الفصل الثاني
❈ - ❈ - ❈
( أول مقابلة)
❈ - ❈ - ❈
"شيرين أرجوكِ اهدأي قليلاً واستمعي إلي" همس يوسف بجدية وهو يحاول أن يناقشها
"لا تقل لي أن أهدأ بعد سماعي هذا الهراء! أتريد مني أن أعمل لدى هذا الق**د التافه التي تصطف المراهقات لأفلامه كي يشاهدونه يُقبل واحدة من عاهراته أو يتحسس جسدها؟ أتريدني أن أعمل مع و*د يغتصب خطيبته؟ هل رأيت ادعاء أكثر من ممثلة بتحرشه بهم؟ أتعقل هذا يا يوسف" صاحت به وعسليتاها تكاد تنفجر من الغضب
"هل انتهيتي؟" صاح سائلاً اياها وهو يتفقد تلك العسليتان بينما سكتت شيرين ونظرت ليوسف بغضب وتعجب بآن واحد، أمّا حبيبة لم تتجرأ على الحديث أو النطق بحرف.
"أنتي تعلمي تماماً أنكِ بمثابة أختي وصديقتي ولن أرضى أن تش*ه سمعتك" نظر لها بحنان أخوي وخوف عليها "أولاً هذه الإدعاءات خاطئة وستكذب قريباً، ثانياً هو لم يكن له مدير أعمال قبلاً سوى أبن عمه مراد رأفت هل تعرفينه؟" تفقدها وهو يحاول أن يستشعر انتباهها وتقبلها لمجرد المناقشة بالأمر
"نعم سمعت به" أجابته على مضض
"حسناً.. آدم بكل ما يقال عنه هو غامض، ليس له تص**حات ولا يجري مقابلات صحفية، أظنك على علم بهذا، وأنتي أيضاً مدركه ما يعنيه ممثل أفلامه أياً كان محتواها لا تزال تتربع على شباك التذاكر" أخبرها ليحاول إقناعها
"حفنة أفلام قذرة وحقيرة!" ردت بسخرية
"شيرين!! لا تقلقي لن يقدر أحد على التعرض لكي، أنا بجانبك وحبيبة كذلك ولن نترككي لتواجهين أمراً ما قد يحدث لكي" حاول أن يطمئنها
"لن أنتظر حتى يحدث أمراً.. أنا لا أريد المحاولة مع شخص مثله" صاحت بإصرار قاطع
"ولكن عليك أن تفهمي شيء جيداً نحن نتكلم عن عمل وليس علاقة حميمية بين رجل وامرأة" أردف يوسف لتتعجب شيرين مما يقول
"ماذا تقصد؟" عقدت حاجباها بإستغراب
"انظري" أخذ نفسا عميقاً وأمسك يدها في ود أخوي
"أنا أعلم كيف أحببتي كريم وحاربتي من أجله، أعلم كيف أردتي أن ينظر الناس له، وبكل ما أوتيتِ من قوة حاولتي أن يُكن له الناس مكانة تليق بالإحترام بالرغم من صِغر سنه في هذا المجال، ولكن آدم رأفت معروف وله جمهور أكثر من كريم لطفي والكل يعي ذلك، أنتِ ليس لكِ ولا عليكِ إلا أن تكوني جيدة في عملك طوال مدة ال*قد ولنرى بعد ذلك ماذا سيحدث"
"يوسف .. أنا لن ..."
"ستكون بداية جديدة ولتعتبريها تحدٍ جديد من نوعه" قاطعها وربت على كتفها بأخوة
"وأنا لدي العديد من الفرص إذا أردتي أن تعرضي عليه أفلاما أخرى ولكن الآن ندع هذا للمستقبل"
"حسناً" تن*دت بيأس وبعد محادثتها مع يوسف يبدو أنها لا تملك حلاً آخر سوى العمل مع آدم! لربما يكون ملجئها الأخير لتستطيع إثبات نفسها!
"شيئاً آخر أريد أن أخبرك به" حمحم وظهر عليه الاضطراب
"ماذا هناك؟" نظرت له في تعجب من ملامح الإرتباك التي ظهرت عليه
"بعد إدعاءات كريم التي ظهرت مؤخراً في الصحافة ووسائل الإعلام هذا سيجعل موقفك صعب قليلاً ولكن..."
"عفوا؟؟ أي موقف تقصد؟" بادرت وسألته بإستغراب مرة ثانية وعقدت حاجبيها في استفسار خاصةً عندما شعرت بأنه يحاول أن يوصل لها خبر ليس بجيد على الإطلاق
"أقصد شروط ال*قد وأجرك والتحكم في حساباته البنكية وما إلي ذلك ولكن أنا أعدك أن أبذل ما في وسعي حتى أضمن لكِ جميع حقوقك" تريث وهو يتفقدها في توتر لير أثر كلماته عليها
"يا إلهي هذا الحقير وضعني بموقف من أصعب مما يكن" غطت وجهها بيديها الرقيقتان في حُزن بالغ وهي على مشارف البكاء
"شيرين لا تقلقي من هذه الأشياء فقط احضري لي نسخة من ال*قد لأراها" هنا تدخلت حبيبة محاولة طمأنتها على قدر ما تستطيع
"يوسف أليس هناك أحد آخر" زفرت بضيق ويأس وهي تحاول للمرة الأخيرة أن تبحث عن حل آخر
" أقصد أنك لم تجد أي أحد قبِلَ بي أليس كذلك؟!"
لم تحصل على إجابة غير نظرة مطولة من يوسف بإتجاه الأرضية وملامحه لا تبشر بالخير وفهمت عندها شيرين أنه هو الفرصة الوحيدة أمامها.
"حسناً لقد فهمت.." تن*دت مجدداً "متى موعد المقابلة؟!"
"سأحدد هذا من خلال مكالمتي لمراد" نظر لها بقليل من الأمل
"لا تقلقي حبيبتي كل شيء سيكون بخير" ابتسم لها ثم توجه يوسف للتحدث مع مراد بعد أن أرسل له السيرة الذاتية الخاصة بشيرين وهو يأمل بداخله أن يتم الأمر دون منازعات أخرى أو عناد من كلا الطرفين.
"الو.." تحدث بهاتفه بنبرته العذبة فطالما كان يوسف شخصاً مرحاً يُحب المزاح وحتى ملامحه لطالما أتصفت بالبشاشة كما كان وسيماً للغاية أيضاً
"يوسف كيف حالك؟" اجابه مراد سائلاً
"بخير.. ماذا عنك؟"
"آدم لم يتقبل الصدمة جيداً عدا ذلك كل شيء على ما يرام"
"وهذا حال شيرين أيضاً.." تريث لبرهة ثم تابع "أنت تعلم بسبب الإدعاءات الموجهة لآدم و..."
"أنا أعلم جيداً" قاطعه "نحن في موقف لا نحسد عليه الآن ولكن لا تقلق ستمر هذه الأحداث قريباً وسنضحك سوياً ونصنع منها مزحة"
"لا تزال كما أنت يا مراد.." ضحك بخفوت " تفتعل مزحة من أي مصيبة"
"أنا كما أنا.. ولكن أنت حتى لا تهاتفني إلا عند الحاجة إلي فقط!"
"مراد! لا تقل هذا، سآراك قريباً وأقتلك على ما وجهته لي من إدعاءات يا رجل" مازحه وهو يقصد أنه يوجه له اتهامات مثلما وُجهت لآدم
"إدعاءات ماذا هل تحرشت بك الآن؟!" ضحك مراد وسمع يوسف يضحك على الطرف الآخر
"قلت لك تفتعل من المصيبة مزحة!! أنا لا أصدق كيف تقدر على فعل ذلك!"
"الآن دعني أحدد الموعد وأأكده عليك.. على الأغلب سيكون غداً في الصباح"
"حسناً .. وداعاً أيها المازح"
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
بعد مرور الوقت واعجاب مراد بما تملكه شيرين من شهادات وخبرة عند قرآته لسيرتها الذاتية بالرغم من صغر سنها ولكن عرف جيداً ما هي المشكلة الوحيدة التي ستواجهه عند إخبار آدم بأن شيرين ستعمل كمديرة لأعماله، خصوصاً أنه رجل أعمال مخضرم وادارته لشركة أبيه جعلته خبيراً في كل ما يتعلق بالأموال والحسابات ولن يتقبل بسهولة عند معرفته أنها الوحيدة المتاحة بعد خبر سرقتها أموال كريم لطفي! كما أنها فتاة، وهو لا يتقبل بسهولة أن يعمل مع النساء فهن بالنسبة له للمتعة ليس إلا!!
"جيد جداً" هز رأسه وهمس لنفسه "عراك جديد مع جبل الجليد!!"
في المساء حين انتهى مراد من الإجتماع في الشركة ومتابعة بعض الأعمال توجه لمنزل آدم وأستعد للمناقشة الحادة التي ستحدث بعد قليل وهو يعرف جيداً أن مناقشته بهذا الأمر لن تكون سهلة أبدا!
" فاطمة كيف حالك اليوم وحال إبراهيم؟!" صاح مراد بود متحدثاً
"سيد مراد.. بخير وكيف حالك وحال زوجتك وابنتك؟!" أجابت فاطمة مديرة المنزل في منتصف عقدها الخامس من العمر، وجهها يحمل ملامح طيبة وبشوشة، وهي أيضاً المرأة الوحيدة المسموح لها بدخول منزل آدم فهي بمثابة أم له منذ أن توفيت والدته ولم تنجب وتعيش هي وزوجها إبراهيم بمنزل ملحق بالقصر.
"بخير.. أين آدم؟!"
"لم يغادرغرفته منذ الصباح ولم يتناول شيئاً كذلك.. أنا قلقة حقاً ولكنك تعلم كيف هو، فمزاجيته لا يتجرأ أحد على ال**ود أمامها"
"اه.. آدم ومزاجيته!! سأصعد له على كل حال"
"هل تحتاج شيئاً؟"
"لا شكراً لك، الوقت تأخركذلك.. توجهي لأخذ قسطاً من الراحة.."
"شكراً لك.. آراك لاحقاً"
توجه مراد وهو يعلم جيداً أنها لن تكون مهمة هينة، هو لا يريد أن يترك آدم كمديراً لأعماله ولكن ماذا يفعل بعد بلوغه الخامسة والأربعين من عمره وزوجته لا تكف عن تذمرها من سمعة آدم وعمله معه منذ سنين، وقد وعدها أنه سيترك العمل معه وسيكتفي بعمله في الشركة فهي من كبرى شركات الإلكترونيات في الشرق الأوسط وتتوسع في جميع أنحاء العالم وهو أيضاً ورث جزء من أسهمها من أبيه فهو الآن شريك آدم بها. هو لطالما كان آدم بالنسبة له أكثر من أخ صغير بل وصديق مقرب ولكن كان عليه أن يتخذ تلك الخطوة عاجلاً أم آجلاً وقد آجل آخذه هذه الخطوة للكثير من الوقت!
