إياك أن تبعثر كرامتَك و تتبَع كلام قلبكَ و تصغِي إلى نداء حنينك فأنت سوف تندم ...
..... .... .... .... .... .. .... .... .... .... .... .... .... ...
عادت إلى غرفتها و جلست و هي تستند إلى الباب. تحسست شفتيها باصابعها و شعرت بالحرارة تغزو وجهها ، كيف يمكن له أن يسبب لها كل هذا التوتر ؟! لقد حاولت دائما كبح نفسها أمامه و التصرف بیرود لكن منذ أن تخرجت تغيرت أمور كثيرة بينهما
اضطرابها منعها من الانتباه لدينا التي كانت تراقبها بدهشة ، و شعرت بالفضول من حركة ندى الأخيرة و قالت : ندى هل قبلك أحدهم ؟!
انتبهت ندى لوجود صديقتها و احمر وجهها أكثر و لم
تجب .. انفجرت دينا ضاحكة و قالت : سأعتبر تلك نعم ض*بتها على كتفها برفق و قالت : هل يمكنني أن أحزر من ؟!
شعرت ندى بالاحراج اکثر بينما اضافت دينا : هل يمكن أن يكون المدير ؟!
صرخت ندى قائلة : دينا توقفي رجاء ثم اتجهت إلى غرفة الحمام و أغلقت عليها الباب
ضحكت دينا لذلك ، ثم خرجت لتقابل ساهر الذي وعدها برحلة في سيارته في المنطقة الجبلية
استقلت سيارته و هي تضحك و تقول : لن تصدق ما حدث لقد كنت محقا
ركز نظره على الطريق و قال : ماذا تقصدين ؟!
قصت عليه ما حدث فابتسم رغما عنه و قال : من الآن فصاعدا الأمور ستكون ممتعة
في ذلك المساء أقيم احتفال صغير بمناسبة عيد ميلاد رضوى و قدم لها الآخرون الهدايا بينما همس لها يوسف لقد حضرت لك هدية خاصة يا حبيبتي سامنحك إياها عندما تكون على انفراد
تغيرت ملامح ندى و هي ترى يوسف قريبا من رضوى بينما انتبه اسامه إلى حزنها و همس لها قائلا : أولئك الاثنان لا يناسيان بعضهما
التفتت إليه بينما ابتسم لها و قال : ليس عليك أن تنزعجي من يدري قد ينفصلان في وقت قريب
استغربت سماع ذلك و شعرت بشيء من السرور يلامس قلبها ، لكن سرعان ما اثبت نفسها من القطيع أن تسعد التعاسة الآخرين و بمجرد انتهاء الحفل الصغير ذهب الجميع إلى غرفهم
كان يوسف في غرفته يفكر في ندى ، عندما طرق الباب لم يتفاجأ برؤية رضوى واقفة أمامه
ابتسمت له و قالت : هل يمكنني الدخول ؟
تنحي لها لتدخل بينما تمسكت بذراعه و قالت : عزيزي لقد شوقتني عندما قلت أنك حضرت لي هدية خاصة و ستمنحني اياها على انفراد
ابتسم بمكر و أجاب : صحيح أنا واثق أنها ستعجبك كثيرا ، إنها كرد على الفونوغراف الذي منحته لي في عيد ميلادي أو لاكون دقيقا أكثر الذي أحضرته ندى -
تغيرت ملامحها و هي تجيب : هل ندى من قالت ذلك.. إنها كذبة أنا من أحضرته لك ؟!
سحب ذراعه منها و أجاب : لا تتجرني على إهانتها يا رضوى ۔
صدمت بما تسمع انه غاضب من أجل ندى ما الذي
يحدث هنا ؟ لماذا ؟ ما الذي يحدث لماذا يبدو يوسف مختلفا عن العادة ؟!
نظرت إليه و الدموع في عينيها و قالت : لماذا تتصرف معي هكذا يوسف أنا خطيبتك و سنتزوج قريبا
نظر مباشرة في عينيها بينما أجاب : من يدري قد ننفصل كما انفصلت عن مروان من قبل
صدمت بكلامه و تساءلت إن كان مروان قد قال شي غير ضروري عن علاقتهما ليوسف ....
بينما أضاف و نظرة قاسية في عينيه : لماذا كذبت يا رضوى ؟
لم تفهم قصده بينما تابع قائلا : أنت لم تتعرضي لحادث كما قلت بل كنت تواعدين مروان ؟!
لم تعلم ما تقول بينما امثلات عيناها بالدموع و اجابت بصوت مخنوق : لم أرد نبش الماضي في النهاية نحن نحب بعضنا و هذا هو الأهم أليس كذلك ؟!
تن*د بعمق و قال : فكرة أنني قد اتزوج امرأة نامت مع احد موظفي تجعلني بلا شرف أو كرامة
أكتفت من سماع كلماته و قالت : أنت وافقت على الزواج بي هل نسبت ؟!
نظر لها مباشرة و أجاب : كان ذلك بسبب شعوري بالذنب و الشفقة لأنك حاولت الانتحار بسببي ، انا لن أتزوج امرأة لیست عذراء يا رضوى .. فما بالك بامرأة لديها طفل من رجل يعمل لدي !!!!
تجمدت مكانها إذ كيف أن يوسف قد عرف بشأن ابنها من مروان لكن كيف ؟! لقد بذلت جهدها لإخفائه عن الجميع .
امسكت ذراعه متوسلة له : أخبرني أنت تحبني البس كذلك .. أنسيت الاوقات الجميلة التي قضيناها معا ؟ أكمل غاضبا : ألم تكتفي بعد لقد اكتفيت من أكاذيبك ، ليكمل كلامه ندى هي من أخبرتك عن كل التفاصيل التي تخصني هل أنا مخطى ؟! أنت لا تعرفين شيئا عنى انت خدعتني و يستحيل أن أكون مع فتاة مثلك تعيش على الأكاذيب يا رضوى . أدركت أنه يعلم كل شيء بالفعل ، يبدو أن كل الجهود التي بذلتها ضاعت هيا فما كان منها إلا أن استسلمت و عادت إلى غرفتها باكية
.... .... .... ..... ...... ... ..
في ذلك الوقت ذهبت ندى لغرفه مروان لتطل عليه فلم تجده و أسرعت ندى بحثا عنه
كان الجو مظلما بعض الشيء لكنها لمحته جالسا قرب
المسبح الكبير
اقتربت منه بهدوء و جلست و هي تقول : انا لم أعد أفهم تصرفات رضوى يا مروان ...
التفت إليها بينما أضافت : لقد رايتكما معا هذا الصباح و قد خيبتما املى على الأقل رضوى فعلت فرغم انها تحب يوشف إلا أنها لم تبعدك عنها
تن*د و قال : لأنها مازالت تحبني يا ندى لكنها تكابر إنها تحب الحب الذي منحتها إياه ، لكنها تحب أموال يوسف اكثر على ما يبدو
ساءها سماع ذلك و قالت و هي تشعر بالغضب من تلك الفتاة لا تستحق يوسف لقد كان خطأ مني و على تصحيحه ..
..... .... .... .... ..
تطلع إليها بينما أضافت ندى : أنا لا أفهم كيف وقعت في حب فتاة مثلها يا مروان إنها لا تستحقك
ابتسم بحزن و قال : صحيح أنها الآن تتصرف بقسوة لكنها في الماضي كانت تملك روحا طيبة يا ندى
لم تستطع التصديق ، فكلما عرفت رضوى أكثر كلما زادت صدمتها
بيننا أضاف مروان و هو يتذكر ماضيه مع رضوى : لقد كنا سعيدين معا , تلك السنة التي قضيناها معا في باريس كانت الأجمل في حياتي ..
في ذلك الصباح التقيت رضوى وقد كانت سعيدة و هي تخبرني أنها حامل بطفلنا
اتسعت عينا ندى من الصدمة بينما أضاف : لكن والدتها بمجرد أن علمت بذلك ، أتت إلي و أخبرتني أنها لن تقبل بزواجي من ابنتها إلا إذا كنت رجلا ثريا لأسدد ديون العائلة اخبرتها أنني مستعد لبذل جهدي لكنها رفضت و قالت أن رضوى توافقها الرأي و ستجهض الطفل ، حاولت الاتصال برضوى كثيرا لكنها لم تجب و عندما ذهبت لزيارتها لم تقابلني و صدمت بعدها بأن تم نقلي للعمل في روما بشكل ، و لم تتح لي فرصة لمقابلة رضوى
نزلت دموع ندى رغما عنها مروان المسكين أحب رضزى بصدق ، لكنها كافأت حبه بالخيانة
مسحت دموعها و قالت : هذا يعني أنها لم تتعرض لحادث كما قالت
شعرت ندى بالسوء من أجل يوسف بسببها تورط
مع شخص مثل رضوى ، يجب ان تخبره بكل شيء الآن عليها تصحيح خطئها و الاعتذار منه صحيح أنه قد كرهها ، لكنها لا تمانع المهم ألا يستمر هذا الخداع
استأذنت من مروان و أسرعت إلى غرفة يوسف فتح لها الباب و تفاجأ برؤيتها ، لم تفهم النظرة التي في عينيه بينما تنحى لها لتدخل و أغلق الباب خلفها
الآن و قد صارت وحدها معه عادت إليها صور من حادثة الصباح ارتعد جسدها بينما اقترب منها فتسارعت نبضاتها
أحاطها بذراعيه و هو يهمس : هل افتقدتني يا ندى ؟! توردت وجنتاها و تساءلت من أين عليها أن تبدأ شعرت بالاضطراب و القلق عليه كيف ستخبره أن المرأة التي يحبها كذبت عليه ؟!
رفع وجهها باتجاهه و همس : ما الأمر تبدين قلقة يا ندى ؟!
تأملت ملامحه جيدا ترى كيف ستكون ردة فعله ؟!
يوسف عاني الكثير من الخيبات في حياته و مع ذلك عليها أن تخبره الحقيقة بغض النظر عن ردة فعله من أجله هي تفعل ذلك ..
وضعت يديها على ص*ره و همست : رجاء حاول أن تتحكم بنفسك الأمر بخصوص مروان و رضوى هي لم تتعرض لحادث بل كانت على علاقة بمروان ..
وضع سبابته على شفتيها و قال : ندى .. انا أعلم ذلك
و ربما أعلم عن الموضوع أكثر مما تعلمين
!!
اى رايكم فى بارت اليوم ..
احببتك سيدى الجزء الثالث و الاخير ..