الفصل الثالث

1292 Words
الفصل الثالث حلم مزعج.... امواج البحر عالية...رائحة المياه قوية كما لم تكن من قبل، صوت صراخ من بعيد، تقف وحيدة وتلتفت حولها لا تعلم كيف وصلت إلى هنا.. يحاوطها الماء من كل مكان، لا ترى شيئا إلا الماء! شخص ما يطلب المساعدة ولكنها لا تستطيع تمييز صوته..بدأ الصوت في الاقتراب… الان استطاعت تمييز الصوت انه صوت فتاة صغيرة وهي تبكي، أصبحت تصرخ… تصرخ بكلمات غير مفهومة، يبدو أنها تطلب المساعدة..هل هي تغرق! تبحث بعينيها ولكن لا شيء سوى الماء الذي يحيطها من كل جانب، صوت الصراخ يكاد يصل حد السماء، وبالرغم من هذا الجو المخيف فهي بشكل ما تشعر أنها تنتمي لهذا المكان.... شعور غريب يسري بداخلها، خوف ممزوج بغضب، لا تعلم مما هي غاضبة ولكن هذا الغضب ازادا بشكل كبير عندما رأت تلك السفينة تبحر مبتعدة بسرعة شديدة، نظرت إلى الأسفل فرأت قدامها! ماذا! هل هي تقف على الماء! كيف حدث هذا؟ ما التي أتى بي إلى هنا؟ ما الذي يحدث حولي؟ أسئلة تتردد في رأسها.. ضغطت على رأسها في محاولة لتخفيف الصداع، حاولت تهدئة أنفاسها التي تعلو ولكن.. صوت الصراخ يزداد رائحة المياه تملأ ص*رها، هذا الغضب بداخلها لا تعرف مص*ره لم يتزايد، الصراخ ثانية، تلك الكلمات المنقوشة في السماء.. صوت أصدقائها ينادونها من بعيد، شعرت براحة عندما سمعت صوت "سليم" هي تشعر بقربه ولكن لا تستطيع الرد عليه... حاولت أن تتكلم فلم يخرج صوتها فأخذت تحاول الصراخ فيهم صوتهم يعلو أكثر ينادونها وصوتها يأبى الخروج ، صوت الأمواج غطى على أصواتهم؛ الأمواج ترتفع بشكل مخيف ولكنها ترتفع من حولها تشعر بشيء يسحبها للأسفل، حاولت الصراخ لكن دون فائدة صوتها لا يخرج من حلقها، صوت سليم يزداد قربا، الأمواج مازالت ترتفع حولها وذلك الشيء يسحبها للأسفل تشعر وكأنها تختنق، يهدأ كل شيء لترى أنها على الأرض لا هذه هي الجنه بالتأكيد لقد ماتت غرقا والان دخلت الجنه، كل شيء يبدو رائعا لا أحد سواها صوت الصراخ اختفى والماء أصبح من حولها تقف على جزيرة في وسط الماء أشجارها عالية يحيط بها السحاب وكأنها جزيرة فوق السماء، يتوسطها قصر كبير ذهبي اللون.... وقفت تتأمل المكان من حولها، يبدو وكأن لا أحد يسكن هذا المكان، كيف حتى القصر بدون حراسة فجأة تظهر تلك السفينة الاتية من بعيد فتجري نحوهم وتشير لهم لعل أحدهم يراها هي لا تتذكر كيف أتت إلى هذا المكان المكان وكيف وصلت إلى هنا وحدها.. السفينة تقترب انف*جت أساريرها وأخيرا هناك بشر أنا لم أمت وأنا لست وحدي في هذا المكان ولكن ما هذا، السفينة تزداد سرعتها كثيرا وهي تتجه نحو الجزيرة، أاا يوجد بها أحد أم أن القبطان لا يرى اليابسة تزداد سرعتها فتحاول أن تجري من أمامها لا تشعر بقدمها لا تستطيع المشي ما الذي حدث الآن أغمضت عيناها تستعد للموت الآن ثم فتحت عيناها لتجد السفينة أمامها مباش لتصرخ فجأة ويخرج صوتها عاليا..... سليم:ايه ال حصل سمعت صوته فنظرت إليه تحاول فهم ما حدث لها؛ هي الآن تجلس في سيارة سليم بجانب صديقتها صفا وفي المقعد الأمامي تجلس مروة بجانب سليم، إذن ما الذي حدث منذ قليل… الجميع ينظرون إليها، يبدو عليهم القلق، أخذت نفسا عميقا في محاولة لتهدئة ض*بات قلبها وحاولت توضيح الأمر ثم نطقت أخيرا وقالت : كنت بحلم حلم غريب… صفا: بتحلمي! يارب صبرني بتنلمي وتحلمي ف أي وقت وأي مكان.. نظرت إليها وهمست بصوت منخفض:لااا ده مش حلم مش ممكن كل ده يكون حلم مروة بنبرة سخرية:عمالين نصحي فيكي وانتي عمالة تصرخي وتقولي هموت خلاص، ايه حد خ*فك ف الحلم ولا ايه؟ نور: انا عايزة اروح.. نظر سليم إلى أخته يلومها فاعتذرت من نور سليم: مش لما اد*كي هديتك الاول يانور نظرت إليه ونزلت دمعة من عينها وأومات برأسها... مروة: مالك يانور انتي كنتي كويسة من شوية نور: انا كويسة متقلقيش افتكرت بس بابا الله يرحمه مروة: ربنا يرحمه ياحبيبتي نظر إليها سليم بقلق، لا يعلم ما الذي أصابها ولكنه يأمل بأن تكون بخير كما تخبرهم... ......................................... مالك: يعني ايه مش عايش معاهم أحمد: زي م وصلنالها هنوصله متقلقش مالك: مينفعش التهريج.. 48 ساعة ولو موصلوش ليه عرفهم ان شغلهم معايا انتهى؛ وياريت متخلنيش أندم اني سبتك تحل الأمور بمعرفتك أحمد : انا مش فاهم انت ليه مُصر توصلهم دلوقتي بالذات.. قاطعه مالك قائلا: مش كل حاجة ينفع اشرحها لك بس صدقني انا مش بفكر أأذي حد أحمد: ولا مرة قدرت أفهم دماغك بس أتمنى انك توصل ليهم كلهم لو ده ال هيريحك. قال مالك يمازح صديقه : انت من امتى بتفهم أصلا؟ رد أحمد بهدوء : من ساعة م فهمت انك معجب بمريم لم يرد عليه مالك ونظر إليه رافعا حاجبه، فقهقه أحمد بصوت عالٍ وهو يقول لصديقه: دانت طلع عندك مشاعر بقا مالك: اطلع بره.. أحمد : طالع كدا كدا عندي مقابلة سلام ياعم الحبيب غضب مالك من ملاحظة صديقه لإعجابه بمريم فهو بالفعل معجب بها كما أنه يعرف بحبها له لكنه يعلم جيدا أيضا بأنهم غير مناسبين لبعضهم البعض فمريم لا تعلم شيئا عن أسرار عائلته كما أنها لا تعلم أن نقله لعمله لمصر مؤقتا وأنه قرر أن يجد ما يبحث عنه ثم يعود إلى اليمن مرة أخري… ….. ……. ….. …… …….. ……… صفا: يلا يانور وصلنا نور بعدَ تركيز: ماشي صفا: ماشي كدا عادي؟ نور: تمام صفا: ايه ال تمام؟ نور: ها.. اه.. بتقولي ايه صفا: ايه يابنتي سرحانة في ايه؟ نور: ولا حاجة.. هو احنا وصلنا؟ صفا: اومال بقول ايه من بدري نور: الله هنركب مركب.. شكرا اوي بجد.. ربنا يخليكوا ليا صفا: هي مش فكرتنا احنا بصراحة سليم: احم .. كل سنة وانتي طيبة يانور نظرت نور له بامتنان وردت: وانت طيب ياح… اا… وانت طيب ياسليم ضحك سليم وقال في نفسه بأنه سيجعلها تعترف الان تلك المشاغبة الصغيرة. مروة: هتفضلوا متنحين كدا لبعض نور: مين سليم: يلا ننزل…. مع أول خطوة في المركب كان يتزايد قلقها، تتذكر ذلك الحلم الغريب.. صوت الفتاة انها تسمعه الآن ثانية، حاولت نفض تلك الأفكار عن رأسها وابتسمت في محاولة تهدئة ض*بات قلبها التي تعلو.. قالت في نفسها أنه مجرد حُلم وما الذي يجعلها تقلق هكذا من حلم غريب، شعرت بأن الرحلة التي حجزتها لها صديقتها لها علاقة بهذا الحلم ولكن سرعان ما نفت تلك الفكرة فأخر ما تود أن تفعله الآن هو إلغاء رحلة كانت تحلم بها منذ زمن، لم تكن تتوقع بأن صديقتها صفا ستحجز لها فعلا، هي تعلم بأن هدية كهذه غير مكلفة بالنسبة لصفا التي يملك والدها أكبر شركات في البلد ولكنها لم تكن تصدق بأنها ستحصل على هدية غالية الثمن كهذه حتى وصديقتها المقربة تعتبر هذا من العادي… انتبهت لصوت سليم الذي جلس بجانبها ومروة وصفا ف الناحية الأخرى كما يبدو فهم متفقين.. سليم: مالك يانور مش مبسوطة؟ نور: لا مبسوطة جدا بس بابا وحشني نظر إليها بحزن هو يعلم أنها كانت شديدة التعلق بوالدها ولكنه سافر إلى اليمن منذ أن كانت في التاسعة ولم يعد فقد توفاه الله قبل أن يعود وبعدها بعام واحد تزوجت والدتها مرة أخرى وانفصلت عن زوجها بعد ست أعوام بعد أن أنجبت منه ولدان، لم تستطع نور أبدا تقبل زوج أمها ولم تكن تحبه حتى ان علاقتها بأخويها الصغيران لم تكن أبدا على ما يرام. نور الفتاة المشا**ة التي لا تكف عن المزاج والضحك تحمل هما كبيرا أكبر منها تلك الصغيرة التي بلغت العشرين لتجد أن حياة الكبار لا تناسبها.. هي طفلة حقا.. حركت يدها أما عينيه تحاول لفت انتباهه فابتسم وقال لها: انا معاكي كانت تعلم هو يخبرها أنه يسمعها؛ ولكنها شعرت أنه يخبرها أنني هنا بجانبك ياطفلتي لا تخافي ياصغيرتي فأنا بجانبك ومعكِ ولن أتخلى عنكِ.. ابتسمت فضحك هو وقال: الشمس طلعت اهي ضحكت بصوت عالي فغمزت لها مروة؛ احمرت وجنتاها لأنها انتبهت انهم يراقبونهم؛ شعرت بحرارة تسري بجسدها وقالت له : احنا قاعدين بعيد ليه؟ سليم : عايزك معايا تصنعت عدم الفهم وازداد توترها وهي تقول له : مش فاهمة استجمع شجاعته وقرر أن يخبرها بأنه يحبها و سينتظر حتى تكمل دراستها ويتقدم لخطبتها وقبل أن يفعل وقفت نور فجأة تنظر إلى السماء ثم وضعت كلتا يديها على أذنيها وقالت : كفاااية! ثم سقطت فاقدة الوعي .. …… …………. ……. ……… ……….. ….
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD