المقدمة
بســــــم الـــلــه❣
وعد.....
لا يستطيعون التمييز بين الحب و الإعجاب.
و عندما يفعلون يكون الآوان قد فات و يتحمل اطفالهم الذنب فلا يعيشون بشكل طبيعي.
لا يعلمون من الصادق الاب ام الام.
لا يعلمون من المظلوم الاب ام الام.
لا يعلمون مع من يكونون الاب ام الام.
يتدمرون من الداخل بسبب خلافات والديهم.
تكون شخصياتهم ضعيفة .... دائماً يشعرون بالضياع.
فكانت هذه هي بطلتنا الصغيرة وعد.
صاحبة الشخصية الرقيقة و الهادئة صاحبة اطيب قلب و انقى قلب.
هل سيكون العالم مكان آمن لها؟
هل يستطيع اي شخص تعويضها عن الفراغ الموجود في قلبها؟
ماذا يحدث ان شعر شخص مثلها بأن الجميع تخلى عنه؟
هذه هي مقدمة روايتي "وعد"
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
بدأت قصتنا مع شروق شمس ذلك اليوم الممتلئ بالتفاؤل في تلك الفيلا الجميلة تحديداً في غرفة بطلتنا.
ما هذا الصوت؟ انه مزعج للغاية ....لا استطيع النوم.
فتحت وعد عينيها على وجه ابنة خالتها مي.
وعد بضيق و صوت ناعس: ابعدي عني يا مي عايزة انام.
مي وهي تقفز على الفراش بجانب وعد: قومي بقى يا شيخة متبقيش بومة كده.
فتحت وعد عينيها ثم اعتدلت في جلستها و قالت : نعم ؟ خير؟ في ايه؟
جلست مي امام وعد ثم قالت بمرح: يلا عشان خارجين.
ضيقت وعد عينيها ثم قالت: يا راجل؟!
مي: اه والله.
وعد: و ده من امتى ده؟
زفرت مي ثم قالت: يا بت واحنا مش لسة واخدين الأجازة ؟
وعد: ده احنا انما الياس و اياد بيروحوا الشغل.
صفقت مي بيديها بشكل طفولي ثم قالت: هما اخدوا اجازة عشانا النهاردة.
وعد بعدم تصديق : قولي والله!
مي: والله.
ركلت وعد مي بدون قصد لتسقط الثانية ارضاً.
وضعت وعد يدها على فمها ثم قالت: انا آسفة.
مي وهي تنهض من مكانها : وربنا انا استاهل ض*ب الجزمة اني جاية اقولك خبر عدل.
ضحكت وعد لتقول مي : يلا البسي بسرعة بقى عشان الياس قايلي اصحيكي من بدري.
وعد بلهفة: الياس هنا؟!
مي: اها مش بقولك خد اجازة.
وعد: اوكي هلبس و احصلك.
مي وهي تخرج من الغرفة: اوك متتأخريش بس.
خرجت مي من الغرفة بينما اتجهت وعد الى الحمام.
***في حديقة الفيلا***
كانت هناك العديد من الكراسي متراصة حول طاولة خشبية مستديرة و كان الجميع يتحدثون معاً ريثما تنتهي مي من ايقاظ وعد.
مي وهي تجلس على مقعد بجانب جدتها: خلاص صحيتها.
اياد بمرح: ماشاء الله ساعة بتصحي فيها ! ليه يا ماما هو فيل اللي نايم؟
الياس بضيق وهو يعبث في هاتفه: ما تقولش على وعد كده.
اياد بنفس اسلوبه: انت خايف على مشاعرها حتى و هي مش هنا؟
مي: طبعاً مش ابوها؟ اكيد هيخاف على مشاعرها.
وضع الياس الهاتف في جيبه ثم قال بنبرة مرعبة: كنتوا بتقولوا ايه بقى؟
ضحك اياد ثم قال: كنا بنشكر فيك انت ووعد والله مش كده يا مي؟
مي : واحنا نقدر نقول غير كده ؟
جاءت وعد في هذه اللحظة ثم قالت : صباح الخير.
ذهبت وعد الى جدتها ثم قبلت يدها و قالت : صباح الخير يا تيتا.
فريدة : صباح النور يا حبيبتي.
ابتسمت وعد ثم ذهبت لتجلس على مقعدها بجانب الياس لتقول نريمان : جهزتي شنطتك يا وعد؟
قضبت وعد حاجبيها ثم قالت: لا شنطة لإيه؟
الياس : هنروح الشاليه بتاعنا اللي في الساحل يومين.
كاد فاه وعد يلامس الأرض من الصدمة ثم قالت: انت بتتكلم بجد؟!
الياس : لو مش عايزة ممكن نروح مكان تاني.
وعد بمرح: هو ايه اللي مش عايزة؟ اكيد عايزة طبعاً بس اتصدمت شوية.
اياد بغرور: ده اقتراحي على فكرة.
الياس : بس اعملوا حسابكم مش هنطول عشان عندي شغل هما يومين بس.
وعد بفضول: انت لسة شغال في نفس القضية؟
ابتسم الياس ثم قال : اه يا وعد.
كادت وعد ان تتحدث الا ان مي قاطعت تلك اللحظة قائلة بضيق : لا استنوا بس عشان مش مستوعبة ....يومين بس ايه اللي هنروحهم؟
تحدث اياد مازحاً : امال انت عاوز ايه امعلم.
مي : بالميت كده اسبوع .
نريمان: بس يا مي
مي بغضب طفيف: لا معلش يا ماما بقى ال يومين ال لا يا بابا احنا اقل من تلات ايام مش هقبل.
ضحك اياد ثم قال: يعني اليوم ده هيفرق معاكي؟
مي: متعرفش انت اليوم ده هيحصل فيه ايه ولا ايه.
زفر الياس ثم قال: خلاص تلات ايام بس مش زيادة عن كده.
صفقت مي بيديها بمرح ثم قالت: احلى ايسو والله.
وعد بغضب: متقوليش على الياس ايسو انا بس اللي بقوله كده.
غمز اياد ثم قال : ايوة يا عم الاتنين بيتخانقوا عليك.
الياس وهو ينهض من مكانه: طب ياريت تكملوا خناق في السكة لأن لو الدنيا ضلمت انا مش هسوق بصراحة.
مي بسرعة : لا لا لا احنا جاهزين كلنا.
نريمان: وعد لسة محضرتش شنطتها.
مي : و ديه تفوتني بردك؟ انا حضرتها.
ابتسمت وعد لتتابع مي: و حطيتلك الكاميرا بتاعتك.
اياد: يعني كده جاهزين كلكم؟
مي: اه كله تمام.
اياد: يا بنتي هو حد عينك المتحدث الرسمي للعيلة؟ انا بسألهم هما مش انتي.
نظرت له مي بحقد بينما قالت نريمان : اه يا حبيبي كلنا جاهزين.
اياد: تمام.
نهضت فريدة من مكانها ثم اتكأت على نريمان ليفتح اياد لهم باب السيارة الخلفي بشكل راقي للغاية ولكن بالتأكيد مي لن تجعل الأمر يمر مرور الكرام لذلك دفعت اياد ثم قفزت لتدخل الى السيارة اولا ثم قالت بإستفزاز: معلش يا اياد بس انا و وعد هندخل الاول عشان نركب في الكنبة اللي ورا.
"كانت السيارة من نوع السيارات العائلية حيث انه يوجد بها صفين من المقاعد بالإضافة الى الكرسيين الأمامين"
دخلت مي اولا لتجلس في الخلف و تأتي وعد لتجلس جانبها اما امامهما فجلست فريدة و نريمان و بالتأكيد جلس اياد جانب الياس الذي بدأ بقيادة السيارة.
***في السيارة***
كانت مي من النوع الذي يملأ المرح في اي مكان لذلك قالت بصوت مرتفع: اياد ما تشغل حاجة بدل القاعدة الساكتة ديه.
ضحك اياد بينما قالت فريدة : يا بت ودني وطي صوتك.
مي: معلش يا تيتا الواحد متحمس شوية و عايزين اغاني حلوة كده تفرفشنا.
اوصل اياد هاتفه بسماعات السيارة ليشغل بعدها موسيقى هادئة للغاية كي يستفز مي.
مي بضيق : ايه ده؟
اياد: مش كنتي عيزاني أشغل حاجة؟
مي: ايوة بس احنا كده هنام.
اياد: وهو ده اللي عندي.
مي: طب هات الطلافون كده.
ضحك اياد ثم قال: انا بعد طلافون ديه هخاف اقعد معاكي في بيت واحد.
مي: هق هق دمك خفيف اوي ماشاء الله.
اياد: خفيف غصب عنك.
فريدة: يا عيال وانتو كل ما تقعدوا مع بعض شوية تتخانقوا؟
مي: هو اللي بدأ.
وعد : مي اقولك حاجة؟
مي: قولي.
وعد: حطي السماعات في ودنك و اسمعي اللي انتي عيزاه متصدعيناش احنا.
الياس بمرح: ايوة يا عاقل انت...ايه يا دودي الافكار الحلوة ديه.
مي بضيق : ايوة صح مهي وعد اللي قالت كده طبيعي هتفضل تمدح فيها لمدة سنة.
الياس : اه عندك مانع؟
**تت مي ولم تعقب بينما قالت فريدة وهي تضحك: نفس السيناريو اللي حصل زمان بيتكرر دلوقتي.
نريمان : لا يا ماما بلاش.
مي بفضول: سيناريو ايه يا تيتا؟
نريمان: ولا حاجة خليكي في اللي بتعمليه.
الياس : لا انا كمان عايز أعرف.
اياد: وانا والله.
ضحكت فريدة ثم قالت: كنا زمان لما نيجي نطلع اي رحلة كان لازم سالم الله يرحمه و نريمان يتخانقوا هو عايز يشغل حاجة و هي مش عايزة ...ده في مرة اتخانقوا مع بعض راحت هي ماسكة الكاسيت اللي معاه ورمته من شباك العربية.
مي بصدمة: ماما؟!
نريمان : كنت صغيرة على فكرة.
فريدة : صغيرة ايه ده انتي كنتي ١٦ سنة وقتها.
اياد: يعيني يا بابا...وانا اقول الراجل مات بدري ليه اتاريه اتصدم من اللي حصل.
ضحكت فريدة ثم قالت: اتصدم بس؟ ده فضل يعيط من اول الرحلة لآخرها.
ظل الجميع يتحدثون معاً و يتمازحون طوال الطريق الا ان وعد لم تكن تشاركهم في الحديث بل كانت فقط تنظر من النافذة ب**ت و بالتأكيد ذلك لم يخفى على الياس.
قلبه يتألم على صغيرته وعد فهي الوحيدة التي لا يوجد لها ذكريات مع والديها.
فاقت وعد من شرودها على صوت مي المرتفع كالعادة وهي تقول : ديدو قول نكتة بايخة.
نريمان: لا بلاش يا اياد لو بتحب عمتك بلاش.
ضحك اياد ثم قال: ليه كده؟ ده انا مجهزلكم شوية نكت بايخة يا ستار يا رب ق*ف.
الياس : طب متقولهاش.
اياد بمرح: مرة واحد جه ينتحر من الدور العاشر ملقاش فراح نط من الخامس مرتين.
انفجرت مي ضاحكة لتقول نريمان: عجباكي اوي كده؟
مي: لا انا بضحك على بواختها.
اياد بمرح : طب واحد كمان بقى.
مي : قول.
اياد: مرة فيل و نملة دخلوا يستحموا الفيل خرج من الحمام النملة راحت فين؟
مي: مش عارفه.
اياد: تاهت جوا الليفة.
الياس بضيق : عارف المشكلة فين؟
اياد: فين.
الياس: اني ضحكت عليها.
اياد: طب واحدة كمان.
الجميع بصوت واحد/ لا.
اياد بضيق مصطنع: انا غلطان اني مش عايز احسسكم بآلامي و بحاول اخليكم تضحكوا.
الياس : مش عايزين نضحك بس ابوس ايدك كفاية.
اياد: هرحمك عشان انت اللي سايق بس.
ابتسم الياس ثم تابع القيادة.
.......
توقف الياس بالسيارة امام الشاليه الخاص بهم ليترجل الجميع من السيارة بعدها.
اياد وهو يفرد ذراعيه : ياااااه الواحد بقاله فترة مجاش.
قذف الياس الحقيبة على اياد ثم قال: طب امسك طلع الشنط.
اياد: يا بارد ما تسبني اعيش اللحظة.
جاءت مي ثم قامت بوضع حقيبتها بكل برود على الحقيبة التي يحملها اياد ثم قالت: و طلع ديه معاك.
اياد بضيق: ماشي يا مي خليكي فاكرة بس.
مي : حاضر.
فريدة وهي تستند على نريمان: الجو حلو ماشاءالله.
نريمان: بس شكله بيقلب برد بالليل.
فريدة : خدوا بالكم لا تبردوا بس.
اياد: خايفة عليا يا تيتا؟
فريدة بضيق مصطنع: يا واد متقوليش يا تيتا عشان بتحسسني اني عجزت انت و اخوك.
غمز اياد ثم قال: عجزتي ايه بس يا فيري ده انتي لسة شباب.
ضحكت فريدة بينما قالت نريمان: طب يلا ندخل نكمل الحوار جوا في الشاليه احسن.
دخلت نريمان و فريدة الى داخل الشاليه ليحمل بعدها اياد و الياس ما بقي من الحقائب.
***داخل الشاليه***
كانت نريمان جالسة على الأريكة بجانب فريدة اما اياد فجلس على المقعد بتعب فالحقائب ثقيلة خاصةً حقيبة مي اما وعد فكانت تعبث بهاتفها بهدوء حتى قالت مي : لا لا ايه يا جماعة ده مالكم عاملين شبه الميتين كده ليه؟
نريمان: يا بنتي لمي ل**نك شوية.
اياد: آخد نفسي بس و بعدين هنخرج.
مي: لا قوم دلوقتي احنا مش جايين ننام.
اياد: يا بنتي اصبري ارتاح.
زفرت مي ثم التفتت الى وعد و قالت بضيق : وانتي يا دودي ايه نظامك؟
وعد: براحتك شوفي انتي عايزة ايه.
مي : عايزة اتمشى شوية.
ذهبت مي الى وعد ثم سحبتها لتنهض و بعدها قالت: انا و دودي هنتمشى شوية.
اياد: هرتاح و هحصكلم بس متبعدوش فاهمين؟
مي: اوك.
خرجت مي وهي ممسكة بيد وعد لتصطدم بالياس دون قصد.
الياس: رايحين فين؟
مي: هنتمشى شوية.
الياس: طب و اياد فين؟
وعد: هيريح شوية و بعدين يحصلنا.
تن*د الياس ثم قال : استنو طيب هشوف ناقصهم ايه جوة و اجي معاكم.
ابتسمت وعد ثم قالت: اوك.
بادلها الياس الإبتسامة ثم دخل لتقول مي بهدوء: وعد انتي كويسة؟
وعد: اه انا كويسة الحمدلله.
مي: بس انا حساكي متضايقة.
وعد : لا انا فعلاً كويسة.
**تت مي للحظات ثم قالت: طب ممكن حضن ؟
ابتسمت وعد ثم قالت : اكيد.
عانقت مي وعد ثم قالت : مش بحب اشوفك ساكتة يا وعد.
جاء اياد في تلك اللحظة ليقول بمرح: الله! انتو حركتوا مشاعري الدفينة.
جاء الياس هو الآخر ثم قال : ايه ده في ايه؟
التفت اياد الى الياس ثم عانقه و قال: وحشتني.
دفع الياس اياد ثم قال بضيق : يا بني ادم ابعد ايه الق*ف ده؟
اياد بحزن مصطنع: اخس عليك حطمتني.
ابتعدت وعد عن مي ثم مسحت دموعها لتقول مي بعدها بمرح: يلا بقى عشان نخربها.
اياد بحدة : هو ايه اللي تخربوها؟
اصطنعت مي الغباء ثم قالت: مين اللي قال نخربها؟ انا ماقولتش حاجة على فكرة.
اياد: طب انجري قدامي.
مي: متزعقش طاه.
اياد: طب امشي.
ضيقت مي عينيها ثم ذهبت و ما كادت وعد تذهب معها حتى قال الياس : وعد استني.
وعد: نعم.
الياس : عايز اكلمك شوية.
شعرت وعد بالتوتر فعلى الرغم من ان الياس ابن خالها و انهم يعيشون في منزل واحد الا انها تشعر بالتوتر في بعض الأحيان عندما تكون معه.
وعد: طيب.
انتظر الياس حتى ابتعد اياد و مي قليلاً ثم قال بهدوء: مالك؟
وعد : مفيش حاجة.
تن*د الياس تنهيدة طويلة ثم قال : وعد فاكرة اول ما رجعت من السفر ايه اللي حصل؟
اماءت وعد ليتابع هو : كنتي بتقوليلي كل حاجة بتحصلك و مكنتيش بتخبي عني حاجة بس انا شايف دلوقتي غير كده.
ابتلعت وعد ريقها ثم اغلقت عينيها بأسى...تباً ماذا تقول له؟ اتخبره بأنها أحبته؟ ام تخبره بأنها لن تستطيع العيش بدونه؟ ما يجعل الأمر مؤلم هو انه يعاملها كش*يقته الصغرى ولكنها حقاً تحبه.
الياس: وعد روحتي فين؟
افاقت وعد من شرودها ثم قالت : انا كويسة.
زفر الياس ثم قال: ماشي يا وعد مع اني مش مصدقك.
ابتسمت وعد ابتسامة خافتة ثم تابعت السير بهدوء بجانب الياس.
***في مكان آخر***
كانت مي تسير بجانب اياد و بالتأكيد طوال الطريق كان الاثنين يتشاجرا كالعادة.
اياد بضيق : انتي بجد مستفزة.
مي : من عاشر قوم.
نظر لها اياد بإحتقار ثم قال: طب اتنيلي استني هنا لحد ما ادخل الحمام واجي.
مي ببرود: اوك
اياد بحدة : مي مش عايز مشاكل.
مي : ربنا يسهل
زفر اياد بحنق ثم تركها وذهب اما هي فظلت تعبث بهاتفها و تلتقط الصور حتى جاء شاب و قال بصوت مرتفع: اول مرة اشوف عروسة بحر فوق البحر.
فتحت مي عينيها على وسعهما من الصدمة فالوقاحة اصبحت منتشرة في كل مكان و مع ذلك فهي لم تعطه اي اهمية ولم تنظر له حتى ليتابع هو : وربنا شبه عرايس البحر.
جاء اياد في تلك اللحظة و بدون اي تردد قال : ما تيجي اوريك كلب البحر كمان.
قضب الشاب حاجبيه بدون فهم ليلكمه اياد بقوة ثم يقول : ما احنا في جنينة الأسماك اصلنا.
وضع الشاب يده على انفه ثم نهض من مكانه و قال بوقاحة: وانت مالك يا جدع انت؟
اياد بغضب : اللي انت بتعا**ها ديه تبقى خطيبتي
رفعت مي حاجبيها ليقول ذلك الشاب بذهول: ديه خطيبتك انت؟ يا شيخ اعوذ بالله وربنا مانا عارف خدتك على خيبة ايه.
اياد بغضب عارم : ولا.
ما كاد اياد ان يلكمه اللكمة الثانية الا ان الشاب قد انطلق بسرعة البرق ليقول اياد بصوت مرتفع : جتك داهية وانت شبه كلب البحر.
التفت اياد الى مي ليجدها تمسك معدتها من كثرة الضحك.
اياد بضيق: مبسوطة اوي؟
مي وهي تحاول التوقف عن الضحك : انت...انت مش متخيل شكلك عامل ازاي وانت متعصب.
اياد وهو يضع يديه في جيبه: عامل ازاي يعني؟
مي وهي لازالت تضحك : بتبقى شبه المعلم رشدان لما بيتعصب.
مسح اياد وجهه بغضب ثم قال : امشي قدامي يا مي .
مي : والله بتبقى شبهه خصوصاً انك طويل كده شبه النخلة.
رفع اياد حاجبيه ثم قال: انا اللي طويل ولا انتي اللي قصيرة؟
مي بغرور: انا طولي مظبوط على فكرة انت اللي طويل.
اياد: ليه ان شاءالله طولك كام؟
مي : ١٥٤ سم يا بابا.
ضحك اياد ثم قال: طب يلا يا سنفورة قدامي.
مي بضيق: انا مش سنفورة.
جاء ذلك الشاب مرة أخرى ثم ضحك بسماجة و قال : وانا زبونج بوب.
اياد بغضب: ولا ..والله مانا سايبك.
ركض الشاب ليركض اياد خلفه و دون ان ينتبه اصطدم في الياس الذي كان يسير بجانب وعد.
الياس: في ايه يا اياد؟
اياد وهو يحاول دفعه ليمسك بالشاب : سيبني يا الياس اربيه.
الياس : يا عم اهدى ..مين ده اللي هتربيه؟
اشار اياد الى شخص ما ليلتفت الياس ثم يقول : عملك ايه؟
اياد: في الاول بيعا** مي و دلوقتي جاي يستظرف.
الياس: خلاص هو جري أساساً بس لو جه تاني سيبهولي.
وعد بقلق: هي فين مي؟
جاءت مي من بعيد وفي يدها مثلجات ثم قالت وهي تعطي واحد لوعد: اول ما شوفتك حسيت ان نفسك في ايس كريم فجبتلك واحد معايا.
وعد بفرح: شكراً.
اياد: تصدقي انتي معندكيش دم.
مي : ليه يعني؟
اياد: بقى انا طالع اجري ورا الواد عشان اجيبلك حقك منه وانتي رايحة تجيبي ايس كريم؟
مي ببرود: مش خلاص جريت وراه و ملحقتهوش؟ سيبني استمتع بقى.
ضحك الياس لتقول وعد: طب يلا نرجع عشان انا عايزة انام.
مي: اوكي وانا كمان بردك هلكانة و هموت و انام.
امسكت مي يد وعد ثم بدات تتحدث معها بينما كان اياد يسير مع الياس خلفهم مباشرةً.
***في الشاليه***
كانت فريدة تتحدث مع نريمان عندما دخلت مي و وعد.
نريمان: ايه يا بنات استمتعتم؟
ابتسمت وعد ثم قالت: جداً الجو حلو اوي برة.
فريدة : دايما يا رب تستمتعوا كده.
دخل اياد و الياس في تلك اللحظة ليقول اياد بغرور: لازم يستمتعوا مش كانوا بيتمشوا معانا؟
رفعت مي حاجبيها ثم قالت: بس يا بابا.
ضحكت وعد ثم قالت : انا هطلع انام.
مي : وانا كمان.
نريمان: ماشي يا بنات بس مطولوش في النوم عشان الغدا.
مي: اوك.
صعدت مي و وعد ليجلس الياس على المقعد بينما جلس اياد بجانب جدته.
نريمان بهدوء لالياس : هتقولها امتى يا الياس ؟ ده خلاص مفيش وقت.
اغلق الياس عينيه ثم قال بجمود: ربنا يسهل.
نريمان: ايوة يا حبيبي بس خلاص مفيش وقت.
الياس بضيق شديد: انا مش فاهم انتو عايزين تعملوا كده ليه؟
نريمان: يا حبيبي ديه حاجة احنا عارفنها من ١٧ سنة.
اياد: و بعدين يا الياس ما انت عارف من زمان ان ده هيحصل.
الياس: بس انا مش موافق عليه.
فريدة بهدوء: ولا انا موافقة يا الياس بس ديه وصية مريم الله يرحمها.
زفر الياس ثم قال : وانا بقى اللي هروح اقول لوعد عشان تكرهني.
اياد: وعد عمرها ما هتكرهك يا الياس لانها متعلقة بيك اكتر واحد فينا وانا من رأيي ان انسب وقت هو يوم ميلادها اهو فاضل عليه بتاع اسبوع كده.
مسح الياس وجهه بغضب لينهض من مكانه فجأة عندما يستمع الى صوت صراخ.
يتبع...?