الفصل الثاني (التجاهل)

1243 Words
رجعت البيت بعد يوم طويل جدا ومتعب مليان بقصص كتيرة ومختلفة سمعتها بس اكتر قصة فضلت في بالي هي قصة غدير لاني حسيت ان في حاجة مشتركة بين قصتها مع جوزها ومشكلتي مع شريف.. قررت اني ادي اهتمام اكتر لغدير لاني محتاجة اوصل لحل لمشكلتها ال هي مشكلتي انا كمان.. كنت قاعدة مستنية شريف يرجع وتعبت بعد ربع ساعة و مقدرتش استنى أكتر ف دخلت أنام.. صحيت الساعة 7 قبل اول مواعيدي بساعتين كان شريف نايم جنبي معرفش رجع امتى محستش بيه لاني كنت حقيقي تعبانة جدا ومحستش بنفسي ولا بوجوده.. بصتله واتن*دت وقومت عشان احضر الفطار واجهز نفسي واجهز لشريف لبسه قبل م انزل.. كنت واقفة بحصر الفطار لما هو خرج وقالي.. حاولي متتأخريش بليل عشان رايحين فرح واحد صاحبي منى: مقولتش ليه من امبارح كنت عملت حسابي مخليش مواعيدي لوقت متأخر بصلي ببرود وقال: نسيت كنت مشغول انا كمان.. فضلت إني مردش عليه عشان ميحصلش بينا خناقة ع الصبح.. -مفروض نمشي الساعه كام من هنا؟ قولتله وانا بحاول اتكلم بهدوء.. شريف: الساعة 7 منى: تمام.. هكون هنا قبل الساعة 7 سبته وخرجت من الأوضه وانا بتن*د وحزينة على حالنا احنا بقينا بنتكلم مع بعض كلمات معدودة كل يوم مبقاش في بينا أي تواصل.. جهزت نفسي وقولتله اني نازلة ونزلت قبل ما هو يخلص.. فضلت اتمشى شوية في الشارع كنت محتاجة فعلا أعمل كدا.. كنت بتنفس وكأني كنت محبوسة انا من فترة كبيرة مبقتش أعمل أي حاجة غير شغلي وخناقي مع شريف ولما مش بنتخانق بنحاول محاولاتنا السخيفة لتجنب الخناق... بقينا بدل م نتجنب نتخانق نتجنب بعض وكأننا مبقاش ينفع نكون موجودين في مكان واحد من غير م نتخانق مع بعض.. فضلت امشي وبتف*ج على المحلات وابص في وشوش الناس ال ماشيين في الشارع.. لما بتكون مهموم بتبص للدنيا تشوفها سودا.. تبص للناس تلاقي وشوشهم مليانة هموم وشقى وكأن كل حاجة م**مة تضغط عليك أكتر... قطع تفكيري اتصال من سلوى سكرتيرتي في المركز.. سلوى: دكتورة منى صباح الخير.. منى: صباح الخير.. سلوى : كنت عايزة ابلغ حضرتك أن أول ميعاد اتأجل لبكره وكدا بقا اول معاد الساعة 11 منى: تمام ياسلوى.. شكرا ليكي جدا قفلت معاها وانا فرحانة جدا زي الطفل ال بيفرح لما الحصة بتاعته بتتلغي.. قررت اني مش هروح دلوقتي.. اتصلت بشريف وعرفته ان اول معاد عندي اتلغى ف قالي انه نازل ع الشغل قولتله ماشي وقفلت مش عارفة ليه حسيت بالوجع ده ف قلبي وليه اصلا اتصلت بيه عرفته يعني كنت مستنية منه ايه يعني هينزل يتمشى معايا؟ طب وشغله أكيد مش هيسيب شغله عشاني يعني؟ دخلت كافيه وطلبت قهوة ووقتها افتكرت اني بقالي كتير جدا مروحتش أي مكان غير الشغل انا فعلا مشغولة اوي بشغلي وكمان شغلي عندي رقم واحد ويمكن ده من الأسباب ال خلت شريف يبعد عني شويه.. لا شويه ايه ده بعد عني خالص مع اننا مش متجوزين من سنين يعني.. قررت مفكرش ف اي حاجة تنكد عليا وطلعت تليفوني وصورت القهوة ونزلت الصورة استوري على انستجرام وكتبت صباح الخير.. وقتها ضحكت على نفسي جدا انا عمري م بعمل كدا وكمان كنت بتريق على الناس ال بتشارك الحاجات دي على السوشيال طول عمري بستخدم السوشيال كوسيلة للشغل ومش للترفيه بس انا فجأة حسيت اني محتاجة اتغير او محتاجة اخرج من اطار اني دكتورة منى؛ الدكتورة ال دايما بتلاقي حل لمشاكل الناس ومش عارفة تلاقي حتى شوية وقت تعيش فيهم حياتها.. فتحت الرسايل ولقيت رسالة بقالها ساعتين من مريم صحبتي بتقولي انها هتيجي مصر بكره وانها كلمتني كتير وانا مش برد. فرحت جدا انا فعلا محتاجة اخد اجازة واشوف اصحابي واتواصل معاهم.. فضلت قاعدة مدة قبل م اقرر اقوم اتمشى شوية قبل الشغل.. قبل م اقوم لقيت شريف بيرن عليا بصراحة استغربت جدا لانه مبيكلمنيش وهو ف شغله ابدا رديت عليه وكان بيتكلم بعصبية وقالي: انتِ فين منى: قاعدة ف كافيه شريف: مروحتيش شغلك ليه منى بملل: م انا قولتلك ان اول معاد اتلغى وانا فاضية لحد الساعة 11 شريف بهدوء ع** عصبيته: مركزتش فى كلامك بس ليه مرجعتيش البيت لحد معاد الشغل منى بسخرية: مركزتش؟ ماشي يا شريف انا محبتش اروح وكنت زهقانة ف قولت اتمشى شوية او اعمل اي حاجة عشان زهقانة رد بنبرة هادية وقال: هتعملي ايه دلوقتي منى: هتمشى شوية وهروح شغلي.. في حاجة تاني؟ حسيت انه اتصدم من اسلوبي معاه وقالي بعصبية: لا مفيش أي حاجة متنسيش بس ترجعي بدري سلام قفل من غير م يستنى ردي وده الطبيعي اصلا.. بعد فترة روحت شغلي وبدأت الجلسات ورا بعضها وطبعا كنت مستنية بفارغ الصبر معاد غدير وفرحت جدا لما لقيت ان دورها جه.. دخلت سلمت عليا وقعدت طلبت منها تكمل كلامها… غدير:بعد اليوم ده البيت اتحول حرفيا لحلبة مصارع منى: ازاي وضحيلي.. هقول لحضرتك… لما قولت لقاسم انت ال جبته لنفسك كنت قررت ابطل كل حاجة بعملها عشانه لاني حسيت انه مش مقدر اد ايه انا بحبه وبحاول اخلي علاقتنا تنجح بأي شكل وهو مبيعملش أي حاجة ناحيتي بحب كل حاجة بيعملها كأنها.. منى: كأنها مفروضة عليه مش اكتر.. غدير: بالظبط.. قاسم كان بيعاملني كويس بس مش كزوجة ابدا كان بيعمل كل حاجة بروتين ممل بناكل مع بعض عشان ده المفروض بيجبلي حاجة عشان طلبتها منه او عشان منكدش عليه مبيحكيش ليا اي حاجة تخصه عن شغله مع اننا كنا اصحاب قبل م نتجوز كان بيحكيلي كل حاجة وكنت بسمعه.. لما كنت اعاتبه كان يغير أسلوبه لفترة ويحكيلي وبعدها يرجع نفس الشخص كأنه زهق من وجودي معاه وزهق من حكاوينا بس انا ميأستش فضلت احاول كتير لحد م ف الاخر قررت اني مش هحاول تاني واني هعامله بأسلوبه… تاني يوم بعد خناقتنا صحيت من النوم بعده وكان مش طايق نفسه طبعا لاني مقومتش قبله زي كل يوم.. قاسم: م لسه بدري غدير ببرود: ليه هي الساعة كام؟ قاسم بعصبية: الساعة 8 غدير: ماشي قاسم: ماشي؟ غدير: اه ماشي جز على اسنانه وقال: بابا عازمنا على الغدا النهاردة غدير: تمام ماشي قاسم: هخلص شغل واعدي اخدك غدير: لا انا هروح لوحدي متتعبش نفسك قاسم بعصبية شديدة: براحتك وقام خرج ورزع الباب وراه اليوم عند اهله مر عادي كان بيحاول ميبينش لحد اننا في بينا زعل وانا كمان قمر اعتذرتلي ع كلامها وانا رديت عليها بهدوء وقولتلها اني مش زعلانة.. كنا راجعين للبيت و قاعدين جنب بعض في العربية ساكتين محدش فينا نطق بحرف.. وأول م روحنا لقيته رزع الباب وقرب مني ومسك دراعي وقال بعصبية: عاجبك يعني حالنا ده بصيت على دراهي ال هو ماسكه بقوه وقولتله بهدوء ممكن تسيب ايدي الاول وبعدين نتكلم ساب ايدي وقعد على الكنبة ف قعدت قصاده وقولتله: ماله حالنا فرد بسخرية: مش عارفة ماله يعني؟ رديت لنفس الهدوء: محدش فينا طايق للتاني كلمة.. وابتسمت بسخريه وكملت.. كأننا مجبورين نعيش مع بعض بصلي ومنطقش كان عارف اني أقصده هو بكلامي لان هو عارف كويس اني بحبه و بيتعامل معايا دايما على الأساس ده ان انا ال بحبه وهو بيقوم بواجباته ببرود من غير أي مشاعر لما قولتله اكتر من مرة اني بحس انه مجبور على جوازنا كان بيرد انه مفيش حاجة تجبره يعيش معايا.. كملت غدير بصوت مخنوق وقالت: مكانش فاهم اني محتاجة حاجة بسيطة جدا قولتلها كنتي محتاجة يقولك انه مكمل معاكي عشان بيحبك قالتلي ايوه بس هو دايما شايف انه بيعمل ال عليه وان ده كفاية.. وكان للأسف لازم نقطع كلامنا لأني كان لازم اروح عشان الفرح وكمان هي كانت مضطرة تمشي.. مشيت غدير وانا بفكر ف كلامها وفي التشابه الكبير بين قصتي وقصتها.. شريف فعلا بيعمل ال عليه بس كل ده مقدرش يعوضني عن إحساس انه بيحبني.. كلمة بسيطة من الراجل بتبقا قادرة انها تمسح تعب كبير من الست كلمة بتبقا قادرة تهديها وتنسيها أي زعل شريف كان بيعاملني كزوج ونسي يعاملني كحبيبة وده ال رجالة كتير بتعمله وللأسف بيكون سبب لفشل الحياة الزوجية، يا إما بتنتهي يا إما بيعيشوا مع بعض يؤدوا واجباتهم وخلاص من غير حب ولا مودة ورحمة ويبقا بيتهم بارد خالي من المشاعر مفيهوش الدفا ال الحب ييضيفوا لأي علاقة ويجملها….
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD