(2) الفصل الثاني

3336 Words
ووسط ضحكاتهم ومزاحهم معها، كانت السعاده تغمرهم ،لتظل نظرات عيناها تحاوطهم .. حتي اقتربوا منها الثلاث فتيات قائلين : احنا بنحبك اوي يا ا**ه هنا لتبتسم لهم هنا بحب : وانا بحبكم اكتر بكتير لتقول اصغرهم (ريم ): قد البحر والنجوم لتضحك هنا وهي تداعب تلك الطفله المشاغبه : اكتر من البحر والنجوم والقمر كمان لتدخل عليهم زينب بملامحها الطيبه قائله : بتعملوا ايه يابنات لينهضوا الثلاث فتيات .. ويقتربوا من أمهم سريعا ، حتي تحاوطهم هي بحنانها ، لنري صورة لا يمثل لها في العطاء والدفئ أكثر منها ، وكيف سيتمثل الدفئ والعطاء في صورة ارقي من ذلك لتتطلع اليهم هنا بحب ولكن مازال قلبها يعتصر الماً ، فذلك المشهد لا يزيد عليها سوا الذكريات التي دائما تحاول الهروب منها لتنظر لها زينب مبتسمه ، وهي تبتعد عن بناتها وتسير بخطوات بطيئه حتي تقترب منها ، واضعه بيدها الحنون علي احد كتفيها قائله لبناتها : ايه رئيكم النهارده نفضل سهرانين ونتكلم مع بعض في أي حاجه ! ليركضوا الفتيات نحو أمهم الحنون مبتسمين ...وتبقي العيون وحدها هي من تعبر عن فرحة هؤلاء الصغار .......................... ........................ ........... اما هما بعض **تا طويلا دام للحظات ، رفع بوجه بعيدا عن طبق طعامه ناظرا لاخته بتمعن قائلا : مادام انتي حابه كده ،فمافيش مشكله عندي لتقترب نيره منه بحب بعد ان نهضت من فوق مقعدها: انا بحبك اوي يا احلي اخ في الدنيا لينظر اليهم يوسف قائلا : شكلي هبتدي اغير من فارس لتتطلع اليه نيره بدعابه : اصلا محدش يقدر ياخد مكانة فارس .. ابدا حتي انت ياسي يوسف ! ليضحك يوسف بحب : مش بقول انا كده هغير لتبتسم امال لهم : فرحتي دلوقتي ،عشان خلاص اخدتي الموافقه ، مع اني مش متقبله الموضوع ده ، بس ربنا يسعدكم لتتلاقي اعينهم جميعهم بفرحه ... وتبقي عين واحده هي من لا تهوي شئ ...وكأن الاشياء جميعها اصبحت بالنسبه له معدومه برغبته..   .............. .................. .......... وما كان للذكريات غير الحنين ، لماضي قد مضي ولكن ليس كل مامضي قد يُنسي مع الزمن ، فالزمن قد يُمحي كل شئ إلا لحظات قد أجتمعت فيها الأحبه ... او قد طُعنت فيها القلوب ومع كل ذكري بدأت تعيد إلها الماضي ، كانت أنفاسهاا تنسحب ببطئ وكأن الحنين يُصارعهاا داخل قلبها المحطم .. قلبها الذي حُرم عليه كل شئ إلا حبه الأبدي ... كانت نظراتهاا تدور بين كل مكان وأخر ، وهي تشاهد تلك البلده البسيطه داخل سيارتها الفارهه ، التي طافت بها بكل مراحل عمرهاا ، حتي أتي الشباب واتي معه الحب الذي قد حُطم وسط سطوة الغني والفقر، لتتن*د هي ببطئ شديد ناظره لأبنة أخاهاا قائله بهدوء : المكان هنا وحشني اوي ،البلد لسا زي ماهي لتتطلع اليها نيره بأعجاب لما حولها من طبيعه أخاذة : شوفتي بقي ياعمتو ،عشان تعرفي ان كان عندي حق لما فكرت أعمل حفلة زفافي هنا لتدور عمتهاا بوجهها الي مكان قد اخذها اليه قلبها بالحنين ناظرة له بذكريات ..حتي يسقط علي مسمعها كلمه واحده وسط ابتسامة حب قد اخذت قلبهاا وهو يقول لها :بحبك اوي يا امال ،ونفسي تكوني ليا انا وبس لتفيق امال ثانية علي صوت ابنة اخيها قائله بدعابه : لسا بتحبيه ياعمتو ،بعد كل السنين ديه لسا فاكره كل حاجه لتتطلع اليها أمال بوقارها وجمالها : وتفتكري في حب بيتنسي ،الحب من الصعب اوي يتنسي مادام بقي جزء منك ،واحمد مكنش قصة حب في حياتي عاديه احمد كان كل حاجه لت**ت نيره قليلاً... حتي تقول : عشان كده مكنتيش حابه نيجي المزرعه ! لتتن*د امال قائله : مبقتش احب اي مكان هنا ،عشان كل مكان بيفكرني بأجمل ذكرياتي معاه.... لتضع نيره بيديها علي ايدي عمتها بحنان قائله : هو اكيد محظوظ عشان يفضل حبه لحد دلوقتي لسا في قلبك لتبتسم امال وهي تتذكر احد كلماته قائله :كان ديما يقولي هحطم غرورك ده ... لحد مافعلا غروري أتحطم علي ايده وحتي عِنادي .. بقي هو الوحيد الي يقدر من كلمه واحده يخليني من أمال البنت المتعجرفه لــ أمال البنت الرقيقه الهاديه !! لتضحك نيره علي كلام عمتها قائله بحالميه :الحب يعمل اكتر من كده ياعمتو لتتذكر امال هيبتها أمام ابنة اخاها قائله : بنت أحترمي نفسك ، انا ازاي اصلا اتكلم معاكي واسمحلك بالكلام لتضحك نيره حتي تدمع عيناهاا قائله : بتقلبي في لحظه ، زي العاصفه ! لتقف بهم سيارتهم الفاخمه أمام ذلك القصر الذي **م بأبداع ، وتتجول أبصارهم وسط كل هذا الجمال ، تاركين لأعينهم الشوق والأعجاب .. فالشوق يبعث من داخل أحدهم بسبب الحنين أما الأعجاب فيبعث من أجل تلك الصوره التي صُممت بها الطبيعه ... وتبقي العين مرسالاً للقلوب ....................... ........................... ................ اما هو كان يتجول بهيبته هنا وهناك وسط طُلابه ناظراً لكل منهما بأمل بأن يصبح من بينهم شباباَ يستحقون أن يُبني المستقبل بهم ، لتظل هي تتابعه ببصرهاا كما أعتادت في كل محاضراته ،حتي تلمع عيناها بحب وهي تتأمل كل تفاصيله .. ليقف هو أمامها ناظراً بورقتهاا ب**تاً طويلاً .. حتي يبتعد بنظره الي اخر ، لتتن*د هي ببطئ ناهره قلبها علي هذا الحب .. الذي سوف لا يعصف بأحد غيرها لتقول أحد صديقاتها بهمس : الكجول لايق اووي في دكتور فارس ، عن الزي الرسمي ، هو في حد جميل كده وقمر كده ياناس ! لتنظر لها ريهام ب**ت وهي متألمه بسبب حديث صديقتها لتلاحظ سميه **تها لتقول : ريهام ، انتي معايا ، ولا شكلك في عالم تاني ، أمممم بتفكري اكيد في باسم لتتطلع اليها ريهام بألم ، عندما ذكرت ذلك الأسم .. لتضحك سميه بصوت يكاد يكون مسموعاً ، حتي يلتف اليها فارس بحزم قائلا : ركزي في ورقتك يا أنسه لو سامحتي .. ثم ينظر الي ساعته قليلا قائلا بصوت جامد : فاضل ربع ساعه علي انتهاء مدة الامتحان ! ليتطلعوا الطُلاب الي بعضهم البعض ... حتي تسقط أعينهم علي ما أمامهم مندمجين بين حروف اسئلته ثانية ....................... ........................... ................ وفي وسط دموع ذكرياتها .. تذكرت عاًما أخر قد مر عليها بدونهم .. لتتطلع الي ذلك التاريخ أمامها بألم ، فهاهو عامها العشرون التي أتمته اليوم بدونهم .. كما أتمت عامها التاسع عشر بدونهم أيضا .. لتمسح دموعهاا سريعا وهي تتذكر أجمل لحظات قد حُفرت في ذاكرتها لتشرد في كل عاما قد مر عليها وهما يُحاوطوها طابعين علي وجنتيها قبلة حانيه ، وهمسه دافئه ونبرة سعاده بسيطه تجمعها كلمة واحده وهم يقولون لها : كل سنه وانتي طيبه ياحببتي ! لتسقط تلك الكلمه ... وتسقط دمعه قد لمعت بين جفونهاا ، متأمله ذلك السلسال البسيط ناظره الي صورة والديها لتقول بألم يعتصر قلبها : وحشتوني اووي ، عارفين ديه تاني سنه احس فيها اني عايشه ومش عايشه ! لتشعر بحركة مقبض الباب ، فتمسح دموعهاا سريعا .. ناظرة بعينيها الي صفحات الكتاب الذي أمامها .. حتي تجد ريم الطفله المشاغبه امامها لتقول : ا**ه هنا ، انتي لسا مخلصتيش مُذكره ، يلا بقي تعالي اقعدي معانا لتبتسم لها هنا بعفويه قائله : روحي انتي يا رومه ياحببتي ، اتف*جي علي التليفزيون ، وانا لما أخلص هاجي علطول لتقترب منها ريم ، لتمسك أحد ايديها برفق : عشان خاطري يا أبله هنا ، عشان خاطري تعالي معايا لتسير معها وسط ألحاح ريم .... حتي تتفاجئ بحفلة صغيره ، قد اعدتها لها زوجة عمها ، تتكون من قالب كيك بالتوت بسيط ، واكواب من الشاي ، وبالرغم من بساطة ذلك الحفل ، كانت السعاده اكبر بكثير ، لتتفاجئ ببنات عمها يركضون اليها بحب قائلين : كل سنه وانتي طيبه يا احلي أبله هنا في الدنيا لتحتضنهم هي بحب ، ناظره لعيونهم التي أحبتها ببرائتها ، التي لا تشعر أمامها سوا بعفوية ونقاء أصحابها لتقول لهم بحب : يااا كل ده ليا ، انا مكنتش فاكره اني مهمه اوي كده عندكم لتقترب منها زوجة عمها قائله : تفتكري اننا ممكن ننسي يوم زي ده ، صحيح احنا السنه الي فاتت مكُناش لسا عارفين امتا اليوم ده ، بس النهارده بقي كنا مستنين عشان نحتفل بأحلي سنه مرت وانتي معانا ياهنا لتدمع عين هنا بحب قائله : انتي طيبه اووي يا طنط زينب ، وانا بحبكم اووي لتضمها زينب لها بحب : وانا بحبك اوي ياهنا ليتطلعوا البنات اليهن ويحاوطوهم قائلين : واحنا بقي بنحبكوا اوووي لتقول صغيرتهم بعفويه : وانا عشان بحبكم اوي ، جبتلكم توت احمر من المزرعه ، وخليت ماما تعمل الكيكه بيه ، شوفتي بقي يانور ... مش زيك بتاكلي التين لوحدك لتضحك هنا وزينب بشده علي حديث تلك المشاغبه التي اهداها الله نعمة جمال الروح والخلق لتسرع سلمي بالحديث قائله : يلا بقي ناكل الكيكه ليقتربوا جميعهم من تلك المائده ، وسط ضحكاتهم ومشاغبة ريم لأخواتها .... حتي ينقضي اليوم بجمالهِ بدون وجودهِ لتصبح السعاده تحاوطهم ... رغم فقر كل شئ لديهم .. فحقا السعاده تصنع بأيدينا .. وليس بشيئاً اخر ومادام الروح تدب في اعماقنا ...تظل للحياه شعاعاً لامعاً لا يُدركه سوا الانقياء من لم تختلط قلوبهم بالكره والنقم علي الغير .................................................. ............. ووسط أوراقه المتناثره في كل مكان ، سقطت عينه علي صورة قد تاهت وسط ذكريات أوراقه ... لينظر الي تلك الابتسامه الخبيثه التي تجمعهما في تلك الصوره ممزقاً ايها بكل كره ، حتي يجلس علي طرف فراشه وهو يتن*د بألم ، واضعاً برأسه بين كفيه .. ليشرد في يوم قد كان لا يفرق فيه عن الموتي بشئ .. ليتذكر نظرات عمته وهي تتطلع اليه بألم في ذلك القفص وهي تبكي ، حتي تبدء لحظة الدفاع ... وتبدء معه مهمته لكي يبدء بالضغط علي زر واحد وهو زر الخيانه التي اهتزت معها رجولته وحياته ... ليفيق من كل هذا ، وهو يضغط بكفه بشده علي تلك الأوراق المتناثره وكأنه يضعظ علي عقله ليمحي هذه الذكريات التي أصبحت جزءً من حاضره ومستقبله ليترك باب غرفته خادمه قائلا : فارس بيه ، بشمهندس هشام منتظر حضرتك في المكتب ! .................................................. ................. ومع أنتهاء لحظات حفلتهم البسيطه ، تبدلت ملامح وجههم للحزن وهم يرونه قد اتي اليهم يترنح من السُكر ، لتتطلع اليه زوجته بألم وهي تراه هكذا امام أبنة اخاه ، لتحمد ربها في سرها بأن بناتها قد خلدوا الي النوم ، ليقترب هو منهم قائلا: ياتري ايه الي مسهركم كده ، ولا السهر مش بيحلا غير وانا مش موجود زينب بألم : النهارده كان عيد ميلاد هنا ! ليضحك صالح بسُكر قائلا : مش كنتوا تقولولي ، عشان اجي احتفل معاكوا ، ثم يسير بخطوات بطيئه الي غرفته وهو يُدندن ببعض الأغني ، ليتلف ثانية اليهم قائلا : زينب .... لتسمع هي صوت ندائه ، حتي تتطلع اليه وهي حامله ابنتها الصغري ، لتفهم نظرة عيناه ف*نظر اليه بألم هنا بحنان وهي تُمد بكفيها الصغيره لزوجة عمها : انا هدخل ريم ، تصبحي علي خير لتتطلع اليها زينب بحب : وانتي من اهل الخير ياحببتي وقبل ان تدخل هنا الي تلك الغرفه التي تشارك فيها بنات عمها : متشكره اووي علي الحفله الجميله ديه لتبتسم لها زينب ، وتسير بخطوات بطيئه الي ذلك الزوج ، الذي لا يرغب بها سوا لمتعته وفقط حتي تدلف الي الغرفه لتجده ، قد نام في ثبات عميق كما ظنت ، فتردف بجانبه الي الفراش بعد انا أبدلت بملابسها ليحاوطها هو بذراعيه وسط انفاسه الكريهه ، قائلا : عايزك ولا هتمنعيني من حقي لتتطلع اليه بألم تاركه له جسدها كما يرغب ، سابحه بين أعماقهاا بدموع امرأه قد سُلب منها حياه قد تمنت ان تحيا بها مع من سيكون لها سكناً ... ولكن ليس دائماً ما نرغب به يسير حقيقه ، وليس السكن دائماً يُنعمنا بالدفئ والراحه ، فأحياناً يصبح السكن موحش ولا يكون سوا سجناً يضم جلاداً ........................ .......................... ................. وكما طاف بها الحنين وحاوطها ، أتي بها ايضا الي ذلك المكان الذي اصبح ذكري مع الماضي ... لتمر السنون وتمر الفصول والاماكن ليظل هذا المكان كما هو وكأن الماضي كان بالأمس وليس من 27 عاماً ،لتبتسم بألم وهي تتذكر الفتاه ابنة العشرون عاما فتسير ذكريات الماضي امام عينيها حتي يمتد بصرها الي تلك الفتاه الجالسه علي جزع شجرتها المفضله التي بقيت كما كانت ،لتقترب منها أمال بجمالها لتقول بصوت هادئ : بتحبي المكان ده اوي كده ! لتتطلع اليها هنا ،وهي تتأمل جمالها هذا وبرغم انها اصبحت تتخطي منتصف الاربعين الا ان من يراها يظن انها بفتاه في أواخر العشرين من عمرهاا لتبتسم امال قائله بدعابه : عارفه اني جميله بس مش لدرجادي يعني ،غير بعد ما شوفتك فأنتي اجمل بكتير مني وانا كده هغير علي فكره لتبستم لها هنا بحب علي بساطة حديثها ومرحها رغم ان هيئتها لا توحي سوا بسيده ثاريه لتقول : حضرتك اول مره تيجي البلد هنا لتتطلع اليها امال بشرود قائله : انا اصلا من هنا بس مجتش من زمان اووي ،وتنظر الي تلك الشجره قائله : حتي جزع الشجره ديه ممكن يقدر يقولك لتنظر اليها هنا بتسأل ....... حتي تقطع هي نظرات التسأل من عينيها قائله :أصل انا برضوه بحب المكان ده اوي ، ليه ذكريات كتير عندي لت**ت هنا قليلا قائله بتن*د : المكان ده الوحيد الي بحس فيه ان في حاجه هنا بتربطني بي ، مع اني ماعشتش هنا بس حاسه ان ليا فيه ذكريات كتير لتتأملها امال بأبتسامتها الصافيه :أمممممم ،شكلك هتشاركيني في مكاني وانا مش بسمح لاي حد ياخد مني حاجه ملكي لتضحك هنا قائله : شكل حضرتك انسانه جميله اووي شكلا وروحاً امال : حضرتك ،حضرتك ... مابلاش حضرتك ديه انا مش كبيره اوي هما 47 سنه بس علي فكره ، أنا اسمي امال ياستي لتمد لها هنا يدهاا بحبور : وانا اسمي هنا لتتطلع اليها أمال طويلا وهي تتذكر ذلك الاسم قائله : اسمك جميل اوي ياهنا لتبتسم لها هنا قائله : بابا هو الي اختاره ليا ، ديما كان بيقولي اسمك ده بيفكرني بأجمل ورده أنا زرعتهاا بأيدي وسمتها وردة الهنا ، اصل بابا الله يرحمه كان مهندس زراعي ليسقط حديث هنا علي مسمعهاا وكأنها تتذكر صوته البعيد يتردد في أذنيها لتفيق علي صوت هنا وهي تقول : وحضرتك اسمك جميل اووي امال بأبتسامه شارده : قوليلي بقي ايه الي عجبك في المكان هناا ... لترفع هنا ببصرها قليلاا وهي تتأمل كل شئ حولها قائله : كل حاجه هنا بتاخدني لعالم تاني ، صحيح مش عارفه ايه هو العالم ده ، بس عالم بنسي فيه نفسي لتتأملها عيون أمال اللامعه ... وهي تتذكره هو فقط بكل تفاصيله حتي تلك البسمه التي كانت تشع من عيونه مازالت عالقه بين ذكريات حبها وعشقها له ليصبح للحب ... أثرا عالقا بأرواحنا مهما أمتدت أعمارنا .. فيشيب العمر ولا يشيب القلب مهما حدث !!! ........... ............... ..................... وفي وسط ذكرياته وشروده وهو يتحسس بكفيه فرسه الابيض ، كانت هناك عينن تتابعه بشغفاً شديد ، تتطلع الي تلك المداعبات بينه وبين ذلك الفرس وصهيله الذي لا يدل الا علي شوقه لصاحبه ،كل هذا كانت تره وهي لا ترغب في شئ سوا ان تركض اليهم لتلعب معهما وفقط ،فبعمرها هذا لا يقتصر تفكيرها سوا علي اللعب واللهو ... فمن يري عينيهاا المشاغبه يبتسم رغماً عنه ... وكيف لا يبتسم وهو يري نظرة أعين طفله تتطلع الي كل ماحولهاا وكأنهاا ستستكشف شيئاً خطيراً سيحدث ، ومع كل نظرة من عينيهاا كان يراقبها وهو يبتسم دون ان يشعر حتي انه ظن بأن تلك الطفله قد خرجت من عالم الرسوم المتحركه التي احيانا تسيطر علينا فتضحكنا حتي تدمع عيننا وكأننا كنا نبكي لا نضحك ليلتف اليها رغما عنه وهي تبسبس لذلك الفرس وكأنها تري قطه ماثله امامها وليسا فرساً عربياً اصيل ... فتتلاقي اعينه الحازمه بأعينها المشابغه التي لا يكون بصاحتها سوا غيرهاا (ريم ) فتركض بعيدا عن تلك البوابه التي تشاهد من خلال اعمدتهاا الواسعه تلك الأحصنه بألوانها الجميله ..... فيضحك هو بشده حتي يأتي ذلك السايس ليقول : تحب اخرج مرجان يا فارس به ليتطلع اليه فارس قليلاا ليقول : لا ياعم سيد لينظر له سيد ذلك الرجل الطيب باسماا ليقول : الي تؤمر بي يافارس بيه ! .................................................. ............ اما هي فكانت تستمع الي بنات عمها وهم يتحدثون عن ذلك الحفل الذي سيُقام بعد غدا ،ذلك الحفل الذي اصبح حديثهم يومياً من يوم ان بدأت التجهيزات وأتوا اصحاب المزرعه الذين لا ينظرون لهم هؤلاء الفلاحون البُسطاء سوا بأنهم أناس قد خرجوا من احد المسلسلات لتركض اليهاا نور (الوسطي ) قائله : هما معاهم فلوس كتير اوي كده يا أبله هنا ، ديه الحفله ديه اكيد هتكلفهم فلوس كتير اووووي لتأتي سلمي (الكبري) خلفها : يابنتي انتي مشوفتيش العربيات بتاعتهم ، انا عمري ماشوفت عربيه في البلد هنا زي كده ، هما بيشتغلوا ايه يا ا**ه هنا عشان يبقي معاهم كل الفلوس ديه لتضحك هنا قائله : هي فين كمان ريم عشان تيجي تحكيلي علي الي شافته ، مفضلش غيرها لتأتي اليهم ريم راكضه بعدما أتت من الخارج لتقول بمشاغبتها الطفوليه : انا شوفته ، انا شوفته ... وتخرج ل**نهاا لأختهاا التي تكبرها بعامين قائله : وانتي مشوفتهوش يا نور! لتضحك هنا ثانية علي تلك الطفله قائله : وشوفتي ايه بقي يا أنسه ريم ريم بطفوله وهي تجلس علي طرف الفراش وتخلع حذائها الصغير : شوفت صاحب المزرعه ، ده مش شكل خالص الراجل ابو شنب كبير ، ده شبه الامير الي اتجوز سندريلا في الكرتون ، لاء وأحلي كمان انا عايزه لما أكبر اتجوز واحد زيه ويكون معه حصان ابيض عشان نلعب انا وهو سوا مع الحصان لينظروا لهاا الفتيات بتعجب ... حتي يضحكون علي طريقه حديثهاا ، لتقول سلمي : لاء وكمان عايزه تتجوزي يا مفعوصه ده انتي لسا عندك 6 سنين ! لتقترب منها نور بمشاغبه قائله : انتي بتكدبي ياريم ، اصلاا الراجل صاحب المزرعه ده اكيد عجوز وعنده شنب ابيض لتضع ريم برأسها علي الوساده بتعب من أثر الركض قائله : انا مش كدابه علي فكره يانور ، عشان ا**ه هنا قالتلي الكدب حرام .. ومش هحكيلك اي حاجه تاني بقي ومش هقولك علي اي حاجه ولا هد*كي من التوت الي جيبته ولا المانجه كمان وتخرج من كلتا جيبيها ، بعض التوت وأحد حبات المانجه لتلوح بهما بأيدها الصغيره في وجه أختهاا لكي تغيظهاا لتبتسم هنا علي مشاغبتهما ، وتقول سلمي : يلا يا أبله هنا سمعيلي سورة تبارك ! لتسيرمن أمام أعيننا صورة من أجمل ماتري العين ، ب*عاع الحياه الذي لا يتكمل سوا بتلك البساطه ، فتصبح البسمه مرسومه علي وجوهنا ونحن نتخيل هذه الصوره المرسومه أمام مرمي ابصارنا ، ولنا في بساطه حياتنا حياة .......................... ........................ ............... اما تلك الاسره التي اجتمعت الأن من اجل وجبة العشاء ، كان الحديث هو سيد مجلسهم ، فقد أقتربت تلك اللحظه التي ستُزف فيها ذلك العروس التي تعطي لحياتهم السعاده بسبب مشاغباتهاا ومرحهاا الذي سيفتقروه بعد يومين عند رحيلهاا الي بلداً بعيداً ستعيش فيها بكنف زوجهاا لتتطلع الي عمتها وهي تقول : عمتو انتي بعتي كل كروت الدعوه للناس الي أيدتك اسمئهم وطلبت منك تعزميهم لتنظر لها أمال بغيظ قائله : ديه عاشر مره تسأليني السؤال ده يانيره واقولك ، اني خليت منصور يبعتلهم دعاوي الفرح علي العناوين الي اديتهاني لتضحك نيره قائله : شايف عمتو يافارس ، وهي بتتكلم تحس انهاا مش أمال هانم خالص سيدة المجتمع الراقي لينظر اليهما فارس قائلا : المهم انتي مبسوطه يانيره نيره بفرحة عروس : اووي اوووي يافارس ، متعرفش انا اد ايه سعيده وقبل ان تكمل حديثهاا .. **تت من الخجل لتقول عمتها بدعابه : متكملي يا استاذه نيره ، ولا اتكثفتي دلوقتي لتنظر نيره لعمتهاا بطفوله قائله : كده ياعمتو بتحرجيني قدام فارس فارس : ربنا يسعدك ياحببتي! ... نيره بحب وهي تنهض من فوق مقعدها  لكي تحتضنه وتقبله : ويخليك ليا احلي وأحن اخ في الدنيا ! ليقف فارس بدوره ويضمها اليه بحب وهو يربط علي شعرهاا بحنان لتسقط دموع امال وهي تراهم هكذا ، حتي يقتربوا منها الأثنان ويحتضنوها ! ........................... ....................... ................. ووسط شروداً قد غاب معه النوم ، ظلت تتقلب في فراشها وهي تبكي بمرارة كلما تذكرت حديث عمهاا وهو يتحدث مع زوجته بأمر زواجهاا .. لتضع يديهاا النحيله علي أذنيها بدموع صامته لعلها تخفي صوت هذا الخوف وهو يذكرهاا بأن عمها يرغب بأن يزوجها لمن سيدفع له مالا أكثر ، لتنهض من فراشها بألم وتسير بخطوات بطيئه لتضع ذلك الوشاح علي كتفيها وترتدي حجابهاا ومعطفها البسيط وتخرج من البيت بأطراف أصابعها حتي لا يستيقظ أحداً ويسألها ماذا بها فكيف ستقول ، هل ستقول لقد سمعت بأن حياتي ليست ملكاً ليِ....لتصبح بين يد*ك انت فقط ايها العم الذي اصبحت اعيش معه لكي احتمي بكنفه من مرارة الأيام وقسوة البشر .....ولكن القسوه ها هي اتت من اقرب الناس اليِ.... فتخرج وهي لا تعلم اين ستأخذها قدميها ، لتسير بشرود حتي تقف أمام تلك البحيره الصغيره وتجلس في مكانها الذي لا تعرف غيره ، وتبكي وسط الظلام ونسمات الرياح الهادئه ! اما هو فلم يكن بمنامه شئ مختلف عنهاا ، ليفيق بفزع وهو يتذكر صوت الرصاص والدماء ! فينهض من علي فراشه الوثير ، بعد أن أمسح بكفيه حبات العرق المتناثره علي وجهه ، ليقف قليلا أمام شرفة مزرعته ليتأمل ذلك السواد القاتم وكأنه يري ماضيه فيه حتي تأخده قدميه بدون هدي لذلك المكان أيضا ، ليلمح في الظلام الذي لا ينيره سوا ضوء القمر الساطع طيف خيالهاا ،حتي تأتي ريح عاليه ليطير وشاحها من علي كتفيهاا ليأتي به الرياح اليه ، وكأن الريح تبعث له بشيئا ، ممن سيكون جزءً منه ليظل بصره عالقاً علي هذا الوشاح قليلا ، حتي يلتف ليتطلع اليها ثانية وسط الرياح التي قد زاد نسيمها ليجدها تسير بخطوات سريعه بين الأشجار!   ******
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD