الفصل الثانى

1030 Words
٣- عثمان : ( الاخ الاكبر الي زينب ) شاب في الثلاثين من عمره . بي الطبع لم يتزوج في هذا السن . فهما يأكلان و يشربان بي الكاد . فكيف له ان يجلب زوجه و ابناء هو الاخر . و يكرر نفس مأساه والده . فاصبح الحاج حمدان بالكاد ان يتذكر اسمه و يحزن عليه اولاده ٤- الحاجه فاطمه : ( والده زينب ) سيده بسيطه الي اقصي درجه دائما ما ترتدي عبائه سوداء . و لم تتعلم الكتابه و القراءه . و لم تكن حريصه ايضا علي تعليم ابنائها . فقد كان هدفها هو الانجاب للمساعده . فقد كان كل تفكيرها ان تنجب صبي و بعد عامين تستطيع ان تتركه في الشارع يخرج قوت يومه و يجلب لهم الاموال و يساعدهم . و لكنها لم تكن تعرف ان بي هذه الطريقه هي تذود الحمل و المسؤاليه عليها . بي الاضافه الي ان ابنائها لم ينعموا بي عيشه سويه و لا حياه مستقره و لا تعليم و لا مساوه في حقوقهم الطفوليه . عثمان هو الاخ الاكبر في اخواته ، و لكنه هو المقرب الي زينب الصغري ، عثمان هو اكثر حنانا عليها من اخواتها ، دائما ما تمنت زينب ان تكمل تعليمها ، و لكن نظرا الي حاله البيت و حال اخواتها ، فكان من المستحيل ان تفعل ذالك ، اما عثمان فدائما ما كان يشجعها و يعطيها الامل ، في يوم من الايام رات زينب بنات من سنها نفس عمرها ، عائدون من تلك المدرسه المجاوره لهم ، و كان عثمان بي جوار زينب حين اءذن ، لاحظ اهتمامها ، و نظره الاسي في عين زينب ، ثم بدا بي التحدث معها و تخفيف آلمها . عثمان قال الي زينب : اتعرفينها يا زينب ! انتبهت زينب ان اخوها يخاطبها ، فاسرعت في النظر اليه و قالت له : نعم يا عثمان ، تقصد هذه الفتاه . عثمان : نعم هي ، هل تعرفيها ؟ زينب : بي الطبع ، فهي في نفس سني يا عثمان ، انظر الي ملابسها و انظر الي ملابسي ، انظر ما الذي تحمله في يدها من كراسات و كتب و اقلام و شنطتها التي ترتديها خلف ظهرها ، اتمني ان امسك هذه الاشياء فقط ، اتمني لو ان اعرف طعم القراءه و الكتابه ، اليس من حقي يا عثمان ان اعيش حياه مثلها ، انا اعمل هنا واخدمكم مثل الخادمه في منزل ، انا اخدمكم بي كل حب و الله ، و لكن اتمني حياه ع** هذه ، اتمني ان احصل علي فرصه واحده تغير حياتي تلك ، و تغير مظهري هذا كله ، اذا ظللنا هكذا يا عثمان سوف تظل حياتنا هكذا الي الابد ، لا نستطيع ان نعيش ، نعمل و نتعب و نجتهد من اجل تلك الدقائق التي توضع فيها الاطباق امامنا و تنتهي سريعا ايضا ، و نعود لي النوم مستعدين لي تعب الغد علي امل وجبه الغداء التي توضع عند العوده من العمل ، .. اليست هذه هي حياتنا يا عثمان ، اهذه حياه سعيده ، اهذه حياه تريد ان تعيشها عمرك بي اكمله ، انظر الي حالك عندما مرضت ليله امس ،كان والدك يحاسب اخيك علي امواله اين صرفها ، فهو الوحيد الذي فكر فيك ، و يومها الجمبع بي اكمله لم ياكل من اجل علاجك يا عثمان ، هل فكرت لو ان اخيك قد اقترح اولا المساهمه بي امواله في علاجك و ان لا ناكل تلك الليله ، هل تعتقد ان باقي اخوتك كانوا يوافقون ؟ ، عثمان رد عليها قائلا : يا زينب لا تجعلي الحزن يتملك منكي و من قلبك ، فقط تمني و ادعي الله ان يغير حالك الي افضل حال ،و كوني علي يقين يا زينب ان الله دائما قريب و يسمع دعائك يا حبيبتي ، اما الان لا اريدك ان تشغلي بالك و عقلك هذا بي هذه الافكار السلبيه كلها ، انتي فتاه يا زينب ، لعل حظك انتي كفتاه اجمل من حظ اخواتك الرجال ، فان انتن لد*كم فرصه في التخلص من هذا الفقر الي الابد . تعجبت زينب من سماع هذا من عثمان ، و قالت له : لا افهم قصدك يا عثمان ، انا دائما اراى انكم كا رجال لد*كم حظ افضل منا ، ابي لا يمانع في تعليمكم ، و لكنه يمانع في تعليمي ، لا يمانع في اي عمل تختاروا ، انما يدقق جدا في نوعيه العمل التي تقوم بها اخواتي البنات ، لا يمانع ان تاخرتم خارج البيت قليلا ، و لكنه يرفض رفضا تام تاخر اي فتاه من اخواتي حتي لو دقيقه واحده ، و يمكن ان يحدث لها مشكله كبيره ان تاخرت خارج البيت قليلا . اما عثمان فقد قال لها : يا زينب ، انا دائما اقول عليكي انكي اذكي اخواتك كلهم ، انا لا اتكلم عن هذا ، الذي اقصده هو انكي فتاه ، بي مرور الوقت سوف يتقدم عريسك الي خطبتك ، انا اقتراح اذا كان فقير ارفضيه ، و اختاري شخص غني ، لكي يرفع بي مستواكي الفكري و الاجتماعي الي مستواه ، اما الفقير فسوف تظلي في دائره الفقر طوال حياتك اءذن ، هذا ما كنت اقصده يا زينب . بعدها بدأت زينب تهتم الي حديث عثمان ، و قالت له : معك حق يا عثمان ، لم يخطر بي بالي تلك الفكره ، و لكن ايضا ماذا سوف يحدث اذ لم يتقدم الغني هذا ، ماذا اذا كان كل العرسان فقراء من القريه مثلنا ، واين سوف يرانا الغني هذا لكي يتزوجنا ، و نحن ثلاثينا لم نخرج خارج القريه قط ، انا عن نفسي اذا مشيت شارع واحد اذيد من الشارع الذي اذهب اليه لي التسوق ، لا استطيع العوده الي البيت ، يا عثمان كم اتمني ان يتغير حالنا الي الافضل ، كم اتمني ان اصبح مثل باقي الفتيات ، لا احلم بي حياه ثريه ، فقط اخلم بي مستوي اجتماعي ادمي ، اشعر فيه اني انسانه لي حقوق . بعدها امسك عثمان بي يد زينب ، و طبطب علي يدها بي يده الاخري ، و قال لها تمني و ادعي الله يا زينب فلا شئ صعب عليه . خامسا - حلمي بيه : ( صاحب القصر ) تذهب اليه زينب لكي تطلب منهم العمل لديهم . و يوافق حلمي بيه و يتم تعينها خامه بي القصر . و كان راتبها صغير جدا . و لكنها كانت محتاجه آنذالك فوافقت . و لما وجد حلمي بيه نشاطها و مجهودها رغم صغر سنها . اضاف لها الراتب اضعاف . و بدأ يحنو عليها .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD