الفصل الاول
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أسوأ من فى الكون هو من يفنى عمره كله دونما هدف أو غاية ، أو يطلق بالخطأ لقب الهدف على الوسيلة دون تمييز بينهما ، قد يظن جامع المال أن المال هدفاً ، لكن المال فى حقيقته وسيلة ، وقد يظن طالب الشهرة أنها هدفٌ ، لكنه لم ينظر لما بعد الشهرة ، فى الحقيقة أهداف الإنسان فى هذا الكون يجب أن تكون أعمق وأكبر بكثير من مجرد أغراض فردية ، أو مكاسب شخصية ، الهدف الذى يسعد شخصا واحدا بعد قليل سيكون أمرا معتادا بالنسبة له وقد ينقلب عليه فيكون مص*ر تكدير له ولمن حوله ، ودائما سيشعر بالنقص ، ولأن الإنسان كائن اجتماعى فإن أسمى أهدافه للجمع لا للفرد ، يحمل معه من استطاع من البشر ليعبر بهم ، ليغير حياتهم للأفضل ، لماذا نخص بعض المهن كالأطباء او المعلمين بأن مهنتهم رسالة دون غيرهم ؟ كل إنسان يحمل رسالة ، من تغافل عنها سيقضى عمره فى اللاشئ ، أما من تنبه لها وكانت عنده الرغبة فى أدائها فسينعم فى سعىٍ دائم دائب نحو غايته ، وحتى لو كانت حياتنا مليئة بالأخطاء فلن يمنعنا ذلك من النظر نحو رسالتنا وأدائها لو أردنا ، تواجدنا بين الناس وما نقدمه لهم سيساهم بشكل كبير فى تصحيح الأخطاء وتبديل الأحوال ، فالخير للناس طهرٌ للنفس وتخلٍّ عن الذاتية ، ومع الخير سنعرف أن غلق الكون على أنفسنا لا يحصد إلا الشرور والتأسيس للطبقية وبناء الحدود والسدود أمام البسطاء بدلا من احتوائهم ودعمهم ، مما يخلق صراعات تتحول فى النهاية إلى عداء لا نهاية له ، أما الانخراط بين الناس وتقديم يد العون لمن هم فى حاجة سيبلغ بنا النضج الحقيقى لنرى السلام المجتمعى ، ولنرى أن أكبر متعة نحصل عليها هى إحداث التغيير الإيجابى فيمن حولنا ، وبهذا تتحقق الرسالة ببلوغ الغاية ، لهذا قال الأقدمون " ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط " ، وأنا أقول " من عاش لنفسه فقد قتل نفسه ، ومن عاش للناس فقد أحياها " .
على مشارف إمارة دبى انطلق " المهندس فهمى " بالسيارة مسرعا ليدرك زوجته التى كانت تستغيث من الألم ، ضغط بعنف على مزود الوقود ، وصل إلى تلك الفيلا الصغيرة متوترا ، صعد السلم فى قفزتين حتى وصل غرفة نوم زوجته " نجوان " ، خارت قواه عندما رآها تتألم بعنف بينما جلست " مارية " الخادمة الماليزية - التى اتصلت به - إلى جوارها تجتهد قدر إمكانها لتساعدها ، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل ، حمل جسدها المتآكل بين يديه ونزل بها إلى السيارة وانطلق نحو المشفى الخاص الذى يعالجها فيه ، خمسة أيام وهى تنتقل ما بين الرعاية والجراحة دون جدوى ، خرج إليه الطبيب ينظر فى عينيه بحزن ليخبره ألا أمل لديه ، قال له صراحة " عليك أن تلبى كل ما تطلبه خلال الأيام القادمة ، لم يتبق لها فى الدنيا إلا أسابيع قليلة " سقط فهمى على ركبتيه يبكى وينتحب ، يض*ب الأرض بقبضتيه ، لم ينهض إلا بعدما أسرع إليه صديقه وشريكه " المهندس عادل " يمسك بذراعه ليوقفه ثم يحتضنه ويربت على ظهره ، أخذه من يده يدعوه للخروج قليلا ، للجلوس فى مقهى مجاور ، قبل الخروج نظر إلى زوجته من الجدار الزجاجى لغرفة الرعاية وهى تتمدد فى **ت وسكون بينما حولها أربع ممرضات يصلون جسدها بالأجهزة ، عاد للبكاء بينما يد صديقه لا زالت تسحبه ، سار معه وهو يندب حظه ، ماذا فعل المال له او لزوجته ، على المقهى حاول عادل أن يهدئ من روعه ويهون عليه !
عادل : ما تهدى وتروق بقا يا فهمى ربنا كبير يا أخى
فهمى : اللى واجع قلبى ان كل اللى حصل لها ده بسببى أنا ، ومن يومها ما شافتش راحة
عادل : متقولش كده يا فهمى ، جرالك إيه يا أخى ؟ ده خطأ طبى بيحصل كل يوم وفى كل مكان فى العالم ، انت مش مسئول عنه ، واهو الدكتور خد جزاؤه
فهمى : يا عادل أنا فاهم كل ده ، لكن اللى انت ماتعرفهوش إن انا اللى وديتها له عشان يساعدنا نخلف لما حسيت انى وصلت للأربعين وهى عدت 34 سنة والأمل بيتلاشى يوم بعد يوم ، غامرت على أمل نلحق نجيب طفل يملا علينا الحياة ، خمس سنين وحالتها بتسوء يوم بعد يوم ، وأنا الهم بيكبر فى قلبى ومش مسامح نفسى على اللحظة اللى اتفقت فيها على العملية وباتعذب إن انا اللى طمنتها تعملها ، وأنا اللى أأأأ
عادل مقاطعا : انت اللى إيه ؟ انت اللى قلت له يرتكب الجريمة اللى سببت لها الورم ده ! يا فهمى ركز مع نجوان مراتك وساعدها تتغلب على آلامها بدل ما تقضى عمرك تلوم نفسك على حاجة مالكش فيها ذنب ، الدكتور قال هاتخرج امته ؟!
فهمى : مش عارف ، ماقالش لسه
عادل : خلاص بعد ما تخرج بالسلامة من هنا نشوف مكان تانى نعالجها فيه لو حتى نسفرها أوروبا
مضى أسبوع على هذا الحوار ثم خرجت السيدة نجوان من المشفى ، جلست فى غرفتها مع زوجها لا تطلب منه غير شئ واحد وهى تبكى مر البكاء ، طلب واحد وهو العودة إلى مصر !
نجوان : مش عاوزة اموت غريبة فى بلاد غريبة رجعنى مصر يا فهمى
فهمى يقبل رأسها : حاضر هانرجع بس من غير التشاؤم ده ، انتى هاتبقى كويسة
نجوان : هانرجع امته ؟
فهمى : من بكرة لو تحبى ، بس نسأل الدكتور الأول نشوف ينفع تسافرى ولا مش هينفع !
نجوان : يقول اللى يقوله ، هارجع يعنى هارجع
لم يجد أى مهرب من إلحاحها ، فى اليوم التالى جلس مع المهندس عادل فى مكتبه يتفقان على بعض الأمور المتعلقة بالشركة وكيفية إدارتها حال تواجده فى مصر ، وبعد يومين وصل المهندس فهمى وزوجته نجوان لأرض الوطن ، كان فهمى من أعيان المنصورة ، وعائلته " عائلة الراعى " من أقوى العائلات هناك ، بينما كان هو أرقاهم وأكثرهم مالا ووجاهة وميراثا كذلك ، فكانوا يعتبرونه واجهتهم فيقدمونه فى كل شئ ، وينصتون له عندما يتكلم ، ويطيعونه فى كل ما يقترح ، وحينما وصل المطار وجد " وحيد " ابن أخيه طالب الجامعة يشير إليه فى صالة الانتظار ، أخذه وزوجته للسيارة ثم انطلق بهما حتى وصلوا جميعا إلى فيلا فهمى ، دخل إلى الفيلا ليجد امرأة ثلاثينية جميلة الملامح ملفوفة القوام طويلة القامة تقف أمام الباب ، نظر لوحيد متعجبا !
وحيد : دى الست أم عبير يا عمى هاتبقا معاكم هنا تشوف طلباتكم
فهمى : أهلا بيكى يا ست أم عبير
أم عبير تفتح لهم الباب وهى تردد : نورت بيتك ومطرحك يا بيه انت والهانم حمدلله على سلامتكم
على مقربة كانت تقف أخته الصغرى الدكتورة " سامية " التى تقدمت إليه تعانقه هو ونجوان مرحبة بهما ، يتبعها اخوه " سرحان " عمدة القرية ووالد وحيد ، لم يجد أخاه حفناوى ، سأل عنه فعرف أنه فى المملكة العربية فى ضيافة ابنه الأكبر وسيعود معه بعد عام ، وبعد السلامات والتحيات أشارت نجوان لأم عبير !
نجوان : تعالى معايه ياااا ، ساعدينى أوصل أوضتى
أم عبير : اتفضلى يا ست هانم ده انتى نورتى الدنيا كلها
استندت نجوان على كتف أم عبير وصعدا حتى وصلت حجرتها ثم أغلقت عليهما الباب ، بعد لحظة خرجت أم عبير لتأخذ حقيبة ملابس نجوان ودخلت بها إليها ، لحظات وانصرف اخوته حتى يستريح هو وزوجته على وعد بزيارته فى المساء ، ودعهما ثم طلب من وحيد الانتظار وجلس معه ليسأله ،
فهمى : أمال فين أم جمال ؟
وحيد : ابنها حلف عليها بالطلاق ما هاتشتغل فى بيوت تانى
فهمى : ليه هو الشغل عيب ؟ ده عيل خايب صحيح ، وام عمر دى ظروفها إيه ؟
وحيد : أم عبير يا عمى ، ام عبير ، دى ظروفها صعبة اوى ، ماكانتش بتشتغل بس من ساعة حادثة جوزها "حامد الصياد" نزلت الشغل عشان تساعد نفــ......
يقاطعهم صوت أم عبير وهى تخرج إليهم : تحب تتغدى إيه يا بيه ؟ الست هانم قالت لى أسألك
فهمى مبتسما : انتى بتعرفى تعملى أكل إيه ؟
وحيد : كل اللى تطلبه يا عمى انت بس قول لها اعملى كذا
فهمى : طيب الست ما طلبتش حاجة معينة ؟
أم عبير : طلبت يا بيه محشى ورق عنب ودكر بط
فهمى : خلاص أنا كمان زيها بس عاوز كمان طبق ملوخية ورغيف عيش طرى يبقا خارج لسه م الفرن وقت ما اكله
أم عبير : عينى يا بيه ، ده انتو نورتوا الدنيا كلها
وحيد : وانتم أجازتكم اد إيه المرة دى يا عمى ؟
فهمى : لا شكلنا مطولين هنا شوية يا وحيد ، مش عارف هانرجع امته ، المهم احكى لى الناس عاملة إيه هنا وعمك حفناوى أخباره إيه ؟
وفى المساء أقبلت الوفود المرحبة بوصول المهندس فهمى وكانت أم عبير كالنحلة بين المطبخ وقاعة ضيافة الرجال وقاعة الضيافة النسائية حتى انصرف المرحبون والمرحبات ، وانتهى اليوم الأول بعد الوصول ، استأذنت أم عبير للانصراف والعودة لبيتها !
ام عبير : هاستأذنكم انا بقا يا بيه !
نجوان : تستأذنى فين يا ام عبير انتى مش هاتباتى هنا ؟
أم عبير : محدش قال لى كده يا ست هانم ، سى وحيد لما كلمنى فكرت انى هافضل طول اليوم هنا وابات فى دارى
فهمى : طب انتى عندك مانع يعنى يا ام عبير تباتى هنا جنب الست عشان لو احتاجت حاجة ، هاد*كى اللى انتى عاوزاه كله
أم عبير : مش القصد يا بيه ده انا اخدمكم برموش عينيا بس أصل راجلى ربنا يبعد الشر عنكم مشلول ونايم مابيتحركش والبت عبير بنتى فى التعليم لسه ومش أد طلباته ، مابتصدق انى اروح عشان ابقا جنبه وأعمل لهم الأكل وتذاكرلها كلمتين
فهمى : طيب ماشى يا أم عبير هانستناكى الصبح بدرى ، سلمى لى على أبو عبير وعبير
نجوان : خدى دول هاتى لهم حاجة حلوة وانتى راجعة
أم عبير : يا ندامتى ! ايه ده كله يا ست هانم ده كتير أوى كده
فهمى : لا مايكترش عليكم ماتتأخريش بكرة
أم عبير : عينى يا بيه ، سلام عليكم
عادت أم عبير إلى دارها المتهالكة ، دخلت من الباب وهى تنادى على عبير التى خرجت إليها مسرعة تضع ما على رأسها من مشتريات وهى سعيدة تقلب فى كل ما جاءت به ، دخلت على زوجها الذى نظر إليها بينما الحزن يفيض من عينيه ، مسحت بكفها على جبينه ثم أخرجت بعض الفاكهة وصارت تطعمه بينما هو لا يمكنه تحريك يديه ولا قدميه ، مسحت دمعة سقطت من عينيه وابتسمت له وهى تخرج له بعض المال لتحدثه عن كل ما جرى فى يومها ، قفزت عبير من مكانها لتهجم على النقود فى يد امها وهى تقول
عبير : حلاوتك يا امه ، اجيب بقا جزمة جديدة
ام عبير : حاضر يا قلب امك
عبير : وجيبة جديدة ، وبلوزة بيضة ، أقولك انا عاوزة طقم خروج على بعضه
أم عبير : ههههههه بكرة ابقى هاتى اللى انتى عاوزاه
هللت عبير وكان أبوها ينظر إليها وهو مبتسم دونما كلمة واحدة ثم يلتفت لينظر إلى وجه أم عبير فى **ت .
فى الثانية صباحا تمددت نجوان فى الفراش بينما راح فهمى يتفقد حديقة الفيلا على ضوء الأعمدة القصيرة التى تعلوها المصابيح وهو مبتسم ، راح يجول فى الحديقة يمينا ويسارا ، بعض الأشجار المثمرة ، أشجار الكافور عالية الطول ، النعناع والريحان يملأ الأرض ، النجيلة الخضراء تزين بعض الأحواض ، حمام السباحة يخلو من المياه ، اصطدمت قدمه بخرطوم المياه ، سحبه حتى وجده لازالت المياه تتدفق منه ، أمر أزعجه ، ذهب ليبحث عن الصنبور ليغلقه لكن منظراً فى نهاية الحديقة فوجد غرفة البستانى مضاءة ، اتجه إليها وهو يحدث نفسه بغضب : سأنبه ذلك البستانى الغبى حتى لو كان نائما سأوقظه لأحذره حتى لا تكبر أخطاؤه ، تقدم نحو الغرفة وما أن اقترب حتى سمع صوت الهمهمات ينبعث من الداخل ، تسمرت قدماه فى مكانها وتملكه الخوف ، لكن الفضول دفعه لاستطلاع الأمر ، اقترب من الباب بحذر ليجده مغلقا ، عاد يدور حول الغرفة فلم يجد أية نافذة مفتوحة ، لا يزال الفضول يتملكه ، عاد تجاه الباب ، وضع أذنه اليسرى على الباب يسترق السمع ، الآن تبين الصوت ، إنها همهمات انثى وفحيح رجل ، تملكه الغيظ ، من الذى يتجرأ ليرتكب فعلة كهذه هنا ؟ سأقطع عنقه ، سأمحو اسمه من سجل الأحياء ، لم يقطع غضبه إلا صوت المرأة وهى تغنج وتتأوه مستمتعة ! عاد ليضغط قليلا وبحذر على إحدى النوافذ ، تحركت ضلفتها قليلا ، الآن بإمكانه أن يرى لكن بزاوية ، موضع اللمبة فوق أجسادهما يجعل ضوءها فى عينيه مباشرة مما يجعل الرؤية أقل جودة ، لكنه يظهر ما يدور لعينيه ! فغر فاه مندهشا مما رآه !
ف*ج البستانى ، مع امرأة ييدو انها علي وشك الرحيل فقد راحت بهمة ونشاط تبحث عن ملابسها ، شورت يصل لما فوق ركبتيها بقليل، قميص من القماش ، الجلباب الأ**د الفلاحى والإيشارب والطرحة السوداء ، تبدو الآن فى حشمة متناهية ، همس فهمى لنفسه متعجبا من هذه الملابس التى تغطى كل هذه الأ***ة ، فتحت الباب فى **ت دون تعقيب من ف*ج واتجهت خارج الغرفة نحو الحديقة فى خفة ورشاقة ، إنها تعرف الطريق جيدا ، فتحت الباب الصغير فى السور القبلى وخرجت بينما جلس ف*ج يكمل " الحجر" أما فهمى فصار يضغط بق**به على الجدار لاعنا ف*ج وما سببه له من إثارة ، أربع سنوات لم يذق فيها فهمى طعم هذه المتعة ، زوجته لا تتحمل مجرد اقترابه منها ، حولها المرض لهيكل متهالك متحرك ، انطلق فهمى عائدا لغرفته ، فى الصباح كان له حديث مع ف*ج بعدما أرسل فى طلبه !
فهمى : تعالى يا ف*ج اقعد ، لا لا اقعد جنبى هنا ع الدكة يا راجل تعالى
ف*ج : ودى تيجى يا بيه ! ما يصحش
فهمى : لا ده يصح أوى اقعد ده انت معلم كبير
ف*ج : تسلم يا بيه
فهمى : إيه يا سيدى ! الجنينة حالها مش عاجبنى رغم انك كفاءة يعنى
ف*ج : حقك عليه يا بيه بس اصلى هنا يومين اتنين فى الاسبوع ودول مش كفاية ، يا سلام لو ابقا هنا كل يوم ، هاتشوف العجب ، هاخليلك الجنينة دى عروسة
فهمى : انت تقدر تبقا هنا كل يوم يا ف*ج !
ف*ج : طبعا يا بيه ، وأبات هنا كمان ، وان كان على أرضى أهو الواد سلامة ابنى قايم بيها
فهمى : كل يوم يا ف*ج !
ف*ج : كل يوم يا بيه هو انا عندى اغلى منك !
فهمى : أغلى منى أنا !! ماشى يا ف*ج ، هتاخد كام !
ف*ج بسعادة غامرة : اللى تدفعه يا بيه هو انا اطول اكون فى خدمة جنابك !
فهمى : ف*ج ! هو انت عندك كام سنة ؟
ف*ج : 48 سنة يا بيه
فهمى : لأ ربنا يد*ك الصحة ، طب مع السلامة انت
وتم الاتفاق مع ف*ج أن يكون بستانيا مستديما فى فيلا فهمى ، بينما كان فهمى يعلم أن ف*ج يتخذ منها وكرا لممارسة مهام فحولته ، إلا أنه أراد الاستمتاع ببث حى لمشاهد البورنو عبر نافذة الغرفة ، مشاهد من نوع خاص ، جنس بدائى لا يعرف أية محاذير ، كل شئ يتم بتلقائية فيه ، عفوية الغريزة تدير مشاهده ، المتعة المختلسة من التقاليد تتحكم فى أوقاته ، وفى ثانى ليلة لف*ج فى الفيلا بعد الاتفاق تسلل فهمى مبكرا عن المرة السابقة ليجد الغرفة مضاءة لكن بلا أصوات ، دار حول الغرفة حتى وصل إلى النافذة فوجدها على حالها كما تركها ، نظر منها ليجد ف*ج هذه المرة وبين يديه شابة عشرينية يجردها من ثيابها ، كالعصفورة متسقة الجسد خصبة القوام ، سمراء البشرة ، طويلة قليلا ، ، لحظات ثم قامت ترتب له الغرفة وهى عارية ، أشعلت له الحطب وغسلت له الشيشة وغيرت مياهها بينما لا تزال عارية ، رصت له الحجر بحرفية ثم أخرجت قطعة بنية اللون من ثيابه ، قطعت جزءا منها بأسنانها ثم وضعته داخل الحجر وفوقه القليل من الفحم المتوهج ، ثم سحبت نفسا عميقا وأشارت له فجاء ليغنم بمتعة أخرى مع الشيشة المدعمة ، قبلت كتفه وقامت لترتدى ثيابها ثم انطلقت من حيث غادرت الأولى .
لا زال فهمى مشتعل النيران بالخارج لا يعلم كيف لف*ج الغنم بكل تلك المتعة ، قاطع تفكيره رؤية غرفة زوجته تضئ ، انطلق نحوها بهدوء حتى وصل إليها ، آلامها تزداد ، أوجاعها تقتلها وتقتله ، اتصل بأخته الدكتورة سامية طبيبة القرية ، كانت لا تزال نائمة ، حضرت إليه مستدعية الطوارئ بمستشفى المركز العام ، وصلت عربة الطوارئ على الفور لكنهم لم يتمكنوا من أخذها ، فاضت روحها وانتقلت لعالم آخر ، كانت صادقة حينما طلبت العودة حتى تموت فى أرضها ، انتهت مراسم الجنازة والعزاء وعلى مدار ثلاثة أيام كانت ام عبير وف*ج وعوف حارس الفيلا يقومون بخدمة المعزين ، فى نهاية الليلة الثالثة بعد الوفاة جمعهم فهمى ليمنح كلا منهم مكافأة مالية ضخمة ، رفضوا أخذها فى البداية ثم لم يجدوا أمام إلحاحه إلا الموافقة ، صعد فهمى ليتأمل غرفة زوجته الراحلة ومتعلقاتها ، صورها ، ملابسها ، صار يبكى بحرقة ويئن أنين الطفل الفاقد لأمه ، ثم عاوده صوت الرحمة عليها وهو يقول قد ارتاحت من كل الآلام والهموم ، أخذه التعب والإرهاق فنام حتى ظهر اليوم التالى ، لم توقظه سوى طرقات أم عبير على باب غرفته داعية إياه للاستيقاظ وتناول الإفطار فهو منذ الأمس لم يطعم شيئا ، استيقظ ولا زالت الدموع تتهاوى من عينيه ، أخذ حماما دافئا ثم نزل حتى وصل لمائدة الطعام ، نظر أمامه ليجد كل ما يشتهيه ، نظر لوجه ام عبير التى وقفت تنظر إليه نظرة حانية ثم قال !
فهمى : إيه ده كله يا ام عبير !
أم عبير : يا بيه ما انا لسه مش عارفة انت بتحب تاكل إيه ع الفطار ، قلت أعمل لك حاجات كتير واللى نفسك تروحله تاكله بالهنا والعافية
فهمى : كتر خيرك يا ام عبير ، قولى لى انتى قبل ما تخلفى عبير كان اسمك ايه ؟
أم عبير : خدامتك صفية يا بيه ، على اسم المرحومة ستى ام ابويه اصله كان بيحبها أوى
وانطلق ل**نها بالحكايات تحاول تسليته بينما هو يتناول طعامه ببطء شديد ، لكنه كان يركز معها ، كان يحاول أن يلهى عقله عن التفكير فى احزانه ، كان يحتاج لألف حوار حتى ينشغل بهم ولا يفكر كيف رحلت زوجته بعدما مرت بكل ما مرت به فى رحلة الشقاء مع المرض ، دعاها لتتناول الطعام معه وبعد ممانعة تناولت لقمة صغيرة ، ثم ذهبت لتعد له الشاى ، تناول الشاى ثم قام ليدخل غرفة المكتب فذهبت إليه بعد دقائق لتسأله لو كان فى حاجة لفنجان من القهوة ، أجابها بنعم ، فأحضرته إليه وقبل أن تنصرف استوقفها !
فهمى : تعالى اقعدى يا ام عبير انا عاوزك
ام عبير : عينى يا بيه ، تؤمرنى
فهمى : ع الأرض لا ، لا ، اقعدى ع الكرسى ده ! ده ! هنا
أم عبير : يا بيه أصل .....
فهمى : لا أصل ولا فصل اعملى اللى باقولهولك
أم عبير : تسلم يا بيه ربنا يعلى مراتبك
فهمى : عندك اولاد غير عبير ؟
أم عبير : لا يا بيه هى عبير بس
فهمى : عندها كام سنة ؟
أم عبير : عندها تمنتاشر يا بيه
فهمى :ازاى ده ؟ انتى عندك بنت كبيرة كده ، شكلك اتجوزتى صغيرة بقا
أم عبير : ربنا يجبر بخاطرك يا بيه ، آه اتجوزت فى سنها كده
فهمى : وهى بتتعلم فين ؟
أم عبير :فى معهد كمبيوتر
فهمى : كويس اوى اوى ، عندها كمبيوتر بقا لازم !
أم عبير : لا يا بيه اصل العين بصيرة والإيد قصيرة
فهمى : لا يا ام عبير ماينفعش ، لازم يكون عندها كمبيوتر ده هاينفعها كتير
أم عبير : هى كمان بتقول زى سعادتك كده بس نعمل ايه ، لو كان ابوها بصحته كان جابهولها
فهمى : هو حصل له إيه يا ام عبير احكى لى
أم عبير : هو كان صياد سمك وعنده مركب ، بيطلع فى الفجرية ع الريّاح بتاعنا ده يصطاد لحد الشمس ما تطلع ويطلع بعدها يبيعه ويرجع يكمل يومه فى الغيط ، ولاد الحرام طمعوه ان الصيد بالكهربا حلو وبيجيب خير كتير ، سمع كلامهم وبقا ياخد معاه سلك نحاس يوصله من سلك عمود النور ويرميه فى المية ، بيكهرب بتاع مترين فى مترين كده ، يوم واتنين والحال ماشى كويس ، انما فى التالت وصل السلك وحطه فى المية لقى قدامه أرموط سمك أد النفر ، مسك الخطاف الحديد ولطشه عشان يلحقه قبل ما يهرب ونسى ان المية مكهربة ، لولا ان المركب اتحركت شوية ييجى متر بعد ما لطشه كان مات فيها ، واحد كان بيعمل زيه كده لحقه ووداه المستشفى وقال لهم انه اتكهرب من العمود وهو ماشى عشان كانوا هايحبسوه لو عرفوا ، نصيب بقا يا بيه ، بعد عشرين يوم فى المستشفى ومصاريف وسلف من هنا ومن هنا خرج سطيحة مافيهوش غير عنيه اللى بتتحرك وباقى جسمه مشلول حتى ل**نه بيحركه بالعافية ، الدكاترة قالوا كان بينه وبين الموت ثوانى بس ، واللى عنده ده خلوع مفصلية وإصابة في عموده الفقرى وتقلص عضلات وتلف في الأعصاب ، شيلة تقيلة أوى يا بيه
فهمى بحزن شديد : ومفيش أى علاج أو عملية تنفع تخليه يقوم تانى على رجليه ؟
أم عبير : يا ريت يا بيه ، الدكاترة قالوا مفيش أى امل ، راضيين يا بيه باللى يكتبه ربنا
فهمى : لا انا هاكلم له احسن دكاترة يشوفوه ، انما دلوقتى عبير لازم يجيلها كمبيوتر
أم عبير : حاضر يا بيه اول ما ربنا يكرمنا هاجيبهولها
فهمى : انتى طيبة واصيلة يا ام عبير ، طيب النهارده انتى اجازة لحد بكرة الصبح ، خليكى جنب جوزك وبنتك وانا هابقا اجى ازوركم
ام عبير : ربنا يكرمك يا بيه ما تتعبش نفسك انا هاوصل له سلامك ، ده هايفرح اوى
فهمى : طب ما نفرحه اكتر واوصل له سلامى بنفسى !
وفى المساء اتصل فهمى بوحيد طالبا منه الذهاب لأكبر متاجر بيع الحواسب فى المركز ، اشترى حاسبين احدهما للمكتب والثانى للتنقل مع جهاز هاتف محمول حديث ، الحاسبان بكل الكماليات وبأحدث التجهيزات ، ثم اشترى بعض الفواكه والأطعمة الشهية وانطلق نحو دار أم عبير ، بعد طرقات على الباب فتحت له عبير ، فتاة مكتملة الانوثة جميلة شهية الملامح ، بضة الجسد رشيقة ، نظرت إليه متعجبة فى **ت ، تابع وهو يناديها باسمها مطالبا إياها أن تنادى امها ، خرجت إليه أم عبير مسرعة الخطوات ، طلب منها أن تذهب مع وحيد للسيارة هى وعبير لتحملا كل ما أحضره ، وبعد دقائق قليلة استقرت كل الحاجيات فى الدار ، تعابير الفرحة والدهشة تعلو وجه عبير وامها ، همت ام عبير أن تقبل يده لكنه سحبها طالبا منها رؤية زوجها حامد طريح الفراش ، دخل عليه وهو لا يعرفه فتولت أم عبير تقديمه له ، تعابير وجهه كانت تعبر عن سعادته محاولا إخراج بعض الكلمات من فمه مرحبا به ، ربت فهمى على كتفه وهدأه ثم وضع تحت وسادته حزمة من المال ثم قرر الانصراف ، حاولت أم عبير أن تثنيه عن الانصراف حتى تضيفه فلم يرض وانصرف وهو يتذوق طعم سعادة تلك الأسرة الفقيرة فى قلبه .
جن الليل ولا زال فهمى يتجرع مرارة ذكرياته وآلامه برحيل زوجته ، كان يجلس فى غرفتها المطلة على خلفية الحديقة ، رن هاتفه فخرج إلى الشرفة وكان عادل صديقه وشريكه يهاتفه من الإمارات ليعزيه ويواسيه ثم ليناقشه فى بعض شئون الشركة ، لكنه طلب منه أن يفعل مايراه ويدير الشركة كما يريد ، وقع نظره على غرفة ف*ج فى مرمى بصره وهى مضاءة تنبهه لأن ف*ج قد يكون الليلة فى أنسه مع امرأة تطفئ نار فحولته ، أنهى مكالمته مع عادل ثم ض*ب سور الشرفة بقبضته ، آه من ذلك الو*د ! يصرفه عن أحزانه ويثير بداخله الفضول ليطالعه وهو يمارس الفحش ببدائيته ، نزل كمن نام بشكل مغناطيسى متجها نحو الغرفة ، توجه مباشرة نحو النافذة ، الآن يمكنه الرؤية ، صوت موسيقى للرقص ينبعث من جهاز هاتف محمول على الأرض ، امرأة ترتدى قميصا فاخرا احمر اللون تتراقص أمام عينيه ، ظهرها تجاه النافذة وف*ج يجلس امامها يشد الأنفاس بعمق ليخرج نافورة دخان من فمه نحو جسدها البديع ، تقريبا هذه هى الاستراحة بعد جولة أولى من الغرام بينهما ، بدأت تتجرد من قميصها المثير ، راحت تلقى به على وجه ف*ج ، أزاحه وهو يقبض عليه بكف يده ويقبله ويمرغ به وجهه ، أكملت رقصتها لدقيقة أو أكثر وهى عارية ، قام ف*ج ليمسك بها يعتصرها فى أحضانه ، تخلصت من يديه وانطرحت على الأرض فوق ملاءة سرير مفروشة ، بعد قليل ، نهض عنها فقامت ترتدى ملابسها الراقية ، اقتربت قليلا من النافذة ، اقتربت أكثر فرآها ، انعقد حاجباه ، احمرت عيناه ، صدمته كادت تسقطه على الأرض مغشيا عليه ، لم يمهلها حتى تخرج ، توجه والغضب يحرقه نحو الباب وض*به بقدمه فانفتح ، اقتحم الغرفة ، انهال على وجهها صفعا ، كادت صرخاتها تشق سكون الليل ، لولا أن تداركت الأمر ، سقطت على قدميه تقبلهما ، وقف ف*ج فى ركن فى الغرفة حتى خارت قواه فجلس يضع يديه على رأسه ، تركها فهمى ونظر يمينا ويسارا ثم سحب عصا غليظة من خلف الباب ونزل بها على رأسه وكتفيه بينما ف*ج لم يبد أية مقاومة ، سحب حبلا وربطه من يديه ورجليه وأحكم الوثاق ثم عاد للمرأة التى ارتدت ملابسها فى عجلة فسحبها من يدها وأخذها جراً حتى وصل للفيلا ، فتح الباب وقذف بها إلى الداخل ، ركلها بقدمه فى بطنها بقوة وقسوة ثم جلس على ركبتيه بجوار جسدها المنطرح على الأرض ، نهضت بنصف جسدها العلوى عن الأرض والدمع يغرق وجنتيها ، نظرت لوجهه الغاضب ثم أخفضت وجهها فى خجل ووجل شديدين ، استندت بظهرها لعمود من الرخام واضعة إحدى يديها على الأرض بينما تمسك بطنها بيدها الثانية ، خرجت منها آهات الألم إثر ركلته منذ قليل ، نظر إليها والشر فى عينيه !
فهمى : انتى يا سامية ! تعملى كده ! ومع ف*ج الجناينى ؟
# يتبع . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .