٦
كان يتوقع ردة فعلهم تلك و ليست غريبة عنه فهو نفسه مصدوم أكثر منهم بما حدث لقد تزوج منها و حتى الآن لم يتمكن من تصديق الأمر و كأنه يحلم فما بالهم هم و قد دخل عليهم بها ؟؟؟؟!!!!!
نديم بصوت عال : ثريا..... ثريا
أتت مسرعة ليخبرها أن تأخذ جودى لغرفته و بعد ذهابها التفت لهم
نديم بهدوء : ألم تكوني مني أن أتزوج لقد تزوجت
أمال بسخرية : و لما تخبرنا بزواجك ؟؟؟ لما لم تأخذها لقضاء شهر العسل دون علمنا ؟؟؟؟
نديم ببرود : إنها حياتي و أنا حر و سهي لقد انتهي وجودك هنا بين أفراد عائلتي لا أريد تصرفاتك تلك مجددا
سهي بصدمة : و حبنا نديم ؟؟؟
نديم بسخرية : أنت أخر واحدة علي الكوكب قد أفكر بالزواج منها لا حبها
غادرت سهي بعد أن قام نديم بهدر كرامتها و إهانتها بذاك الشكل المهين لأجل تلك الغ*ية جودى
درة بتسأل : أخي هل حقا تزوجت بها و لكنك لم تخبرنا عنها سابقا و لا حتي لنتعرف عليها ؟؟؟
نديم بصوت خافت لم يسمعه سواه : أنا نفسي لا أعرفها لقد التقيتها فقط من ساعتين
درة بعدم فهم : ماذا قلت ؟؟؟
نديم بعدم اهتمام : لا شئ
اقترب من والدته فهو لا يحب إغضابها منه لكن الأمر حقا خارج إرادته و تصرفه
لكن ما إن وقف أمامها أدارت وجهها للناحية الأخري و كأنها تقول له أنا لست راضية عنها و لا عن زواجك منها
نديم بمحاولة استمالتها : اليوم زفافي و المفترض أن يكون أسعد يوم بحياتي كيف يكون و حبيبتي غاضبة مني ؟؟؟؟
أمال بسخرية : و هل كنت تهتم لقد تزوجت ؟؟؟
نديم بحزن مصطنع : والدها السبب رفض الزواج و كان يريد شخصا غيرى ليتزوجها لقد ذهبت للزفاف و تزوجتها رغما عنه
أمال بفخر : و من قد يرفضك ألا يعلم من تكون ؟؟؟
جلس علي قدمه أمامها يمسك يدها و يقبلها : دوما كنت تقولين لي أن الحب يجب أن يحارب من أجله و أنا حاربت والدها و الكل لأجلها و لأجل حبها و كنت أتوقع منك الوقوف بجانبي
أمال بحزن : أردت أن يكون زفافك ضخما و أعد كل شيء له و أراك مع زوجتك التي أحبها كابنتي
نديم بابتسامة : يمكننا فعل زفاف ضخم و فعل كل ما تريدني لكن لا تغضبي مني أبدا لو لم أكن مجبرا لما فعلتها
درة بإعتراض : لكنك لم تخبرنا سابقا عنها ؟؟؟
نديم بكذب : كنت أنتظر انتهاء الصفقة التي أعمل عليها و بعدها أتقدم لها لكن والدها فجأني بفعلته تلك
أمال بهدوء : اصعد لزوجتك و لا تتركها وحدها بيوم كهذا
نديم بسعادة : لم تعودى غاضبة مني ؟؟؟
أومأت برأسها ليقبلها من رأسها و يتجه لزوجته المزعومة التي تنتظره فوق بغرفته
يقول نزار قباني في قصيدته:
اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ.
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.
وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا
************************************
في انتظار التعليقات
????