"هيا استيقظ.. أنت لست بفتى صغير لأعمالك تلك" صاح به حانقاً
"اذهب الآن وعُد غداً" تذمر ولكن ببرود محاولاً عدم الاستيقاظ
"آدم هيا، لدي موضوع مهم لأحدثك عنه"
زمجر بإمتعاض وهو يحاول بصعوبة رفع جفنيه ليكشفا عن رماديتاه الباردتان وفي ثواني جلس على سريره متكئاً على بعض الوسائد في سريره الضخم وبالكاد استطاع الرؤية ليحاول التركيز ونظر لمراد في ضيق
"تكلم" زفر ببرود
"لقد وجدت لك مدير أعمال جيد" سكت لبرهة لملاحظة أي تعبير قد يطرأ على وجه آدم وكالعادة لم يستطيع فأكمل "مديرة أعمال في الحقيقة"
"انسى هذا أنا لن أعمل مع إمرأة" رد بوجه خال من التعابير وترك سريره مغادراً للخارج
"آدم إنها جيدة أنا أؤكد لك" تبعه مراد محاولاً إقناعه
"من هي؟"
"لمّ تهتم؟" رفع حاجباً مفاجئاً بإهتمامه
"لا تكن غ*ي! إذا كانت جيدة كما تقل فأكيد سمعت عنها" رد موجهاً ظهره له باحثاً عن أقراص للصداع من تأثير الفودكا
"إنها.." حمحم مراد وعقد ذراعيه في ارتباك ولكنه حاول التحلي بالشجاعة "شيرين عصام.. هل.. هل سمعت بها؟!"
"السارقة؟!" رد بلامبالاه "مرفوضة.." التف لينظر إليه "هيا.. من غيرها مؤهل لكي يعمل لدي؟!" استطرد بنبرة مليئة بالغرور وحك لحيته
"اف لك آدم" زفر بضيق
"لا تجادلني وأخبرني من أيضاً؟"
"هذه هي الوحيدة.. فبعد تص**حات ميار عن إغتصابك لها وتص**حات زميلاتك بالتحرش بهن وعلاقاتك الج*سية التي لا تنتهي جعلت فرصتنا في إيجاد أحد آخر أصبحت معدومة" أخبره غاضباً
ضحك آدم بسخرية مدوياً بضحكته أرجاء قصره "أتخبرني أن آدم رأفت لا يستطيع أن يجد غيرها؟" تبسم مجدداً بإستهزاء
"هل تريد أن تهدم نفسك لإيجاد من يسيل ل**به على النقود ثم يدمر ما تبقى لك من فرصك في التمثيل؟!" صاح به غاضباً "هي الحل الأمثل الذي وجدته حتى تستطيع مواجهة هذا المأزق الذي أنت به الآن"
"حسناً" هزّ آدم رأسه "تريث معي قليلاً حتى ينتهي ماتسميه بالمأزق ثم غادر بعدها" حاول آدم بسخريته وهدوءه المعهود أن يبحث عن أي أمل لبقاء مراد معه فهو لا يُصدق أنه سيتركه ليحل محله أحداً آخر.
"ا****ة عليك أيها الع**د! أنت لست مدركاً لهذه المصيبة" علا صوت مراد بغضب
"لا تجعل هذا الشيء السخيف يغضبك سنجد حلاً سوياً ثم سنبحث بعدها عن أحد آخر" أخبره آدم ببرود متوجهاً للجلوس بحديقته
"اسمعني هنا يا آدم" جذبه من يده بعنف ليوقفه "أنا لن أكمل.. ولن أمكث هنا كمديراً لأعمالك.. وأنت ستتقبل هذا!! كف عن التصرف كالأطفال! هي شيرين التي ستعمل معك وليس غيرها والموعد غداً في العاشرة صباحاً، لقد أرسلت لك ال*قد في بريدك الإلكتروني لتلقي عليه نظرة.. إنها ليست بسارقة وعموماً عند إطلاعك على ال*قد ستجد شرط جزائي إذا أخلت بأي من بنود ال*قد، ونحن ليس بهواة لنضمن حقوقنا أنت تعلم هذا جيداً" انفجر بوجه آدم غير مكترثاً لأي شيء
"أهكذا؟!" نظر له نظرة تحدي ورائها خطة
"انظر أنا لست مستعداً لمشكلة جديدة! لا تُخرب الأمر أرجوك" ترجاه متوسلاً لتهدأ نبرته ونظر له في خوف أخوي "أنت أخي الصغير ولن أتركك دائماً تذكر هذا" ربت على كتفه بحب.
"حسناً" رد بإقتضاب وأشاح بنظره بعيداً
"أرسلت لك سيرتها الذاتية، هذه الفتاة جيدة بحق"
"لنرى كم هي جيدة" أخبره بتلاعب وشبح ابتسامه مليئة بالزهو والغرور
"تصبح على خير ولا تنسى الموعد غداً في العاشرة صباحاً في الشركة"
"لمّ الشركة؟ ألن تحضرها إلي المنزل؟"
"كف عن الجدال ولا تتأخر غداً"
لم ينم آدم كعادته عند مواجهته أمر جديد، فهو في حالة إنكار تامة لما يحدث، عقله رافض أن مراد سيتركه وسيضطر للعمل مع أحد آخر، فمراد هو الوحيد المتبقي له من عائلته وبمثابة أخيه الكبير وشريكه أيضاً بالشركة، لم يتخيل في يوم ما أنه قد يُصبح دون مراد هكذا فجأة. فكر قليلاً و**م أن يجعل تلك الفتاة المسماه بشيرين تندم على تفكيرها لتصبح مديرة لأعماله وسيتبع معها كل الطرق حتى يجعلها تستسلم من أول وهلة وتهرول تاركة إياه وبالطبع سيعود مراد ليتولى أعماله حينها.
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
في الصباح استيقظت شيرين ممتعضة من مقابلة آدم فهي لا تريد الذهاب ولكن لا يوجد لديها اختيار ثانٍ. توجهت للإستحمام وبعدها ارتدت فستاناً بكم أبيض اللون يصل لركبتها يحتضن انحنائتها جيداً ووضعت حزاماً ذهبي يزين خصرها الصغير والذي يبدو أنحف عن باقي جسدها الممشوق، عقدت شعرها الأ**د الفاحم للوراء بفوضوية منمقة قليلاً وصففته من الأمام بفرق مائل على اليسار لتغطي خصلة القليل من جبهتها وعينها، وضعت القليل من الماسكرا وحمرة خدود بسيطة لتغطية الشحوب على وجهها والبسيط من مرطب الشفاه الوردي واختارت حذاء فاتح اللون يقارب درجة لون بشرتها. وأخيراً وضعت القليل من العطر خلف أذنيها وعلى يديها.
" تبدين خلابة عزيزتي.. هل هذه مقابلة عمل أم موعد غرامي؟" صاحت حبيبة من خلفها محاولة المزاح معها.
"حبيبة لا تمزحي أرجوك" ردت بتوتر
"أنا أقول الحقيقة" هزت كتفيها ونظرت لها بإعجاب وأكملت "من يراك الآن قد يظن أنك تريدين أن يعجب بك آدم"
"يا إلهي!!" زفرت بضيق "أتريدين أن أغير ثيابي؟!"
" لا لا لا!!! أبداً" أجابتها مسرعة "لكن متى أتيت بهذه الثياب؟!"
"هذا ما كنت سأرتديه يوم توقيع ال*قد" تن*دت بحزن ونظرت شاردة بعسليتاها لتتذكره مرة أخرى.
"الحقير لا يستحق ملاك مثلك. فلتنسيه شيرين!! هذا الو*د لا يستحق فتاة مثلك وثقي بنفسك واجعليه يندم أشد الندم على ما فرط به.. هيا حتى لا نتأخر"
"نتأخر!!" استغربت شيرين وتفقدت الوقت "أليس عليك التواجد بعملك الساعة التاسعة"
"سأوصلك أيتها الغ*ية وسأنتظرك.. هيا وكفاكي توتر وإرتباك"
بعد وصولهما للشركة وبعد ما اندهشت كل منهما بضخامتها صفت حبيبة السيارة في المكان المخصص لإنتظار السيارات "هيا عزيزتي ولا تتوتري، التوتر يكاد أن يلتهم ملامحك هذا واضح عليكي وليس جيداً في أول مقابلة.. ألا تعلمي هذا؟!"
"أنا لا أعلم ما بي، هذه أول مرة أكن في هذه الحالة.. لقد هز ثقتي بنفسي و**رني، أنا لا أستطيع التعرف على نفسي و..."
"لا تدعيه يقف في طريقك.." قاطعتها في إصرار حتى لا تترك لها مجالاً لتشعر بالضعف وتبكي مرة أخرى و أيضاً هي تحاول أن تشجعها وتُنسيها ما حدث بل وتحاول أيضاً جعله حافزاً لصديقتها حتى تعود تلك الواثقة التي عرفتها يوماً "عزيزتي هو خسرك وثقته بنفسه ستهتز عندما يرى نجاحك، أنتي قوية وستريه ماذا بوسعك، ستنجحي مجدداً وستقفي على قدماكي!! أنا أعلم أن شيرين المرحة القوية بداخلك وستتغلب على ما فعله الحقير.. والآن هيا حتى لا تتآخرين"
ابتسمت شيرين لحبيبة مودعة إياها وذهبت لمكتب استقبال ضخم فهو بالطبع يجب أن يكون ضخماً ليناسب ضخامة الشركة العملاقة وتوجهت لأحدى موظفي الإستقبال لتخبرها أن لديها موعد مع مراد رأفت كما أخبرها يوسف، بعد تأكد الموظفة من الموعد ارشدتها للمصعد وأخبرتها أن مكتبه بالطابق الخامس عشر، أدلفت إلي المصعد وضغطت رقم 15، وعند وصولها كان ينتظرها مراد
"شيرين كيف حالك؟" رحب بها بود واحترام ثم أشار لها لتجلس على احدى الكراسي المقابلة لمكتبه
"بخير.. شكراً لك" أجابته بإبتسامة "كيف حالك سيد مراد؟" سألته بإحترافيه لتقابل سؤاله عن حالها
"بخير عزيزتي.." تريث لبرهة "مبكرة قبل موعدك بعشر دقائق، أهكذا أنتي دائماً أم هذا لأنها أول مقابلة؟"
"أحب أن أعطي لنفسي وقت إضافي دائماً" ابتسمت قليلاً بحدود وقد هدأت نوعاً ما وشعرت براحة تجاه مراد.
"تعلمي؟ هذه أول مرة أجري مقابلة مع إمرأة تأتي قبل موعدها"أخبرها بنبرة ودودة وضحك ثم أردف "ليلى زوجتي تأخذ الكثير والكثير من الوقت للذهاب لمكان ما، لم أذهب معها لأي مكان وقد وصلت في موعدي أبداً" أخبرها مازحاً فضحكت وهزت رأسها ثم أكمل هو "أريد أن أخبرك القليل عن آدم أولاً.." سكت لحظة ثم تذكر "عفواً لقد نسيت أتريدين تناول شيء؟!"
"شكراً لك.." تبسمت باحترام وقاطعهما صوت رنين هاتف مراد
"كيف علمت؟!" صاح بدهشة متحدثاً للطرف الآخر بالهاتف وعقد حاجباه
"حسناً سنآتي" تمتم بإرتباك "ا****ة"
"عفواً.. أهناك شيئاً؟" تعجبت شيرين مما سمعته وخاصةً نبرة مراد جعلتها تشعر بالإرتباك
"لا ليس هناك شيئاً... هيا سنذهب لآدم" هزت شيرين رأسها بالموافقة في إماءة تتسم بالرسمية والعملية الشديدتان وبداخلها متعجبة لأنها كانت تظن أنها ستجري المقابلة مع مراد أولاً..
ذهبا إلي مصعد آخر بشفرة معينة وضغط مراد على زر يحمل رقم ثلاثون ونظرت شيرين حولها تتفقد المصعد لتدرك أن هذا المصعد مختلف عن المصعد الأول، فهمت حينها أن هذا المصعد خاصاً لا يستخدمه إلا آدم وحده "من هو آدم حتى يكن له هذا الشأن" فكرت لبرهة "ولم كل شيء ي**وه السواد وكأننا في مآتم" تعجبت ثم تقدمت بجانب مراد لمكتب آدم وفتح لها الباب لتدخل أولاً
"شكراً لك"
تبسم لها وبمجرد نظرها لمكتبه المغطى أيضاً بالسواد ولكنه ضخم بحق، حاولت عدم الإلتفات حولها وإظهار أنها ليست متفآجئة بما تراه ولكنها لم تجد آدم على مكتبه
"غادر" جاء صوته البارد الرخيم آمراً ولكنها كانت كلمة واحدة فقط فلم تتنتبه من أين جاء اتجاه الصوت.
"ولكن آدم نحن نحتاج إلي أن..."
"غادر وأغلق الباب" قاطعه مجدداً ليبعث صوته التوتر والإرتباك بنفس بشيرين
"شيرين عزيزتي أراكِ لاحقاً" هز مراد رأسه بإنكار ولمحت شيرين بملامحه الإنزعاج لما فعله آدم وبالفعل توجه خارجاً وأغلق الباب
زداد ارتباك شيرين أكثر وإلي الآن لم تستطع التعرف على مص*ر الصوت، فزفرت في توتر وظلت واقفة مكانها وخلفها الباب الرئيسي أو هكذا ظنت فأمامها المكتب يوجد به أكثر من باب آخر، تلفتت حولها لما يقارب دقيقتان كاملتان وهي تحاول البحث عنه كي تجده وأخذت خطوتين للأمام محاولة النظر حولها ولكن دون فائدة.. حمحمت قليلاً ولم تقو على استيعاب الوضع "هذا الو*د!!! هذه أول مرة أتعرض لموقف كهذا" فكرت والغضب يملؤها "حسناً سأذهب ولن أعود" قررت متجهة لتلتفت وراءها مسرعة نحو الباب الذي دخلت منه كي تفتح الباب وبكل تلقائية قدمت يدها تمدها وهي تلتفت حتى تفتح الباب الذي دخلت منه ولكن بدون قصدها لامست يدها فوق خصره قليلاً، كأنها لمست حائط صلب ووجدته خلفها لتنظر له في مفاجأة تامة فهي للتو قد دلفت من ذلك الباب ولم يكن هو متواجداً حينها!!
"أأ... أنا.. لم أقصد أن...أنا لم أعرف...أنت..." تلعثمت بدهشة ووسعت عيناها العسليتان وقلبها أخذ بالخفقان بشكل جنوني. رفعت وجهها لمقابلة عيناه الرماديتان الباردتين، ولم تستطيع شيرين إكمال حديثها أو معرفة ماذا تقوله وهذا جعلها تغضب من نفسها أكثر..
نظر لها نظرة خالية من التعابير ومجردة من المشاعر ولاحظ احمرار وجهها بالكامل، ولكن لم يؤثر به شيء، الكلمة الوحيدة التي قد تصف رد فعله هي "بارد".
نظرت له شيرين تتفحصه فهو فارع الطول، شعره الأ**د المرفوع للخلف بفوضوية منظمة لكن لا تدري كيف، ذقنه ليست بالحليقة ولا طويلة أيضاً، يرتدي بزة رمادية اللون وقميصاً أبيض ورابطة عنق سوداء، رائحته رجولية تمتزج بالنعناع المنعش، حدقت به للحظة وهو ينظر إليها نفس النظرة لم تتغير حتى لم تلمحه يرمش، يضع يده في جيوب بنطاله بغرور. شعرت بالغرابة من الموقف الذي لا تعلم لكم من الوقت استمر فهي شعرت كأنها ستقف طوال حياتها أمامه وفجأة تكلم
"أجلسي!" صاح بها بنبرة آمرة
"أأ..أأين أجلس؟"همست بنبرة مهتزة ومبحوحة متلعثمة لا تدري لماذا! فحمحمت وهي تنتظر إجابته ولكنه أدهشها بتركها مكانها وذهب نحو مكتبه الأ**د الضخم الذي يلمع سطحه بشدة مزعجة، تعجبت شيرين وذهبت خلفه لتجلس على أحد المقعدين أمام مكتبه محاولة إبعاد نظرها عنه قدر الإمكان والسيطرة على غضبها "الوقح!!! كيف له أن يعاملني هكذا؟" فكرت وابتلعت ريقها بصعوبة.
"أنظري إلي" أخبرها مجدداً بلهجة آمرة لترفع نظرها إليه حتى تقابلت أعينهما وأرادت أن تصرخ به وتذهب ولا تعود مرة أخرى لكنها لم تستطع، أرادت حتى أن تبدأ بالحديث ولكن ل**نها خذلها ولم يكن حليفها.
فجأة تحولت نظرته لها من نظرة باردة إلي نظرة ثاقبة كأنه يعري جسدها بالكامل ولكن دون أن يلمسها، غروره وهدوءه المريب يطوقون المكان، جلسته المختالة الواثقة تدب الرعب في نفس أياً كان أمامه.
تمالكت شيرين أعصابها قدر المستطاع بعد عدة دقائق ولملمت كل ما تملك من ثقة بنفسها وأخيرا تكلمت " أظن السيد مراد قد ذكر لك أنني هنا اليوم للعمل كمديرة أعمالك" بعد هدوئها للحظة أكملت "لذا إذا أردت أن تسأل أي أسئلة تفضل لو سمحت" أنهت جملتها ثم أنتظرت لكي تسمع بم سيجيبها.
نظر إليها مجدداً بنفس النظرة الثاقبة وجعلها تفقد تركيزها وبكل برود ودون أن ينظر في اتجاه آخر مد يده في صندوق على مكتبه وبكل ثقة أشعل سيجارة وشرع في تدخينها وتنفس دخانها في اتجاه شيرين. تأففت فهي تكره الدخان كثيراً ولا تستطيع تحمله ولا تدري متى سيتحرك هذا البارد ويقل أي شيء، لاحظت أن مر من الوقت ربع ساعة أو ما يزيد قليلاً وهو لم يقل غير كلمتين فقط!! "اجلسي وأنظري إلي".
أنهى سيجارته وبنفس الثقة القاها في منفضة سجائره دون أن يرفع نظره من على شيرين وتحركت سبابته إلي شفته السفلى ليحكها عدة مرات أفقياً وفجأة قام متوجهاً نحوها.
"مماذا.. أليس هناك شيئاً تريد أن تسألني عنه أو التحدث لي بشأنه؟" سألت متلعثمة لتحاول **ر هذا ال**ت ولكن دون فائدة فتابعته بنظرها لتجده يتوجه نحوها من خلف مكتبه إليها، ورسم على شفتيه ابتسامة ماكرة دون أن تلمس عيناه ثم وقف أمامها لم يفصل بينها وبينه سوى منضدة صغيرة لتشعر أن نظرته الثاقبه قد سرقت أنفاسها.
ظلت تنظر إليه بعسليتاها لتجده يخلع سترته وألقاها على مكتبه وهو لا يزال مثبتاً نظره عليها، أستغربت من فعلته وأخذت في النظر إليه محاولة فهم ما يحاول أن يفعله ولكنها لم تدرك شيئاً من تصرفه الغريب.
شرع في فك رباطة عنقه والقاها بنفس عدم الاكتراث كما فعل في سترته ثم جلس على المنضدة التي أمامها وقد تقارب مستوى وجهيهما ونفس الإبتسامة لا تغادر شفتاه لتتعالى خفقات قلب شيرين حتى شعرت أنها قد يصيبها نوبة قلبية.
أقترب مها حتى وجدت ركبتاه تلامس ركبتاها فابتعدت عنه شيرين قليلاً بمقعدها للخلف ولا تدري ماذا تقول أو كيف تمنعه عما يفعله، لتتابعه بتلك العسليتان في تعجب وأنفاسا تعالت في عدم راحة لتراه قد بدأ في فك أول زرين من قميصه الأبيض المشدود بعناية على ص*ره العريض كأنه سينفجر بيد واحدة وبالأخرى قد مد يده بين ركبتي شيرين ولكن دون أن يمسهما وجذب مقعدها له مجدداً بعد أن ابتعدت به. ويده الأخرى لا زالت أمام ص*ره لا تعلم ماذا سيفعل وما الذي ينتويه بتصرفاته تلك الغير مبررة.
لم تستطع شيرين الإنتظار أكثر ولن تتحمل تصرفاته تلك الغير مفهومة ولم يعجبها ما يفعله وإقترابه الزائد عن الحد معها فمهما كان وأياً كان شأنه لا يحق له الإقتراب منها والجلوس أمامها بتلك الطريقة فقررت أن تتحلى بالشجاعة ثم رفعت يدها لصفعه...
بسرعة البرق مسك يدها ليوقفها وقبضته تعتصر مع**ها وزادت إبتسامته الماكرة التي لم تفهمها شيرين وتوسعت عسليتاها في صدمة من طريقته
ولكن بسرعة البرق مسك يدها ليوقفها وقبضته تعتصر مع**ها وزادت إبتسامته الماكرة التي لم تفهمها شيرين
"اه.. أترك يدي هل جننت؟"
صاحت متألمه وحاولت الإفلات من قبضته ولكن دون جدوى.
قام يجذبها خلفه بشدة ليرغمها على السير خلفه وهي لا تعرف ما الذي يفعله وكيف يفعل بها ذلك دون التحلي بالرسمية أو حتى بالعملية كأي رجل في مكانه، فهو حتى لو اشتهر بجرأته الشديدة لا يحق له أن يفعل ما يفعله ولا حتى التصرف بتلك الطريقة التي تفتقر للإحترام!!
"يا إلهي هل سيغتصبني كما فعل معهم؟ هل سيسمع أحد صريخي إذا استغثت؟ هل سأستطيع التحدث أصلاً!! ا****ة عليّ لماذا شُل ل**ني هذا!!"
انفجرت الأسئلة بعقلها وغضبها من نفسها أكبر من غضبها وتوترها من هذا البارد. فجأة وجدته يلقي بهاعلى أريكة جلدية سوداء ضخمة لتزحف هي لآخرها بإرتباك وعسليتاها تتابعه في تعب امتزج بالخوف والتوتر لتجده يبتعد وجلس أمامها بغرور على أريكة مماثلة وكاحله الأيمن لامس ركبته اليسرى واضعاً قدماً فوق آخرى، وذراعاه ممدتان يميناً ويساراً بجانب رأسه. ثم رآته ينظر لها بعيناه الرماديتان تلك التي لم ترى مثلهما من قبل، لقد رآته بمئات الصور ولكن مواجهة تلك الرماديتان الثاقبتان بالحقيقة شيء مختلف تماماً عما تراه بالصور!!
لاحظت تلك الإبتسامة اللعوب المليئة بالمكر وكأنه يفكر بشيء ما أو يتخيل أمراً لم تعرف هي عنه شيء ولا حتى تستطيع توقع تفكير رجل مثله "هي ليست مثلهم إذن.. حسناً.. فلتبدأ اللعبة!" تمتم بعقله ولكنها بالطبع لم تستمع لتفكيره
"أستمع إلي جيداً"
عدلت من جلستها ونظرت له بأنفاس متلاحقة من إرتباكها الشديد وتوترها ولكنها تحلت بالشجاعة ثم صاحت به
"أنا هنا للعمل وليس لدي وقت لمسلسل ال**ت هذا، ولا يحق لك أن تلمسني مجدداً إذا كنت سأبدأ أصلاً بالعمل معك، هذه فرصة أخيرة لك للتحدث بخصوص تفاصيل الوظيفة، لست مجبوراً على ..."
"لم يخلق من يجبرني على شيء" قاطعها بمنتهى اله***ة والغرور لتنظر هي له في غير تصديق وملامح وجهها التي تغيرت كانت كفيلة بجعا من يراها أن يدرك أنها قد قامت بسبه بداخل رأسها لآلاف المرات!
" يا إلهي، من تظن نفسك؟" صاحت به بنبرة مليئة بالتقزز
"أكملي يا صغيرة.. "
أجاب ساخراً بإبتسامة مليئة إستهزاء
"أرني ال*قد إذا كنت سأعمل معك"
أمرته بكبرياء
"هل تأمريني.!"
نظر لها بغضب شديد وشراسه
"أرجوك.. لا تضيع وقتي ووقتك"
همست بصوت منخفض عاقدة ذراعيها وتملكها الرعب من نظرته المخيفة وحاولت أن تنقل عسليتاها حتى تتوقف تلك الرماديتان عن تفرسها بتلك الطريقة
"أصغي لما سأقوله جيداً لأني لا أكرر كلامي مرتين.. لم يخلق على وجه الأرض من يقرر أو يحدد لي أموري.."
نظر لها نظرة باردة كالثلج وهمس بصوت مخيف ببطىء
"أو يأ.. مر.. ني.."
سكت متفحصاً رد فعل كلامه عليها وهو يعلم جيداً ماذا يفعل وابتسم زهواً لخوفها الظاهرعليها وإرتباكها فكبرت إبتسامته ورآها تريد التحدث فأكمل مسرعاً
"لا أقبل الفوضوية وكذلك الأسئلة الكثيرة.. كل شيء يتحدد بأمري.. يجب أن أكون على علم بالفكرة قبل أن تخطر على بالك.. أنا أتحكم بكل شيء أنتي مهمتك أن تبلغيني فقط المواعيد وتنظميها مع مواعيدي بالشركة هنا، ولك أن تعلمي أنك هنا بسبب مراد فأنا لم اختارك ولا أظن أن إمرأة قد تنجح في مثل هذه الأمور وأيضاً..."
"عفواً؟؟!!"
صرخت به في إستنكار شديد للذاعته ثم عقدت حاجبيها
قام والغضب يملؤه كمن سيقتل أحداً والشراسة تعتلي ملامحة ودنا منها لتفزع أكثر "ماذا قلت أنا عن تكرار كلامي؟! هل أنتي **اء أم ماذا؟!" صاح بها بصوته الرخيم العميق
"آسفة.." همست برعب
قفي.." آمرها في ه***ة شديدة بعد أن شعر بخوفها الظاهر على ملامحها
فعلت ما أمرها به بسرعة خوفاً منه وأغمضت عسليتاها تعتصرهما لمحاولتها محو احساس الخوف هذا وكل ما يجول ببالها أن تغادر وليحدث ما يحدث ولكن هي تعلم جيداً أنه فرصتها الوحيدة للعمل، فوجئت بأنامله الدافئة تلمس أسفل ذقنها ليجبرها لفتح عينيها فنظرت له لتجد رماديتاه باردتان خاليتان من التعبير، لاحظت أنه أصبح قريباً منها ونفسه مليء برائحة دخانه ولكنه بنفس الوقت ممزوجاً برائحة النعناع ورائحته الرجولية، جعله هذا كله مزيجاً من الجاذبية فلم تقوى على التحرك، عضت على شفتاها السفلى وحاولت السيطرة على نَفَسِها الذي اخذ بالتسارع، وهي تصرخ بنفسها لتزجرها عن التأثر به، لم تعلم أين ذهب ذاك الرعب الذي يتملكها منذ قليل لتفكر به الآن بمثل هذه الطريقة..
"هل سرقتيه؟!"
سألها بهدوء يتفحصها.
"لا"
أجابت بحزن وهي تعرف ماذا يقصد جيداً
"لماذا تركتيه؟!"
سألها ولكن لم تجب وأبتعدت عنه موجهه ظهرها له
"أياكِ أن تديري ظهرك لي مجدداً"
جذبها من خصرها بعنف لتنظر له متفاجئة بغضبه وعيناه التي كادت تطلق رصاصاً في وجهها، ولكنه لم يدعها وظل ممسكاً بها.
"لو سمحت ألتزم حدودك ولا تلمسني ثانية"
صاحت وهي تنظر له والغضب ينهال من عسليتاها المنزعجتان من تصرفاته وأخذت يده لتجذبها من على خصرها ثم ألقتها بجانبه
"حسناً.."
حك شفته السفلى أفقيا بسبابته واضعاً الأخرى بغرور في جيب بنطاله موجهاً ظهره لها وبداخله يتوعد لها
"اذهبي للغرفة التي على يسارك وانتظريني"
"لماذا؟!"
سألت بعفوية ولكن كل ما حصلت عليه من إجابة هي التفاته لها ليرمقها بنظرة غاضبة محذرة فتذكرت كرهه للأسئلة الكثيرة وتوجهت فوراً للغرفة مثل ما أخبرها.
"سواد مجدداً"
تمتمت بصوت منخفض بمجرد فتحها للباب لترى غرفة كبيرة لا تحتوي إلا على طاولة مستطيلة عملاقة وحولها عدد لم تدركه من المقاعد ولكن مقعد واحد فقط يترأس الطاولة والباقي على الجانبين وشاشة عملاقة ومنضدة مرتفعة بالجانب. فجأة شعرت به خلفها، أنفاسه ورائحته تعلن عن وجوده ولكنها فزعت لأنها لا تضمن ما قد يفعله ونظرت له لتجده واضعاً يداه بجيبا بنطاله ورفع لها حاجبه بإماءة فهمت منها أن تتقدم أمامه للجلوس ولاحظت ال*قد وبجانبه قلم على جانب المنضدة، بلعت ريقها بصعوبة وتقدمته وهي تشعر بعيناه تتفحصان قوامها ومؤخرتها البارزة فلاحظت نظراته التي تخترقها لذا أسرعت وجلست على أحد المقاعد كمن تختبأ عن رماديتاه الجريئتان.. آتى بعدها وجلس على المقعد الرئيسي بجانبها وركبته تضغط فخذها اليمين بقوة لتحاول هي الإبتعاد عنه لطرف مقعدها
"هيا.. وقعي.."
آمرها وزم شفتيه ببرود مبالغ
"االآآن؟؟!"
سألت مستفسرة فكانت تظن أن لديها وقت حتى تطلع حبيبة عليه
"نعم.. هيا"
زفر بضيق
"فقط دعني أقرأه أولاً"
أخبرته وقد علمت أن ليس لديها فُرصة حتى تطلع حبيبة عليه ولم تحضرها معها فعليها أن تفهم كل شيء بال*قد وحدها وهذه هي الفرصة الوحيدة أمامها.
"حسناً"
كان عقداً طويلاً بحق، دنت قليلاً من المنضدة وثدييها يلامسان الحافة و أخذت تقرأه شيرين بعناية وتركيز غير مكترثة لآدم ولا وجوده وهو يتفحصها بعينيه ينظر لثديها الذي يعلو ويهبط مع أنفاسها، تطلع لرموشها الغزيرة، وجنتيها الدائرتيان ولكن بتناسق، شفتاها الوردية المرسومتان بإمتلاء خلقا للتقبيل، لاحظها تعقد حاجباها وتزم شفتيها وعضت على شفتها السفلى ببطئ مما آثاره فقام بهمجيه باعداً مقعده للخلف بقدمه مخللاً خصلات شعره بنفاذ صبر لتفزع شيرين وترفع نظرها له بإستغراب لفعلته
"هل ستأخذين نهاري بأكمله لإضاعه" صاح بغضب ثم نظر لعيناها البريئتان العسليتان وهو لا يدري ما الذي بعيناها، يرى خوف وأحياناً جرأة شديدة!
"عفواً ولكن هذا حقي، إما أن تنتظر وإما أن أخذ ال*قد ونتناقش بخصوصه لاحقاً"
أجابته بإستفزاز
"هل تظنين أني أملك وقت لأجلك؟!"
ضحك ساخراً بنظرة مستهزِءه
"هل تدري؟!"
نظرت بعيناها عالياً إلي جانب سقف الغرفة وكأنها تُفكر بشيء ما مما أضفى عليها براءة مثل الطفلة الصغيرة ثم توجهت له محدقة في عيناه بجرأة شديدة
"هذا ال*قد لمدة ثلاث سنوات، سأهتم بأعمالك، ومن الواضح أيضاً أني معرضة للسفر معك، وحضور اجتماعات، وإبرام اتفاقيات بإسمك، و..."
"أنا أعلم بما في ال*قد تماماً، ماذا تقصدين؟"
سألها بنفاذ صبره
"ستجد لي وقتاً آدم!!"
قالت مبتسمه ثم ادارت ظهرها له للتوجه لمقعدها وبداخلها تصرخ بالفرحة لإنتصارها عليه وشعرت باللذة وملامحه ووجه **اهما الصدمة
"والآن دعني لأكمل إذا لم تريد أن تضيع وقتك"
اخبرته بإنتصار وارتسم على ثغرها ابتسامة أكبر.
سكت ولم يرد عليها فكيف من كانت خائفة منذ دقائق تتجرأ وتحدثه بمثل هذه اللهجة بل وتبتسم له كمن ظفر بشيء، لقد غيرت فكره تماماً عن خطته معها فهي من الواضح لا تخافه كالكثيرات ولا تتجاوب للمساته ومحاولاته معها كمن يسيل ل**بهن عليه ويذبن من لمساته بل وتصده مرة بعد الأخرى، فأدرك أنها لن تستسلم بسهولة حتى بعد الشروط الخانقة التي عدلها بال*قد ولكن أمله كان معلقاً على آخر بند منه وهو الشرط الجزائي الضخم بالنسبة لفتاة في عمرها، فأنتظر حتى تصل له ليسمع رفضها وتغادره.
غادرالغرفة لإحتياجه لشيء يقتل الوقت فهو لا يتقبل الرفض نهائياً ويريد أن يشتت نفسه عنها فقد اثارته ولكن اعتقد أنه مجرد لإبتعاده مؤخراً عن النساء وعدم ممارسته أي علاقة منذ مدة، أشعل سيجارة ممداً قدماه الطويلتان على مكتبه، تفقد هاتفه ليرى رسالة من مراد نتيجتها مشادة جديدة معه بخصوص ما فعله أمام شيرين ولكنه لم يهتم، تفقد مواعيده لليوم الخاصة بالشركة ورأى أن ما زال لديه وقتاً رحباً فمراد يهتم بالكثير، ذهب لغرفة أخرى تحتاج لشفرة سرية وقرر أن يغير ملابسه، أخذ بنطالاً أ**د وحذاء ذو رقبة قصيرة وقميصا غير رسمي ذو فتحة على شكل V من الأمام أ**د اللون وتوجه لشيرين.
فكر في أن يتفقدها فلقد أطالت كثيراً فتوجه لغرفة الإجتماعات ليدخل عليها ليجدها توقع ال*قد فتوسعت رماديتاه مندهشاً ولكنه سيطر على تعبيره وملامحه في لحظة واحدة ووقف على الباب ينظر لها بغيظ حتى شعرت بقدومه.
"آدم.. كنت على وشك أن أحـ..."
وبمجرد رفعها رأسها لتنظر إليه قد غير ثيابه ولك بيده قميصاُ وص*ره عاري وبنطاله ذو وسط قصير بالكاد يلامس أسفل خصره النحيف، عضلات معدته مثيرة تجعلها تريد النظر له للأبد، ص*ره العريض مشدوداً وخالٍ من الشعر يضفي عليه جاذبية ويناسبه، عضلات ذراعيه منحوته تجعل أي أنثى تتمنى أن تتلمسها ولو لثانية، نظرت لخصره النحيف مقارنة بمنكبيه العريضة لتبتلع ريقها وحاولت بكل ما أوتيت من سيطرة وتحكم بنفسها أن تشتت نظرها عنه
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
يُتبع