٦
لم يقضي غيث ليلته بالفندق مازال الغضب مسيطرا عليه لدرجة كبيرة و يرغب بسحق تلك الفتاة التي كادت تتسبب بضياع سمعته الجيدة و يفقد منصبه و في النهاية تدعي أنها لا تعلم كيف وصلت لسريره و بملابسها تلك
هل تظنه أ**ق أم ماذا ؟؟؟!!!!
أم تظن أنها من ذكاء بحيث لن يقدر على كشفها ؟؟؟!!!
إن كانت فهي مخطئة جدا و سيريها العذاب المناسب لها و سيجعلها ليس فقط تندم بل سيمحو اسمها من رأسها
بينما دارين قضت ليلتها تبكي بقوة فهي لم تشعر بالمهانة يوما كما الآن و كله بسببه
لم يطلب أحدا منه أن يتزوجها كان بإمكانه تركها تذهب و ينهي الأمر لكنه عوضا عن ذلك تزوج بها و ها هو يذلها و يخبرها أنها مجرد خادمه لا تفقه شيئا و هو السيد العظيم
و لسوء الحظ لم تكن لديها عائلة تلجأ إليه و تخبرها بما حدث و يساعدوها و هل لو كان لديها لكانت هنا الآن
تظاهرت بالنوم عند دخوله و قد احتلت فراشه لم ترد أي احتكاك بينهما فهو ينتهي بإهانة لها و مهانة و هي لن تتحمل المزيد منه
و قبل أن يقوم بإيقاظها ليخبرها أن لا مكان لها علي السرير و عليها النوم أرضا وجد هاتفه يرن و لم تكن سوى مادلين هانم والدته العزيزة و كأن ذلك ما كان ينقصه
مادلين بغضب : ما كان ذلك غيث تتزوج دون علمي ؟؟؟؟ و من تلك التي تزوجت بها و من أين تعرفها ؟؟؟؟
غيث بهدوء : أنا قادم غدا و سنتحدث بهذا الشأن
مادلين بسخرية : من الأفضل أن يكون لد*ك سبب مقنع لذلك و ألا تكون الخمر لعبت برأسك
لطالما رفضت مادلين شرب غيث للخمر و حذرته كثيرا و لكنه لم يكن يصغي فهو عنيد و الآن فقط أدرك كما كانت محقة في كلامها و النتيجة هي تلك النائمة و التي تبدو كمن لا يشعر و لا يدرك حجم المصيبة التي هو بها
غيث بإنزعاج : أمي رجاءا كفي لا أريد الحديث عن ذلك و كما قلت غدا عندما أتي يمكنك الحديث معي و سؤالي عما تشائين
مادلين بهدوء : أراك غدا
اغلق الهاتف و هو يشعر بالرغبة بسحق الهاتف و ما أجمل لو كانت تلك النائمة مكانه سيكون ذلك رائعا و ربما يزيل قليلا من غضبه نحوها فقط القليل
طرق الباب و كأن هناك من اتفق عليه اليوم و لم يكن ما فيه يكفيه ليزيد فتح الباب ليجده شرطيا و قد أخبره أنه يريد توجيه بعض الأسئلة له و لزوجته
دخل الغرفة و ألقى الماء علي وجهها لتنتفض من مكانها
غيث بإنزعاج : هناك شرطيا بالخارج يريد الحديث إلينا ارتدى ملابسك و لنذهب و لا ترتدى مثل ذاك القصير الذي ترتدينه و إلا لن يعجبك رد فعلي
دارين بخوف : سأفعل
نهضت سىريعا تنظر للملابس التي أمر بإحضارها و التي كانت قصيرة و كاشفة كالعادة في مثل تلك الطبقة من المجتمع
بينما غيث بقي واقفا ليري أولا ما سترتديه حتي لا يفاجأ كما فجأته بالفستان الذي ارتدته بالمؤتمر و كاد يقتلها و يقتل رجاله
و عندما لاحظ وقوفها هكذا تحرك و قام بدفعها و هي يقول بسخرية : سأقضي اليوم كله انتظرك لتنتهي أم ماذا ؟؟؟
نظر للملابس ليجدها كما رأتها هل يقتل رجاله أم ماذا ؟؟؟؟
أخبرهم أنه يريد ملابس محترمة لا قميص نوم ؟؟؟؟
ما العمل هو لن يتركها تخرج بهذه الملابس مهما حدث ؟؟؟؟
لم يكن أمامها سوى احضار معطفه الطويل و جعلها ترتديه فوق ملابسها حتي يجد ملابس آخري لها و مناسبة خلاف ما وجد
و خرج كلاهما و هما يجهلان سبب حضور الشرطي و لا ما يريده من كلايهما
بينما دارين خائفة لا تريد التورط مع غيث بمشكلة جديدة حتي الآن لم تستطع اثبات براءتها و أن ما حدث لا ذنب لها فيها لتجد نفسها أمام شرطي و تحقيق
أخذت نفسا عميقا بينما غيث علي وشك الانفجار كل ما عمل عليه علي وشك فقدانه بليلة واحدة و بسببها ؟؟؟!!!
************************************
في انتظار التعليقات
???
يقول نزار قباني في قصيدته:
اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ.
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.
وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا