الفصل الثاني

2814 Words
#سيد_الطغاه_حبيبي #فريده_احمد_فريد ~~~~~~~~~ الفصل الثاني...(ندم لأنقاذها..لكنه لم يكف عن التفكير فيها) ~~~~~~~~~ ف عماره عائله الكيال... #ملحوظه (تنقسم العماره لسبع طوابق...بكل طابق شقتان....الطابق الارضي...إحدي الشقتين مؤجره...اضطروا ان يؤجروا الشقق الفارغه...لتحسين الدخل قليلاً....ف الطابق الثاني شقه الأم يقطن معها محمود...ف الشقه المجاورة يقطن الاخ الكبير يحيي وأسرته ابناؤه عمار وعمران وداليا والزوجه سلمي...وف الطوابق الاخري يقطن حسام الاخ الثاني واسرته ابناؤه ساهر وشمس والأخت الثالثه رقيه..وابناءها محمد وفادي و سمر....باقي الطوابق بها أما مستأجرين او شقق فارغه) ................................. محمود عاد من عمله وكان ف طريقه لشقه أمه... سمع جدال وصوت عالي ف شقه أخيه يحيي فهم انه جدال اخر بين الابناء.. ذهب للشقه وطرق الباب لكنه كان مفتوح... دخل ومحمود وألقي السلام بملل (ايه يا بشر السلام عليكم... هوه كل شويه صوتكم يعلي ف ايه يا يحيي) يحيي بصراخ(تعالي شوف يا عم محمود... شوف عمران عايز إيه بالظبط هوه وعم عمار انا قرفت يا جدع) محمود (ف ايه يا عمار انت واخوك) عمران بتهكم (اهوه... هوه ده ابويا كل ما حد يكلمه ف حاجه يطلع فينا كده... يا عمي انا زهقت وقرفت من العيشه دي... انتوا مش عايزين تعملوا حاجه ليه يا عمي... ليه مش عايزين تأخدوا حقكم من البلد دي... يعني يرضي مين نعيش كده واحنا لينا ملايين عند الناس.. هوه ده مش حقنا برضو) محمود بزهق (هوه انت مش هتبطل اسطوانتك دي يا عم عمران ميت مره قولنا لك الفلوس دي الحكومه خدتها يا اما رجال الاعمال نصبوا ع جدك فيها... بس إحنا هنثبت الكلام ده ازاي... اهيه الثوره ضعيتنا زي ما ضيعت ناس كتير هنعمل ايه احنا) عمار(لاء يا عمي عمران عنده حق انتوا اللي مكبرين دماغكوا لو دورتوا هتلاقوا حقنا بس انتوا م**لين) محمود(وانت هتقلد اخوك انت التاني... وبعدين انت حوارك ايه ابوك بيقولي انك بتزن ع السفر... سفر ايه اللي انت عايز تسافره وتسيبنا يابني) عمار(اه عايز اسافر... عايز اغور من هنا ولا هفضل عايش كده اطفي ف حرايق الناس وكل ساعه اشوف جثث شكل... انا تعبت يا عمي) محمود وبدأ يغضب (ايوا ولما تسافر من هنا هتروح تشتغل ايه بره... ما انت هتتزفت تتطفي حرايق وقرف الناس وبعدين حد جبرك تشتغل الشغلانه دي ) عمار بعصبيه(آه اتجبرت وانت عارف ان اخوك هوه اللي جبرني انا كنت عايز ابقي ظابط... بس جدي الله يسامحه بقا تاريخه الاسود هوه اللي دمر مستقبلي) محمود نهض واقترب منه... داليا خافت من عمها لكن عمار لم يهأبه... قال محمود بغضب (ما تتكلمش عن جدك ولا عن ابوك بالشكل ده انت سامع... وبعدين مستقبل ايه اللي اتدمر ياض انت دا انت لسه ما كملتش 26 سنه... فين مستقبلك اللي اتقندل ده... قوم... قوم معايا) يحيي ظل يصرخ ف اولاده... لكن محمود لأنهاء المشكلة اخذ عمار وعمران معه لشقه أمه محمود يعلم جيدا انه لن يتزوج أبداً ولن يصبح أب ف يوم من الايام... ف كان يتخذ ابناء اخواته كابناءه... خاصا عمار وعمران... كان يحبهم بشكل قوي.. لأنهم يذكروه بنفسه ف شبابه دخلا بيت أمه...سلم عليها وجلس مع ابناء أخيه وتحدث معهم طويلاً...لكن أمه طرقت الباب عليهم أذن لها محمود بالدخول...دخلت أمه وقالت (محمود السمسار كلمني وقالي ف ناس جاين ع بليل عشان يأجروا الشقه اللي ف السادس...هتقابلهم انت ولا اخلي السمسار يخلص معاهم) محمود(لاء خلي عوض يخلص معاهم ويكتب معاهم عقد الايجار زي العاده يعني) الام(ماشي يا حبيبي) خرجت وتركتهم معا...حاول محمود ان يعدل افكارهم لكنهم ورثوا العناد والتكبر منه شخصيا...ف يآس مستسلما...وقرر تغير مجري الحديث كي لا يغضبوا منه ويتركوه..وهوه يهتم لامرهم كثيراً &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ف العدم...تحت الأمطار الغزيره سمعت صوت أصطدام مياه المطر بالشئ المعدني فوق رأسها فتحت عيناها بألم..طنين قوي ف رأسها...وألم ف ذراعها...وجدت نفسها ف ظلمه مخيفه..ظنت انها اصيب بالعمي ...لكنها فهمت اين هيه...رفعت يدها لكن يدها اليسري تحت الشئ الثقيل...جذبت يدها بصعوبه...جرحت يداها بقوه ونزفت ع الفور..لكنها لم تهتم بيديها...رفعتهم الإثنين لتبعد هذا الشئ عنها...فوجئت بالأمطار ع رأسها...تحاملت ع نفسها ووقفت...نظرت حولها...لكن المطر يعيق رؤيتها بحثت بعيناها عن اي شخص...اي احد لم تجد احد....سارت وهيه ترتجف بعنف من البرد والمطر والخوف غير الاصابات التي لحقت بها جراء الحادث...سارت وهيه تتعثر ف الأرض الطينيه...لكنها لسوء حظها لم تري جيداً اين تسير؟؟؟أنزلقت ع الطين...وظلت تقع مسافه كبيره...وصلت للأرض وقد اتسخت من أخمص قدمها لقمه رأسها رفعت وجهها وهيه تجهش بالبكاء..وجسدها يؤلمها بشده...نظرت للسماء الرماديه وسط الأمطار وصرخت بأعلي صوتها...انتهت عاصفه البكاء خاصتها عندما ضربها البرد من جديد نظرت حولها ولم تجد سوي اشجار و خضار باهت ف كل مكان حولها عادت تسير تحت المطر وهيه تحتضن نفسها كي لا تتجمد وهيه تسير...وفجأة...لاح الامل امام عيناها رأت هناك ف مكان ليس ببعيد...رآت منزل يشبه المنازل القديمه...كان يبدو متهالكا...لكنها لم تهتم...حاولت ان تركض لكنها سقطت ع وجهها نهضت وهيه تلعن المطر والطين وكل شىء...اقتربت من المنزل لكنها فوجئت انها بداخل مزرعه لم تهتم أيضاً....سارعت بخطاها لتدخل المنزل تحتمي فيه...لكن فجأة...مع صرير المياه ع الزرع..و صوت تنفسها ودقات قلبها...سمعت صوت آخر...صوت جعل قدمها ترتجف..والدماء تتجمد ف عروقها...سمعت زئير حاولت ان تقنع نفسها ان هذا صوت زمجره كلاب المزارع المعتاده...لكن لا...هذا صوت زئير تجمدت مكانها...لم تقوي ع الحركه...وفجأة..خرج من بين الزرع والأشجار...فهد...