الفصل العاشر
إنه شخص مستفز وكان يعلم هذا جيدا فقد كان يتعمد ذكر مخطوبته فى هذا الوقت ويعلم جيدا أن هذا أكثر من كافى لتشعر بالغيره والغضب ولا مجال للتفكير وجودها قريبه منه تتعمد الالتصاق به على خلافها كافيل بجعل الحزن يتسلل لقلبها وحبيبها صامت تاركة تلك الغ*ية كما تحب لكن هذه المره كان عليها أن تضع حدا وتوقف كل هذا الهراء وتمنعه من الاستمرار لدقيقة أخرى ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد دخلت مخطوبته لتراه بالقرب من تلك الفتاه التي كانت قد التقت بها سابقا في ذلك الحفل لتقرر ألا تصمت ولا تدعها أبدا دون عقاب
- ألي**اندر أليست هذه الممثله التي تقوم بالاعلان عن الألماسات الثمينة والتى التقيت بها فى الحفل سابقا ؟
أنت مدين له بالشكر فهو السبب الرئيسي لشهرتك ولكن الشكر لديه طرق أخرى مختلفة عما تفعلين مع خاطبى
زاد كلامها من غيظها وكادت تسحقها بأسنانها تلك الحشرة الطفيلية الدخيلة لكنها تمالكت نفسها بآخر لحظه وما تملكها من غضبها حتى تستطيع التفكير بهدوء وراويه الأمر وهذا ليس سهلا بالمرة
- لا عزيزتي هذا ليس شكرا بيني وبين البارون إنه يتعدى الشكر والتقدير ما بيننا علاقه حب لن تفهمها أبدا امرأة مثلك ولن تصل لها يوما لذا لا انصحك بالتدخل قط بالقصة
تعجب من وقاحتها فى الكلام ونظرت لها باستنكار لكلامها دون اهتمام بمن تقف أمامها ولم تبعد عينيها عن البارون طوال حديثها معها بشكل مستفز لترد عليها الأخرى بنفس طريقتها
- لا يهمني أنا اعلم إنه كان كذلك في الماضي و الماضي لا يعود أبدا فقد صرت أنا الحاضر وأنا المستقبل كذلك والدليل أن كل الناس ترى ألماسته التي تزين اصبعي علامة امتلاكه وليست غيرى وهذا كافي بالنسبه لي
وكأنها وضعت الزيت بجانب النار فكلام تلك المرأة زاد من غيظ وحقد ميل ولم تتمالك نفسها واندفعت نحوها دون تفكير بعد كلامها علها تظهر حقيقتها البشعه وذلك الشعر المستعار وتلك الالوان الصناعيه التي تملأ وجهها فهي للحقيقه أكثر بشاعه من الواقع بينما البارون بقى مكانه لم يحاول إيقافه ذاك الطوفان وتركها تخرج غضبها في مخطوبته كى يتمتع برؤيه حوريته تغار تجن تفقد صوابها من وجود امرأة أخرى حوله وتشاركها برجلها وحبيبها وها هى على وشك النجاح في اختبارها لكن عليه بالصبر وبعد أن اكتفى من المشاهده قرر التدخل وابعادها عن مخطوبته وليزداد اشتعالها أكثر فأكثر وجدته يحتضن مخطوبته بدلا منها ويبعدها عن تلك المتوحشة قائلا بصوت بدى فيه الجدية والحزم
- اوقفى هذا الهراء الذي تقومين به فى الحال نارا مخطوبتي ولا يحق لك بأي حال من الأحوال التدخل بيننا ولا فعل ما تفعلينه الآن معها بل عليك احترامها واحترامي أيضا ولا تظني للحظه أنى قد اتجاهل هذا التصرف عديم الذوق بل سأقوم بأخذ حقي منك كاملا
فقد ميلا السيطرة على الغضب وهى تراه كيف يدافع عن تلك الغ*يه ويحاول حمايتها منها وينفعل عليها هي من أجلها وكأنه لم يكتف بجعلها تراه معها بل يتبجح أمامها أيضا بعلاقتهما
لترفع يدها أمامها بتهديد لم تهتم بكونها أمام البارون بل هى تراه حبيبها الذى تركها وارتبط بغيرها ويقف أمامها دون خجل
- إذن اسمع أيها البارون تلك المرأه التى بجانبك وتدعى كونها مخطوبتك وحياتك معها عليك أن تعلم أنه لن يرتبط اسمك بغيرى أبدا ولن اسمح بحدوث ذلك وإن كنت أنت البارون فأنا ميلا وليس حمقاء غ*يه مثل هذه تتفوق على لأخذ حقى وحبيبي منى
غادرت ترفع رأسها بغرور تكتم ذاك الخوف الذي يصيب من الغضب الذى تراه فى نظرات البارون لها ورغم ما قالته لكنه لم يلقى لكلامها أى اهتمام أو معنى بل قال فى لهجة تحذير واضحه
- هذه المره تجاهلت الذى فعلتها لكن المره القادمه لن اتركك دون عقاب و أنت لا تعلمين كيف يكون غضب البارون إنه يحرق الأخضر واليابس وما حدث قبل قليل لن يتكرر أو بمعنى آخر لن اسمح لك أن تعيدى التكرار وما حدث كان قرصه آذن صغيره حتى تعرفي مكانك جيدا
كتبت (أحبك) فوق جدار القمر
(أحبك جداً)
كما لا أحبك يوماً بشر
ألم تقرأيها؟
بخط يدي
فوق سور القمر
وفوق كراسي الحديقة..
فوق جذوع الشجر
وفوق السنابل
فوق الجداول
فوق الثمر..
وفوق الكواكب تمسح عنها
غبار السفر..
*
حفرت (أحبك) فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء
حفرت القدر..
ألم تبصريها؟
على ورقات الزهر
على الجسر، والنهر، والمنحدر
على صدفات البحار
على قطرات المطر
ألم تلمحيها؟
على كل غصنٍ
وكل حصاةٍ، وكل حجر
*
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر..
(أحبك جداً)
فليتك كنت قرأت الخبر
- نزار قباني-
نهاية الفصل ????????