بنت فقيرة

4626 Words
بنت فقيرة الجزء الأول لا أعرف سبباً واضحاً يجعلنا نتمسك بكل هذه الأفكار والقيم ونتشبث بها بهذه القوة وقد فقدنا بسبب الفقر والإحتياج كرامة البشر وأصبحنا كح*****ت الغابة الأليفة نتغذي علي العُشب العطن حتي يأتي دورنا وتأكلنا الح*****ت المفترسة بكل سهولة ويسر ، الفقر يجردنا من أدميتنا ويحولنا لحشرات الأرض الضالة نبحث عن الفُتات لنحي أياماً أخري نتلوي بلهيب الحرمان ، مات والدي العامل الفقير الذي يعمل باليومية بعد أن وصل السبعين من عمره قضاهم جميعاً ينتقل من مكان لمكان يعمل في اي شئ لمجرد الحصول علي بعض الجنيهات ليعود لي ولأمي المريضة العجوز نتحايل بكل الطرق كي يكفوا مغبة الحياة من طعام وشراب ودواء لأمي التي تخطت الستين بقليل ، تزوج أبي وأمي في سن متأخر وعانا حتي خرجت للحياة أتوج حياة هذان الفقيران بإبنة تثبت زواجهم ، في غرف*نا الصغيرة الضيقة في بدروم إحدي البيوت القديمة المتهالكة في أحد الأحياء الشعبية عشت طفولتي وصباي وشبابي أري كفاح والدي الضعيف المجهد وكيف كانت أمي تنتظر بعض السيدات تستدعيها لتغسل لها السجاجيد في المناسبات او تساعدهم في الأعمال الشاقة في المناسبات لتدخر تلك النقود لشراء ملابس من الوكالة لي او تعرف الدجاجات الكاملة طريق منزلنا ، كانت حياة شاقة بائسة لكني كنت أنعم بحب والدي الشديد رغم فقرهم المتقع وقلة حيلتهم ، حصلت علي الدبلوم وبعده علي معهد متوسط سنتان كنت أذهب فيهم بزي واحد ثابت طوال العام الدراسي ، حملت وجهاً جميلاً لم يستطع الفقر منع الحُسن عنه وجسداً متناسقاً بلون برونزي مميز من هذه الدرجة التي تبذل الفتيات والسيدات مجهوداً مضنياً بجلوسهم علي الشواطئ تحت اشعة الشمس للحصول عليه ، كانت ملابسي البسيطة وحذائي القديم الباهت اللون عنواناً مميزاً فوق رأسي لكل من يراني - هذه فتاة فقيرة - يجعلهم ينظرون لي بنظرات العطف الموجعة وأحياناً كثيرة بنظرة إحتقار لرقة حالي ، حتي هؤلاء من ليس لديهم اي مبدأ او عطف لم أكن بحالي أثير عقلهم او يتوقفون عندي فلم أكن أذهب للمعهد سوا أياماً قليلة جدا متباعدة وتوفيراً للنفقات أذهب سيراً علي قدمي فأصل مرهقة مجهدة يعلو العرق وجهي وتخرج بعض خصلات شعري الأ**د من تحت حجابي مبتلة ذابلة تضفي علي لوحة وجهي أقصي آيات البؤس والشقاء ، أنهيت المعهد ولم يمهلني القدر سوي أيام قليلة قبل أن تصعد روح أبي للسماء وسط نحيبي انا وأمي المريضة ، إستطعنا العيش لشهور بفضل ما تلقيناه من صدقات من اصحاب القلوب الرحيمة ولكن كان لا بديل عن بحثي عن عمل ، إستطاع أحد الجيران من إيجاد فرصة عمل لي في إحدي الشركات الخاصة بالنظافة وذهبت في اليوم التالي وكنت أظن أني سأعمل في وظيفة إدارية فأنا أحمل شهادة من المعهد التجاري ولكني فوجئت أني ذهبت لأستلم وظيفتي كعاملة نظافة ( كيرسيرفس ) صدمني الخبر وحطم الأمل الباهت في ص*ري ولكني تذكرت أن حجرتنا الصغيرة لم يعد بها إلا ورقات قليلة من فئة العشر جنيهات فكتمت دموعي وقبلت الوظيفة حتي أجد غيرها في وقت لاحق ، تم توزيعي علي إحدي الشركات الكبري وإستلمت اليونيفورم الأزرق المقبض للقلب ووجدت إحدي المشرفات البدينات توجهني لمسح وتنظيف إحدي الطرقات يلا يا حلوة عايزة الطرقة مراية واعمليلك همة إنغمست في العمل ورضيت بقدري التعس ومرت الأيام وأمسكت بيدي أول راتب ، ألف جنيه بالتمام جعلني أطير من الفرحة وأهرول لحجرتنا أزف الخبر لأمي وأنا أحمل في يدي دجاجة كاملة من الجمعية وكيلو موز ودواء أمي الذي قارب علي النفاذ ، عرفت الفرحة طريقها لحجرتنا وضحكنا أنا وأمي بعد أيام طويلة من الحزن والبكاء ، مرت الأيام وكنت أتغاضي عن أي شئ يعكر صفو نفسي من تحكمات المشرفات وسخافات الاوامر حتي طلبت مني لأول مرة إحدي الموظفات أن أذهب لمنزلها أساعدها في تنظيفه وإعداد إحدي الولائم مقابل مئة جنيه مره واحدة ، لم يخطر ببالي يوماً ان اعمل بالبيوت ولكني بكل رضا وافقت وشعرت ان المبلغ يستحق ان افعلها ، ولماذا ارفض وانا انظف يوميا عشرات الطرقات والسلالم ويراني الجميع ، ذهبت لها في اليوم التالي وعملت بكل جدية وتفاني حتي انها اعطتني خمسون جنيها أزيد عن إتفاقنا وأخبرتني أني فتاة ممتازة وستخبر صديقاتها عني حتي يستعيون بي مثلها ، خرجت من بيتها تتملكني الفرحة وتوجهت علي الفور للوكالة أشتري بنطلوناً جديداً وبلوزة وتبقي معي ثلاثون جنيها إشتريت بهم شالاً لأمي ، أصبحت علي الع** أنتظر حدوث ذلك مرة أخري وصرت أتلهف سماع تلك السيدة تخبرني أن إحدي صديقاتها تطلب مساعدتي ، كنت أدخل البيوت وأمتع بصري بجمال الاثاث والمفروشات وتعلمت استخدام كل الاجهزة الكهربائية ولم أعد أخجل من حمل بعض الطعام معي عند الانتهاء كنوع من المكافئة ، مرت الايام وصرت اجمع مالاً من هذا أكثر من راتبي بكثير وأشتريت الكثير من الملابس لي ولأمي وتليفوناً محمولاً حتي اتواصل به مع من يحتاجني وأصبحت الدواجن واللحوم والاسماك تعرف حجرتنا جيداً ، بعد مرور أكثر من ستة أشهر جاءت غادة زميلتي القديمة في المعهد للعمل بالشركة لأجدها تقف أمامي وانا أمسح إحدي الطرقات وتتقابل أعيننا وأشعر بهذا الدوار المميت الناتج عن الشعور بالدونية والمفاجئة ، لم تفوت غادة سوداء القلب الموقف دون أن تطعن قلبي وكرامتي بكلماتها المستهزئة وأنا بزيي الأزرق والممسحة الخشبية بيدي ، إسودت الدنيا بعيني وأحسست كأني تعريت في وسط الشارع أمام الجميع ، لم تمر سوي دقائق قبل أن تخرج غادة من إحدي الحجرات وهي توجه كلامها لي بحدة انتي يا شاطرة ،تعالي نظفي الأوضة دي جاء صوت المشرفة من خلفي يدفعني لتلبية رغبة غادة والتي وقفت تشاهدني حتي انتهيت ثم مدت يدها لي بورقة مالية من فئة الخمس جنيهات ، خدي هاتيلك كوباية شاي لم أستطع الإحتمال ووجدتني أهرب من المكان ودموعي تملئ وجهي عائدة لحجرتنا الضيقة ، فشلت محاولاتي مع إدارة شركة النظافة لنقلي لمكان اخر فوجدتني دون تردد أترك العمل غير نادمة ، بعد ترك الوظيفة إكتفيت بإنتظار السيدات التي تطلبني لمساعدتهم حتي هذا اليوم وأنا في شقة مدام وفاء عندما رأتني متجهمة علي غير عادتي ، مالك يا هدي ؟!! مفيش يا مدام وفاء لأ في ، شكلك كئيب قوي النهاردة تركت دموعي تنسال مني وانا احكي لها ماحدث لي وكيف تصرفت معي غادة وتركت عملي ، ولا يهمك يا حبيبتي ، في ناس كده قلوبهم سودا ونفوسهم وسخة حتي من غير ما نيجي ناحيتهم عمري ما عملت معاها حاجة وحشة من غير ما تعملي ، دول تربية وسخة بيتبسطوا بجرح الناس ، وبعدين هي دي شغلانة اللي انتي زعلانة عليها ؟!!! محدش بيصرف عليا انا وامي غيرها ولا يهمك ، بصي يا ستي بما انك طلعتي متعلمة عندي ليكي شغل أحسن مليون مرة بجد يا مدام وفاء ؟ ايوة بجد ، حمايا يا ستي راجل كبير في السن وعايش في شقته لوحده ودايما بيحتاج جليسة مسنين ترعاه وتاخد بالها منه ومن طلباته ايوة عارفة ده اللي كانت موجودة جالها عقد بره وسافرت ومن ساعتها محتسين ، ايه رأيك تروحي مكانها ؟ ودي كده وظيفة يا مدام وفاء ؟ طبعا وظيفة بمواعيد ومرتب ممكن افهم معليش هاتشتغلي كل يوم من ٩ الصبح لأنه بيصحي الساعة عشرة ، هو راجل كبير كان وكيل وزارة ، هتحضري الاكل وتساعديه لانه مابيقدرش يمشي غير بعكاز علشان كان جاله جلطه في رجله الشمال وتديله الدوا في مواعيده ويوم الجمعة اجازة علشان ولاده بيروحوله وهاتاخدي ٣ تلاف في الشهر فتحت فمي من دهشتي لا اصدق ما سمعت ، مالك ؟!، المرتب قليل ؟ لأ لأ ... لا قليل ولا حاجة عموماً عصام بيه ايده فرطه ، لو اتبسط منك هاتاخدي اكتر من كده مايكونش عندك فكرة يا مدام وفاء طيب تحبي تبدأي إمتي ؟ من بكرة لو تحبي يا مدام خلاص ، هاننزل سوا دلوقتي اوريكي الشقة وأعرفك عليه ومن بكرة تستلمي شغلك نزلنا سوياً وذهبت لشقة عا** بيه في إحدي الأحياء الراقية ووجدته رجلاً متزناً رصيناً طويل ذو جسد ممتلئ قليلاً وطول متوسط حتي أني كنت أزيده في الطول بعدة سنتيمترات ، رحب بنا وشكر مدام وفاء زوجة ابنه علي سرعة إيجادي وأفهمني بذوق شديد انه لن يرهقني بطلباته فقط الاعتناء بالشقة وحفظ مواعيد الدواء وقبل كل شئ المحافظة علي الهدوء الشديد فلا شئ يزعجه مثل الضوضاء ، وافقته علي كل شئ وأخبرته أني سأكون أفضل مما يظن فقام وأحضر ظرفا مغلقاً قدمه لي بكل ود ، دي حاجة بسيطة كده لحد ما تقبضي علشان لو إحتاجتي حاجة شكرته بشدة وتركناه انا ووفاء واوصلتني حتي محطة الاتوبيس بسيارتها وأفهمتني أني بأي حال من الأحوال لا أتركه قبل الساعة الحادية عشر موعد نومه وان بجانب تليفون المنزل أجندة بها تليفونات أبناءه خالد الاكبر زوجها وماهر الاصغر ، وأني أستطيع طلب اي شئ من بواب العمارة في اي وقت من طلبات الشقة والبيه واعداد الطعام ، رجعت لحجرتنا لأجد الظرف به الفين جنيه كاملين لأضعهم بين يدي أمي وأنا أقص عليها ما حدث وكيف وقف القدر معي ووجدت هذا العمل ، ربنا يقويكي يا بنتي ، لو كان ابوكي عايش مكنتيش اتبهدلتي كده بهدلة ايه بس يا ماما ده ساكن في قصر مش شقة وراجل ذوق قوي قوي يابنتي البيوت مليانة بلاوي ، خدي بالك من نفسك في الصباح ذهبت للشقة وفتحت بنسختي الجديدة التي أخذتها من عصام بيه بالأمس ودخلت علي الفور للمطبخ أعد الفطور وكان كما أفهمتني مدام وفاء بعض انواع الجبن والمربي وكوباً كبيراً من الشاي الخفيف ، في تمام العاشرة فتحت باب غرفة النوم لأجده نائماً عاري الجسد من النصف الأعلي وفوق النصف السفلي غطاءاً خفيفاً أبيض اللون من القماش الخفيف ، لا أعلم لماذا شعرت بالرهبة ولأول مرة أدرك أني خادمة بعيداً عن تلك المصطلحات التي يتحايلون بها علي حقيقة وضعهم مثل جليسة مسنين وجليسة اطفال وبيبي سيتر وكل هذا الهراء والكذب ، تذكرت كلمات مدام وفاء لي وأن طبيعة عمل تتداخل فيها عدة أشياء ، فأنا سأكون ممرضة وأنا ارعاه وبمثابة أم لطفل صغير وأنا أساعده في كل شئ حتي وهو يأخذ حمامه ومديرة للمنزل من تعامل مع الفواتير والقادمين من الخارج لأي سبب وأخيراً طباخة ماهرة أصنع له طعامه المفضل وكان أغلب الأصناف من الأنواع البسيطة الصحية ، اقتربت منه وانا انادي بصوت خفيض لإيقاظه ولم يتأخر في الإستجابة ليفتح عينيه وينظر إلي ، صباح الخير يا هدي صباح النور يا عصام بيه إفتحي الشباك وإقفلي الستارة فعلت كما أمرني ثم أخبرته أن الفطار جاهز ليعتدل جالساً في فراشه ، أحضرت صينية الفطار ووضعتها فوق منضدة صغيرة خاصة بذلك ليتناول طعامه وأنا أجلس علي مقعد بجواره انتظر اي طلب منه ، انهي طعامه واحتسي كوب الشاي مع سيجارة من هذا النوع الطويل الرفيع ثم نظر نحوي بهدوء ، هاتي الروب يا هدي اقوم اخد دوش كما أخبرتني وفاء فهو يستحم مرتان واحدة بعد استيقاظه والأخري قبل أن ينام ، جلبت الروب الخفيف من فوق شماعة الملابس ووقفت بجوار الفراش أستعد أن أساعده في إرتداءه ، مد يده لي يستند علي يدي وهو يزيح الغطاء من فوقه وينهض بصعوبة بسبب قدمه اليسري العليلة وادخل ذراعيه في الروب واغلقه بنفسه وامسك عكازه وتحرك امامي للحمام ، رغم معرفتي المسبقة اني سأقوم بمهمة مساعدة في الاستحمام الا اني توقفت بلا ارادة يعتريني الخجل عند الباب حتي انه شعر بي فوقف امام البانيو وهو يعطيني ظهره وفتح الروب ونظر الي وهو يمد ذراعيه كإشارة ان انزعه عنه بنفسي ، جامدة مرة اخري قبل ان ينظر نحوي بنظرة حادة ، يلا يا بنتي قبل الميه ما تبرد ، انا مابحبش اللخمة دي حاضر ... حاضر يا عصام بيه هي وفاء مافهمتكيش ؟! لا فهمتني كل حاجة وانا تحت امرك يا عصام بيه انا بحب اللي تبقي معايا تبقي ذكية وتفهم طلباتي من غير ما اتكلم ، واظن المرتب اللي هاتاخديه معقول انا تحت امر حضرتك واوعدك تتبسط مني انتي بنت صغيرة وباين عليكي ذكية وهاتتعودي علي طلباتي بسرعة جائني الحل منه عندما استند علي ليقف في البانيو ولما كنت اشعر بالخجل الشديد كونها اول مرة في حياتي مع رجل وحدنا فلم اسنده بالشكل المطلوب ليختل توازنه ويكاد يسقط لولا انه القي بجسده عليّ وتلقفته بين ذراعي امنعه من السقوط ، مش قلتلك تبطلي لخمة ، عاجبك كده كنت هاقع اسفة ... اسفة يا بيه ابتلت ملابسي بالماء والصابون وهو ينظر الي بحدة ، هي دي الهدوم اللي انتي جاية بيها ؟ ايوة هي معاكي هدوم تانية ؟ لأ ازاي ؟!، بعد كده لبسك اللي تروحي وتيجي بيه يبقي غير لبسك جوة البيت ، وابقي البسي حاجة خفيفة بيتي انتي مش شغالة في مصنع انا ماحبش اشوف المنظر ده تاني ، مفهوم ؟ مفهوم .. مفهوم ، من بكرة هاعمل كده طب يلا خلصي مش عاوز اخد برد انت مالك يا بنت انتي فيكي ايه ؟!، هو انتي اول مرة تشتغلي الشغلانة دي ؟!!! اه يا بيه اول مرة ، سامحني بس اوعدك ابقي احسن توعديني ايه وزفت ايه ، انا حسابي مع وفاء اللي دبستني فيكي محصلش حاجة حضرتك ، انا هابقي كويسة هو انتي يا بنت يا مفعوصة انتي فكراني بلعب ولا بتسلي ؟!!، ده شغلك والف واحدة بتشتغله ، انتي مش عارفة يعني ايه جليسة مع حد ؟ عارفة وفاهمة واوعد حضرتك ابـ.... خلاص ، انا مش هاقضي اليوم كله هنا افتحي الميه خليني اخرج قالها بغضب وضيق وفتحت ماء الدوش ليتخلص من الصابون واحضرت له البرنص ليرتديه واساعده في الخروج حتي غرفته ووفق تعليماته احضرت له ملابس داخلية يرتديها بمساعدتي ومن فوقها بيجامة منزلية يخرج يجلس في البلكونة الكبيرة يحتسي فنجاناً من القهوة مع سيجارة وهو يطلب مني تركه وحده بعد ان ادرت له الكاسيت الصغير علي احدي اغنيات ام كلثوم واذهب لأكمل أعمالي المنزلية ، مر اليوم ثقيلاً بطيئاً علي نفسي وانا اشعر بالفزع ان يطلب من وفاء عدم حضوري مرة اخري وافقد هذا الراتب الذي فاق كل طموحاتي ، في المساء قررت ان أكون اكثر مرونة وانا اساعده في حمامه قبل النوم وقبل الحادية عشر بنصف ساعة سألته ان يقوم لأخذ حمامه ولكنه صدمني بانه لا يريد ، هو حضرتك لسه مضايق مني يا عصام بيه ؟ بصي يا بنت انتي ، انا وفاء فهمتني انك بنت محترمة وانك محتاجة الشغل وانها ضمناكي برقبتها وانا هاكون احسن والله يا بيه اللي عايزك تفهميه اني راجل مابحبش الدوشة ولا الزعيق ولا اي حاجة تعصبني ، انا بجيب واحدة تخدمني وتاخد مرتب محترم علشان تعوضني عن وحدتي بعد ما ولادي كل واحد انشغل بحياته وبقيت عايش لوحدى وانا تحت امر حضرتك الله انا كنت ممكن اجيب راجل يخدمني لكن انا عايز واحدة تبتسم في وشي وتبقي حنينة ، حاجة جميلة قدامي واللي اصلا طول الاسبوع ما بشوفش غيرها حضرتك بس اامرني وشوف انا هاصبر عليكي لحد بكرة ولو شايفة ان الشغل مش مناسبك ماتجيش والفلوس اللي خدتيها امبارح حلال عليكي لا .. لا ، مناسبني وانا تحت امرك والله من بكرة تجيبي لبس غير ده ومش عايز اشوف الق*ف اللي فوق راسك ده ولا انتي شعرك وحش ؟!! لا حضرتك انا شعري ناعم وجميل ، بس علشان خاطري ومن غير ما تنرفز حضرتك ايه قولي حضرتك عايزني البس ايه وانا في وقت الشغل ؟ ماتقوليش كلمة شغل دي تاني حاضر ، اسفة تلبسي حاجة بيتي جميلة تخليكي جميلة قدامي ، متنسيش انك وبس اللي قدام عيني طول اليوم حاضر من بكرة اوعد حضرتك هاكون كده وابقي حطي شوية مكياج في وشك انتي مفروض عايشة هنا معايا مش ام عبده الشغالة حاضر والله من بكرة ، بس .... بس ايه ؟!! انا معنديش الحاجات دي كلها في البيت ، لو حضرتك بس تديني فرصة ابقي انزل اشتري طيب ، ادخلي جوة في اوضة المكتب افتحي الدرج الاولاني عدي الفين جنيه وهاتي ورقك وقلم وتعالي نفذت ما قاله بالحرف الواحد ووقفت امامه حتي انتهي من الكتابة ثم طوي الورقة وناولها لي مع الفلوس ، خدي الفلوس دي واشتري الطلبات اللي في الورقة ولو لقيتي نفسك مش عايزة تكملى هنا ، ترجعي الفلوس بكرة لوفاء وتعرفيها انك مش جاية تاني من غير ما اشوف يا عصام بيه كل حاجة هاتكون زي ما حضرتك عايز واكتر ودعته وفتحت الورقة في الاسانسير من شدة فضولي لأصاب بدهشة ورجفة مما قراءت . الجزء الثاني عدت لحجرتنا الصغيرة تختلط برأسي الأفكار ويغلب علي الشعور بالغثيان فلم أتصور أن يطلب مني عصام بيه في ورقته التي مازلت أقبض عليها بيدي أن أشتري ملابس لانجيري متنوعة وقمصان نوم قصيرة وجيبات من القماش الليكرا ( ميكرو جيب ) !!!، هذا الرجل الأرعن الذي يتصور أن مرتبه الكبير يستطيع أن يشتري به شرفي وعفتي هكذا بكل بساطة فقط لأنه يراني مجرد بنت فقيرة قبلت العمل في بيته كخادمة ولكن تحت مسمى راقى حديث ، نظرت نحو أمى المريضة وهى نائمة وصوت ضجيج تنفسها يملئ المكان ثم وجدت شيطانى يتسلل لى يوسوس لى بكلاماً منمقاً كأنه يستعطفنى أن أقبل ، هذا الراتب يمكنه تغيير حياتنا أنا وأمى وعلاجها بشكل صحيح ويمكننا أيضا ترك هذه الحجرة المظلمة الرطبة واستجئار شقة لها نوافذ تسمح لأشعة الشمس بالعبور ، هل يريد الرجل إنتهاك شرفى وعفتى ؟، وهل موافقتى تجعلنى أتجرد من كرامتى وعزة نفسى ؟، وهل يفعل بنا الفقر غير ذلك ؟!!!!! طالما سمعت من بنات فى عمرى وأكبر منى وأصغر منى حجم ما يتعرضون له من إنتهاك وتحرش فى كل مكان وفى أعمالهم فمنهم من تعمل بمحل ومنهم من تعمل ممرضة ومنهم من تعمل فى مصنع وكلهم ينتهكون من أدنى الأشخاص وأحقرهم ودون مقابل ، لم أنم فى تلك الليلة وظلت الافكار تعصف برأسي بين قبول ورفض وبين ترك نفسي تحركها رياح الدنيا وبين التمسك بإنسانيتى حتى أخر لحظة ، فى الصباح قمت مهرولة أحمل قرارى ومال عصام بيه وذهبت فوراً لمدام وفاء وأعطيتها المبلغ كاملاً وأخبرتها أنى وجدت أمى فى حالة سيئة جدا جدا ولن يمكننى تركها هكذا فى مرضها ، لم تفلح كل محاولاتها معى لعدولى عن قرارى حتى يئست منى وتركتنى أذهب ، عدت لشارعنا الضيق وبيتنا القديم البائس وحجرتنا الضيقة المظلمة لأجد أمى لا تستطيع التنفس ، صرخت ... بكيت ... هرولت بلا وجهة أبحث عن منقذ ، جاءت الاسعاف أخيراً لتحمل أمى لأحدى المستشفيات الحكومية لتلفظ أنفاسها الاخيرة عند بابها لتعود بنا عربة الاسعاف مرة أخرى وانا فى حالة هيسترية ولا أصدق أن أمى قد ماتت هكذا بكل هذه البساطة والسرعة ، حضر الاقار الفقراء وتجمع الجيران وكما حدث لأبى دفنت أمى فى مقابر الصدقة ورحل الجميع بعد أن إنتهت ليلة العزاء أمام المنزل لتخيرنى خالتى فوزية أن بإمكانى أن أذهب معها لبيتهم بدلاً من المكوث وحدى ولكنى كنت أتفهم تماماً أنه مجرد عرض من باب المواساة ، فهم يعيشون فى شقة صغيرة ينام معظم سكانها على الارض من شدة ضيقها ، كانت حجرتنا فى أقصى يمين البدروم وبجانبها حجرتان ، حجرة نعمات وزوجها وإبنهم حمدى وابنتها ندى وحجرة أخري مغلقة ، أصرت نعمات التى تكبرنى بقرابة العشر سنوات أن تبيت معى بحجرتى فى تلك الليلة ونامت بجوارى تهدهدنى كطفلة صغيرة وأنا انتحب فى ص*رها حتى أنهكنى التعب ونمت ، فى الصباح زارنى بعض الاقارب والجيران وكلٌ منهم تضع فى يدى ورقة مالية صغيرة كنوع من المساعدة ، نسيت تماماً موضوع عصام بيه ولم يشغلنى سوى كيف سأعيش وحدى بعد موت أمى وهل سيتركنى الجميع وشأنى أم أنى أبسط من أن ينشغل بأمرى أحد ، فى المساء أحضرت لى نعمات طعام من عندها وجلست معى وهى تواسينى وتحسنى على الصبر والجلد وانها سنة الحياة ، همست فى أذنى أنى أصبحت وحيدة وسيطمع فى الكثيرون وأن على الانتباه جيداً خاصة أنى فارعة الطول وجميلة وأملك مقومات أنثوية تجذب العين نحوى وأنه لولا فقرنا و ضيق حالنا لتهافت على العرسان ، أخبرتنى نعمات أن زوجها أوصاها أن تجعل حمدى إبنهم يبيت معى كل ليلة حتى لا أبيت وحيدة وأن الجيران لبعضهم ، حمدى الطالب في سنة اولى ثانوي كان ولداً طيباً قليل الكلام وكثيرا ما كان يبيت عندنا فقد كنا بمثابة أسرة واحدة خصوصاً أن حجرتينا لهم حمام مشترك واحد وكنت كثيراً أذاكر لحمدى واجباته لان نعمات غير متعلمة ويكفيها الاعتناء بابنتها الصغيرة ذات العامين ندى ، كنت أتوقع ذلك منها لطيبتها وكنت سأطلبه منها لولا أنها كانت أسرع منى فى عرض معروفها ، جاء الليل ومعه حمدى الكتوم قليل الكلام لنجلس سوياً نشاهد التلفزيون الصغير القديم فى حجرتنا حتى غلبنا النوم سوياً ، مر أسبوع على وضعى الجديد حتى تلقيت إتصالا من احدى السيدات وكان أول يوم عمل لى بعد وفاة أمى ، أنهيت اليوم وعدت مرهقة مجهدة مساءاً وانا أحمل بعض أكياس الفاكهة لجارتى نعمات تعبيراً عن إمتنانى لمجاملتها وخدامتها الكثيرة لى ، كنت مازلت أحتفظ بمبلغ الالفين جنيه الذى أعطانى اياه فى المرة الاولى ومبلغ أخر يوازيه تقريباً من عملى السابق وما حصلت عليه من مساعدات مما جعلنى أشعر بطمئنينة أنى لن أتسول ويمكننى الاعتماد على العمل المتقطع لفترة أطول ، فى الليل تمددت فوق فراش ابى وامى الذى اصبح من نصيبى وتمدد حمدى على الكنبة الجانبية التى كانت فراش نومى السابق نشاهد التلفزيون ولانى كنت مجهدة من العمل طوال اليوم لم أشعر بنفسى وقد غلبنى النعاس وخلدت فى النوم ، كان حمدى يستيقظ كل يوم ليعود لحجرتهم وحياته الطبيعية ولا أراه مجدداً الا فى ميعاده اليومى ليلاً كأنه يتسلم ورديته فى العمل ، جاء حمدى فى موعده وكان يريدنى مساعدته فى شرح بعض المواد وجلست أذاكر له وكأنى نسيت تماماً كل شئ حتى سمعت نحنحة والده بالخارج وصوت نعمات فقمت فتحت لهم الباب لييشاهدانى وانا اذاكر لحمدى ليشكرنى والده بكل رضا وطيبة وعرفان بالجميل وأنه لولاى ولولا مساعدتى له منذ كان صغيراً لما استطاع مواصلة دراسته ، كانت لكلماته وقع السحر على نفسي لتزيح عن ص*رى هم الشعور بالذنب ليهدأ قلبى مرة أخرى ، ظللت افكر قبل ان انام لماذا إذا هربت من عصام بيه وأضعت على بنت فقيرة مثلى فرصة كهذه كانت ستغير حياتى تماماً ، المال له وقع السحر فى النفوس يحولنا من أشخاص لأشخاص أخرون كنا نظن أننا أبعد ما يكون عنهم ، هل كان يجب على الاستسلام لعصام بيه ليفعل بي ما يشاء مقابل أمواله ؟!!! ماذا أنتظر من حياتى اليائسة هذه ؟!، هل أنتظر حتى يتزوجنى عامل فقير مثل أبي ؟!، لم يعد وجود لاحد بحياتى بعد ابى وامى سوى بعض الاقارب الفقراء البسطاء الذين يكافحون ليل نهار للحصول على الفتات ليستمرون فى الحياة ، لا أحد يهتم بى أو يعنيه أمرى ولن يسألون عنى الا عندما أموت ليبحثون عن قبر صدقة يضعونى فيه ويرحلون ، اذا عملت عند عصام بيه لعدة أعوام يمكننى أن أشترى شقة أو أن افتح محلاً او أن أجد فرصة أخرى وأعيش حياة حرمت منها وحرم منها ابى وامى من قبلى ، كان صراعاً مشتعلاً بضراوة فى عقلى بين الانزلاق فى البحث عن المال وبين المحافظة على شرفى وعفتى والرضا بحالى وفقرى وأنى متعلمة ويوماً ما سأجد فرصة تخفف عنى كل ذلك ، خلدت فى النوم وطار الشبق من قلبى وعقلى وفى الصباح تلقيت اتصالاً من إحدى السيدات تطلب ذهابى لها على الفور لمساعدتها فى إعاد وليمة فى منزلها ، ذهبت لها فوراً وأنا سعيدة وعند بابها فتح لى طفل صغير لم يتعدى العشر سنوات ليصيح فور رؤيتى ، ماما .. ماما ... الخدامة جت ض*بنى الطفل الوقح بمطرقة ثقيلة فوق رأسي وهو ينعتنى بالخادمة وكنت أسمعها لأول مرة بحياتى ، عملت كما أرادت السيدة وأنا مكتئبة وأشعر للمرة الاولى بكل هذا الشعور بالدونية والحقارة ، عملت كعاملة نظافة ودخلت بيوتاً كثيرة لكنى لم أواجه نفسي أبداً بجرائة أنى مجرد خادمة لا يهم أحد أنها تحمل تعليماً متوسطاً أو أنها بنت فقرة لكنها شريفة ولها كرامة لا تتنازل عنها ، إنهم يطلقون على لقب – خادمة – هكذا بكل أريحية وبساطة لأتذكر مدام وفاء وكيف وصف*نى بأنى جليسة مسنين وأنا مهنة قاصرة على المتعلمات والاجنبيات القادمين من الخارج أصحاب الرواتب بالعملة الصعبة ، أنهيت العمل فى المساء وأعطتنى السيدة أجرتى وحقيبة بلاستيكية سوداء بها بعض الطعام وتطلب منى العودة فى الغد لمساعدتها فى إعادة تنظيف الشقة بعد الوليمة لأشكرها وأعده بالحضور غدا وانزل ، عند مدخل العمارة وقبل خروجى شعرت فجأه بأحدهم يض*بنى بإصبعه بقوة فى كتفي لأصيح من المفاجأة وأقفز لأعلى وأرى وجه البواب الفج وهو يضحك بلا مبالاة بعد فعلته ، ماتيجى تشربى معايا الشاى يا حلوة قالها وهو يحاول أن يمسك يدى لأدفعها بقوة وأنا أبتعد عنه ، نزل إيدك يك قطع إيدك هرولت مبتعدة عدت لحجرتى وأنا فى حالة يرثى لها ورأسي تدور من أحداث اليوم . نمت ليلتى قريرة العين وفى الصباح أخذت حماماً وإرتديت ملابسي متجهة لمنزل سيدة الامس حسب اتفاقنا . وصلت للعمارة لأجد البواب يجلس فوق كرسيه فى المدخل والذى هب واقفاً فور رؤيتى ، كان رجلاً متوسط الطول والحجم يبدو عليه أنه تخطى الاربعين بعدة سنوات وملامحه عادية ، يا أهلا يا أهلا بالقمر لم أعره أى إنتباه وأعطيته فقط إبتسامة صفراء تدل على الضيق رغم أنى كنت أرتعش منذ رؤيته ، وقفت أمام الاسانسير وجاء من خلفى يتحدث برقة ويحاول أن يبدو مهذباً وهو يتحدث بجدية ، انتى قافشة ليه يا ست الكل ؟!! لا قافشة ولا حاجة ، عايز حاجة ؟ انا قلت ألاغيكى علشان لو لازمك شغل ابقى أكلمك والعمارة هنا كلها موظفات وبيتنشقوا على واحدة زيك تخدمهم بس أنا مش خدامة لامؤاخذة يا دكتورة ، المهم أنا قصدى المصلحة مش أكتر وصل الاسانسير وعندما هممت بالدخول وجدته يدخل خلفى لأقف منزعجة ، انت رايح فين ؟!!! طالع ، عندك مانع ؟!!! لأ ، اتفضل بمجرد أن أغلق باب الاسانسير عاد يستكمل حديثه معى وهو قريب جدا منى ، العمارة فيها شقق كتير مفروشة بتحتاج تتنظف قبل ما تتسكن ، بقول لو تيجى انتى المصلحة دى يبقى زى الفل وهاتاخدى فى المرة 300 جنية شعرت بالدهشة لضخامة المبلغ فلم أحصل أبدا على نظيره فى اى يوم عمل فوجدتنى ألتفت إليه وأتلطف فى كلامى ، ومين بقى اللى هايحاسبنى ؟ محسوبك فتحى بواب العمارة وسمسار هدى عاشت الاسامى ، أنا باخد من المستأجر 500 جنيه لزوم التنظيف والتجهيز هاد*كى منهم تلتمية فى ساعتين تلاتة شغل كان الاسانسير قد وصل للدور الثامن عند شقة السيدة فأخبرته أنى سأفكر وأرد عليه عند نزولى ، تركته ودخلت لعملى والذى كان كثيراً مرهقاً بشدة فيبدو أنها كانت وليمة ضخمة مزدحمة ، ظللت طوال الوقت أفكر فى عرض فتحى البواب ووجدت أنها فرصة كبيرة لى فى الوقت الحالى وأنه يجب على الا أفوت هذه الفرصة حتى وإن كنت أشعر بالخوف والقلق . أنهيت عملى فى المساء بعد أن أُرهقت لأقصى درجة وأخذت أجرتى وشكرتنى السيدة ونزلت وأنا أنوى إخبار فتحى أنى وافقت على عرضه ، كنت مقررة أن أكون لطيفة معه حتى لا أفوت الفرصة ، عند المدخل وجدته جالساً وعند رؤيتى وقف وهو يبالغ فى تحيتى ، ها ، قولتى ايه يا ست هدى ؟ على فكرة انا آنسة مش ست على راسى يا ست الكل ، المهم موافقة ؟ ماشي ، موافقة طب تعالى جوة نشرب كوباية شاى وأفهمك على كل حاجة لم أتوقع أى شئ غير طبيعى فدخلت معه غرفة صغيرة فى جانب المدخل يبدو أنها غرفته الخاصة بها أثاث بسيط ، جلست على إحدى المقاعد وهو أمامى ويتحدث بشكل جاد فى أن أغلب السكان القادمين للعمارة يكونون من ج*سيات غير مصرية وأن ترتيب الشقق لهم يجب أن يكون بجدية حتى لا يعدلون عن الايجار ، تفاهمنا وأكدت له أنى أجيد عملى وأقوم به بإخلاص وسيرى ذلك بنفسه ، شعرت بان الحوار قد إنتهى فهممت بالخروج لكنه أمسك بذراعى من الخلف قبل أن أخرج وهو يجذبنى نحوه ، على فين يا قمر ، لسه بدرى لأ كفاية كده علشان إتأخرت حاول الاعتداء علي لكنني قاومتة وخرجت هاربة من المكان انه قدر محتوم ساقني اليه والدي الفقير بزواجه من امي الفقيرة لأكبر وأصبح مجرد خادمة في أحسن الأحوال تنتظر حفنة من الطعام كحسنة او هبة في نهاية عملها ، لا يهم شهادتي التافهة التي احملها ولا يوجد من يتوسط لي ويوظفني ك غادة صاحبة القلب الأ**د المريض ، اذا كان قدري ان اكون رخيصة في نظر المجتمع فلأصبح ولكن بأعلي ثمن ممكن ، لا شرف لي ولا سمعة اجاهد للحفاظ عليها ويكفي اي شخص ان يعلم اني بنت فقيرة تعيش في غرفة وحيدة بلا اهل وتخدم بالبيوت ليؤكد بحزم ويقين اني ساقطة افتح سيقاني لمن يدفع ، عصام بيه .... هو خطوتي الصحيحة التي ضللت عنها ولكن علي الان البحث عنها من جديد لأضع قدمي علي طريق يجعلني اجمع المال يوماً وأشتري سمعة جديدة بمالي ، إرتديت ملابسى علي عجل وهرولت لبيت مدام وفاء أدعو أن يكون مكاني مازال شاغراً ، رحبت بي مدام وفاء وظهرت الدهشة عليها من زيارتي لها الغير متوقعة هدي ، انتي فين يابنت انتي عاش من شافك ازيك يا مدام وفاء ، انا كنت جنبك هنا في مشوار وقلت لازم اطلع اسلم علي حضرتك جلست معها ورحبت بي كأني صديقتها ولست فتاة تأتي لتنظيف منزلها ، حكيت لها ما حدث لي في الاسابيع الماضية وكيف ماتت والدتي في نفس اليوم الذي أعدت فيه النقود الخاصة بحماها عصام بيه وان الظروف السيئة قد حالت بيني وبين العمل في خدمته ، كانت مندهشة وعزتني وربتت علي كتفي وهي تخبرني انها ظنت اني كنت ادعي ذلك لرفض العمل عند حماها ، ازاي بس يا مدام ؟!، ده عصام بيه راجل ذوق ومحترم بس حظي كده واهو رزق واحدة تانية بالوظيفة ولا واحدة تانية ولا حاجة ، ملقيتش حد من ساعتها وكل يوم بدبس بمشوار لعنده علشان اساعده واعمله طلباته لما تعبت لوهلة تخيلت مدام وفاء وهي تقوم بتحميم حماها مثلما فعلت ولكني رفضت ذلك وقلت لنفسي أكيد لن يطلب ذلك من زوجة ابنه ، معلش يا مدام وفاء ، مالوش غيركم برضه استني دقيقة يا هدي قامت واتصلت بحماها عصام بيه وهي تحكي له ما سمعته مني وترسل لي ابتسامة مع اشارة من يدها ان كل الامور تسير علي مايرام ، انهت المكالمة وهي تخبرني اني عصام بيه ينتظر مروري عليه الان وانه يمكني استلام العمل من الغد ، شكرتها بشدة وودعتها ونزلت والفرحة تملئ قلبي في طريقي لعصام بيه ،
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD