الفصل الثاني (صدمة)

2016 Words
الفصل الثاني (صدمة) فتحت نور باب الشقة فوجدت صديقتيها '' مروة'' و ''صبا''.. تحمل كل منهما شنطة هدايا وبعضا من البلالين برقمي الاثنان والصفر أي رقم عشرين، نظرت إليهم بعدم فهم، فض*بتها أمها على رأسها من خلفها بخفة وقالت لها كملتي عشرين سنة يا ام ل**نين،شهقت بعدها نور وهي تقول لهم :هو النهاردة كام لتجيب علي نفسها صح 15 فبراير، قفزت وصفقت بيديها غير مصدقة فرحة ثم أدخلتهم وانهالت عليهم بالتقبيل والأحضان تشكرهم على المفاجأة لتكمل أمها سلسلة مفاجآت اليوم وتخبرها بأنها تستطيع النزول مع صديقتيها مع بعض التعليمات لا تأخير ولا تبتعدوا كثيرا.. قبلتها نور ونزلت وهي تقول '' افرااااج ''. ……. ……………. ……………………………. وصلت سيارته أمام أحد المباني الكبيرة، ترجل من سيارته وهو يعدل من هندامه، ثم دلف إلى المبنى وسط تحية العاملين له، رد عليهم تحيتهم بابتسامة فنظروا إلى بعضهم مذهولين كأنهم مقتنعين بعدم قدرته على الضحك.. صعد في المصعد الخاص به، معه صديقه وشريكه أحمد الذي استغرب حاله وابتسامته الهادئة تلك كما و الحال مع الآخرين؛ نظر إليه ثم قال له:ناوي على إيه أنا مش مطمن لهدوئك ده.. قاطعه قائلا: هعمل ال كان لازم يتعمل من زمان.. أحمد: أوعدني انك مش هتعمل أي تصرف متهور.. لم يرد عليه الآخر ليزداد قلقه أكثر ثم قال في نفسه: ربنا يستر من دماغك دي.. ……………………………………………….. جلس '' سليم'' في سيارته أمام إحدى المقاهي المشهورة كما أخبرته أخته ''مروة'' ينتظر أن تبعث له برسالة ليدخل ويراها، نور تلك الطفلة التي أتمت عامها العشرين، تسلبه عقله في كل مرة يراها بها بهدوئها المصطنع الذي يعلم جيدا أنها تفتعله، حتى يغضبها أحدهم لتنفجر بوجهه وتنهال عليه ب '' تعاويذها '' الغير مفهومة ثم تتفاجئ أنها لم تقل جملة واحدة لها معنى فتعود إلى هدوئها المصطنع مرةً ثانية قائلة ببراءة لا تناسب أبدا تلك الشيطانة المتحولة التي كانت تقفز وهي تسب الجميع منذ قليل: هما ال بيعصبوني وبيخرجوني عن شعوري لكن أنا جوايا مؤدبة والله، ويهز رأسه موافقا على كلامها في كل مرة وهو يكتم ضحكاته لكي لا يغضبها وينال هو الآخر نصيبه من كلامها الغير مفهوم ويقول بداخله: يابريئة.. تخيل اليوم الذي تنهي فيه نور دراستها ليتمكن من طلبها للزواج لأنه يعلم جيدا انها لن تقبل الارتباط قبل انهاء دراستها، ضحك وهو يتخيل شكلها لو طلب منها الزواج الآن؛ ستقفز فرحةً ثم تصفق ثلاث مرات كعادتها عندما تفرح ثم تحمم وتقول له بعقلانية مفتعلة: يا استاذ سليم انت عارف ان انا مبدأي ان الدراسة أهم وان انا ست مستقلة وطبعا طبعا زي م انت عارف المباديء مبتتجزأش، انا مش هتجوز قبل م اخلص دراسة، ثم ستبدأ في القاء اللوم على شيء لم يفعله وتقول له انت عايز تكبت حريتي، طبعا لم يفته أنها ستلقي عليه خطبة طويلة في حقوق المرأة،وعن حق المرأة في التعليم، وأنه يجب أن يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، وتقول جملتها المشهورة:زمن الع****ة انتهى ياسي السيد.. ولن تنتهي من هذه المحاضرة الطويلة قبل أن يندم على طلبه لها للزواج ككل من حاول التقدم لها.. ولكن هذه المرة بلا شك سيعترف لها بحبه وسيجعلها تعترف، لا بد أن توضع النقاط على الحروف. فاق من شروده عندما رآها تدخل إلى المقهى مع أخته ترتدي فستانها الأزرق وحجابها الأبيض، كانت جميلة أكثر من كل مرة رآها بها، نظر إليها بشوق وهو يتمنى لو يقوم بخ*فها الآن والذهاب بها إلى المأذون ولن يتركها لكن تلك الع**دة التي تعلم بحبه لها وتتصنع اللامبالاة ستقول له أنها لا تريد الزواج، هو يعلم جيدا أنها تكذب وأنها تهيم به عشقا، ولكنها تأبى الاعتراف.. كلا منهم يأبى أن يعترف بمشاعره للآخر… ……………………………………………… في شركة مالك وقفت في انتظاره تلك الفتاة طويلة القامة ترتدي بدلة نسائية كلاسيكية شعرها الاسود منسدل يصل إلى منتصف ظهرها، عيناها العسليتين لهما سحر خاص تضع القليل من مساحيق التجميل.. مريم: صباح الخير كلنا في انتظار حضرتك في أوضة الاجتماعات. مالك ببرود: تمام. هَمس له أحمد: البنت كانت قلقانة عليك ومستنينك دي تقصد بيها مستنياك خلي بالك.. نظر له مالك ببرود ولم يجبه ليكمل أحمد همسه لنفسه :م هي ال غلطانة انها تحب انسان لايت خالي من المشاعر م انا قدامها أهو ورومانسي والبنت قمر. بعد ساعة عُقد الاتفاق وخرج الجميع من غرفة الاجتماعات بعد الاستئذان من مالك.. مريم: بعد إذنك يا مستر مالك.. قاطعها مالك قائلا: لا استني انتي يامريم اقعدي عايزك… جلست وهي تنظر إليه بعدم فهم ثم قالت بهدوء وهي تنظر بعسليتيها إليه: حاضر مالك:كنت عايز اشكرك لولا مجهودك الصفقة دي كانت هتضيع، وبالمناسبة دي انا عازمك على العشا النهاردة.. لمعت عيناها ونظرت إليه غير مصدقة ما تسمعه اذناها ولم تستطع النطق فرد أحمد بسرعة :هقوم اروح انا بقا عشان الحق اجهز للسهرة، مين تاني بقا معزوم نظر إليه مالك بغيظ وتكلم بهدوء مفتعل:لا انت مش معزوم معانا ومتنساش انك وراك شغل مأجله. قهقه أحمد ثم خرج وهو يصفر غير مصدق أن صديقه قد دعا للتو فتاة على العشاء.. ……. ……. ………. ……. ……… ……. …. …. …… جلست نور في أحد المقاهي وهي تشكر صديقتيها للمرة الألف على تلك المفاجأة الرائعة وتنظر إليهم بإمتنان حتى قالت لها صبا:خدي هديتك الاولى وهي تغمز لها وتعطيها حقيبة هدايا بداخلها علبة من الظاهر أنها تحتوي على ساعة،فتحتها نور لتجد ساعة أنيقة وقبل أن تشكر صبا وجدت تذكرة طيران في الحقيبة شهقت بصوت عالي لفت انتباه من حولهم وقالت: قولي اني مبحلمش.. ردت صبا في ثقة: وكمان أقنعت مامتك انك هتسافري معايا انا وماما وجدو. نور بشك:جدو مين ومامتك ازاي يعني هي مامتك رجعت. نظرت لها نور وردت بقلة صبر: م هو لازم نحور عليها يعني عشان تقتنع ياغ*ية. ضحكت مروة التي كانت تتابع الحوار في **ت وتضحك احيانا على طريقة نور المبالغ فيها في التعبير ثم قالت لنور :طبعا هدية صبا ميعلاش عليها بس انا جبتلك حاجة مميزة انا كمان، نظرت لها نور بعدم فهم فأشارت مروة إلى باب المقهى بعد أن بعثت لأحدهم برسالة على الهاتف..وقفت نور في مكانها فجأة فور أن رأته مما لفت انتباه الجميع حولها، بعد ثواني دخل شاب طويل القامة ذو بشرة سمراء يرتدي قميصا باللون الأ**د مع بنطال من الجينز الغامق نطر إليها طويلا بعينيه البنيتين اللتان تشتاقان إلى حبيبته فهو لم يراها منذ فترة، نظرت إليه نور ثم وجهت نظرها نحو مروة وهي تقول لها الله يخربيتك جبتيلي سليم اخوكي هدية.. ردت مروة عليها وهي تحاول كتم ضحكتها وقالت: هتفضلي هبلة لحد امتى، اقعدي بقا هتفضحينا الله يخربيتك. كتم ضحكاته على منظرها وهي تقف في انتظاره مصدومة، التسم فظهرت غمازتيه اللاتي تعشقهما، مد يده ليصافحها وهو يقول: كل سنة وانتي طيبة.. نور: هاا...انا بخير.. انت خلصت جيش ولا لسه نظر لها سليم يحاول استيعاب ما قالته وابتسم بهدوء ليفاجئ بها وهي تقول : يخربيت كدا اهو ده ال ناقص.. حمحم سليم وسحب يده وقال لها: اسف لو وجودي أزعجك يانور. نور: ازعجني ايه بس انا م صد... لتعدل كلامها بسرعة لااا تزعج مين بس دانت نورتنا ياجدع اتفضل اقعد سحب سليم الكرسي المجاور لها وجلس وسط ضحكات مروة وصبا على صديقتهم التي لا تزال واقفة تنظر إلى اللاشيء مبتسمة.. حمحم سليم ثم قال لها: ايه يانور هتفضلي واقفة كدا؟ مروة:أصل نور بتحترمك اوي ياسليم ومتقدرش تقعد في وجودك.. ض*بتها مروة في كتفها ثم قالت :لا انا كنت بدور ع حاجة وجلست وهي تحدث نفسها بصوت مسموع: ايه الهبل ال بعمله ده صبا: جاهزة لمفاجأة تانية نور:هو في لسه مفاجآت تاني؟ ……. …. ………. ………. ……. ………. …. . .. في تلك الاثناء كانت مريم غير مصدقة أنها الآن تجلس وأمامها مالك، لا يتحدثون عن العمل ولا يوجد الآن أي موعد رسمي، كان وجودها معه يمثل لها مواعدة على الرغم من أنه لم يقل ما يشير به إلى إعجابه بها، ولكنها تأمل أنه سيقول لها أنه يحبها كثيرا، سرحت مريم لتتخيل مالك راكعا ع ركبته في يده خاتم الزواج يتتظر موافقتها ينظر إليها بكثير من الحب لتفيق من تفكيرها على صوته.. مالك: انتي كويسة مريم:جدا رفع حاجبه ونظر لها مطولا ف حمحمت واعتدلت في جلستها وقالت له: اه كويسة مالك:لو مش مبسوطة نروح! أجابته بسرعة: لا لا مش مبسوطة ايه بس.. قاطع حديثهما صوت هاتفه؛ استأذنها وقام ليجيب لتتنفس بهدوء وتقول لنفسها: مفيش توتر اهدي.... ......................... .......... ................. وقفت نور تعدل من هندامها في الحمام وتتأكد أنها وضعت ما يكفي من الماسكارا وأحمر الشفاه وخرجت بسرعة حتى قبل أن تنتظر خروج صبا من الحمام، لا تريد تضييع الوقت بعيدا عن سليم، اصطدمت بهذا الشاب الطويل عند خروجها وكادت أن تقع ولكنه مد يده ليلخق بها فأبعدته عنها وهي تقول له بصوت عالي: مش تفتح كده وانت ماشي؟ لم يجيبها ونظر إليها نظرة استهزاء وكاد أن يتركها ويمشي فصرخت في وجهه قائله : لا وكمان قليل الذوق ومش بترد عليا وبتتجاهلني كده كأني هوا؟ لم يجيبها فازداد غيظها وقفزت لتض*به قبل أن تلحقها صبا وتقول له :احنا اسفين وسحبتها لتعود بها إلى سليم ومروة بينما لم تكف عن الكلام الغير مفهوم بالنسبة لأي شخص حتى هي نفسها لا تعلم ما الذي تقوله.. وقف سليم ينظر إلى وجنتيها المحمرتين وعينيها الدامعتين ثم نظر إلى صبا سليم :مالها؟؟ صبا:كانت هتض*ب واحد.. قاطعتها نور قائلة مش هو ال خبط فيا وكان هيوقعني وعاملي فيها جنتل وبيمسك ايدي قااال ايه بيلحقني وكمان مش بيرد ولا بيعتذر.. كز سليم على أسنانه عندما ذكرت نور أنه قد مسك يدها وقال لها بعصبية: هو فين ده! نور ببراءة وكأنها لم تكن ستض*ب شخصا حجمه يفوقها بكثير منذ دقيقة واحدة:مش عارفة مشي مروة: ابقي بصي قدامك وانتي ماشية يانور ومتستعجليش مفيش حاجة هتفوتك، احنا قاعدين عادي مستنينك. خجلت نور من كلام صديقتها ونظرت إليها وردت بغيظ:هو انتي كنتي شوفتيني ماشية بسرعة ولا براحة ياست مروة هو لازم نور ال تبقا غلطانة ع طول نظر سليم لأخته يلومها لأنها السبب في المسرحية الدرامية التي سوف تبدأها نور الان.. قاطعت تمثيلها التراجيدي الرائع (الذي ورثته بالطبع عن أمها التي لن تتفوق عليها مهما حدث) اقتراب تلك الفتاة التي صرخت في سليم قائلة:سليم بجد مش مصدقة! ايه الصدفة الحلوة دي.. قام سليم وصافحها وقال لها: مريم! رجعتي م السفر امتى وحشاني والله فينك؟ مريم: انت واحشني اكتر، انا موجودة من 4 شهور في مصر سليم: حمدالله ع السلامه مريم:غيرت رقمك؟ سليم:لا لسه زي م هو مريم:هكلمك ونتقابل قريب قاطع كلامها نظرات مالك إليها فقد أنهى مكالمته وعاد فوجدها تقف مع سليم، توترت من نظراته واستأذنت واعدة اياه انه ستتصل به قريبا ليتقابلوا، لم ينتبه سليم إلا الآن لنظرات نور إليه، كادت أن تحرقه بنظراتها طوال حديثه مع مريم فنظر إلى أخته ليجدها تنظر إليه بنفس الطريقة، توتر ثم ابتلع ريقه وشرب بعض الماء ونظر إلى صبا التي كانت تشير إليه بأنها نهايته ثم ثتحدث وقال: دي مريم كنا زمايل ف الجامعة. نور: والله! حلوة مريم دي اوى يامروة مش كدا؟ مروة: اه اوي اوي وتحسيها كدا رقيقة اوي وبسكوتة، شكلها كانت واحشاك اوي اوي مش كدا ياسليم؟ شعر سليم بأنه محاصر.. قال محاولا توضيح الأمر : مريم كانت صحبتي اوي ولم يكمل لأنه انتبه انه يفسد الأمر أكثر فنظر إلى صبا برجاء أن تنقذه من هذه الورطة نطقت اخيرا بعد قليل وقالت: يلا يانور عشان المفاجأة التانية نظرت لها نور وقالت: مفاجأة ايه مروة: هتبقا مفاجأه ازاي بس لو قولنالك يلا ياحبيبتي سليم:هطلب الحساب ويلا نظرت له نور بتوعد، فكتم ضحكاته يعلم انها تغار عليه، قال محدثا نفسه: هخليكي تعترفي كمان شوية ياطفلة انتي.. ………………………....... ............. . مريم: اسفة مخدتش بالي ان حضرتك خلصت مالك: ولا يهمك، ومش لازم حضرتك احنا مش ف الشغل. ابتسمت مريم لأنه ولأول مرة يتحدث معها خارج العمل وأومأت برأسها بخفة. مالك:اصحابك؟ فهمت انه يقصد سليم فقالت :سليم كان زميلي ف الجامعة وكنا اصحاب أيام الدراسة قبل م أسافر ابتسم ابتسامة باردة ولم يجب خاب ظنها فقد ظنت انها يغار عليها.. نطرت إليه وفي هي تهمس لنفسها: يابني ءادم ده لو حجر كان حس ايه مفيش مشاعر خالص مالك:افندم؟؟ مريم:ولا حاجة انا بس معجبة بالمكان هنا شوية ولو انه بارد شوية. رفع حاجبه ونظر إليها وهو يشبك يديه تحت ذقنه ثم قال: بارد مش كدا؟ مريم: أأ.. أقصد يعني درجة الحرارة والتكييف والحاجات دي.. قهقه مالك وقال لها : الحاجات دي؟؟ اممم ماشي يامريم.. توترت مريم وشعرت بسخونة وجهها ليقطع حديثهم رنين هاتف مالك، أجاب بكلمة واحدة :تمام؛ نظر بعدها إلى شاشة هاتفه، تبدلت ملامحه وشهق ثم نظر إلى الهاتف مرة أخرى وقال: لازم نمشي..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD