الفصل الثالث

3494 Words
#سيد_الطغاه_حبيبي #فريده_احمد_فريد ~~~~~~~~~~ الفصل الثالث (وعادت...لكن لامجال للعوده) ~~~~~~~~~~~~~~ #ف محطه شبرا الخيمة.... تقف رهف بجوار عليا ابنتها وعدي....أشارت عليا بعيد وقالت بمزاح (أهوه يا ماما علي هناك اهوه...بقاله ساعه مش لأقي بيجوو...ابنك ده با....) قاطعها عدي بنظره حارقه من عيناه...قال لها بحده (ايه...هتخرفي ولا ايه) رهف أبتسمت وقالت بتوتر (ايه يا عدي ..اختك بتهزر) عدي بغضب(هوه ايه اللي بتهزر..ما تبطلي دلعك الماسخ ده بقا يا أمي) كان يمر بجوارهم شابين...وقف احدهم ف وجه عدي وقال بذهول (أمي...انت بتقول ل دي امي...أمك ازاي يعني) عدي مسكه من ياقته وهزه بعنف وهوه يصرخ فيه (ايوا أمي يا روح أمك وانت مال امك انت) عدي ضربه بالجبهه ع انفه...تدخل الشاب الأخر وكاد ان يلكم عدي...فوجئ بلكمه قويه ف وجهه من علي صرخت رهف وعليا...تجمع الناس وفرقوا بينهم...علي صرخ ف أمه (هوه انا أسيبكوا خمس دقايق ارجع ألاقيكوا عاملين مصيبه...ف ايه يا عم عدي) عدي بغضب(بيعا** امك ادامي يا عم..عايزني اطبطب عليه يعني) علي سمع هذا...و قفز ع الشاب يضربه وهوه وسط الرجال....بعدوهم الرجال عن بعض...رغم صدمه البعض من كلام عدي...توجهت انظار الرجال لرهف...كيف يقولا ان تلك امهم علي أخذ امه واخته من يدهم وجرهم لسياره اجره سبق واوقفها...عدي حمل الحقائب وتوجه خلفه نظرت رهف لأبناءها بفخر شديد...كم هيه فخوره بهم...وايضا تخشي عليهم من المشاكل...لأنها دوما تتعرض للمضايقات بسبب صغر سنها وجمالها..لم يصدق احد انها أم لثلاث تؤام رجلان وفتاه آيه ف الجمال مثل أمها وصلوا بعد فتره الي حي مصر القديمه...كان السمسار ف انتظارهم....أخذهم للشقه ..أعجبتهم كثيرا بالفعل أجرت رهف الشقه وهيه تتنفس الصعداء لانها تركت بيت عمها ....جلست ترتاح هيه وابناءها قفزت عليا فجأه وقالت (انا هختار اوضتي...وهاخد الكبيره كمان) علي وعدي نهضا خلفها ليتشاجرا ع الغرفه الكبري..كما هيه عاداتهم دائماً...رهف نظرت لهم وضحكت وضبا المنزل جيداً ليبدأ يومهم الأول وبدأ كلا منهم يهتم بشئونه...رهف تركتهم و خرجت من المنزل لتحضر مستلزمات الطعام وخلافه كادت ان تسقط من ع درجات السلم بسبب ظلمه هذا الطابق...لكن فجأه..يدان قويتان تمسكتا بها من خصرها...رهف جفلت..بل فزعت منه...قال لها محمود يهدأها (أهدي مفيش حاجه...كنتي هتقعي...تعالي ننزل الدور اللي تحت...الدور ده ضلمه) رهف لم تري وجهه...لكن صوته الخشن الواثق...اخترق ص*رها...شعرت بأنقباض غامض يحتلها لم يترك يدها...ظل قابضا عليها كانه يساعدها ف النزول...وصلا الطابق الاسفل...كان ينظر تلقائي ع شقه أخته رهف متلهفه لتري وجهه...نظرت لقبضه يده المغلقه بأحكام ع قبضتها....أستدار أخيراً ونظر لها نظر لعينان خضراء بلون الزيتون..وبشره ناعمه نضره...ووجه وسيم...محمود شعر للحظه انه هذا الوجه مألوفا لديه...لكنه لم يذكر أين رآه من قبل؟؟؟رهف شعرت بقشعريره غريبه تسري ف جسدها وهيه تنظر لقبضته رفعت وجهها بأبتسامه بريئه لتشكره...لكنها فزعت..صدمت برقت له برعب...نظرت لعيناه الرماديه ووجهه القاسي...هذا الوجه الذي لم تنساه يوماً ف التسع عشره عاما الماضيه...قلبها دق بجنون...تملكها الخوف والارتباك...ارتعشت يدها ف يده...سحبت يدها بسرعه وقالت وشفتاها ترتعش (ش..شكراً...شكراً) ركضت ركضا لأسفل حتي شعرت انها ستنقلب من ع درجات السلم...محمود نظر خلفها وهوه متعجب من تصرفها الغريب...رهف وصلت للدور الارضي...نظرت خلفها لتري اذا كان قد لحق بها ام لا سندت ع حائط المبني...وأنهمرت دموعها بكت دون وعي منها...قالت لنفسها (معقول...معقول بعد السنين دي كلها ارجع أقابلك تاني...معقول انت...طب ازاي...ايه اللي جابه هنا...ف البيت ده بالذات....يارب..يارب يكون جاي زياره لحد ويمشي....يارب ما يكونش ليه حد قريب هنا...انا ما صدقت لقيت مكان يلمني انا وعيالي ..لاء عياله...يالهوي لو كان افتكرني...كان هيعمل ايه..دا..دا انا لسه مراته...و..و..وولادي هياخد مني ولادي..ولاده...لاء...لاء انا لازم اخدهم واهرب...بس ازاي...هروح فين...انا معدش معايا فلوس تاني ...ومش هلاقي بيت كويس زي ده وبالسعر ده...لاء..يغور اي حاجه بس ولادي ما يعرفوش ان..ان ابوهم عايش...موجود...اعمل ايه يا ربي..ليه بس كده) لم تعلم كم مر عليها من وقت وهيه تقف مكانها...لم يخرجها من شرودها غير أتصال علي بها ردت عليه بعد ان هدأت قليلاً (ايه يا حبيبي) علي(ايه يا امي انتي فين) (انا...انا بجيب الاكل وطالعه اهوه) (طب يلا عشان انتي طولتي اوي تحت... ولا انزل لك) (لاء لاء انا هجيب باقيه الحاجه واطلع ع طول يلا سلام) (طب خلاص بس اوعي تتوهي اعرفي طريقك ولو حد ضايقك رني عليا يلا سلام) اغلق معها ... رهف نظرت للفراغ وعادت عيناها تبكي ولا تعلم السبب... ضربت مؤخره رأسها بالحائط خلفها وقالت بوجع(مستحيل محمود يحرمني منكم...دا انا اموت...اموت لو خدكم مني هوه وابوه...اااااااااه يا ولادي ...ااااه لو تعرفوا انا مخبيه عليكم اييييه) رهف مسحت وجهها بكلتا يديها...قررت ان ترحل ..لن تخاطر بأن يتذكرها محمود ويشك ف شىء...لن تخاطر بأبناءها مهما كلف الأمر &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& #عوده للحريق عمار نظر لها بصدمه...بفزع...عيناه برقت لها غير مصدق...ضميره يصرخ فيه قتلتها..انت من قتلها...انت ايها الجبان الوضيع من قتلها....عمار لم يصدق انها ماتت وانه سبب موتها نظر الاطفائيون لبعضهم بطبيعه الحال بحزن... كم يؤلمهم خساره اي روح بشريه عمار لم يرفع عينه عنها... لم يريد ان يستوعب انها فارقت الحياه.... سار بغضب اليها... دفع صديقه (اوعي كده ماتت ازاي كانت بتتنفس من ثواني) ابعد صديقه و أمها عنها... وركع بجوارها... مسك رأسها وأعادها للخلف... ووضع شفتاه ع شفتيها أجري لها تنفس صناعي... عده مرات... لكنه نجح.. نجح ف اعادتها للحياه من جديد امها صرخت (أسمهان... بنتييييييي... احمدك يارب... احمدك يارب) ظلت تسعل عده مرات... عمار ربت اصدقاءه ع كتفه بسعاده... تركهم و ذهب مع بعضهم ليستكملا عملهم عاد عمار لبيته بعد ساعتين تقريباً... لكنه لم يستطيع ان يخرجها من رأسه... ظل يفكر فيها... يتذكر شفتيها الملتهبه بفعل الحراره... لا يعرف ماذا حدث له؟؟ أهوه تأنيب الضمير لايزال يؤرقه بسبب فعلته ام هناك شىء غامض ينخر بقلبه للمسه تلك الفتاه كانت اول مره يقترب من فتاه بهذا الشكل لم يحبذ ابدا ان يكون بالقرب من البنات... لم تعجبه فتاه من قبل... لم يرضي بطريقتهم ف اللبس او التصرفات كان يكره كل شىء تقريباً ولا يزال... شعر انه لا يملك قلب... بل كتله سودا ثقيله تنبض بأسم الحياه لكنها لا تحمل اي مشاعر او عواطف بشريه ... دخل غرفته نظرا لسبات كل من بالمنزل ف تلك الساعه حاول ان ينام لكن جفاه النوم... كلما اغمض عينه يتذكر تفاصيل تلك الحادثه وتلك العمياء بالذات &&&&&&&&&&&&&&&&&& #عوده للريف المجهول كانت تنظر ارضا وتبكي ..لكن تختفي دموعها وسط الامطار الغزيره...فجأة لمحت ما اوقف قلبها حقا...فتحت عيناها ع وسعهم...ووضعت يدها ع فمها تكتم صرخات مدويه تخنق فمها وهيه تنظر بفزع لقدمين الفهد... أبتعد الفهد وتحرك... رفعت رأسها ورأته يقف أمامه هذا الرجل مجدداً قال لها وهوه يتنفس بغضب (انتي مامشتيش ليه أيه اللي مقعدك هنا) نظرت له بيآس... حاولت النهوض لكن جسدها تصلب من البرد والمطر الغزير... قالت له واسنانها تصطك ف بعضهم من شده أرتجافها (اا... اا.. انا.. انا وين بدي روح... انا مو.. مو من هون) أضاق عيناه ونظر لها بحده بالرغم من المطر المتساقط بقوه ع جسده الشبه عاري إلا انها شعرت ان صهدا حارا يخرج منه بسبب غضبه.... قال (انت منين... شكلك مش مصريه... عاما مايهمنيش.. تعالي ادخلي دلوقتى... بس دلوقتى وبس... مع شروق الشمس تمشي من هنا.. ومش عايز اي أسئله وإلا هسيبك تتجمدي ف البرد) أؤمت له موافقة.... أشار لها لتلحقه... حاولت أن تنهض لكن جسدها بالفعل تخشب... وجدت نفسها تقول (مو قدرانه قوم.. رجلي ما بعرف شو صار لهن) عاد ينظر إليها وهوه يشعر بالندم .. جز ع أسنانه بغضب غير مفهوم... مد لها يده كارها مسكت يده بيد مرتعشه... نظر لها بغموض... كأنه شعر الان فقط ببروده الجو ورآي كم هيه ضعيفه عاجزه اقترب منها ودون أن يتفوه بكلمه... حملها بيد من حديد... نظرت له بفزع... صرخت فيه (شو بتساوي انت نزلني هلأ) نسيت للحظه تعبها وأرتجافها... نظر لها بغضب... وترك يده ع غفله... سقطت ع ظهرها أرضا ... صرخت بألم... نظر لها بتهكم وأمتعاض وتركها وأتجه لبيته... سار خلفه الفهدين.. كطفلين مطيعين... نظرت له من مكانها بسخط... لعنته ولعنت الأحتياج لمساعده كائن مثله لا يختلف عن رفيقيه المفترسين وقفت ع قدمها... شعور الغضب الذي احتلها عندما حملها هذا البغيض... أذاب الجليد من عروقها سارت خلفه وهيه تشتعل غضب حرفياً... انزلقت قدمها وهيه تسير خلفه بمسافه... نظر لها ونظرت له وهيه ع الارض... تهكم بسخريه كانه يقول لها تستحقي هذا.... غضبت اكثر واحمر وجهها تحت المطر البارد وصلت أمام منزل قديم... نوافذه مغلقه بألواح خشبيه... شرفته بها مائده وكراسي عتيقه... وهناك ارجوحه قديمه صدئه.... أبتسمت غفران وهيه تتذكر أرجوحتها التي صممها لها خالها منذ سنوات تذكرت تلك اللحظات وأبتسمت بوجع.. لكنه صرخ فيها (ما تدخلي) انتفضت مكانها... اخرجها بصوته الخشن الغليظ من حلم اليقظه الجميل.... قالت له (شووو... ما أنتبهت شو صار يعني) نظر لها بذهول...لكنه افسح لها المجال... دخلت البيت المقبض وهيه تحتضن نفسها... عاد شعور البرد يحتلها رات اثاث متهالك كما تخيلت... والارض مليئه بغبار اصفر قديم... لم تري ف هذه الباحه الواسعة غير بقعه صغيره ف زوايه بعيده هيه المكان الوحيد النظيف... أمام المدفأه... ركضت المسكينه بقدمين ترتعشان بردا متعطشتان للدفء... وقفت امام النيران مباشره ومدت يدها تستمد الدفء من تلك المدفأه العتيقه... لكنها تفي بالغرض... شعرت بأنضباط وأنتظام ضربات قلبها... هدأت نوعا ما نظرت خلفها لتشكره... فوجئت به خلفها مباشره.. صرخت ف وجه من الفزع... قطب جبينه وقال وهوه يمد يده بالثياب (مالك ف ايه شفتي جن ف وشك... خدي ألبسي الهدوم دي قبل ما تمرضي... وما تنسيش كلامي... مع شروق الشمس تمشي... غيري هدومك دي وحطيها ع الدفايه عشان تنشف... وانا هدخل احضر اكل) نظرت حولها تتفحص المكان تبحث عن غرفه او ما شابه لتبدل ثيابها... لكن المكان مظلم... قالت له (وين بدي بدل تيابي) قال بأمتعاض( ما تغيري هنا.. ولا ف اي حته... انا داخل جوه يلا يا صخر... حرب... ورايا) خرجا الفهدان من زاويه مظلمه... لم تلحظهم غفران وهيه تتفحص المكان... شعرت بجسدها ينكمش من رؤيتهم المخيفه... لكنهم أطاعا هذا الرجل كأنهم قطين مسالمين.... تنفست الصعداء بعد خروجهم جميعاً بحثت ثانيا بعيناها.... وجدت ما يشبه الباب ... ذهبت اليه وهيه تتحس طريقها كي لا تسقط... وجدتها بالفعل غرفه فتحت ودخلت لكنها وقفت مبهوره... مذهوله.. رآت مكتب فخم... خلفه نافذه مغلقه بألالواح الخشبيه وهناك ما اعجبها بشده... مكتبه ع احدي الحوائط... بها كتب عديده جداً... ميزت بعضهم وهيه تقف مكانها رآت ايضا أريكه عريضه وبعض الغطاء السميك عليها أستشفت انه ينام هنا... لكن ليس طوال الوقت لان المكان مليئ بالغبار والاتربه.... أغلقت الباب خلفها وبدلت ثيابها... لكنها نسيت الحادث والبرد والجوع عندما بدأت تقلب ف الكتب بسعادة... كأنها وجدت ضالتها... لم يخرجها من عالمها الحالم غير صراخه من الخارج (انتي... خلصتي ولا لسه... الأكل هيبرد.. وانا هتعشي دلوقتي.. خرجتي ولا ما خرجتيش) نظرت للباب بتهكم... تركت الكتاب من يدها مجبره.... وخرجت وجدته اعد طاوله صغيره امام المدفأه لكن عليها طعام وفير... شهي.. ساخن.. وهوه المطلوب تماما ف هذا البرد القارس نظرت بسعاده للطعام... لكنها لمحته يبتسم ويخفي أبتسامته الاشبه بشروق الشمس بعد عاصفه ورعد وامطار نظرت له بذهول وقالت متعجبه (شو في... ليش عم تضحك انت هلأ... شو شكلي بيضحك يعني) ف لمحه أختفت تلك البسمه الساحره الخلابه... وظهر مكانها تهجم وقسوه وصلابه ع فكيه ووجنتيه الصخريه قال كأن أبتسامته كانت ذنب أذنبه ويعاقب نفسه عليها (لاء مفيش حاجه تضحك... مفيش اي حاجه ف الدنيا تضحك... بس هدومي كبيره عليكي اوي.. خلاص من غير رغي... تعالي كلي) قالت وهيه تتجاهل جملته الاخيره (بالله.. وهاد ذنبي انا... مين قالك تصير رجال ضخم كل ها الأد... ع رأيك بلا حكي فاضي انا جوعانه وما بدي اتخانق معك) نظر لها ببرود.. وهيه تجلس امامه وتضع يدها قرب النار وتعود ثانيا للمائده.. نظرت له تلقائي.. رآت نظرته البارده الجافه.. قالت بعدائيه (شووو... ليش عم تبرق لي هيك) (خناق ايه اللي هتتخانقيه انتي معايا... انتي هبله) (ليش بقا عم اقطع شعري انا ولا شايفني بعوي متل ح*****تك ها دول) وجد نفسه يبتسم رغم عنه من جديد... لكنه سرعان ما تهجم وجه نظر لها... ونهض وهوه يسحب صحن طعام له غفران شعرت انها تسرعت ف كلامها واسلوبها... قالت له تعتذر (من فضلك بلا ما تقوم... انا بعتذر منك كتير... بس انا هيك ... عصبيه كتير ودمي حامي... وف الساعات الماضيه انا كتير تعبت ... من فضلك عد كل معي... لو سمحت) نظر لها ببرود جام... لكنه جلس من جديد وقال بجفاء (ماشي... بس ياريت من هنا لحد ما تمشي ما تفتحيش بوقك تاني... كلي واطلعي فوق ع ايدك الشمال هتلاقي اوضه مفتوحه تدخلي تنامي فيها والصبح تمشي من سكات... مش عايز اي قلق منك انتي فاهمه يلا كلي وانتي ساكته) كان يتحدث بجديه كبيره... أجبرها ع الصمت وعدم الرد عليه.... نظرت لصحنها وهيه حزينه... تشعر بأن**ار ف قلبها لم تعد لديها الرغبه ف الأكل بالرغم من انها لم تتناول الطعام منذ يومين... لكن كلامه الجاف معها جعلها تفقد شهيتها للطعام.... ظلت تنظر ف الطعام... ولم تمد يدها... رفع عيناه ونظر لها طويلاً وجدها شارده... ساكنه... تنظر للفراغ... وضع ما بيده وقال لها بحده (ف إيه.... ما بتأكليش ليه) نظرت له وأشاحت بوجهها بعيد عنه....ضرب الطاوله فجأة فزعها... قال بغضب (مش بكلمك... ما بترديش ليييه) (ما بدي أحكي معك) (ليه بقا ان شاءالله) (مشان عصبيتك هي... انا ليش بيصيري معي هيك بس ياربي... ما بدي أاكل ... انا بدي نام) نهضت بعصبيه... لكنه ضرب بيده القويه ع الطاوله مجددا... انتفضت مكانها.. نظرت له بغضب قال بنبره آمره (أقعدي كلي) غفران شعرت بالتهديد ف كلامه... جلست وهيه تنظر له... عادت البروده تسري ف عروقها من جديد مصطحبه معها خوفاً غريبا ف اعماقها.... زمت فمها بضيق... لكنه نظر لها نظره قاتله... لكنها بادلت نظرته بنظره برود.... أشاحت بوجهها بعيد عنه... ومدت يدها لتتناول طعامها وتنهي تلك الليلة لم يتفوه احدهم بكلمه أخرى.... أنتهت من طعامها... قدم اليها ما بصحنه... نظرت له بذهول أخذته منه وقالت بتهكم (هي اول مره حس ب هي المتل القديم) (مثل ايه بقا ان شاءالله) (يعني متل ما بيقولوا... اهل مصر.. اهل كرم وشهامه... بس انا ما شفت اي كرم من لما دخلت هي البلد) نظر لها بضيق وبرود... لكنه قال بلامبالاه (وإيه اللي جبرك تشرفينا فيها طالما مش عاجبه حضرتك) نظرت له بسخافه... لكنها قالت بحزن (لو بأيدي ما كنت بترك بلدي وارضي لو شو ما صار.. حتي بعد الخراب اللي حل بضيعتي وبلدي كله... بس انا مجبوره... عرفت متأخر كتير ان عندي أخت... وانا أجيت مشانها... خالي ربي يرحمه... توفي من ليلتين.. بس حكي لي شو صار من زمان كتير... حكي عن امي وابي واختي اللصغيره... أجيت مشانها... كلمت عمي ... لكنه رجال حقير... قالي انه طرد اختي وولادها... انا أجيت مشانهم .. انا صرت وحيده ف هي العالم.. وهلا انا علقاني هون.. ومصرياتي وتيابي راحت بالحادث... وما ألي حدا ف العالم بده يساعدني... ما بعرف شو راح ساوي انا... بس ما راح أرجع بلدي غير وأختي وأولادها معي... لمين بدي عود بعد ما راح الغالي... عن أذنك انا كتير تعبانه تسمح لي روح نام شوي) نظر لها وتبدلت ملامحه ونبرته ... قال بهدوء (أتفضلي.. زي ما قلت لك... أوضتك فوق) (شكراً كتير.. وبعتذر ع عصبيتي... تصبح على خير) نظر لها طويلا حتي أختفت من امامه... لعبت الظنون به.. و راودته افكار جنونيه... لكنه رفض ان يستمع لها ... نهض بغضب وهوه ينادي صخر وحرب يتبع ف الفصل 4 اقتباس من الفصل الرابع محمود بقولك دخلهم انت مش شايف حالتهم... دول برضو مننا) لكن كمليا قالت ببكاء (لاء يا ست هانم ربنا يخليكي... انا مش هدخل... بس بنتي... خدوا بنتكم لحد ما أتصرف واجيب لنا بيت يلمنا... انا هرجع عند الناس اللي شغاله عندهم وهعيش هناك... بس أسمهان مش هينفع تروح معايا هناك... حرام ابهدلها معايا... دي.. دي عمياء وانا مش هقدر...) بكت المرأه لم تستطع أن تكمل كلامها.... أدخلتها الجده .. مسكت يدها وساعدتها ع الجلوس أسمهان لم تنطق بحرف... محمود لم يعجبه الآمر.. لكنه عاجز... ف تلك العمياء تكون ابنه اخيه كيف سيتركها مشرده بلا مآوي.... ذهبت كمليا وتركت ابنتها بين براثن عائلتها التي لم يريدوها يوماً ولم يطلبوا رؤيتها حتي... جلست بلا حراك... الأم نظرت لابنها... وقالت بتعب (هنعمل إيه دلوقتي... أمل مرات اخوك لما تشوفها الصبح مش هتسكت) محمود بعصبيه(انتي جايه تقولي كده دلوقتى... طب خدتيها ليه من امها) الام(يعني اسيبها إزاي يا محمود دي حفيدتي برضو) نهضت أسمهان وهيه تنظر للفراغ بحزن ووجه ملطخ... قالت بكبرياء (خلاص يا ست هانم... انا آسفه ع اللي حصل... انا همشي... معلش ماما كانت عشمانه فيكم... معلش هيه كده طول عمرها طيبه وبتتعشم ف الناس... عن اذنكم ممكن حد بس يوصلني للباب) نظرت الأم لأبنها... محمود هدأ قليلاً... اقترب من الفتاه ومسك يدها وقال (انتي اسمك أسمهان) اؤمت له الفتاه.. أكمل كلامه لأمه (خلاص يا امي.. اسمهان هتقعد معانا هنا ف الشقه وأمل انا هتكلم معاها... هيه برضو مننا زي ما امها قالت... خلاص يا اسمهان... هدخلك اوضه الضيوف.. وبكره هجيب لك هدومك... انتي بتدرسي) قالت الفتاه وقد غالبتها الدموع... مسحت وجهها بكبرياء... وقالت (انا بدرس ف كليه خاصه بالناس اللي زيي... وكمان بشتغل ف مركز موسيقي... بعلم البنات الموسيقي) ابتسم لها محمود وقال (خلاص يا بنتي.. شكلك تعبانه من اللي حصل... تعالي اوصلك اوضتك والصبح انا هجيب لك كتب وهدوم غير اللي اتحرقوا... تعالي نامي دلوقتي والصبح ربنا يحلها) كانت ليله مرهقه للفتاه.. أذعنت لأمر عمها... وذهبت معه.... تحدث معها محمود قليلاً... دخلت الام عليهم وطلبت من ابنها ان يتركهم بمفردهم كي تتحدث الجده مع حفيدتها وتساعدها ف تبديل ثيابها المحترقه رآت الجده حروق طفيفه ع ذراع الفتاه وع قدمها... شهقت الجده خوفاً... تمزق قلبها ع رؤيه الفتاه بهذا الشكل ساعدتها ووضعت لها مرهم حروق... واعطتها مسكنات لكي تنام بسلام... شعرت أسمهان ان الجده طيبه وحنونه... لكنها لم تظهر اي أمتنان لها او لمحمود.. فهم ف الأخير لم يسألوا عنها ولم يهتموا لامرها يوماً &&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ف شقه رهف صباحا تقف رهف أمام الموقد... لكنها شارده... لم تجد مبرر تقوله لأبناءها تقنعهم به... لكي يتركوا هذا المنزل دخل علي فجأة وصرخ ف أمه (ينهار أسوح عليكي يا رهف... ايه اللي عملتيه ده... حرقتي البطاطس... عايزه تولعي فينا يا فوفه... مالك ع الصبح) نظرت للموقد وشهقت وهيه تري الطعام محترق ف الزيت... انبت نفسها... اغلق علي الموقد وابعد امه عن الدخان المتصاعد من الزيت... قالت له بقلق (علي بقولك إيه... انا مش مرتاحه هنا... ما تيجي نمشي... نروح اي حته تانيه) علي التفت لها فجأة... قال لها بصدمه (انتي بتقولي ايه يا امي... نمشي نروح فين... دا احنا ما صدفنا نلاقي بيت كويس بأيجار معقول... ف ايه يا امي) دخلت عليا وقالت بمرح كعادتها (إيه يا جماعه هموت من الجوع... مالكم ف ايه) علي بتذمر(مفيش حاجه... يلا ساعدي امك عشان كده هنتأخر... عايزين ننزل نشوف ورقنا أتحول ع الجامعه ولا لسه) ################ لكنه لاحظ شعاع الشمس الذي تخلل من بين ستائره السميكه... انقبض قلبه وقال بهلع (غفران) خرج يركض بسرعه.... صعد للطابق الثاني وفتح غرفتها... لكن للأسف... لم يجدها... وجد الفراش مبعثرا وهيه غير موجوده... ركض كالمجنون... خرج يبحث عنها حول المنزل... كان يركض ف كل إتجاه وفهديه يركضا خلفه بسرعه... ركض كثيراً لكنه لم يعثر لها ع آثر... عاد لمنزله وهوه ف قمه غضبه وقف ف باحه منزله ومسك الفأس وبدا ي**ر الحطب بغضب وهوه يزمجر كالحيوانات لم يصدق انه خسر فرصته الوحيده... أين سيجد أمراه مثلها تقبل به وبعرضه الفقير فجأة وهوه ي**ر الحطب... ويتصبب عرقا... وجدها تخرج من باب المنزل... نظرت له بفزع... رفعت عيناها للشمس خلفه وقالت بتوتر وارتباك (انا كتير أسفه... والله ما بعرف كيف نمت كل ها الأد... بعتذر منك سيدي... انا راح ألبس تيابي هلأ و.....) قاطعه عندما القي بالفأس وركض إليها... خافت منه وعادت بقدمها للخلف.... مسك يدها بقوه نظرت ليده بغضب وخوف...قال لها (لاء مش عايزك تمشي...غفران...تقبلي تتجوزيني) &&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ع سطح عماره محمود عليا صعدت للسطح وهيه متحمسه لرؤيه المنطقه كلها من اعلي...دخلت السطح وهيه تركض كالأطفال...وقفت ونظرت من أعلي...لكنها عادت للخلف بسرعه وهيه تضع يدها ع قلبها وتضحك بصوت عالي ع جبنها...هيه تخشي المرتفعات...لكنها دوماً تتحدي نفسها...كانت تضحك وهيه تتقدم خطوه للامام تنظر للأسفل..وتعود سريعا للخلف...كانت تضحك ببلاهه وسعادة..وتدور حول نفسها...نزعت حجابها وحررت شعرها الحرير...تساقط كشلال لوزي ع خصرها..عادت تنظر بخوف وتعود تضحك....فجأة.دون سابق أنذار قال عمران من خلفها (انتي هتخيليني......بتضحكي ع إيه انتي...وطالما خايفه تبصي ...بتبصي ليه ..وإيه اللي مطلعك هنا أصلاً) عليا فزعت منه...أستدارت ع صوته وهيه تكتم صرختها...نظرت لتجد شاب ف مثل سنها تقريباً لكنه..طويل..عريض البنيه...أبيض الوجه...وسيم جداً...له نفس لون شعرها...لون لوزي قريب للبني الفاتح عيناه رماديه تشبه عيناها..لكنها غامضه..غاضبه...تهجم وجه عمران عندما رآي وجهها الجميل كانت تقف أمامه حائلا بينه وبين اشعه الشمس التي سقطت عليها...جعلتها كملاك يطير امامه بشعرها الطويل جداً...و وجهها المضيئ نوراً و توهجا..وعيناها الساحره الخلابه..وجسدها الرشيق الجذاب اي رجل ف الكون وان كان مجنونا سيقع ضحيه جمالها...وسيعشقها بجنون...لكن عمران نظر لها بغضب وأعاد سؤاله (إيه اللي مطلعك هنا...انتي مين) ارتبكت الفتاه وقالت بتلعثم (ا..انا..انا جيت امبارح مع ماما وأخواتي..انا..جارتكم...ساكنه ف الشقه اللي تحت السطح ع طول...انا آسفه اوي..مكنتش اعرف انه ممنوع اطلع السطح) تهجم وجه اكثر من براءتها وانوثتها الطاغيه ورقتها..وادبها ف الكلام...عليا لاحظت تفحصه الوقح لها تداركت نفسها سريعاً...رفعت شعرها برباط الشعر ووضعت الحجاب ع شعرها بسرعه...أقترب منها بضع خطوات وقال بعجرفه (ما ردتيش عليا.انتي إيه اللي مطلعك هنا) عليا نظرت له بذهول..لكنها عادت خطوه للخلف وقالت بتوتر اكبر (هوه...هوه ممنوع أطلع هنا...اص...اصل انا..انا بحب المكان الواسع..انا كنت عايزه اشوف المنطقه من فوق...وكمان..انا..انا بحب الرسم...كنت هشوف مكان هنا أرسم فيه براحتي...عشان..عشان بس اخواتي بيضايقوني ..ومش بعرف ارسم منهم) عمران زم شفتيه..كأن كلامها آثار سخريته...نظر لها من اعلي لأسفل بتفحص..لم تعجبها نظراته أرادت الأنصراف لكنها خشت ان تقول هذا..لم تعرف لم تصلب جسدها بسبب نظراته....عمران سعد بمضايقتها قال آمرا (طب بصي بقا يا حلوة...السطوح ده كله وخصوصاً سطح الاوضه دي) أشار ع سطح غرفه مبنيه ع السطح نفسه...أكمل (السطح ده بالذات ما تقربيش منه...انا وبس اللي بقعد هناك...هسيبك تطلعي زي ما أنتي عايزه...بس ياريت ما تأخديش راحتك اوي وتفكريه بيت أبوكي...دا بيتي انا...ولو قرفتيني وخدتيها حلوانه ف سلوانه وفضلتي تنطي لي هنا كل شويه....هقرفك وأمشيكي من هنا انتي واهلك...فاهمه كلامي ياااا) نظرت له بعينان حزينه يآسه...لكنها قالت بحرج (عليا...انا أسمي عليا...وانا آسفه تاني...أوعدك مش هطلع ننا تاني أبداً ومش هضايقك تاني...عن أذنك) سارت بجواره...لكنه قبض ع يدها بقوه....نظرت له وليداه بخوف...نظر لعيناها وهوه يشعر بأنقباض ف قلبه...قال بغموض (انا قلت لك ما تطلعيش...عايزه تطلعي ترسمي أطلعي...بس انا بحب اقعد لوحدي هنا...ف هاتي رقمك عشان لما احب اطلع اكلمك وانتي تنزلي لو انتي هنا... وكده.. انتي هتقعدي براحتك وانا كمان اقعد براحتي.... بس وخلص الحوار ع كده) ارتجفت بجنون...ودارت بعيناها ف المكان وهيه تقول بخوف (حضرتك بتقول ايه...عايز تأخد رقمي وتكلمني واكلمك...دا كان اخواتي يدبحوني...حضرتك ما تعرفهومش..دول بيخافوا عليا اوي اوي..ومش بيسمحوا لي أصاحب اي بنت...انا طلعت هنا عشان هما بيدوروا ع شغل ومش ف البيت دلوقتي...انا لازم انزل دلوقتي...و..ولما اجي اطلع...هطلع بليل...بعد المغرب كده...يكونوا هما لسه ف الشغل ماشي)
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD