في فيلا إيلا لوبيز
كانت إيلا تجلس في غرفتها شاردة تحدق بالحوائط والارضية تفكر في كل ماحدث وسيل من الاسئلة انهال عليها دفعة واحدة..ماذا تفعل بدون والدها ؟ هل ستحتمل شهرين بدونه ؟ وهو كل شيء لها بالحياة بعد والدتها وماذا إن كانت حياته معرضه للخطر؟ كيف تتركه يواجه الخطر وحده ؟ وماذا ستفعل مع صديق مارك ؟ كيف تسكن مع رجل غريب؟ وكيف ستقنعه انها طفلة حتي لا ينفضح امرها ؟ تبا كل الأبواب مغلقة في وجهها انها خائفة من مصيرها المجهول وما تخبئه لها الأيام انها حزينة علي نفسها وعلي والدها ولا تعرف حقا ماذا تفعل ؟ استفاقت من شرودها في تلك اللحظة علي صوت مربيتها
المربية : إيلا صغيرتي أانتي بخير
ارتمت إيلا في حضن مربيتها بلحظة ولم تعد تحتمل اكثر من ذلك لقد فقدت السيطرة تماما وانهارت دموعها وتحدثت ببكاء شديد قائلة: لا اعلم لا اعلم انا خائفة حقا قلبي ينزف خوفا وقلقا ولا اعرف ماذا افعل
ضمتها المربية اكثر الي حضنها وحاوطتها بكل حب وحنان وهي تملس علي ظهرها وشعرها وتحدثت بنبرة دافئة لعلها تهدا قائلة : حبيبتي لا تزيدي الوضع سوءا ولا تحملي نفسك اكثر من طاقتها فليس لكي اي ذنب فيما حدث لا تخافي حبيبتي كله سيمر ولن يحدث اي مكروه لوالدك انتي قوية هوني عليه يكفي ما هو فيه سياكله القلق والخوف ويريد الاطمئنان عليك كل مر سيمر صدقيني وسنضحك علي هذه الايام سويا بعد ذلك هيا اريد أن اري ابتسامتك الجميلة تزين وجهك صغيرتي
هدأت إيلا من كلمات مربيتها المفعمة بالأمل ورفعت رأسها وابتسمت في وجهها حتي تطمئن عليها ثم ارتمت بين احضانها مرة اخري تستمد الدفء والحنان قائلة: أنا احبك ووجودك بجانبي فرق بحياتي كثيرا أنا لا ادري حقا ماذا كنت سأفعل من دونك
علي جانب أخر كان لوبيز يتحدث مع مارك علي الهاتف
مارك : لا تقلق عمي لقد اخبرت مايكل وهو مرحب جدا بإيلا واخبرني أنه سيعتني بها جيدا وانا ايضا سأكون دوما بجانبها لا تقلق لن نتركها بمفردها فكر انت فقط في نفسك ولا تشغل بالك بأي شيء إيلا في ايد امينة ثق بي قال بثقة محاولا طمئنت عمه حتي لا يحمل هم شيء
لوبيز : اشكرك بني علي كل ما فعلته إيلا امانة في رقبتك لحين رجوعي وانتهاء هذا الكابوس اللعين اعرف اني حملتك فوق طاقتك ولكن لا يوجد احد غيرك اعتمد عليه قال بأمتنان شديد
مارك : لا تقل هذا عمي إيلا اختي وانت مثل ابي لطالما عوضتني عن غيابه انا افد*كم بعمري وثق تماما انه لا يوجد احد في هذا الكون قادر علي ايذاء شعرة واحدة منكم طالما انا موجود
أغمض لوبيز عينيه محاولا التحكم في انفعالاته حتي لا ينهار وينفجر بالبكاء وحاول ان ينهي المكالمة قبل ان يفقد السيطرة قائلا : أشكرك بني كثيرا إيلا ستكون جاهزة وستكون بأنتظارك غدا حتي تاتي وتأخذها معك اتمني ان تسير الامور علي ما يرام سأطمن عليكم من وقت لأخر سلام بني
في هذا التوقيت هبطت إيلا من غرفتها لكي تجلس مع والدها قبل ان ينفذ الوقت ستشتاق له حقا رسمت علي ملامحها الثبات والابتسامة حتي لا تشعره بشيء وتجعله يحمل همها ويقلق عليها ويحزن فرغم خوفها وقلقها كان من اللازم ان ترسم الثبات لا أن تكون حمل زائد عليه لقد فعل من اجلها الكثير والكثير لا لن تزيد همومه
جرت إيلا علي لوبيز واحتضنته تستمد من حضنه القوة فذلك الحضن هو المكان الوحيد الذي تشعر فيه بالامان قائلة وهي تستنشق رائحة والدها التي ستفتقدها كثيرا : دادي حبيبي سافتقدك كثيرا حافظ علي نفسك من أجلي ارجوك انا سأكون بخير لا تقلق عليي معي مارك ومربيتي الحبيبة تن*دت وهي تشدد من أحتضانها له واكملت قائلة : صدقيني ستمر الايام سريعا واراك وارتمي في أحضانك مرة أخري فقط كن بخير أرجوك من أجل صغيرتك إيلا
طبع لوبيز قبلة حب علي فروة رأسها وهو يشدد في احتضانها وكأنه يريد أن يخبأها بين أضلعه فهذه المرة الأولي التي سيترك فيها إيلا كل هذه المدة منذ وفاة والدها وقلبه يتمزع حقا ويأبه مفارقتها أنها صغيرته حبيبته وفلزت كبده أخذ نفسا وتماسك قائلا : حبيبتي إيلا انا ايضا سأفتقدك كثيرا أرجوك أنت أيضا حافظي علي نفسك طفلتي لقد كنت أتحدث مع مارك منذ قليل سيأتي غدا لاصطحابك
أنقباضة قوية أستهدفت قلب إيلا في تلك اللحظة لأن الوقت قد أقترب ولكنها حاولت أخفائها رفعت رأسها وتحدثت بأبتسامة دافئة قائلة : كيف سأطمئن عليك حبيبي
أحتضن لوبيز وجنتيها بين يديه بحب وهو يحدق بها يتمعن يحاول أن يشبع من ملامحها التي سيفتقدها كثير ولكن وا****ة انه لن يشبع منها ابدا بادلها الابتسامة الدافئة ايضا قائلا : لا تقلقي سأعرف كل اخبارك أول بأول واطمئن عليك وحينما تكون الفرصة سانحة سأتصل انا بك أنهي حديثه وهو يضمها بشدة حتي لا تخونه دموعه وتنهار أمامها
في قصر مايكل دوجلاس
كان مايكل يجلس في مكتبه بالقصر شاردا يفكر في اتفاقه مع مارك وهذه الطفلة التي ستنقض عليه كالكابوس لا يعرف ماذا يفعل معها وما الذي سيأتي له من تحت راسها طوال الشهرين التي ستقيم فيها معهم هل هي مزعجة مشاغبة ام طفلة هادئة مطيعة لا لن يسمح لها بأفتعال المشاكل يجب ان تطيعه من اول يوم هناك قواعد في هذا القصر ويجب ان تحترمها حتي لا تسبب له المشاكل والمصائب زفر بضيق من تلك الكارثة التي القاها عليه مارك ثم تحرك من مكتبه كعاصفة الصحراء متجها الي ايف لكي يخبرها بحضور تلك الطفلة اللعينة : تبا لك مارك هذا ما تمتم به وهو في طريقه الي غرفة إيف
طرق مايكل علي الباب قبل أن يدخل وبمجرد أن سمع صوت إيف تدعوه للدخول فتح الباب قائلا: إيف حبيبتي لقد أتيت
أحتضنته إيف سريعا فهي لا تراه كثيرا طوال الوقت بالخارج ونادرا جدا ما تراه قائلة بسعادة غامرة : اووه مايكل اخيرا رايتك طوال الوقت مشغول مشغول الا تعطي أختك حبيبتك جزء من وقتك
ضمها مايكل بحب واشتياق ثم ابعدها بعد لحظات ووضع يده علي قلبه وهو يضحك قائلا : انا معك دائما بقلبي حبيبتي لم تتمالك ايف نفسها من هيئة مايكل وانفجرت من الضحك فهو يعرف دائما كيف يضحكها ويأكل عقلها بكلامه المعسول
أحتضن مايكل يدها بحب وجلس علي الأريكة واجلسها علي قدميه قائلا بنبرة جادة : حبيبتي اريد ان اخبرك بشيء هام
نظرت له إيف بتسأول شديد وظهر علي معالم وجهها القلق فقاطع مايكل نظراتها الخائفة وقرر ان لا يزيد توترها وقال بنبرة مطمئنة : لا تقلقي لا يوجد شيء يقلق كل ما في الأمر أن عم مارك سيسافر في عمل هام وسيترك ابنته الوحيدة فطلب مني مارك ان تقيم ابنة عمه عندنا لمدة شهرين لحين رجوع والدها
قطبت إيف جابينها بتعجب وتحدثت بأستغراب شديد متسائلة : ولماذا لا تقيم عند مارك لحين رجوع والدها لما تقيم معنا نحن
تن*د مايكل وهو يسب ويلعن بين أنفاسه قائلا: والدها لديه اعداء وهو خائف عليها كثير ومع الأسف لا يستطيع أن يتركها طوال هذه المدة عند مارك بالتاكيد يعرفون مارك جيدا ولن تكون بأمان في منزله اما هنا في قصري فلن يشك احد ابدا في شيء غير ان لا احد يجروء ان يسير من امام القصر
بعد أن أستمعت له إيف هزت رأسها بتفهم ثم سألته : وهل تعرف شي عن ابنته اقصد ما عمرها ؟
سب مايكل ولعن بين أنفاسه مرة أخري ,اجابها بغيظ دفين قائلا : طفلة لديها 14 عام هذا كل ما أعرفه
ايف : ماذا ؟
قرصها مايكل من خدها بخفة قائلا : لا تقلقي حبيبتي لن تكون بمفردها ستاتي معها مربيتها اعذريني إيف فانا لا استطيع ان ارفض طلب لمارك ولن اتركه في محنة كهذه دون ان اقف جانبه
تن*دت إيف بتفهم قائلة : حسنا مايكل اتمني ان تكون طفلة هادئة غير مثيرة للمشاكل
أجابها مايكل وهو يتوعد لتلك الطفلة داخله قائلا ظ: من الأفضل لها ان تكون هادئة فأنا اكره الفتيات المدلالات المشاغبات
في فيلا إيلا لوبيز
دخل مارك الي منزل عمه حتي ياخذ إيلا ويذهب بها الي قصر مايكل اوووه كم هو سعيد لانه سيري إيف تلك الجنية التي سحرت قلبه وعقله
مارك : اهلا بك عمي لقد اتيت في الموعد المحدد هل إيلا طفلتي جاهزة قال وهو يضحك بسعادة
رفع لوبيز اصبعه بتحذير وهو يضحك قائلا: اه لو سمعتك إيلا ستاتي وتقطع لسانك الطويل
في نفس التوقيت هبطت إيلا وهي ترتدي فستان للاطفال عليه رسومات كرتونية لأميرات ديزني وحذاء للاطفال وصنعت من شعرها جديلة علي كل جانب وكانت تحتضن عروسة صغير لباربي في يدها
وبمجرد ان راءها لوبيز ومارك لم يتمالكوا نفسهم لقد سقطوا علي الارض من الضحك فكان منظرها فعلا طفلة وملامحها الملائكية البريئة ساعدتها أكثر علي ذلك فهي بيبي فييس
القت إيلا العروسة الباربي علي الارض وهي تصرخ في مارك وتدب الأرض بقدميها قائلة : ا**ق لعين كل هذا بسبب خيالك المريض وافكارك السوداء انهت حديثها وهي تنقض عليه محاولة ان تعض اي جزء تطوله منه وتركله في مؤخرته اما لوبيز فكان يحاول ان يفرق بينهم ويجذبها بعيدا عنه وكانت إيلا تصرخ : اتركني عليه ابي سأعلمه درسا حتي لا يسخر مني مجددا ا****ة عليك مارك
صرخ مارك من جنونها واضعا يده علي مؤخرته وتحدث وهو ينهج قائلا: ارايت عمي اقسم انها طفلة مشاغبة لقد كان عندي حق في كل كلمة انهي حديثه بابتسامة ماكرة تحتل وجهه وهو يلاعب جاجبيه لها في محاولة لأغاظة إيلا
جزت إيلا علي اسنانها بغضب وغيظ قائلة : أخرس ا**ق لعين عااااا
صرخ لوبيز فيهم بصوت عالي حتي لا يتفاقم الوضع قائلا : انا هنا احترموني يكفي هذا الكلام السخيف انتما الاثنين
اعتذر كلا من إيلا ومارك في نفس واحد علي ما فعلوه ثم تقدمت إيلا واحتضنت والدها بشدة كي تودعه وما ان دخلت أحضانه شرعت في البكاء تبا للحظات الوداع أنها تكرهها أخذ لوبيز يربت علي ظهرها ويهدئها قائلا: ششش أهدئي صغيرتي سأكون دائما جانبك فقط أعتني بنفسك من أجلي
رفعت إيلا رأسها وقبلته وهي تقول : وانت ايضا اعتني بنفسك جيدا من اجلي احبك دادي
ضمها لوبيز داخل احضانه سريعا حتي لا تري تلك الدمعة الخائنة التي شقت طريقها علي خده والتي مسحها سريعا بيده حتي لا يراها أحد ثم أخذ نفسا عميقا ولملم شتات نفسه وحدق بمارك والألم يعتصر قلبه قائلا لمارك: إيلا امانة بين يد*ك حافظ عليها مارك
نطق مارك بتأثر شديد وهو يشعر بالحزن الدفين ولكن أخفاه حتي لا يشعر عمه بشيء فيجب أن يراه متماسكا فأبنته ستكون امانته وتحدث مطمئنا اياه قائلا : لا تخف عمي إيلا في عيني سأحافظ عليها بحياتي ثم سرعان ماحاول تخفيف الأجواء قبل أن يغادر ونظر الي إيلا وهو يشير بيده لها لكي تأتي قائلا: هيا طفلتي المشاغبة
نظرت له إيلا واخرجت طرف لسانها قائلة : هيا ايها الاحمق
تجاهلها مارك ونظر الي عمه قبل أن يغادر مودعا اياه قائلا : الي اللقاء عمي اراك علي خير سأغادر أنا وإيلا الأن الي قصر مايكل أعتني بنفسك جيدا وقعت عينه علي إيلا في تلك اللحظة ونظراتها الغير مبشرة بالمرة ليلعن بين أنفاسه أنها كتلة كوارث ومقالب متحركة فليرحمه الرب علي ما سيقع فيه بسببها سحبها من يدها بعد ان ودعهم عمه وتمتم داخله وهو خارج معها قائلا :
اتمني ان لا يقتلني مايكل