الفصل الثاني

1077 Words
يقول نزار قباني في قصيدته: اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ. يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ. وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا ٢ وصل سفيان لفيلا رأفت و هو مستعد لرؤيه من قال عنها رأفت إنها جميلة رغم عدم اقتناعه لكن لا بأس برؤيتها و معرفة سبب ثقة رأفت الكبيرة و لا مانع لديه من قضاء ليلة معها إن كانت و انتهي الأمر جلس سفيان واضعا قدمه فوق الأخري منتظرا قدوم رأفت و ابنه أخيه تلك و بعدها يقرر رغم كونه يريد التخلص من ذاك الرأفت لكن لينتظر الأمر قليلا بعد في غرفة ريماز كانت تشاهد التلفاز حتي أتي عمها فأسرعت نحوه فهذا الرجل أنقذها من الشارع و أحضرها لتسكن معه في زمان كهذا حقا إنه رجل طيب و هي محظوظة كونه عمها و ستفعل المستحيل لتنال رضاه و جعله لا يشعر بالندم لجعلها معه رأفت بسعادة : ريماز هناك ضيف بالأسفل و أريد منك أن تسلمي عليه ريماز بتعجب : هل علي ذلك ؟؟؟ رأفت باستنكار : إنه بيتك و عليك استقبال الضيوف ريماز بهدوء : حسنا سأبدل ملابسي رأفت باقتراح : دعني أقم باختيارها لك عزيزتي فضيف اليوم مهما جدا و لن يقبل بأقل شئ عليك أن تكوني بالغة الأناقة ريماز بعدم مبالاة : لا بأس إنه ضيف عمها و هو يعلم ضيوفه جيدا و لن تدع أحد يظنها تسئ اختيار ملابسها و عمها بالطبع يريد صالحها إنها ابنه أخيه الوحيدة و مثل ابنته استعدت ريماز للخروج بعد انتهائها و ادعي عمها أن لديه مكالمه هامة يجريها و عليها الذهاب إلى الضيف وحدها حاولت الحديث مع عمها كونها لا تعرف هذا الشخص لكنه لم يهتم بكلامها و رحل لم يكن أمامها سوى الذهاب عندما رأها سفيان ظل يتفحصها بنظراته و رغم أن من وجهة نظره عمها يبالغ لكن لا بأس بها بأي حال انزعجت ريماز من نظرات التي تعلمها علم اليقين هو مجرد ضيف هنا لا يفترض به أن يتجاوز حدوده بتلك الطريقة عليها اخبار عمها ليقوم بطرد ضيفه الغير محترم سفيان بسخرية : هل تنتظرين دعوة لتأتي ؟؟؟ نظرت له ريماز بتعجب أي شخص وقح هو هذا الشخص ؟؟؟؟ إنه بيتها و يتكلم معها هكذا عندما رأي أنها لا تتحرك نهض من مكانه منزعجا ما مشكلتها ؟؟؟؟ دار حولها مما جعله تفقد صوابها ريماز بغضب : ماذا تفعل ؟؟؟ سفيان بعدم مبالاة : لا بأس بك ريماز بغضب : اخرج من هنا حالا سفيان ببرود : لا ترفعي صوتك و أين هي الغرفة التي سنكون فيها ؟؟؟؟ ريماز بعدم فهم : غرفة ؟؟؟؟ سفيان ببرود : غرفتك أم ستأتين لمنزلي استوعبت ريماز أخيرا معني كلامه الوقح عدم التهذيب ماذا يظنها ؟؟؟؟؟ عليها طرده و حالا فأمثال هؤلاء لا ينفع معهم كلام و قبل أن تتكلم أتي عمها لتنزل عليها صاعقة رأفت باهتمام : هل أعجبتك ؟؟؟؟ ************************************ في انتظار التعليقات ?????
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD