بيتجوز كدة “
ردت والدته بأمر .. ” أنت تديني العنوان و أنا إلي هسأل مش أنت و بعدها أرد عليك “
أستسلم حمزة و أطاع .. ” حاضر يا أمي بس أديني جمعة كدة بس أتأكد من موضوع الجزمة “
سألته والدته .. ” و ايه علاقة الجزمة بالعروسة “
رد حمزة بتذمر .. ” يوة يا أمي أهو كدة و خلاص أديني بقي جمعة و بعدين أقولك على كل حاجة “
ردت والدته .. ” ماشي طيب قوم غير عشان نتغدى “
قال حمزة و هو ينهض و يتجه لغرفته .. ” أنا مش جعان دلوقتي يا أمي كمان شوية كلي إنتِ دلوقت و بعدين نبقي نتعشى سوا “
نظرت والدته لظهره و هو يتجه لغرفته بدهشة .. ” حمزة و مش جعان غريب ايه جرا في الدنيا “
جاءها صوته حانقا .. ” جزمتي أتسرقت يا أمي هو دا إللي جرا فيها “
ضحكت والدته بمرح .. ” جزمتك و لا قلبك يا حمزة “
لم يأتها جوابه فعلمت أن ولدها قد وقع في الحب و مع من مع تمرة بعد صف الفتيات التي كانت تجلبهم له ...
★
” مالك يا منيل مبتكلش ليه “
سألت والده عمر . عمر الجالس بشرود يتلاعب بالطعام على الطاولة الخشب الصغيرة و هم ملتفون حولها على الأرض ( طبلية )
قال عمر بشرود .. ” مافيش يا ماما أنا مش جعان إلا قوليلي يا ماما هو أنا هستني كام سنة كدة عشان أتجوز “
نظرت منال لولدها بدهشة .. ” نعم يا حبيبي ته ايه تتجوز “
أبتسم عمر بخجل فأتسعت عيني والدته أكثر و سألته .. ” أنت بتسأل بجد و لا بتهزر يا عمر و بعدين أنت معيطش النهاردة من ساعة ما رجعت من الصلاة هو أنت تعبان و لا حاجة و كنت فين عشان تتأخر في الرجوع كدا “
قال عمر بحزم .. ” خلاص يا ماما أنا مش هعيط تاني و أضايقك صدقيني أنا خلاص كبرت و بقيت راجل هو في راجل بيعيط “
رفعت منال حاجبها بمكر .. ” هو أنت كنت فين بعد الصلاة يا عمر مجوبتش على سؤالي جاوب عشان أسأل كمان على موضوع الجواز إلي بتتكلم عنه ده “
خرج والده من غرفتهم بعد أن بدل ملابسه و جلس معهم على الأرض حول الطاولة الصغيرة مقاطعا حديثهم قائلاً .. ” ايه بتحكوا في أي و مبتكلوش “
التفتت إليه منال قائلة بسخرية .. ” كنا بنتكلم على سن عمر للجواز يا عبدالله “
أخذ عبدالله رغيف خبز و قطع منه قطعة صغيرة غمسها بحساء العدس و وضعها في فمه سائلا .. ” جواز عمر مش فاهم “
قالت منال تحكي لزوجها سؤال عمر ليعرف متى يأتي سن زواجه فضحك عبدالله بمرح قائلاً .. ” و مستعجل ليه يا عمر لسه بدري طيب دور لأبوك على عروسة تخف الحمل عن أمك شوية و بعدين فكر في جوازك أنت “ قالها عبدالله مغيظا زوجته الجالسة جواره ض*بته منال على كتفه بغيظ قائلة .. ” جرا ايه يا سي عبدالله هو كل ما تلاقيني طابخة عدس تقول البوقين الحامضين دول “
ضحك عبدالله بمرح .. ” هو إنتِ بتطبخي غيره بقالك أسبوعين بس لو أعرف السر في كدة يكونش وصفة مكتوبالك يا ولية حرقتي ص*ري و ص*ر الولا عشان كدا مستعجل على الجواز يا عين أمه “
دفعته منال في كتفه قائلة بحنق .. ” طيب بس بس كل و أنت ساكت نقصاك هيه “
التفتت لعمر ثانياً و تجاهلت حديث زوجها سائلة .. ” طيب يا عمر قولي كنت فين النهاردة بعد الصلاة و سيبك من موضوع الجواز دلوقتي عشان متخربش على أبوك إلي مبيصدق ده “
قال عمر بهدوء .. ” كنت مع عمو حمزة بندور على الجزمة بتاعته إللي أتسرقت الجمعة إلي فاتت في الجامع “
قال عبدالله ساخرا .. ” نعم يا اخويا و حمزة فاكر نفسه هيلاقي الجزمة لم يروح نفس الجامع تاني “
رد عمر بتأكيد .. ” إحنا لقينا الحرامي يا بابا بس هرب مننا و لكن عرفنا البيت و هنروح الجمعة الجاية عشان نعرف هو ساكن في أي شقة منه “
قالت منال ساخرة .. ” و الله عمك حمزة ده لاسع أصلا عشان بيفكر يدور على جزمة أتسرقت دا عمك فتحي أتسرق منه التلفزيون الحد إللي فات و مرحش حتى عمل بلاغ و هو كان كبير عشرين بوصة بحالهم مش جزمة “
قال عبد الله بمكر .. ” و الله إنتي هبلة و ما تعرفي حاجة تلاقيه باعة عشان يشترى البسكلته لمنير ابن روحية أخته و خاف يقول لمراته “
ردت منال بحنق .. ” ما علينا خلينا في جوازة عمر أحسن “
قال عبدالله ضاحكا .. ” جوازة مين يا مخلولة إنتِ الواد عنده ست سنين “
نهض عمر من على الطعام قائلاً .. ” أنا شبعت و رايح أعمل الواجب “
تركهم و ذهب لغرفته فقالت منال بسخرية .. ” الواد أتهبل زي أبوة و بيفكر يتجوز “
رد عبدالله مازحا و هو يميل يقبل وجنتها .. ” تقصدي أتجن زي أمه “
مسحت وجنتها بشمئزاز قائلة .. ” ايه الق*ف دا بوقك مليان عدس “
رد عبدالله بسخرية .. ” و لم إنتِ بتق*في منه ق*فة إلي جبونا بيه ليه ولية خلل صحيح “
نهض بدوره قائلاً .. ” اعمليلي شاي و حصليني ع الأوضة الواد بيكتب الواجب يعني خدي ساعتين تلاته دماغنا رايقة منه “
لوت شفتيها تبتسم بسخرية .. ” يا راجل عيب إحنا بالنهار “
رد عبدالله مازحا .. ” أيوة عشان أشوفك على حقيقتك يمكن أفكر أتجوز بجد “
أمسكت الكوب الملئ بالماء تريد قذفه به فسقط الماء على رأسها عندما رفعته فوق رأسها فضحك عبدالله مازحا و قال .. ” بص الولية بتستحمى مقدما “
أطلقت منال ضحكة مرتفعة فقال عبد الله بمزاح .. ” بس هتسمعي بينا الجيران يقولوا ايه “
ردت منال ساخرة .. ” هيقولوا متجوزة أرجوز بيضحكني “
رد عبدالله ساخرا .. ” أنا أرجوز يا ولية طيب حصليني ع الأوضة و أنا أضحكك بجد “
تركها و ذهب لغرفتهم و على شفتيها بسمة ما لبثت أن تلاشت و هى تفكر في عمر بتعجب من أمره ..
★
” كنت فين يا محمد كل ده “
سألت تمرة ش*يقها الذي عاد للمنزل متأخرا .. جلس محمد بتعب على المقعد قائلاً .. ” كنت مع ماهر بنخلص شوية حاجات كدة قبل الفرح “
سألته تمرة ساخرة .. ” صحيح .. “
تجاهل سخريتها و سألها بلهفة .. ” فين باسنت نايمة “
ردت ببرود .. ” أيوة نايمة “
ثم أردفت بمكر .. ” أنت شوفت فاتن النهاردة “
أرتبك ش*يقها و أجاب .. ” لأ هشوفها فين يعني “
قالت تمرة بسخرية .. ” أصلها متصلتش النهاردة عشان تسأل عن باسنت فتوقعت تكون معاك “
أرتسم الحزن على ملامحه فقالت تمرة بضيق .. ” ما ترجعها و تخلص يا محمد حتى عشان بنتكم “
أجاب بضيق .. ” تفتكري أني مش عايز المشكلة مش فينا المشكلة في أبوها إلي راكب دماغة أنا عارف أني غلطت في حقها و أعتذرت و أنتهى الأمر بينا بس مش عارف مين راح و قاله على إلي حصل و خلاه يجي و يخدها “
ربتت تمرة على كتفه قائلة .. ” طيب يا محمد متفكرش دلوقتي في الموضوع أدخل أستريح و الصباح رباح “
نهض محمد ليذهب لغرفته .. ” تصبحي على خير يا تليدة “
ردت تمرة حانقة .. ” تمرة يا خويا تمرة و حياة والدك بلاها تليدة دي “
ضحك محمد بمرح .. ” ماشي يا ست تمرة تصبحي على خير “
ذهبت لغرفتها بدورها و أستلقت على الفراش جوار باسنت و هى تفكر في تلك الجثة الضخمة التي كانت تسد باب شقتهم اليوم و عيناه مسمرة عليها .. ”بتفكري فيه إنتي كمان أتخمدي أحسنلك و بطلي تحلمي لتصحي على فرغلي إلي أخوكي عايز يجوزهولك “
غفت تمرة على الفور و لا يشغل عقلها غير زيجتها المرتقبة و كيف ستتخلص منها ..
يتبع