نعم فهد مرقط ضخم نظرت له وتأكدت ان هذا الوجه هوه اخر وجه ستراه قبل موتها....اقترب منها الوحش المرقط فوجئت بأخر يخرج من الجهه الاخري...نظرت له بفزع نقلت نظراتها بين الفهدين وهيه ترتجف ليس من البرد هذه المره بل من هذان الوحشان المرعبان...بدأ يقتربان منها.. لم تحاول الحركه الصمت المرعب... يصاحب زئير الفهدان وصوت اصطكاك أسنانها .. وضربات قلبها... وفجأة ظهر من المنتصف...اصبح احدهم يسارا والاخر يمينا وهوه ف المنتصف...نظرت له برعب...تفحصته وقد نسيت للحظه القطتان المرافقتان لهذا الجذاب...نظرت لص*ره العاري الملئ بالندوبات وأثار الحروق كان يمسك بندقيه ويقف متحفزا للأنقضاض عليها اكثر من الفهدان قال لها بصراخ وغضب (انتي مين...جيتي هنا ازاي) تلعثمت..ترددت...لكنها قالت بصوت مرتعش مرتبك (انا...انا غفران...انا ماني من هون...انا..انا كنت بحادث القط......) قاطعها صارخا (مايهمنيش اسمك ولا اللي حصل لك...ابعدي من هنا...امشييييي) قالت تتوسله وقد اخذ منها التعب والبرد والجوع ما اخذ (يا أخي بالله عليك ساعدني...انا راح موت لو ضليت هون تحت المطر هيك...ساعدني وراح كون مديونه ألك ...سا....) قاطعها بحده وصراخ وهوه يطلق رصاصه من بندقيته تحت قدمها...صرخت بفزع.... (أبعدي عن هنا قبل ما اخلي الفهود تقطعك...أبعدي) نظرت له ولم تحتمل...ذرفت دموع التعب والعجز..أشاحت بوجهها لتبعد قبل ان ينفذ تهديده او يقتلها هوه...سارت خطوتين..لكن جسدها تجمد من البرد والمطر...نظرت خلفها وجدته يبتعد هوه و قططه الأليفه أبتسمت رغم ألمها من فكرتها...نظرت تحت قدمها وجدت بعض الصخور الضخمه جاهدت لتضعهم ع بعض...ف شكل مقعد...لكنها نجحت ...جلست عليهم وهيه تشعر بجسدها المتصلب يؤلمها بشده حضنت نفسها وهيه تنتفض مكانها.....لم تقوي ع رفع رأسها من مكانها...كانت تنظر ارضا وتبكي ..لكن تختفي دموعها وسط الامطار الغزيره...فجأة لمحت ما اوقف قلبها حقا...فتحت عيناها ع وسعهم...ووضعت يدها ع فمها تكتم صرخات مدويه تخنق فمها &&&&&&&&&&&&&&&&&& نداء عاجل توجه لجهاز المطافي اتصلوا بعمار لتغيب بعض الرفاق ...عمار كما تدرب جيداً جهز نفسه وأستعد لمكافحه حريق أخر....ذهبوا ف سياره المطافي...ووصلوا لمنطقه تجمع الأهالي فيها ليشاهدوا احتراق هذا المنزل بمن فيه...كان منزل من ثلاث طوابق وكان مشتعلا من اعلاه لأسفله قفز عمار وزوملاؤه بشجاعه لأنقاذ ما يمكن إنقاذه سمع عمار صرخات امرأة تنادي (بنتي...بنتي...هتروح مني...حد يلحقها) مازن صديق عمار نظر له وأشار برأسه...بمعني هيا اذهب وانقذها....عمار غضب منه...ألقي بخرطوم الأطفاء ارضا وتوجه للسياره...أشار لصديقه السائق ان يرفعه بالسلم لأعلي...عمار وصل للطابق الثالث وبكل شجاعه قفز بداخل الشرفه وهوه يضع قناع الا**جين...نظر ف الغرفه امامه وجدها مشتعله كلها...اضطر ان يركل ما أمامه ليبحث عن طفله المرآه...وصل لمكان آخر يشتعل...لكن...بين ألسنه اللهب المشتعله كالشموع المضيئه وجدها تقف هناك...ليست طفله صغيره بل حوريه يافعه...شعرها الأحمر كان يلتهب مثل النيران المحيطه بها...بيجامتها محترقه.من القدم ..النيران تقترب منها ستلتهما كما يلتهم الوحش فريسته نزع قناعه و صرخ فيها (من هناااااااا...تعالي يلاااااا) لكنها تلفت يمينا ويسارا...صرخ فيها (انتي عميا انا هناااااا تعالي) ألتفت ع مص*ر الصوت العالي...وقالت بصوت مرتعش خائف (انت فين انا مش شيفاك انا..انا عميا) عمار نظر لها بصدمه وذهول....كيف لهذا الملاك ان يكون معاقا...لكنه نفض هذا الإعجاب الغريب السخيف من وجهه نظره وقال لها بقسوه وحده (طب تعالي ع صوتي... عميا وكمان طرشه.. تعالي) سارت وهيه خائفه لا تعرف اين تضع قدمها... عمار نظر لها بغضب... لم يعرف كيف يصل لها بسبب الاثاث المشتعل يريدها ان تقترب من الباب وتقفز هيه من فوق النيران ... لكنها عاجزه.. لا تري طريقها عمار شعر انه سيحترق إذا انتظرها أكثر... الموقف اصبح اصعب... المنفذ الوحيد أمام الفتاه اشتعل وسد الطريق امامها... عمار لم يخاطر بحياته ابدا لأنقاذ اي أحد... نظر لها وتأكد انها ف عداد الاموات سمعها تناديه بيآس (يا انت.. يا كابتن.. انت رحت فين... ساعدني مش عايزه اموت محروقه... ساعدني... ماتسبنيش... انت فين) نظر لها... لكنه عاد للخلف قال لها وهوه يعود (مش هقدر اساعدك... مش هعرض نفسي للموت عشانك... ربنا يرحمك برحمته) نظرت الفتاه تجاه صوته واتسعت عيناها اللوزيه بفزع عمار وصل للشرفه... استعد ليقفز ع السلم لكنه يراها حاولت ان تنجو بنفسها... يدها ف الهواء أمامها تحاول مسك اي شىء.. يدها وصلت لحائط مشتعل... صرخت الفتاه ويدها تحترق... النار وصلت ل كم بيجامتها...صرخت ويداها تحترق عمار كان ينظر لها بفزع...ضميره يقتله ليعود لها...لكن عقله يسأله...هل تستحق التضحيه...هل هناك من تستحق المخاطره لأجلها وجد نفسه يهز رأسه نفيا...استدار ونظر للشارع وللناس ...يركضون ويصرخون ف كل إتجاه أهتزت الأرض من تحته...فهم ان المبني سينهار...رفع قدمه ليقفز ع سلم سياره المطافي...لكنه أستدار للخلف...لم يجدها...اتسعت عيناه ع وسعهم..وجد نفسه يركض للداخل دون تفكير دفع باب الغرفه بقوه حتي انشق الباب...نظر حوله وجدها ملقأه ع الارض والنيران تنهش يدها ركض اليها واطفي النيران بيده...وجد يدها احترقت حتي المرفق...حملها بين يداه...وركض بسرعه قبل انهيار المبني.... وضعها ع كتفه و عدي حاجز الشرفه وتمسك بالسلم ونزل بهدوء وهوه يضع يده عليها كي لا تسقط منه...ابتعدت السياره عن المبني..اهتز السلم...كادت ان تسقط من يده لكنه امسك بها جيداً...ساعده اصدقاؤه وأخذوها منه..ووضعوها أرضا.ركضت أمها عليها...لكن انحني احد رجال الاطفاء ع ص*ر الفتاه ..اغمض عيناه بأسف وقال لأمها (البقيه ف حياتك...بنتك تعيشي انتي) صرخت الأم بوجع (بنتيييييييييييييي) عمار نظر لها بصدمه...بفزع...عيناه برقت لها غير مصدق...ضميره يصرخ فيه قتلتها..انت من قتلها...انت ايها الجبان الوضيع من قتلها....عمار لم يصدق انها ماتت وانه سبب موتها يتبع ف الفصل3 اقتباس من الفصل الثالث كانت تنظر ارضا وتبكي ..لكن تختفي دموعها وسط الامطار الغزيره...فجأة لمحت ما اوقف قلبها حقا...فتحت عيناها ع وسعهم...ووضعت يدها ع فمها تكتم صرخات مدويه تخنق فمها وهيه تنظر بفزع لقدمين الفهد... أبتعد الفهد وتحرك... رفعت رأسها ورأته يقف أمامه هذا الرجل مجدداً قال لها وهوه يتنفس بغضب (انتي مامشتيش ليه أيه اللي مقعدك هنا) نظرت له بيآس... حاولت النهوض لكن جسدها تصلب من البرد والمطر الغزير... قالت له واسنانها تصطك ف بعضهم من شده أرتجافها (اا... اا.. انا.. انا وين بدي روح... انا مو.. مو من هون) أضاق عيناه ونظر لها بحده بالرغم من المطر المتساقط بقوه ع جسده الشبه عاري إلا انها شعرت ان صهدا حارا يخرج منه بسبب غضبه.... قال (انت منين... شكلك مش مصريه... عاما مايهمنيش.. تعالي ادخلي دلوقتى... بس دلوقتى وبس... مع شروق الشمس تمشي من هنا.. ومش عايز اي أسئله وإلا هسيبك تتجمدي ف البرد) أؤمت له موافقة.... أشار لها لتلحقه... حاولت أن تنهض لكن جسدها بالفعل تخشب... وجدت نفسها تقول (مو قدرانه قوم.. رجلي ما بعرف شو صار لهن) عاد ينظر إليها وهوه يشعر بالندم .. جز ع أسنانه بغضب غير مفهوم... مد لها يده كارها مسكت يده بيد مرتعشه... نظر لها بغموض... كأنه شعر الان فقط ببروده الجو ورآي كم هيه ضعيفه عاجزه اقترب منها ودون أن يتفوه بكلمه... حملها بيد من حديد... نظرت له بفزع... صرخت فيه (شو بتساوي انت نزلني هلأ) نسيت للحظه تعبها وأرتجافها... نظر لها بغضب... وترك يده ع غفله... سقطت ع ظهرها أرضا ... صرخت بألم... نظر لها بتهكم وأمتعاض وتركها وأتجه لبيته... سار خلفه الفهدين.. كطفلين مطيعين... نظرت له من مكانها بسخط... لعنته ولعنت الأحتياج لمساعده كائن مثله لا يختلف عن رفيقيه المفترسين وقفت ع قدمها... شعور الغضب الذي احتلها عندما حملها هذا البغيض... أذاب الجليد من عروقها سارت خلفه وهيه تشتعل غضب حرفياً... انزلقت قدمها وهيه تسير خلفه بمسافه... نظر لها ونظرت له وهيه ع الارض... تهكم بسخريه كانه يقول لها تستحقي هذا.... غضبت اكثر واحمر وجهها تحت المطر البارد وصلت أمام منزل قديم... نوافذه مغلقه بألواح خشبيه... شرفته بها مائده وكراسي عتيقه... وهناك ارجوحه قديمه صدئه.... أبتسمت غفران وهيه تتذكر أرجوحتها التي صممها لها خالها منذ سنوات تذكرت تلك اللحظات وأبتسمت بوجع.. لكنه صرخ فيها (ما تدخلي) انتفضت مكانها... اخرجها بصوته الخشن الغليظ من حلم اليقظه الجميل.... قالت له (شووو... ما أنتبهت شو صار يعني) نظر لها بذهول...لكنه افسح لها المجال... دخلت البيت المقبض وهيه تحتضن نفسها... عاد شعور البرد يحتلها رات اثاث متهالك كما تخيلت... والارض مليئه بغبار اصفر قديم... لم تري ف هذه الباحه الواسعة غير بقعه صغيره ف زوايه بعيده هيه المكان الوحيد النظيف... أمام المدفأه... ركضت المسكينه بقدمين ترتعشان بردا متعطشتان للدفء... وقفت امام النيران مباشره ومدت يدها تستمد الدفء من تلك المدفأه العتيقه... لكنها تفي بالغرض... شعرت بأنضباط وأنتظام ضربات قلبها... هدأت نوعا ما نظرت خلفها لتشكره... فوجئت به خلفها مباشره.. صرخت ف وجه من الفزع... قطب جبينه وقال وهوه يمد يده بالثياب (مالك ف ايه شفتي جن ف وشك... خدي ألبسي الهدوم دي قبل ما تمرضي... وما تنسيش كلامي... مع شروق الشمس تمشي... غيري هدومك دي وحطيها ع الدفايه عشان تنشف... وانا هدخل احضر اكل) نظرت حولها تتفحص المكان تبحث عن غرفه او ما شابه لتبدل ثيابها... لكن المكان مظلم... قالت له (وين بدي بدل تيابي) قال بأمتعاض( ما تغيري هنا.. ولا ف اي حته... انا داخل جوه يلا يا صخر... حرب... ورايا) خرجا الفهدان من زاويه مظلمه... لم تلحظهم غفران وهيه تتفحص المكان... شعرت بجسدها ينكمش من رؤيتهم المخيفه... لكنهم أطاعا هذا الرجل كأنهم قطين مسالمين.... تنفست الصعداء بعد خروجهم جميعاً بحثت ثانيا بعيناها.... وجدت ما يشبه الباب ... ذهبت اليه وهيه تتحس طريقها كي لا تسقط... وجدتها بالفعل غرفه فتحت ودخلت لكنها وقفت مبهوره... مذهوله.. رآت مكتب فخم... خلفه نافذه مغلقه بألالواح الخشبيه وهناك ما اعجبها بشده... مكتبه ع احدي الحوائط... بها كتب عديده جداً... ميزت بعضهم وهيه تقف مكانها رآت ايضا أريكه عريضه وبعض الغطاء السميك عليها أستشفت انه ينام هنا... لكن ليس طوال الوقت لان المكان مليئ بالغبار والاتربه.... أغلقت الباب خلفها وبدلت ثيابها... لكنها نسيت الحادث والبرد والجوع عندما بدأت تقلب ف الكتب بسعادة... كأنها وجدت ضالتها... لم يخرجها من عالمها الحالم غير صراخه من الخارج (انتي... خلصتي ولا لسه... الأكل هيبرد.. وانا هتعشي دلوقتي.. خرجتي ولا ما خرجتيش) نظرت للباب بتهكم... تركت الكتاب من يدها مجبره.... وخرجت وجدته اعد طاوله صغيره امام المدفأه لكن عليها طعام وفير... شهي.. ساخن.. وهوه المطلوب تماما ف هذا البرد القارس نظرت بسعاده للطعام... لكنها لمحته يبتسم ويخفي أبتسامته الاشبه بشروق الشمس بعد عاصفه ورعد وامطار نظرت له بذهول وقالت متعجبه (شو في... ليش عم تضحك انت هلأ... شو شكلي بيضحك يعني) ف لمحه أختفت تلك البسمه الساحره الخلابه... وظهر مكانها تهجم وقسوه وصلابه ع فكيه ووجنتيه الصخريه قال كأن أبتسامته كانت ذنب أذنبه ويعاقب نفسه عليها (لاء مفيش حاجه تضحك... مفيش اي حاجه ف الدنيا تضحك... بس هدومي كبيره عليكي اوي.. خلاص من غير رغي... تعالي كلي) قالت وهيه تتجاهل جملته الاخيره (بالله.. وهاد ذنبي انا... مين قالك تصير رجال ضخم كل ها الأد... ع رأيك بلا حكي فاضي انا جوعانه وما بدي اتخانق معك) نظر لها ببرود.. وهيه تجلس امامه وتضع يدها قرب النار وتعود ثانيا للمائده.. نظرت له تلقائي.. رآت نظرته البارده الجافه.. قالت بعدائيه (شووو... ليش عم تبرق لي هيك) (خناق ايه اللي هتتخانقيه انتي معايا... انتي هبله) (ليش بقا عم اقطع شعري انا ولا شايفني بعوي متل ح*****تك ها دول) وجد نفسه يبتسم رغم عنه من جديد... لكنه سرعان ما تهجم وجه نظر لها... ونهض وهوه يسحب صحن طعام له غفران شعرت انها تسرعت ف كلامها واسلوبها... قالت له تعتذر (من فضلك بلا ما تقوم... انا بعتذر منك كتير... بس انا هيك ... عصبيه كتير ودمي حامي... وف الساعات الماضيه انا كتير تعبت ... من فضلك عد كل معي... لو سمحت) نظر لها ببرود جام... لكنه جلس من جديد وقال بجفاء (ماشي... بس ياريت من هنا لحد ما تمشي ما تفتحيش بوقك تاني... كلي واطلعي فوق ع ايدك الشمال هتلاقي اوضه مفتوحه تدخلي تنامي فيها والصبح تمشي من سكات... مش عايز اي قلق منك انتي فاهمه يلا كلي وانتي ساكته) كان يتحدث بجديه كبيره... أجبرها ع الصمت وعدم الرد عليه.... نظرت لصحنها وهيه حزينه... تشعر بأن**ار ف قلبها لم تعد لديها الرغبه ف الأكل بالرغم من انها لم تتناول الطعام منذ يومين... لكن كلامه الجاف معها جعلها تفقد شهيتها للطعام.... ظلت تنظر ف الطعام... ولم تمد يدها... رفع عيناه ونظر لها طويلاً وجدها شارده... ساكنه... تنظر للفراغ... وضع ما بيده وقال لها بحده (ف إيه.... ما بتأكليش ليه) نظرت له وأشاحت بوجهها بعيد عنه....ضرب الطاوله فجأة فزعها... قال بغضب (مش بكلمك... ما بترديش ليييه) (ما بدي أحكي معك) (ليه بقا ان شاءالله) (مشان عصبيتك هي... انا ليش بيصيري معي هيك بس ياربي... ما بدي أاكل ... انا بدي نام) ############ بكت دون وعي منها...قالت لنفسها (معقول...معقول بعد السنين دي كلها ارجع أقابلك تاني...معقول انت...طب ازاي...ايه اللي جابه هنا...ف البيت ده بالذات....يارب..يارب يكون جاي زياره لحد ويمشي....يارب ما يكونش ليه حد قريب هنا...انا ما صدقت لقيت مكان يلمني انا وعيالي ..لاء عياله...يالهوي لو كان افتكرني...كان هيعمل ايه..دا..دا انا لسه مراته...و..و..وولادي هياخد مني ولادي..ولاده...لاء...لاء انا لازم اخدهم واهرب...بس ازاي...هروح فين...انا معدش معايا فلوس تاني ...ومش هلاقي بيت كويس زي ده وبالسعر ده...لاء..يغور اي حاجه بس ولادي ما يعرفوش ان..ان ابوهم عايش...موجود...اعمل ايه يا ربي..ليه بس كده) لم تعلم كم مر عليها من وقت وهيه تقف مكانها...لم يخرجها من شرودها غير أتصال علي بها ردت عليه بعد ان هدأت قليلاً (ايه يا حبيبي) علي(ايه يا امي انتي فين) (انا...انا بجيب الاكل وطالعه اهوه) (طب يلا عشان انتي طولتي اوي تحت... ولا انزل لك) (لاء لاء انا هجيب باقيه الحاجه واطلع ع طول يلا سلام) (طب خلاص بس اوعي تتوهي اعرفي طريقك ولو حد ضايقك رني عليا يلا سلام)
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD