(1) تكملة الفصل الأول

1836 Words
وقصرا يبدو عليه الاناقه ، جلسوا ثلاثتهم يتناولون وجبه العشاء التي تجمعهم لتقول سيده يبدو عليها الوقار والاناقه الشديده والجمال الذي مازالت تتمتع بيه : شوفت أختك هي وخطيبهاا يافارس ، مش عايزين يعملوا فرح وافرح بيهم لتقول نيره بداعبه لعمتها : يا عمتو ياحببتي ، ما أحنا هنعمل حفله بسيطه ، مش الفرح الي انتي عايزه مصر كلهاا تتكلم عنه أمال بضيق : كده يا نيره تحرميني من الفرحه ، الي عشت طول حياتي أستناهاا واشوفك اجمل عروسه نيره بحب : ياعمتو ياحبيبتي ، انتي عارفه ان يوسف المفروض بعد شهر يكون في سويسرا ، ولازم نكون جاهزين في أسرع وقت عشان يستلم شغله في السفاره لتقول أمال : انا مش عارفه ، ايه الي خلاني اوافق أنك تتجوزي سفير ، وتفضلي طول عمرك متبهدله بين بلد لبلد لتضحك نيره بحب : رد علي عمتك يابشمهندس ، عمتك بقيت معترضه دلوقتي ، بعد ما الفرح بقي فاضل عليه شهر ليرد فارس بعد **ت طويل قد اعتادوا عليه قائلا : سيبيهم يعملوا الي يريحهم ياعمتي ،انتي عارفاهم مهما قولنا هي**موا يعملوا الي هما عايزينه لتتن*د أمال : اعملوا الي يريحكم ، مع اني كنت هعملكم حفلة في ارقي فندق نيره بدعابه : طيب ما احنا هنعمل احلي حفله هنا في القصر ، وهتكون حفله جميله وبسيطه ، بدل المظاهر والمجاملات الفارغه لتضحك عمتها : مجاملات فارغه يامرات السفير ، شكلك نسيتي وظيفة جوزك ليبتسم فارس أبتسامة لم يلاحظها أحد منهم ، حتي ينهض قائلا : انا داخل المكتب بتاعي ،ياريت ياعمتي تخلي عمي حسن يعملي القهوه بتاعتي لتتطلع اليه نيره :مش هتقعد معانا يافارس ، ده انا مصدقت النهارده انك جيت بدري فطالع فارس  وجه اخته بحنان : ياحببتي ما انا قاعد معاكوا اه لينصرف هو من امامهم وتنصرف معه ابتسامتهم لتتن*د أمال بألم : فات 5 سنين علي الماضي ، ولسا زي ماهو مش قادر ينسي لتتن*د نيره بألم : الي مر بيه ياعمتو ، محدش يقدر يتحمله ، يااااا كانت أصعب فتره مرينا بيهاا أمال بأمل : نفسي يتجوز يا نيره ، عايزه أفرح بيه واشوف عياله بقي نيرة : وتفتكري فارس قدر ينسي جوازته الاولي أمال بضيق : كانت جوازة الندامه ، مجلناش من وراها غير الفضايح ، وقيله القيمه ، واخوكي أه بقي متعقد لتتن*د نيرة بحسره ، وهي تتذكر كل شئ وكأنه حدث بالأمس .. ويصبح للماضي .. اثراً طويلا مهما أمتدت السنين ................................. لم يكن يوماً هذا العالم هو عالمه ، عالم قد أجبره ان يصبح كما هو الأن ، اجبره أن يصبح لا يهتم ولا يرغب بشئ سوا عمله الذي اصبح جزءً منه، حتي حياته فقد نسيها تماماً واصبح أله تعمل وفقط ، ولكن كما يقولون فالزمن يغير كل شئ ، ولا يصبح احدا دائما علي حاله تن*د فارس بشرود ، وهو يتذكر كلمه واحده ، كلمه لم ولن ينساهاا مهما مر به الزمن ، فالزمن مهما كانت سطوته علي الماضي لا يمحي طعنات الخيانه والغدر ، ليشرد في تلك الكلمه قليلاا حتي تسقط علي مسمعه (لقد رفعت الجلسه ) .................................................. ......... اما هي فلم يطعنها الزمن ،سوي بطعنات الألم واليتم ، لتسير حياتها من حياه بسيطه تنعم فيهاا بكنف والديهاا الي حياه وسط عم لا يعرف شيئاا عن الأبوه فكيف ستطلب منه ان يعرف كيف يراعي اليتيم ، لتتأمل ذلك الجدران البسيطه وهي تبكي بألم ،لتستيقظ من جانبهاا احد الفتيات ريم بطيبه : متزعليش يا ا**ه هنا ، هو بابا كده لتقترب منهاا هنا بحنان وتحتضنها : انا مش زعلانه يارومه ياحببتي ، ثم تقول لها بدعابه لكي تخفي دموعها: وكمان انتي عمله نفسك نايمه وانتي صاحيه ، بتضحكي علينا بقي ريم بطفوله : ما انا معرفتش انام ،عشان انتي زعلانه وبتعيطي ، لترفع الطفله يدهاا ببرائه قائله : يارب يا ا**ه هنا تتجوزي ملك زي سندريلا كده ، وتعيشي في قصر كبير ،وفيه فاكهه وحاجات حلوه ، لت**ت الفتاه قليلا لتقول ثانيه : زي المزرعه الي الراجل ابو شنب ده بيحرسها لتضحك هنا وتنسي ألامهاا وتقوم بأحتضان ابنة عمهاا قائله : طيب يلا ننام عشان مدرستك يا استاذه ريم بحب : ماشي ، بس تنامي انتي كمان ونغمض عنينا سوا لتغمض هنا عيناها وهي شارده فيما مضي منذ عام ، تاركه من جفونها دمعه هاربه .................................................. ............ لم يكن بعد حديثها هذا ، سوي أن تنظر لهاا عمتهاا بنظرة قد فهمت هي معناهاا ، لتقترب منهاا بحب قائله بدعابه ها ياعمتو ، فكره حلوه ، ولا برضوه هتعترضي عليها أمال بتسأل : وايه الي فكرك بالمزرعه بتاعتنا دلوقتي ، احنا بقالنا مده كبيره مش بنروحهاا نيره بطفوله : اصل بصراحه ياعمتوكده ، عايزه فرحي يكون مميز ، وملقتش غير المزرعه اننا نعمله فيهاا .. بدل الفيله هنا أمال : ما انا قولتلك هعملهولك في احسن فندق انتي الي فضلتي تقولي أصل ياعمتو أفراح الفنادق بقيت حاجه ممله ، وانا ويوسف عايزين حاجه مختلفه ، يعني فرحك في الأرياف يانيره هانم هيكون مميز ، لاء انتي بجد بقيت دماغك غريبه لتضحك نيره بحب علي عمتها : دماغي ديه زيك كده بالضبط ياعمتو لتنهض أمال من امامهاا قائله : خدي رئي اخوكي ، ولو وافق فأكيد أنا مش هعترض ، بس رئي فارس هو الأهم لتسير نيره بأبتسامه عارمه خلف عمتها قائله : ربنا يخليكي لينا يا أحلي واحن عمتو في الدنيا لتفتح اليها أمال ذراعيهاا قائله بحنان : كبرتي يانيره ، وهشوفك عروسه خلاص ، مكنش نفسي تبعدي عني ياحببتي ، بس هعمل ايه ديه سنة الحياه لتقترب منها نيره بدموع قائله : عمري ماحسيت باليتم ، عشان انتي ديماا جنبنا ، لما ماما ماتت ، كنتي أنتي الحضن الي بحس جواه بالدفي ، حتي لما بابا كمان مات انتي وفارس عوضتوني عن كل حاجه ، انا فعلاا محظوظه بيكم لتمسح أمال دموعهاا بحب : انتي وفارس ولادي ، مش ولاد اخويا ، ربنا يديني طولت العمر لحد ما أشوف ولادكم .. يااا نفسي أفرح بفارس كمان ليأتي فارس من خلفهاا قائلا : ياسلام علي الدراما بتاعت المسلسلات القديمه ، متشركوني معاكوا الدراما ديه نيره بدعابه : الدراما ديه هي أساس فرحتنا ، مش بيقولوا الستات تزعل تعيط ، تفرح برضوه تعيط أمال بحب : مش هتفرحنا انت كمان بيك يافارس ! لي**ت فارس قليلا .. ناظرا الي عمته ب**ت حتي يقول : تاني ياعمتي ، لو انتي كنتي نسيتي الماضي ، انا منستهوش ، ياريت ياعمتي تنسي في يوم أني ممكن افكر اني اخلي ست من تاني تشاركني اسمي أمال بألم : يابني ، صدقني مش كل الستات زي بعضها ليضحك فارس بألم قائلا : وانا بقي مش عايز اشوف الكل ، انا شوفت عينه منهم ، وتقريبا كده بقيت واثق في ان كل الستات نسخه واحده حتي ي**توا جميعا ، ليقول هو بصوت جامد : انا طالع اوضتي أرتاح ويذهب هو ويظل الماضي كما لو كان حاضرا ، في أذهان أصحاب هذا البيت .................................................. ................ وكما يكون أمسهم ،يكون صباحهم ، لا يتغير فيه شيئا ، يبيتون علي صراخ ويصحون علي هذا الصراخ ايضا ،صراخا اصبح جزء من حياتهم ،صراخ أبً قد أنساه الزمن أبوته ليصبح الجفاء هو الشئ الوحيد الذي بداخله وقفت زينب امامه وهي تمسح دموعها قائله : بتزعقلي عشان بقولك اتقي الله فيا وفي بناتك ، حرام عليك ياشيخ منك لله ليمسك هو احد ذراعيها قائلا : ماهو بسبب نكدك ده ،انا مبحبش اقعد في البيت ولا بطيقه ولا بطيقك ،وياريت يا ام البنات تبطلي كل شويه تسأليني كنت فين ورجعت متأخر ليه ، فزي الشاطره كده توفري اسألتك ،ولو عايزاني اريحك انا كنت مع واحده وبايت معاهاا كمان مبسوطه كده ولا عايزه تعرفي حاجه تانيه ... لتبتعد زينب من امامه قائله : اتجوزتني ليه طيب مادام انت بتكرهني كده ليضحك صالح بسخريه : بعد 12 سنه جواز جايه تسأليني السؤال ده ،اقولك ياستي ليبدء في خلع قمصيه وهو يقول : اصلك كنتي عجباني ، اما دلوقتي خلاص راحت عليكي ! لتنظر اليه زينب بدموع قائله :راحت علياا صالح بجفاء: مش عايز وجع دماغ تاني بقي انا مش فضيلك ، اطفي النور واقفلي الباب عشان عايز انام لتتطلع اليه هي في ألم ، حتي تسقط دموعهاا ثانية فتمسحهاا سريعاً وهي تتأمل ذلك الجدران بحسره .................................................. ............ جلست في مكانهاا المعتاد الذي باتت تعشقه ، وكأن هذا المكان الوحيد هو من تجد فيه نفسها التي ضاعت مع اول كلمة سمعتهاا من عمهاا وهو يقول لها : انتي هتيجي معايا البلد ياهنا ، مبقاش ليكي مكان هنا لتتطلع اليه هي بتسأل : اجي معاك فين ياعمي ، هو بابا وماما فين .. مش كانوا مسافرين البلد ليك ! ليتطلع اليهاا العم قائلا : ابوكي وامك ماتوا وهما راجعين في حدثة عربيه لتهبط دموعهاا وسط بركان من ألم شعرت فيه وكأنه كابوس ستفيق منه عندما تصحو ، ولكن نظرات عمها وجارتها التي ضمتهاا بحنان ... كانت هي واحدها تكفي بأن تخبرهاا بأن الكابوس ليس سوا بحقيقه لتفيق من شرودها ، وهي تمسح عبراتهاا بألم ..ناظرة علي منظر المياه التي امامهاا وتلك الاشجار التي تحاوطها ..حتي تتنفس ببطئ وكأنها تعيد لانفاسهاا الحياه ثانية .................................................. ................ اما هي وقفت تتأمل أبنة اخاها بحب ، لتشاهدها وهي تدور حولها بفستانها الابيض ، ناظره لها بنظرات أم وليست كعمه .. حتي تسقط دمعه من عينيها قائله : ماشاء الله ياحببتي، زي الملايكه ! لتقترب منها نيره بحب : بجد ياعمتو! امال بدموع : بجد ياحبيبت قلب عمتو نيره بدعابه : طب بتعيطي ليه دلوقتي ، بقي أمال هانم بتعيط ومش خايفه علي بشرتها لتضحك أمال رغما عنها قائله : عشان مبقاش عجوزه يابت ، وافضل شباب طول عمري لتقترب نيره منها قائله :قولي بقي كده ، شكلك بتفكري تتجوزي ياعمتو لتبتسم امال بحزن قائله : يعني ما أفكرش أجوز دلوقتي ، لغير بعد ماقربت ابقي جده لتداعبها نيره بمرحها : جده ، ده انا الي جده ، حد يشوف القمر ده بعيونه الزورق ، ويقول كده ... يعني ياربي اخد منها كل حاجه الا لون العين لتضحك امال بحب علي ابنة اخاهاا : ربنا يصبرك يا يوسف عليها ، كويس انه هياخدك بعيد وهيريحنا منك لتتطلع اليها نيره بزعل مصطنع : بقي كده ياعمتو، ده انتي من يومين كنتي بتقولي انك مش هتستحملي بعدي عنك ، دلوقتي بتبعيني لتنظر اليها أمال قائله : غيرت رئي ، يلاا غيري الفستان بسرعه عشان خطيبك مستنيكي تحت .. لتغادر أمال حجرة أبنة أخيها ، وتظل هي حالمه بيوم عورسهاا ، ناظره للمرئه بفرحة عروس سيجمعها الله بمن تمنت ... .................................................. ............ أما هو كما أعتاد ،جلس يتابع بعض مشاريعه خلال اجتماع قد خصصه فقط ، لمن يراه يستحق بأن يعطي له فرصة ليضع بقدميه علي اول درجات السُلم لطريق مستقبله، حتي لو كان مازال شابا في مُقتبل حياته ، ليبقي الفيصل الوحيد هو الاجتهاد ... لينطق أحد الشباب قائلا : بس تقريبا المشكله مش في موقع المكان ، المشكله في الخدمات تعتبر منعدمه ، وده مش هيجذب أي حد أن يفكر يجي في مكان زي ده لينظر اليه فارس بتمعن قائلا : طيب والموقع ! ليقول احدهما : الموقع فعلا هايل ، بس الخدمات فعلاا قليله اوي ، وده هياخد معانا وقت كبير لي**ت فارس قائلا : فعلا الخدمات قليله وتكاد تكون منعدمه ، بس الي حضرتكم متعرفهوش ان الحكومه ناويه تقيم احد مشروعتها علي بعد 2 كيلو ... وبالتالي هيكون مشروعنا من السهل اوي ان كل الترخيصات تكون ليه مسهله وبما ان الأرض ملك لمجموعتنا ، يبقي المشروع هيكون مفيد لينا وكمان للحكومه .. لان بكده المكان هيبقي موقعه حي والخدمات هتقدر تتوفر لينا لينظروا جميعهم اليه ، ويبدئوا في مناقشته ... حتي ينتهي الاجتماع ويغادر جميع المهندسين ... ليتن*د هو قليلا بتعب .. وينظر في ساعته ليجد ان احد محاضرته في كلية الهندسه خصيصاً ستبدء بعد ساعه من الان ... ********
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD