عبرت ممرات المشفي بعجله من امرها تركض ويركض هو خلفها وكأنهم تأئهون لا يعرفون لهم مأوي تنفست بهدوء حين استقرت اقدامها عندما رأت حمزه يقف امام غرفه العمليات ينتظر اخاه بالداخل اقبلت عليه بعيون اصبحت حمراء صارخه أثر بكائها لتهتف بشفاه مرتجفه:اخوك اخوك ماله يا حمزه حصله ايه
عانق حمزه كفها بين يده قائلاً: اهدي يا ماما ادهم كويس هو في العمليات دلوقتي وان شاءالله هيخرج منها كويس
اقترب منها سامي يحاوط كفتها وقبل ان يفعل كانت قد نفضت يده بعيداً عنها قائله بغضب ونفور:ابعد عني كل الي بيحصل ده بسببك لو ابني جراله حاجه يا سامي مش هسامحك ابداً والله ما هسامحك
عاونها حمزه علي الجلوس قبل ان تسقط ارضاً ليهتف بهدوء:مش وقته الكلام ده يا ماما مش وقته
ثوان وظهرت رغده تقبل عليهم لتتجه مباشرتاً تجلس بجانب هيام قائله بفزع حين رؤيتها هكذا:ماما انتي كويسه
أومأت هيام تردف: عايزه اشرب يا رغده عايزه اشرب يا بنتي
نظرت رغده لحمزه بمعني ان يذهب ليومأ لها موافقاً ويتحرك من امامهم لاحضار الماء بينما وقف سامي بجانب مقعدها يسند رأسه للحائط بل جسده بأكمله وثوان واقبل عليه هاني وسليم الذي اعلنت ملامحهم الزعر والقلق ليهتف هاني:سامي خير ايه الي حصل ماله ادهم
ابتسم سامي حين رؤيتهم يهتف بهدوء:ابني راجل وهيعدي منها علي خير
ربت سليم علي كتفه بمصابره ليهتف:متقلقش خير
سامي ببتسامه:اقلق ازاي واحنا مع بعض
كل منهما اعتلت شفتاه ابتسامه حنونه متشوقه لا يعرف سرها سواهم ثلاثتهم فقط.
هبطت الدرج تتحدث بتلعثم: تيم في اوضته راح فين
نهضت هاجر تهتف بفزع:ازاي يعني يا ماما امال راح فين
كامليا بتفكير:شوفي ندي يمكن مع بعض
أومأت هاجر وهي تصعد لغرفه ندي بينما اقبلت كامليا علي الهاتف وقبل ان تفعل شيء كان قد ولج تيم للداخل
اسرعت كامليا تركض إليه :تيم كنت فين يبني
تيم بتوتر:كنت بره شويه يا ماما خير في حاجه
كامليا علي عجله من امرها: ايوه ادهم ابن عمك سامي عمل حادثه ولازم نروحله المستشفي دلوقتي لازم ابقا جنب هيام بسرعه يلا يبني
تيم بإيماء:طيب يا ماما يلا
في ذلك الوقت هبط كل من ندي وهاجر الدرج لتهتف:هاجر تيم كنت فين
تيم بعجله: مش وقته يا ندي يلا يا ماما قولتلو للسواق يجهز
كامليا وسبقته:ايوا يبني يلا
اختفو الاثنين معاً بينما وقف هاجر وندي كل منهما برأسها افكار مختلفه عن الاخري ولكن ندي بماذا تفكر غير ان هو سؤال واحد يدور بعقلها الان بغض النظر عن ما يحدث وهو أين كان تيم بذلك الوقت
خرجت من الغرفه تسعل بشده لتهتف حين وقفت امام والدها المشغول بإعداد الطعام:بابا انا تعبانه
ترك ما بيده ونزل لمستواها يتحسس اعلي رأسها انتفض قلبه حين رأي ان درجه حرراتها مرتفعه وبشده ليهتف:طيب تعالي يا حبيببتي استني اغير هدومي ونروح للدكتور
امسكت بيده مسرعه تترجاه:لا يا بابا الدكتور هيديني حقنه وانا مبحبهاش
انحني لها يحملها معه ليهتف حين حملها معه:عليا بنت شطوره ومش بتخاف من الحقن وبعدين انتي تعبانه ينفع تفضلي تعبانه كده
تحدثت حين تجمعت الدموع بعيناها تنظر له بهدوء قائله:ماما وحشتني
اغمض عيناه بألم حين عانقها يربت علي ظهرها بحنان:ماما دلوقتي تعبانه شويه هتفضل في المستشفي لما تخف ولو سمعتي كلامي وكلام الدكتور هخدك تشوفيها
ابتعدت عنه تومأ بعجله مرات متتاليه قائله ببرائه:ايوا حاضر هسمع الكلام
عانقها مره أخري وبألم أكبر هتف:متخافيش يا حبيببتي محدش هيقدر يأذيكي طول ما انا موجود ولا انتي ولا ماما هيحصلكو حاجه هتكونو كويسين
-انت هتفضل ماشي ورايا كده في كل حته
نظر بساعته يزفر بضيق قائلاً:قدامنا ساعه بالظبط ونخرج
توقفت عن السير تهتف بغضب:لو والله وانا همشي بمواعيدك ولا بمواعيد الشغل
في ثوان كان قد جذبها من زراعها ليردف بضيق مكتوم:انا كل الي يخصني بيمشي بمواعيدي انا فهمتي
أومأت له تبتعد عنه قائله بتوتر:احنا في المستشفي ابعد
لم يبتعد بل اقترب اكتر قائلا بمكر:ابعد ليه هو انا شاقطك ده انا جوزك يا حبيببتي
دفعته بعيداً عنها تهتف بغضب:بقولك ابعد احنا في المستشفي عدي ارجوك
ابتعد عنها يعدل سترته ليهتف:طيب لسه عندك ايه مش يدوب نمشي
داليا وسارت امامه :لسه في مريض جديد ولازم ادخل اكشف عليه لما اخلص
توصلت امام إحدي الغرف لتفتحها وتدلف وقبل ان يدلف خلفها اغلقت الباب بوجهه ليردف هو بغيظ:ماشي يا داليا
ابتسمت من الداخل قبل ان تتقدم من تلك التي تفترش فراشها بهدوء تام اقتربت منها تهتف بهدوء:ازيك يا حلا
لم تستجيب بالتأكيد لتتقدم منها تجلس بجوارها قائله بهدوء:انا دكتوره داليا هبقا مسؤله عن حالتك ويستي اعتبريني صحبتك او اختك هنفضفض شويه
لم تستجيب لأي من محاولات داليا لتهتف داليا حين اصبحت علي يقين بما تعانيه حلا:طيب عايزه اقولك ان الحاله الي انتي فيها دي بتتعالج بطرق هنا عندنا في المستشفي انا مش عايزه استعملها معاكي شكلك كده مش وش بهدله علشان كده عايزاكي تتكلمي لان مينفعش نحل حاجه ولا تخرجي من هنا غير اما تبقي كويسه وعلشان تبقي كويسه اسرع وتخرجي اسرع لازم تتكلمي
لم تفعل سوا انها والتها ظهرها وكأنها تقول لها هيا اخرجي لا اريد ان اتحدث او اراكي من الاساس لتهتف داليا قبل ان تخرج:علي فكره لو اتكلمتي هيكون احسن ليكي اووي علي الاقل الي حاسه بيه من وجع هترتاحي
من ثم انتظرت ثوان وخرجت بعدما علمت ان لا فائده من بقائها خرجت لتجده مازال يقف ينتظرها تعجبت قليلاً وهي تراه يقف هكذا ما الذي يجبر رجل مثله بكل مركزه التي لا تعلمه للأن ان يقف لها بالخارح وينتظرها حتي تنتهي وتخرج له لتردف بهدوء:انت بتعمل كده ليه ايه الي مخليك واقف مستنيني
اردف بثقه وحديه حين اعتدل في وقفته يضع كفيه في جيب بنطاله:قلبي
عقدت ملامحها باستفهام مما تفوه به للتو لتردف بتسائل:ازاي مش فاهمه
لم يجيب بل اكتفي بالنظر إليها فقط النظر ينظر لها وكأنها يخبرها الاجابه عن طريق نظرته لها ولكنها ربما لم تفهمه وظهر ذلك واضحاً علي ملامحها التي انتظرت الجواب ليهتف حين تركها يسير امامها:يلا لو خلصتي
سارت خلفه بعدما زفرت بغيظ تهتف: والله انت ما عندك دم
كانت تسير مسرعه غير منتبهه ليتوقف هو مره واحده جعلها تصتدم بظهره لتهتف بتألم:اه
استدار لها وكأنه علي وشك الانفجار بها ليهتف بهدوء:يلا هاتي شنطتك علشان انا جعان وعايز اروح اي مكان نطفح
اغمضت عيناها بغضب وكأنها تتمالك اعصابها وتتمالك نفسها ان لا تتحدث وتهين كرامته كرجل الان لتهتف من بين اسنانها:تعالي معايا ولا دي اروح اجيبها لوحدي عادي
ابتسم بتلذذ وكأنه علم ما بداخلها ليهتف بسخريه:وانتي صغيره ولا مشلوله
تلون وجهه بالاحمر واصبحت علي وشك الانفجار به لتهتف:طيب مش هروح اجيبها جبهالي انت
مد يده يمسك كف يدها مع ارتجاف جسدها لانها ظنت انه سيفتك بها الان لكنه قبل يدها قائلاً:اميرتي تأمر اجيبلها الشنطه من عيوني
ليمسك بيدها ويسحبها خلفه الي مكتبها يجلب الحقيبه.
وصل الي المنزل فكم اشتاق له ولكنه كان يتمني ان يقف تلك الوقفه معها ينظر لمنزله وذكرياته بشوق بينما هي تقف بجانبه تعانق كفه فهو بدأ بها وانتهي بدونها
امسك حقيبته وخطي للداخل ولكنه توقف حين ناداه سائقهم يقبل عليه:يا مازن بيه يا مازن بيه
توقف مازن يزيك نظاره الشمس الخاصه به ليهتف بهدوء:ازيك يا فرج
ردد ف*ج بأسي: ازيك انت يا يوسف بيه قلبي عندك انت اكيد رجعت لما عرفت ان ادهم بيه في المستشفي متقلقش هيقوم بالسلامه
لم يتفهم ما يتفوه به ذلك ليهتف: انت بتقول ايه ادهم ماله
ف*ج بتردد:حضرتك متعرفش ان ادهم بيه عمل حادثه وهوفي المستشفي
ترك الحقيبه يردف بزعر:طيب هما فين دلوقتي يلا خلينا نروحلهم
أومأ ف*ج يهرول امامه للسياره ولحق به مازن يجلس بجانبه.
-بقولك مراته هربت منو وهو زعلان عليها اروح اقوله ايه
ردد الاخر:ماليش فيه يا لوزه انا قولتلك من الاول انتي قدها قولتيلي اه
هتفت بضيق:وانا كنت اعرف منين انه هيحبها ويزعل عليها اووي كده يا حسام
حسام واعتدل في جلسته:والله اتصرفي الفلوس الي كنا هناخدها من مازن انا خلاص رتبت هنعمل بيهم ايه ولازم ناخدها علشان مصالحنا هتقف كده وهتزعلي يا لوزه
اقتربت منه تتحدث بدلال: طيب انا اعمل ايه في ايدي ايه ومعملتوش
دفعها عنه يهتف بضحكه ساخره:لا لا مبقاش بياكل معايا الشغل ده خلاص
ابتعدت عنه تردف بضيق:بقولك ايه انا مش في ايدي حاجه اعلي ما في خيلك اركبه
جاءت لتتناول حقيبتها وتخرج ولكنه هم بالنهوض ليمسك برسغها قائلاً:معاكي اسبوع وتجيلي بالفلوس وإلا والله العظيم هندمك اووي
تخلصت من يده التي تقبض عليها لتنظر له نظره حارقه من ثم تتابع خطواتها للخروج.
بالمشفي لم تكن الاجواء علي ما يرام بالتأكيد هناك من يقف وهناك من يجلس صوت شهقات مكتومه تخرج من قلب ضعيف وصوت اضعف
اقترب سامي من هيام التي تبكي ب**ت وانين شقق قلبه قائلاً:اهدي يا حبيببتي ابننا هيكون كويس متقلقيش
نظرت له بعيون دامعه لم يستطيع قرائه ما بهم لتميل علي ص*ره تهتف بصوت ضعيف:انا اسفه يا سامي
ربت علي ظهرها بحنان قائلاً:متعتزريش يا حبيببتي خير وان شاءالله انا اوعدك هصلح كل الي بوظته
تقدم منها يهتف بهدوء:انتي ممكن تروحي ترتاحي يا رغده هتفضلي كده طول اليوم هتتعبي كده
هتفت بهدوء وهي تنظر له بهيام:انا اسفه يا حمزه
امسك يدها يضغط عليها بامتنان وكأنه يخبرها ان لا داعي للاعتزار قائلاً:تعالي معايا هدخلك المكنب بتاعي ترتاحي شويه
توقفت تذهب معه لتردف بهدوء:حمزه انا بحبك والله وعمري ما خفت منك بس الموضوع صعب عليا شويه حاوط كتفها بزراعيه بينما هي تسير حواره ليهتف:متخافيش يا رغده انا فاهم قصدك
توصلو لمكتب حمزه ليفتحه ويدلف بها للداخل من ثم تتوجه الي الاريكه التي توضع امام مقابل مكتبه ليهتف حين حلست عليها:لو عايزه تنامي شويه هقفل عليكي لما تصحي رنيلي تمام
أومأت بابتسامه:لا مش هنام انا هريح ضهري شويه وهاجي وراك علشان مسبش ماما هيام لوحدها
اومأ حين قبل أعلي رأسها بهيام:ارتاحي يا حبيببتي ولو احتجتي حاجه ابقي رني عليا
جاء لينهض ولكنها امسكت بيده تردف:متقلقش ادهم هيكون كويس والله
حمزه بأسي:للأسف يا رغده
عقدت رغده ملامحها بزعر قائله:في ايه يا حمزه انت تعرف حاجه
حمزه وزفر بهدوء:...........
وقفت تطرق الباب بقوه لتهتف بزعر حين اتصلت بأدهم كثيراً ولم يجيب وكذلك رغده وهيام:افتحو الباب ده احسنلكو يا خالتي افتحيلي الباب
جائها صوته من الخارج يردف بغضب:وطي صوتك ولمي نفسك بقولك
هتفت بغضب وهي تض*ب الباب بقبضتها:افتح يا رائد علشان خاطري افتحلي
رائد بتلذذ:ايه ده انت بتتحايلي عليا طيب ماشي هفتحلك بس عندي شرط
اسرعت تهتف:ماشي قول وانا هتملك كل الي انت عايزه
برغم كبريئها ولكن ألم قلبها علي من ملكه كان أكبر
استغل زعرها الذي لا يعرف سببه يهتف بمكر:تطلقي من ادهم والنهارده
مليكه ونبض قلبها بخوف:من غير ما تقولي انا هطلق منو افتح وانا هروح ليه ووالله هخليه يطلقني بس
رائد واخرج المفتاح يفتح الباب.........