6

3645 Words
هرع الطبيب إليها وتأكد من أن قلبها قد توقف، فبدأ بإنعاش قلبها يدويًا بالضغط على ص*رها بيديه وهو يحدق بالشاشة. عندما لم يجد نتيجة طلب من الممرضة جهاز الصدمات الكهربائية، وبعد ثلاث محاولات فاشلة توقف وابتعد عنها. عندما رأى نام هو الطبيب قد فقد الأمل ووقف حائرًا جذبه من ثيابه وأبعده عنها بحنق قائلًا: ابتعد. وثَبَ نام هو على السرير، وطلب من الممرضة أن تحقنها بمقدار معين من الأدرينالين، واستمر بعملية الإنعاش القلبي بيديه. اقترب منه الطبيب بعد لحظات وحاول إيقافه قائلًا: توقف، لقد ماتت. صرخ نام هو قائلًا: لن تموت. ما زال عليها الانتقام. هيا افتحي عينيك. ألا تريدين الانتقام لقتل والدك وقتل السيد كيم؟ ألا تريدين معاقبة من أوصلك لهذه الحالة؟ لا تستسلمي هان سو ريم. عاد الجهاز ليلتقط إشارة نبضات قلبها، فهتفت الممرضة بعودة نبضها. نظر نام هو للشاشة وتنفس الصعداء، ثم رفع يديه عن ص*رها ونزل عن السرير. حدق بها نام هو قائلًا: أحسنتِ سو ريم. تماسكي وابقي قوية حتى النهاية. خرج نام هو من الغرفة بينما اقترب منها الطبيب ليتفقدها من جديد. جلس نام هو على المقعد، وأسند مرفقيه لركبتيه وقد غطى وجهه بكفيه. توجه السيد هان وجون سوك إلى الشركة، وقد دعوا الصحافيين إلى مؤتمر صحافي لتوضيح ما حدث في موقع البناء، وكذلك الإعلان عما حدث لسو ريم والسيد كيم. وقف السيد هان أمام الجميع وقدم تقريرًا بشأن حادثة البناء ليخلي مسؤولية الشركة من أي تقصير في الأمر حسب الأدلة المتوافرة من المسؤولين، ولكنه في الوقت ذاته أعلن بأنه سيتم تعويض هؤلاء العمال والاهتمام بهم حتى يتعافوا. صمت السيد هان قليلًا، ثم أكمل قائلًا: لقد ذهبت ابنة أخي هان سو ريم يوم أمس لمتابعة ما حدث في موقع البناء، وبقيت مع المصابين حتى اطمأنت على حالتهم الصحية، ولكن ... في طريق عودتها من بوسان تعرضت لحادث سير أودى بحياتها هي واثنين آخرين كانا برفقتها. الشرطة لم تعثر عليها بعد لذا أرجو من الجميع أن يقوم بإبلاغ الشرطة في حال عرف أي معلومات عنها. كان جون سوك ينظر له ويقول في نفسه: يا لك من ممثل بارع، لم يتبقَ سوى أن تذرف بعض الدموع. انتهى السيد هان من الإجابة على بعض الأسئلة من قبل الصحافيين، ثم غادر المكان متوجهًا إلى مكتبه وتبعه جون سوك. جلس السيد هان خلف مكتبه بينما جلس جون سوك أمامه وقال: أداؤك السابق يستحق الثناء. - أوقف هراءك. - حسنًا، لنتحدث بأمر أكثر أهمية إذًا. هل ستعود لتولي أمور الشركة الآن؟ - ماذا برأيك؟ - عودتك إلى الشركة في توقيت كهذا ألا يجعلك صاحب المصلحة الأكبر في موت سو ريم؟ - هل عدت لذلك الهراء؟ - لم أقل شيئًا، ولكن هذا سيثير الشكوك نحوك. نحن لا نعلم حتى الآن إن كان حادثها عاديًا أو مدبرًا. ماذا لو ظهرت أدلة تثبت بأن الحادث كان محاولة قتل ليس إلا؟ - لا شيء من هذا القبيل. الشرطة لن تتوصل لاستنتاج كهذا قبل إيجاد أدلة ملموسة. - أدلة ملموسة؟ إذًا فأنت مطمئن لعدم وجود أدلة. - جون سوك، لقد تجاوزت حدودك. كيف يمكنك أن تتحدث معي بهذه الطريقة؟ هل تراني مجرمًا وتقوم بالتحقيق معي الآن؟ - أنا لا أقوم بالتحقيق معك. أنا فقط لا أريدك أن تتورط في جريمة كهذه. ما يهمني هو هذه الشركة التي أفنيت سنوات من عمري كي أجعلها في هذه المكانة. لن أسمح لأحد بأن يرتكب خطأً ويدمر كل ما قمت ببنائه. - اغرب عن وجهي. هيا اخرج من مكتبي. نهض جون سوك وخرج من المكتب بكل هدوء عائدًا لمكتبه. جلس قليلًا يفكر، ثم طلب من مساعدته أن تحضر له بعض الملفات ليتابع عمله، وأن تقوم بتأجيل اجتماعاته لهذا اليوم. مضى بعض الوقت واستفاقت سو ريم، فخرجت الممرضة لتنادي الطبيب وتخبره بذلك. هرع الطبيب إليها وبدأ بفحصها. حاولت سو ريم أن تتحدث وتسأله بعيون دامعة عن السيد كيم: أجاشي ... الرجل الذي كان معي في الحادث، كيف حاله؟ هل هو بخير؟ صمت الطبيب مترددًا للحظات، وآثر الكذب عليها قائلًا إنه بخير وموجود في غرفة أخرى كي لا تسوء حالتها، ثم عقب قائلًا: آنسة سو ريم، لقد تجاوزتِ المرحلة الأصعب. لقد كانت العملية ناجحة ولا يبدو بأنك تعانين من أي خلل وظيفي بسبب إصابة الدماغ. كل ما عليكِ فعله هو الاسترخاء كي تتحسن صحتك بسرعة. انسابت دموع سو ريم قائلة: أريد أن أراه. رد الطبيب: أنتِ ممنوعة من الحركة الآن ومن بذل أي جهد مهما كان بسيطًا وهو كذلك الأمر. عندما تتحسنين وتصبحين قادرة على الحركة سنأخذك لرؤيته. ابتسم الطبيب بتكلف وخرج من الغرفة قبل أن تكرر طلبها أو تسأله عن حالة السيد كيم. وجد الطبيب نام هو واقفًا أمامه مترقبًا، فأخبره الطبيب بما حدث. - هذا جيد، لندعها تظن أنه بخير وموجود هنا بقربها إلى أن تتحسن حالتها وتتمكن من سماع خبر وفاته. - لننتظر بضعة أيام ونرى سرعة تماثلها للشفاء. - حسنًا. أريد رداء الممرضين كي أتنكر وأتمكن من دخول غرفتها. لا يمكنني السماح لها برؤيتي. - آه ... أجل بالتأكيد. سأطلب من أحدهم أن يرسل لك رداءً يناسبك. - شكرًا لك. أرسل نام هو رسالة إلى رئيسه يخبره فيها باستيقاظ سو ريم. دخلت ها ري إلى مكتب جون سوك رغم محاولة مساعدته منعها. أشار جون سوك لمساعدته كي تتركها وشأنها، فأغلقت الباب وخرجت. نهض جون سوك واقترب من ها ري. - لقد رأيت الأخبار، هل حقًا توفيت الآنسة سو ريم والسيد كيم؟ - أجل، سو ريم لا زالت مفقودة، ولكن نجاتها من الحادث شبه مستحيلة كما قالت الشرطة. - يا إلهي. لقد كانت فتاة طيبة للغاية. لا بد من أنك حزين أيضًا، فهي بمثابة أختك الصغرى. - في الحقيقة لا أدري ماهية مشاعري الآن ها ري. لا أدري إن كنت حزينًا أو محبطًا أو مستاءً حتى. مشاعري متداخلة، ولا يمكنني فهمها، لذا أجد نفسي عاجزًا عن التعبير عنها. - أنا أتفهم الأمر. عندما تحدث بعض الأمور فجأة نجد صعوبة في استيعابها خاصة إن كان هناك ضغوطات أخرى ترافقها. لقد بات كل شيء على كاهلك وحدك. إنها مسؤولية عظيمة لذا لا تجد وقتًا للحزن حتى. - ربما تكونين محقة في هذا. - لا بد من أن لد*ك عمل تقوم به لذا سأذهب. - إلى أين؟ - لا أدري، سأعود لمنزلي، فمن كنت أعمل لديهم .... (طأطأت ها ري رأسها) - لا تقلقي بهذا الشأن سأقوم بإعادة تعيينك في منصب آخر، ولكن انتظري قليلًا ريثما ننتهي من ترتيب أمور الجنازة وما إلى ذلك. - لا بأس، فأنا بحاجة للراحة. مشت ها ري نحو الباب وأمسكت بمقبضه، ثم التفتت لجون سوك قائلة: إن شعرت بحاجتك للحديث مع أحدهم ... سأصغي إليك. ابتسم جون سوك وشكرها، فخرجت ها ري من مكتبه حتى وصلت باب الشركة، ثم قالت في نفسها: لن أسمح لأحد بأن يشكك بإخلاصي أو يضعني في موضع شبهة. من الآن وصاعدًا سأقوم بالأمور على طريقتي الخاصة وأكتشف الحقيقة. ........................................... في المساء ذهب الرئيس إلى المستشفى والتقى بنام هو أمام غرفة سو ريم. - كيف حالها؟ - إنها بخير. تسأل عن السيد كيم باستمرار لذا كذبنا عليها وقلنا إنه بخير وعندما تصبح بحالٍ أفضل سنأخذها لرؤيته. - هل صدقت الأمر؟ - لا أظن ذلك، يبدو لي بأنها تشك في الأمر نظرًا لتكرار سؤالها. - لا أدري ما سيحل بها عندما تعلم. - إنه عائلتها الوحيدة. من دونه ستشعر بالضياع ولن تجد أحدًا بجانبها. - أعلم بأنك أكثر شخص يفهمها ويعرفها. أنت أقرب شخص لها نام هو لذا أنا واثق من قدرتك على جعلها تتشبث بحياتها وانتقامها. يمكنك أن ترشدها للطريق الذي عليها أن تسلكه. - كنا نرجو أن تستيقظ وتتجاوز مرحلة الخطر والآن نرجو أن تبقى قوية وتحتمل خبر وفاة السيد كيم. أمامها الكثير من الصعاب التي عليها مواجهتها. - إنها فتاة شجاعة وعادت إلى كوريا وهي تدرك ما قد تواجهه. - هل تحدثت مع ها ري نونا؟ ماذا قالت؟ - قالت ما لديها وأنا قلت ما لدي. - ماذا تقصد سيدي؟ ألم تصدقها؟ - أنا أصدقها بالطبع. أعلم بأن ها ري لن تدع مشاعرها عائقًا أمام واجبها ولكن ... - ولكن ماذا؟ لا أحد يعرف هويتها الحقيقية لذا لا يمكن لأحد أن يحاول عرقلتها أو استغلالها أو حتى إيذاءها. - لست واثقًا من عدم انكشاف هويتها نام هو. أريدها أن تقوم بالمهمة هذه المرة على هواها. أريدها أن تتبع حدسها، وتقرر بنفسها دون أن تتبع أوامري ونصائحي. - سيدي، ما الذي قلته لها؟ هل جرحتها وشككت بصدقها؟ - كان عليَّ فعل ذلك. أريدها أن تعتمد على نفسها، وتتوقف عن الاعتماد علينا كمص*ر معلومات. - هل ستتركها وحيدة بين أولئك الوحوش؟ ألم ترَ ما فعلوه بهان سو ريم والسيد كيم؟ كيف أمكنك فعل ذلك بنونا؟ - نام هو أنا ... وضع الرئيس يده على كتف نام هو عندما رآه غاضبًا، فأبعد نام هو يده وغادر المكان غاضبًا. ابتسم الرئيس قائلًا: لهذا أنت المفضل لدي نام هو. تقول ما يعتمل في ص*رك، وتفعل ما تراه صحيحًا بغض النظر عن الذي يقف أمامك حتى لو كان رئيسك. هذا ما يجب على ها ري أن تتعلمه. كانت تعلم بأن الصواب هو مرافقة سو ريم، ولكن اهتمامها بالتعليمات وعدم إثارة الشكوك جعلها تتراجع عن اتخاذ القرار الصحيح. اقترب مرافقه قائلًا: سيدي، هل أنادي الطبيب لتتحدث معه؟ أومأ الرئيس برأسه قائلًا: أجل، سأدخل لألقي نظرة عليها ريثما يأتي. أعطته الممرضة الرداء الخاص، فارتداه ودخل إلى الغرفة حيث كانت سو ريم نائمة. دخل الطبيب مهرولًا واقترب منه مرحبًا. - كيف حالها؟ - إنها نائمة في الوقت الحالي. نحن نحرص على إعطائها المهدئات والمسكنات إلى أن تتحسن حالتها الصحية والنفسية. - عندما تصبح مستعدة سنخبرها. - أجل سيدي. - أحسنت عملًا. بعد قليل خرج الرئيس من الغرفة، فاقترب مرافقه قائلًا: هل أطلب منهم التجهز للخروج؟ - كلا، سأنتظر عودة نام هو. - ماذا لو تأخر؟ لد*ك اجتماع هام سيدي. - لن يتأخر. سيعود خلال لحظات. لا يمكنه أن يدع غضبه يسيطر عليه، فشعوره بالمسؤولية والواجب أكبر. ما أن أنهى جملته حتى ظهر نام هو، فابتسم الرئيس قائلًا: هل رأيت؟ أخبرتك بأنه لن يتأخر. بقي يحدق به حتى وصل نام هو إليه ووقف أمامه، وكان لا يزال يبدو منزعجًا قليلًا. ابتسم رئيسه ثم قال: لا داعي لتغضب، فأنا لن أترك ها ري وحدها. سأراقبها وأبقيها تحت ناظري، وإن احتاجت للعون فكن واثقًا من أن هناك من سيكون بجانبها. أطرق نام هو رأسه وقال ببرود: حسنًا. - لقد أنقذتها مجددًا، لقد أخبرني الطبيب بما حدث. - آه ... لقد فعلت ما بوسعي وحسب. - شكرًا لك نام هو. لقد أنقذتني معها. كان مرافقه يتحدث بالهاتف على بعد خطوات منهما، ثم عاد نحوهما قائلًا: سيدي، الشركة ستتولى أمر جنازة السيد كيم والسائق. سيقومون بحرقهما صباح الغد. انفعل نام هو قائلًا: لا يمكنك السماح لهم بفعل ذلك. إن حرقوا جثمانه، فلن تتمكن سو ريم من وداعه بشكل لائق. - ألن يكون من الأفضل لها أن تكتفي بزيارة قبره بدلًا من رؤية جثمانه؟ - بالطبع لا. لا يمكننا حرمانها من لحظة وداعه. عليك إيقاف هذا الأمر مهما كلف الثمن. - حسنًا، سأفعل. نظر الرئيس لمرافقه قائلًا: اختر بعض الرجال وقوموا بتبديل الجثمان في صباح الغد قبل حرقه، وأحضروا جثمان السيد كيم إلى هنا ... سيبقى في الثلاجة إلى أن تصبح سو ريم قادرة على رؤيته ووداعه. رد المرافق: أمرك سيدي. التفت الرئيس لنام هو وقال: سأذهب الآن، فلدي اجتماع مع رؤسائي. تناول طعامك أيها الو*د. لا تفوت وجباتك أثناء تأدية المهام. أشار له نام برأسه مودعًا، فابتسم الرئيس ومضى في طريقه ثم قال بصوت منخفض: ذلك الو*د الحقود، إنه ماهر في حمل الضغينة. جلس نام هو على المقعد وهو يتذمر بصوت منخفض: أنا لا أحمل الضغينة. رد الرئيس وهو يتقدم بخطواته دون أن يلتفت: لقد سمعت تذمرك. رد نام هو: وأنا أيضًا سمعتك ... سيدي. غاب الرئيس عن نظره عندما سلك الردهة الأخرى، فابتسم نام هو قائلًا: ما زال سمع هذا العجوز قويًا. في الوقت ذاته كان رئيسه يبتسم قائلًا: حاسة السمع لدى هذا الفتى مخيفة. تن*د نام هو وقاطع ذراعيه وقد أسند رأسه للحائط. مضت بضع ساعات وخرجت الممرضة من الغرفة ففتح نام هو عينيه بقلق: هل هناك خطب ما؟ أجابت الممرضة: كلا، لدي بعض العمل وسأعود بعد قليل. أومأ لها نام برأسه، فسارعت الممرضة الخطى وإذا بها تلتقي بممرضة أخرى. - هل سيبقى هذا الشخص هنا؟ - ما به؟ - لا أدري إن كان ينام حقًا. كلما خرجت من الغرفة يفتح عينيه بغتة ويرعبني. - علينا أن نحتمل لبضعة أيام ريثما تتحسن المريضة. - لا يمكنني الذهاب إلى الحمام حتى. كلما خرجت يسأل إلى أين. - إنه مزعج حقًا، ولكن إن فكرنا بالأمر فهو يقوم بعمله و ... - هذا ليس وقت النقاش، عليَّ الذهاب إلى الحمام بسرعة. انتظرته لينام دون فائدة، فقد أمسك بي مجددًا. ضحكت الأخرى بينما كانت الأولى تركض مسرعة صوب الحمامات. كان نام هو يستمع لحديثهن وهو يقف خلسة في نهاية الردهة، فشعر بالحرج وعاد لمقعده قائلًا: وكيف لي أن أعلم بهذا. حسنًا سأتظاهر بالنوم إن كان سؤالي يشعرها بالحرج. بعد لحظات نهض نام هو ووضع القناع على وجهه قائلًا: لنطمئن على الآنسة سو ريم. اقترب نام هو بهدوء منها ونظر للأجهزة وللتقرير المعلق على سريرها، ثم ابتسم قائلًا: هذا جيد. أنتِ تبلين حسنًا. نظر نام هو ليدها السليمة وقد كانت في وضعية غير مريحة، فاقترب وأمسك بيدها وعدل وضعيتها، فلاحظ بعض الدماء الجافة عليها وعندما دقق النظر رأى المزيد خلف أذنيها وعلى عنقها وكذلك قدمها. نظر نام هو باتجاه الباب بغضب قائلًا: تلك الممرضة الحمقاء، ما الذي تفعله هنا بالساعات وهي لا تقوم بعملها كما يجب. أحضر نام هو وعاء فيه بعض الماء مع قطعة قماش نظيفة وبدأ بمسح الدماء بلطف. بدأت سو ريم تفتح عينيها، فتجمد نام هو عن الحركة وكان قد كشف عن ساقها ليقوم بمسحها. التفت لها نام هو قائلًا: أنا لست كما تظنين. انظري، كنت أنظف الدماء العالقة على جسدك إثر الحادث فقط. ابتسمت سو ريم قائلة: أنت لطيف، لست بمزاج للضحك كما أن الأمر مؤلم، فلا تضحكني. - آه ... ظننتك ستغضبين أو تشتبهين بأمري. - لمَ قد أفعل؟ أنت ممرض وتقوم بعملك، ولكن ألم تكن هناك ممرضة؟ - ذهبت لقضاء حاجتها. - ماذا؟ - أقصد ذهبت إلى الحمام ... ذهبت لتقوم بعمل ما وستعود بعد قليل. - أنت حقًا ظريف. ما اسمك؟ - اسمي ... لي مين هو. - هل أنت جاد؟ - أجل، لماذا؟ - لا شيء. كيف حال أجاشي؟ السيد كيم؟ - إنه بخير، لا تقلقي بشأنه. - أود رؤيته، ولا تقل لي عندما تتحسن حالتي. لم أعد أطيق الانتظار. أريد الاطمئنان عليه. - آه ... هذا صعب. لدي فكرة! - ما هي؟ - سأقوم بتصويرك لتوصلي له ما تريدين قوله وسأذهب إليه لأسمعه إياه. - وهل ستقوم بتصوير رده عليَّ أيضًا؟ - بشأن هذا ... - أجاشي ليس واعيًا بعد، أليس كذلك؟ هل حالته سيئة للغاية؟ أخبرني الحقيقة. - السيد كيم لم يفتح عينيه ... بعد. - كنت أعلم بأنكم تكذبون عليَّ. همت سو ريم بالنهوض، فأمسك نام هو بها وثبتها بالسرير قائلًا: اهدئي ولا تتحركي، هذا خطر على حياتك. علا صوت سو ريم طالبة منه أن يتركها، فصرخ قائلًا: هل تريدين أن أحقنك بمهدئ مجددًا كي تنامي؟ يمكننا أن نجعلك نائمة لأيام بسبب عنادك هذا. لمَ لا تفهمين بأن حياتك وصحتك لها الأولوية. إن كنت تحبين السيد كيم وتهتمين لأمره، فعليك أن تكوني قوية وتتماثلي للشفاء بسرعة. توقفي عن التصرف كالأطفال. هدأت سو ريم وهي تحدق في عينيه وعندما رآها ساكنة ابتعد عنها فقالت: أيها الو*د، ما الذي تعرفه عني لتقول لي كلامًا كهذا؟! لو لم أكن بهذه الحالة لأوسعتك ضربًا. ابتسم نام هو ونظر لها قائلًا: لن أهرب لأي مكان، عندما تصبحين بخير وتشفى عظامك الم**ورة تعالي واضربيني ... إن استطعتِ. ابتسمت سو ريم بتهكم قائلة: ماذا؟ أنا ماهرة في القتال يا هذا. لدي أحزمة في فنون الدفاع عن النفس. رد نام هو ببرود وهو يكمل عمله في مسح ساقها: حسنًا ... إن استطعتِ توجيه ضربة واحدة لي سأعطيكِ ما تريدين. - ما أريد؟ هل أنت واثق؟ - عدا المال، فأنا لا أملك سوى راتبي وينتهي قبل انتهاء الشهر. هذا أمر لن تفهمه فتاة ثرية مدللة مثلك. - ثرية مدللة؟! هل تود أن أركلك؟ ساقي هذه سليمة. - هل أنتِ واثقة من أنكِ تستطيعين رفع ساقك لركلي ... بثوبك هذا؟ - أيها الوقح. أين هاتفي؟ - ليس هنا. تحطم في الحادث. لماذا؟ - أريد الاتصال بمدبرة المنزل لتحضر لي بعض الملابس. - لا يمكنك الاتصال بأحد. - لماذا؟ - في الحقيقة ... لا أحد يعلم بكونك على قيد الحياة لأن حياتك في خطر. - ماذا؟ لا أحد؟ حتى عمي وجون سوك أوبا. - أجل، لا أحد. نحن ننتظر ... أقصد الشرطة تنتظر أن تتماثلي للشفاء ليتحدثوا معك. - أنت محض ممرض، فكيف علمتَ بكل هذا؟ - لقد تحدثوا معي وطلبوا مني البقاء بقربك خشية أن يعلم أحد بوجودك هنا ويحاول إيذاءك لذا أخبروني بكل هذه الأمور كي أبقى متيقظًا. - هل أنت ملاكي الحارس إذًا؟ - ماذا؟ ملاك؟! - ألا يطلقون لقب ملائكة الرحمة على الممرضات والممرضين بشكل عام؟ - آه ... أجل. - ألهذا السبب تمنعونني من رؤية السيد كيم؟ - لكلا السببين. من أجل صحتك ومن أجل الحفاظ على حياتك. - فهمت، ولكنني سأراه بالتأكيد، أليس كذلك؟ - أجل، سترينه. أؤكد لك ذلك. قالها نام هو بنبرة جادة يشوبها الألم، فهو صادق بما يقوله. سيدعها تراه، ولكنه لن يكون على قيد الحياة. انتهى نام هو ووضع الغطاء على ساقها ثم اقترب منها وقال بحرج: بقي البعض على عنقك وخلف أذنيك. - هل عليَّ النهوض؟ - كلا، لا يجب أن تتحركي. سأحاول فعلها بهدوء وإن شعرت بأدنى ألم أخبريني. - حسنًا مين هو أوبا. - ماذا؟ أوبا؟! لا يمكنكِ مناداتي أوبا. - لماذا؟ - ماذا تعنين بلماذا؟! أنتِ مريضة وأنا ... ممرض. نادِني بلقبي من فضلك وفوق هذا أنَّى لكِ أن تعلمي بأنني أكبر منكِ كي تناديني أوبا. - أنزل القناع عن وجهك لأتأكد. - ماذا؟ لا يمكنني، فهذا خطير من أجل صحتك وصحة الطاقم الطبي أيضًا. ألا ترين تزايد أعداد المصابين بكوفيد-19؟! ابتسمت سو ريم بخبث وهي تراقب نظرات عينيه ثم قالت: حسنًا ... أوبا. رد نام هو: دعيني أكمل عملي قبل عودة الممرضة المزعجة. مد نام هو يده نحو عنقها وأماله قليلًا وبدأ بمسح الدم خلف أذنيها وعنقها وقد بدا عليه الحرج. - شارفت على الانتهاء، إن تألمتِ أخبريني. - أنا بخير. يمكنك أن تواصل. انتهى نام هو ووضع يده الثانية على الجهة الأخرى من عنقها بنفس الوضعية ليمسح الجانب الآخر. بينما يقوم بعمله علقت سو ريم دون سابق إنذار: يداك دافئتان ... أوبا. تجمد نام هو للحظات وازدرد ريقه، ثم قال بحنق: أخبرتكِ بألا تناديني أوبا. ردت سو ريم بابتسامة عذبة: إن كنتُ أكبر منك فنادِني نونا إذًا. صمت نام هو متجاهلًا كلامها وعدل وضعية عنقها، ثم هم بالخروج فقالت: إلى أين؟ ارفع لي السرير قليلًا. بدأت أشعر بالضجر من التحديق في السقف. أمسك نام هو بجهاز التحكم ورفع لها السرير حتى اكتفت وأوقفته، ثم طلبت منه تعديل وسادتها. اقترب نام هو بخطواته منها، وانحنى باتجاهها ليعدل الوسادة وبعد لحظات ابتسمت سو ريم. ابتعد نام هو ورأى ابتسامتها فتساءل: ماذا هناك؟ ابتسامتك هذه مريبة. - مريبة؟ ليس وكأنك تعرفني وتعرف أنواع ابتساماتي. - أنتِ ماهرة في المراوغة. - كلا، ولكن يعجبني أن أتأكد من أنني محقة في بعض الأمور. حدق بها نام هو للحظات وهم بالخروج، فأوقفته متسائلة: ألن تسألني ما الذي كنت محقة بشأنه؟ رد نام هو ببرود: لا يهمني. خرج نام هو من الغرفة وأزال القناع عن وجهه بسرعة ووضع يده على ص*ره يلتقط أنفاسه قائلًا: هذه الماكرة! لا يعقل بأنها تذكرت شيئًا صحيح؟ هل شكت بأمري؟ يا إلهي، الدخول لغرفتها والتحدث إليها لم يكن صائبًا. أرسل نام هو تقريرًا بتطور حالة سو ريم الصحية وما دار بينهما من حديث بشأن إخفائهم لها لأن حياتها في خطر. وصلت الرسالة لرئيسه بينما كان في طريقه إلى مقر عملهم السري حيث قرأها داخل المصعد وابتسم قائلًا: هذا جيد، سنبدأ بالخطوة الأولى. دخل الرئيس وجمع البقية حوله وسألهم عن آخر التطورات. - لقد بحثنا في أدق التفاصيل ولم نجد شيئًا لذا طلبنا بعض المعلومات من أجهزة الاستخبارات الخارجية لنرى إن كان هناك أي تغير في طريقة التواصل بين أعضاء منظمة كروسنو. - أريد الملخص فليس هناك وقت. - أخبرونا بأنهم كانوا يودون الاتصال بنا لإبلاغنا بأن المنظمة تنوي تغيير جلدها. - ماذا؟ - سيقومون بإعادة هيكلة سيدي. سيقومون بتغيير جميع الوجوه التي ثبت لهم بأن أمرها قد افتضح. - يا إلهي، نحن نعمل منذ سنوات لكشفهم. إن قاموا بتغييرهم سيضيع جهد السنوات الماضية سدىً. - علينا أن نسرع. كما تعلم بأن إعادة الهيكلة هذه تتم بإنهاء حياتهم. - سنشهد سلسلة قتل لا مثيل لها. آخر مرة فعلوها كانت قبل عشرين عامًا. - هل يعقل بأنهم لم يبدلوا أي شخص خلال هذه المدة سيدي؟ - بالطبع استبدلوا وقتلوا الكثيرين، ولكن ذلك كان لأسباب مثل كشفهم أو فشلهم في مهماتهم وأحيانًا بسبب غباء هؤلاء الذين اغتروا بهذه القوة وظنوا بأنهم قادرين على خداع منظمة مثل منظمة كروسنو. لم يصدقوا بأنهم مجرد دمى يتم تحريكها من خلف الستار لأداء عرض مسرحي ضخم. لم يحدث وأن تم كشف أعضاء مجلس المنظمة في إحدى الدول بشكل كامل سوى هنا، وبما أنهم تأكدوا من ذلك سيدمرون كل شيء ليجعلونا نعود إلى نقطة الصفر. - القاتل الذي يسمونه المفترس سيصل قريبًا ولا أحد يعرف شيئًا عنه. سيأتي بصفته ممثلًا للمنظمة لتصفية أعضاء مجلس منظمة كروسنو الكوريين، ويقوم بتعيين آخرين. - يا إلهي. ابحثوا في سجلات القادمين إلى كوريا برًا وبحرًا وجوًا. نحن لا ندري من أين سيأتينا هذا الشيطان وبأي هيئة سيتنكر. أريد معرفة لأعضاء المحتملين الجدد إن كان لد*كم أي تخمين. - أمرك سيدي. دخل الرئيس إلى مكتبه يتبعه مرافقه الذي وقف أمامه قائلًا: هل ستذهب غدًا إلى بوسان سيدي؟ - أجل، أصبح بإمكاننا التحدث معها بصراحة الآن. قم بإعداد ملخص عن منظمة كروسنو وأعضائها بشكل يسهل على سو ريم فهمه. أريده مختصرًا وواضحًا ومرفقًا بالصور. - هل أضيف المعلومات المتعلقة بوالدها؟ - آه ... أفضل أن أخبرها بقدر ما يلزمها فقط في حال كان الوضع مناسبًا لإخبارها. لا أدري بعد ماذا ستكون ردة فعلها بعد معرفتها لمن نكون وما نريده منها. - فهمت. هل هناك أوامر أخرى؟ - كلا، أحسنت عملًا. في صباح اليوم التالي دخلت الممرضة لتفقد سو ريم وحقنتها بالدواء، فسألتها سو ريم عن الممرض لي. استغربت الممرضة سؤالها وكررت باستفهام قائلة: الممرض لي؟ دخل نام هو الغرفة مسرعًا وقال بصوت مبتهج: صباح الخير. وقبل أن يصبح في مرمى نظر سو ريم أشار للممرضة من بعيد لنفسه يعني بأنها تقصده بسؤالها، فتداركت الممرضة الأمر قائلة: آه تقصدين الممرض لي. ها قد أتى ما أن ذكرتِ اسمه. صباح الخير ممرض لي. كانت تسأل عنك؟ اقترب نام هو منها يسألها عن حالها، فنظرت له ببرود قائلة: بخير. خرجت الممرضة على الفور خشية أن تتورط وتقول شيئًا لا يفترض بها قوله. حدقت سو ريم بعيني نام هو بما أنها لا ترى جزءًا آخر من قسمات وجهه حيث كانت نظراته تتجول يمينًا ويسارًا. - لماذا تهرب بنظراتك مني ... مين هو أوبا؟ - لست كذلك ولا تنادِني أوبا. - حسنًا. - أتيت لأخبركِ بأن هناك شخص سيأتي للقائكِ بعد قليل. - من؟ أحد من الشرطة؟ - ليس تمامًا. - محقق؟ مدعٍ عام؟ - آه ... لنقل بأنه ذو منصب أعلى بقليل. - رئيس الادعاء؟ النائب العام؟ - كلا، ليس تمامًا. - لا تقل لي وزيرًا ما، فلن يهتموا لأمري. - ليس وزيرًا ولا نائب برلمان، فجميعهم فاسدون. - لم يبقَ سوى البيت الأزرق. صمت نام هو، ففتحت فمها باندهاش قائلة: هل أنت جاد؟ الاستخبارات؟ ........................................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD