كانت عشق تكاد تشعر بفوران داخل جسدها من شدة الغضب من برود يحيى
كيف يجرؤ علي قول هذا؟! كيف له ان ينسى هكذا ما فعله معها قبل سفره وتقليله من شأن حبها له و السخرية منها و كل ما كان يفكر به انها صغيره السن لا تتناسب مع يحيى بك وبعد هذا الفراق قامت بتربية طفليها وحدها ولم يسال عليها مرة واحدة لا هي ولا اطفالها حتى لو كان عن طريق الخطأ لم يأتى الى مصر نهائيا لكى يرى أطفاله بل كان عديم العاطفة والقلب لا يهمه أمرها او امر اطفاله بل انها متاكده وبقوه انه كان يعد الايام والليالى لحين بلوغها سن الحادية والعشرين حتى يتخلص من زواجه منها نهائيا،
والآن ياتى هكذا ويطالب بكل حقوقه لا لن يحدث حتى لو كان هذا اخر امر ستقوم به في حياتها.
عشق بغضب: بأى حق بتقول كده؟!
يحيى وهو يجلس على أحد الكراسى بالغرفة،
يحيى و بهدوء يثير الأعصاب: بحق إنك مراتى وام ولادى.
عشق وقد انفجرت فى الضحك بصوت عالى : بجد لا بجد ضحكتنى مراتك الطفله صح.
يحيى : ده كان زمان.
عشق: إنسى يا يحيى وبدون كلام كتير اتفضل اخرج بره وياريت تجهز نفسك علشان ننهى المهزلة دى بسرعة.
يحيى : ولو أنا مش حابب انهيها.
عشق بحدة : مش بمزاجك.
يحيى: هنشوف يا عشق وانا هخرج واسيبك بس مش انا اللى اتخلى عن حاجه ملكى ولو هنفترض ان زمان كان ممكن اطلقك دلوقتى بقي مستحيل علشان ولادى مش علشانك على فكره انا حابب ولادى يتربوا بينا وهسيبك الفترة اللى تحتاجيها لحد ما تتعودى على رجوعى.
عشق: فى احلامك انا مش جارية عندك علشان تسبنى بمزاجك وترجع بمزاجك انا بكرهك.
يحيى بسخرية : شعور متبادل.
واتجه الى باب الغرفه ليخرج ولكنه توقف ونظر إليها وهو يقول :مش عاوز اشوف جاسر قريب منك تانى يا عشق وصدقينى المرة الجاية الحساب هيكون عسير.
لم تدرى عشق بنفسها سوى وهى تحمل كوب الماء وترميه تجاه يحيى ولكنه كان قد خرج واغلق الباب خلفه بقوة.
عشق بغل : بكرهك يا يحيى بكرهك.
.........
على الجانب الآخر فى فيلا خاله عشق.
الام: يعنى ايه يا جاسر اللى بتقوله ده؟
جاسر بتوتر: اللى سمعتيه يا ماما يحيى رجع تانى.
الام : مستحيل ازاى؟!
جاسر بحزن : واضح انه راجع وبقوة زى الاول.
الام : متقلقش يا حبيبى عشق ليك ومش هتكون لحد تانى.
جاسر بعصبيه : ماما لو عشق يحيي خدها منى انا هقتله بجد اتصرفى وزى ما بعد عنها زمان اتصرفى وخليه يبعد عنها دلوقتى ماما انا من غير عشق اموت.
الام بخوف: لالا يا حبيبى متخفش عشق ليك ومتقلقش انا هبعده عنها وهتتجوزها وتعيشوا سوا بس عاوزك انت تهدى بس.
جاسر : انا هادى وبعدين انا حاسس ان عشق بتحبنى صح.
الام: اه طبعا وهى هتلاقى احسن منك.
جاسر : هنتجوز قريب قوي يا ماما بس انتى ابعدى يحيى، ماما انا مش هستحمل الوجع اللى حستيه لما اتجوزت يحيى.
الام : انا هتصرف.
جاسر بتوعد: ماما لو عشق مش هتبقى ليا مش هخليها تكون ليه هقتلها واقتل نفسى
الام: لا متقولش كده انا جنبك وبعدين انت بتحبها مستحيل تاذيها صح.
جاسر: ايوه صح انا مبسوط قوي انها هتشتغل معايا وهشوفها دايما.
الام: عاوزك تقرب منها وتعاملها بكل حب وسيب موضوع يحيى عليا.
جاسر بحزن : حاضر.
......
علي الجانب الآخر
كان يحيى يجلس بغرفة أطفاله وهو يشاهدهم يغطون في نوم عميق ويشعر بسعادة غريبة، ولكنه شرد ورجع بذاكرته الى الخلف.
"فلاش باك"
كان يحيي عائد من العمل فى وقت متاخر كالعادة ولكن حينما دخل الى حديقه الفيلا سمع صوت بكاء عشق توجه يحيى الى مص*ر الصوت واقترب منها وهى تجلس على الارجوحه فى الحديقة وتبكى بقوة وقف خلفها وهو يقول بهدوء وتعجب لحالتها وبكائها الشديد
يحيى : بتعيطى ليه؟
عشق بفزع : حرام عليك خضيتنى.
وانفجرت فى البكاء اكثر، جلس بجانبها وهويضمها اليه.
يحيى : ممكن اعرف مين مزعل البرنسيسة بتاعتى؟
عشق ببكاء طفولى : انت اللى مزعلنى.
يحيى بدهشة :انا ازاى؟!
عشق: طبعا نسيت، وبكت اكثر واكثر
يحيى وهو يحاول تهدئتها : طيب قوليلى عملت ايه؟
عشق ببكاء: كل الناس قالتلى كل سنة وانتى طيبة إلا انت نسيت عيد ميلادى ودى اول مرة تحصل ازاى وانا كنت فكرة عمرك ما هتنسى.
يحيى بتفكير : امممممم علشان كده طيب يا ستى سامحينى وانا هكفر عن ذنبى حالا.
عشق : لا خلاص.
يحيى وهو يضحك : طيب هسالك سؤال تفتكرى انا ممكن انسى عيد ميلاد برنسيستى؟
عشق وهى تشير برأسها علامه الرفض.
يحيى : طيب.
وامسك بيدها وسحبها خلفه الى امام القصر وجدت عشق سيارة ملفوفة بطريقه الهدايا باللون الاحمر رائعة.
يحيى بحب: كل سنة وبرنسيستى بخير.
عشق وهى تتعلق برقبته وتقول بسعادة : بحبك قوي.
"باك"
يحيى بت**يم: وانا لازم أرجع حبك ليا تانى يا برنسيستى وده وعد ووعد الحر دين.
.....
في صباح اليوم التالي استيقظت عشق وهى تشعر بالتوتر لوجودها مع يحيى تحت سقف بيت واحد ويتنفسون نفس الهواء تشعر بخوف شديد ان يتعلق الاطفال به ولكنها قررت ان تظهر مظهر المرأة القوية أمامه حتى لا يستغل ضعفها،
قامت عشق بعملها الروتينى مع الاطفال وبعد ذلك توجهت الى الطابق السفلي لتتناول الإفطار مع عمها.
" على طاوله الافطار"
العم: الولاد اجازه انهارده بتفكروا تخرجوا؟
عشق : لا هنقضى اليوم هنا لانى حاسه ان حسين دافى شوية.
العم بقلق : نجيب دكتور؟
عشق بسرعة : لالا مفيش داعى.
العم: طيب الحمد لله.
عشق بتوتر : عمي فى حاجه عاوزه ابلغ حضرتك بيها.
العم: خير يا حبيبتي.
عشق: انا كلمت جاسر علشان اشتغل فى شركته وهو وافق وان شاء الله ناويه انزل من بكرة.
العم: طيب ما شكرتنا موجودة وتحت امرك.
عشق بجدية : بصراحة مش حابه واحس الناس متوترة مني حابه اشتغل بدون مجاملات من حد.
العم: خلاص يا بنتى مدام انتى مرتاحه كده انا موافق تشتغلى مع جاسر.
ولكن اتي صوت من خلفهم يقاطعهم وهو يتحدث بجديه وحزم: وانا مش موافق.
التفت مل من عشق ووالده إليه .
يحيى: صباح الخير.
الاب: صباح الخير يا ابنى.
جلس يحيى مقابل عشق ونظر لها بتحدى، وهو يصب لنفسه كأس من الشاى : انا مش موافق على شغلك مع جاسر.
عشق بضيق : وانا مسالتكش رأيك.
يحيى : وانا بقول لأ وكلامى نهائى غير قابل للتفاوض ولا النقاش.
عشق بسخرية: لا والله ده على اساس ايه ان شاء الله.
يحيى ببرود : على اساس انى جوز حضرتك.
عشق يتحدي : لوقت محدد وكلها ايام ونخلص.
يحيي : مين قال كده؟
عشق بتوتر: الوصية وانت قبل ما تسافر وتسبنى.
يحيى وهو بنظر لعينيها بقوه ويلاحظ توترها:
وأنا غيرت رأيى ومش هطلقك انتى مراتى وام ولادى وهتفضلى زوجتى لحد ما اموت ساعتها بس تكونى خلصتى منى غير كده لأ.
عشق بغضب : لأ مش هسمحلك يا يحيى انا مش لعبة تسبها وقت ما تحب وترجع لها وقت ما تحب تلعب بيها تانى انا انسانه وليا كرامه عاوزنى انسى إنك سبتنى وانا عروسة عاوزنى انسى انك سبتنى وانا حامل لأ وطلبت منى اجهض ولادى عاوزنى انسى بعدك عنى ولا عدم اتصالك بيا نهائى عاوزنى أنسى لما كنت بتعب من الحمل وانت مش جنبى تقوينى عاوزنى انسى لما كنت بروح اكشف واشوف كل زوج وزوجة مع بعض فرحانين وانا قاعده هناك وحيدة كاني عامبة عامله كنت بحس انى منبوذه منك عاوزنى أنسى لما ولدت وتعبت من الولادة وكنت لوحدى وولدونى كيسرى لصعوبة الولادة انسى ازاى لما فقت من البنج ومكنتش جنبى تفرح معايا بولادنا عاوزنى انسى ازاى لما واحد من ولادى يتعب وانت مكنتش جنبى تطمنى وتقف معايا عاوزنى انسى ازاى لما ولادى كانوا يسألونى عنك واقولهم بابا مسافر كنت بكدب واقول مشغول كنت بشترى لعب ليهم واقولهم من بابا كنت بقولهم بابا اتصل بالليل وانتم نايمين علشان يكلمكم بس انا مرضتش اصحيكم عاوزنى انسى كل ده وأكثر وارجع اكون مراتك واعيش معاك وكأن محصلش حاجه مستحيل يا يحيى.
وبعد ان انتهت من ثورتها انفجرت فى بكاء مرير بصوت عالى.
العم بحزن : اهدى يا بنتى متعيطيش.
يحيى بحزن: انا اسف يا عشق بس انا هعوضك عن كل اللى فات عاوز بس فرصة لو مش علشانى علشان ولادنا.
عشق وهى تنتفض واقفة وتنظر له بتحدى : دول ولادى انا ملكش اى حق فيهم انت طلبت اموتهم وانا اتمسكت بيهم يبقى حقك راح ومفيش اى فرصه ليك وده آخر كلام.
وتركته وذهبت.
الاب: غلطت اوى يا يحيى وصعب تسامحك.
يحيى بهدوء يشوبه الحزن : عارف بس اوعدك هرجعها ليا تانى وانسيها كل اللى فات.
الأب : ربنا معاك يا ابنى ويهد*كم يارب.
.........
على الجانب الآخر فى منزل جاسر
كانت خاله عشق تجلس وحدها امام الهاتف تفكر ماذا تفعل لتتخلص من يحيى نهائيا؟ وأخيرا اتخذت القرار.
.........
فى منزل يحيى. ...
كان يجلس يقرا الصحيفة عندما اخبرته الخادمة ان هناك من يريده على الهاتف.
رفع يحيى سماعه الهاتف :الو.
المتصل: ازيك يا يحيى.
يحيى : الحمد لله مين معايا؟!
المتصل: انا منى خاله عشق.
يحيى بغضب مكتوم : خير يا منى هانم بسرعة كده حبيتى تتطمنى عليا.
منى: بدون سخرية انا وانت عارفين كويس إنى مش بتصل اطمن عليك.
يحيى : كويس امال ايه سبب المكالمة دى؟
منى: لازم نتقابل.
يحيى: ليه؟
منى : مينفعش كلام فى التليفون هستناك بكره فى النادى الساعة 4 متتأخرش.
يحيى : اوك.
منى : سلام.
يحيى وهو يغلق الخط بق*ف:فى داهية تاخدك.
..........
فى احد البيوت البسيطة.
كانت هبه وهي فتاه فى التاسعة عشر من العمر تعمل بشركة جاسر سكرتيرة له.
هبة. : ماما حرام عليكى ازاى تسيبنى كده الساعة تسعة انا هترفد.
الام: معلش يا بنتى راحت عليا نومه والله وبعدين فين منبهك.
هبه : نسيت اظبطه انا هطير سلام.
الام: ربنا معاكى يا بنتى ويهديلك الحال ويرزقك بابن الحلال.
وصلت هبه الى الشركة وهى تشعر بخوف شديد من رد فعل جاسر وتدعو طوال الطريق أن لا يصب عليها غضبه.
وضعت هيه اعراضها على مكتبها وحينها وجدت إحدي زميلاتها وتدعي ليلى تخرج من مكتب جاسر والدموع فى عينيها.
هبه بقلق: فى ايه مالك؟!
ليلى بحزن : مفيش هولاكو ركبه عفاريت الدنيا انهارده، انتى اتاخرتى ليه؟!
هبه : راحت عليا نومه.
ليلى : طيب ادخلى استلقى وعدك لانه قال اول ما توصل تجيلى.
هبه وهى تعدل ملابسها وتتجه الى مكتب جاسر: استر يارب.
.......