اجرام و ارتواء(2)

1419 Words
اجرام و ارتواء فصل ثاني "حاضر يا اللي مش ها**ه ومش هاضحك عليكِ، اسمعي حصل حركه تعينات جديده عندنا في القسم، وجه وجوه لسه طازه، لقيت واحد داخل عليا بيقولي الحق يا رماح باشا البت الممسكوه آداب ومحطوطه في الانفرادي بتقول عاوزه سعادتك ضروري فيه حاجه لازم حضرتك تشوفها في الزنزانه، رحت دخلت الزنزانه ودي ما صدقت قربت مني، صدتها قامت شاقه الفستان نصين و نكشت شعرها وهاتك يا صويت ومسكت فيا، أنا كنت مذهول مش متوقع اللي عملته دخل العساكر علينا وحاش*ها عني، في نفس الوقت اللي المأمور فيه كان معدي في الجوله بتاعته، وجه، طبعا اتهمتني اني حاولت اغتصبها، وكان الاجراء الطبيعي  إن المأمور يوقفني عن العمل، ولولا إنه عارفني كويس وعارف أخلاقي كنت هاشربها، بس زمايلي لما قرروها عرفوا ان ناجي هو اللي ورا الموضوع واتحلت الحكايه ، بس انا ما رضتش ابلغ فيه سايبه لحاجه تقيله، أنا بادور وراه دلوقت وهاجيبه على بوزه" اقترب منها ناظرا في عينيها بحب ورومانسية حالمة "سماح يا قمري" لم يستطع عبوسها ال**ود أمام تيارات الحب الجارفة  فغاب العبوس وحل محله الحب والابتسام " سماح رماح " فضحك "تصدقي حلوه، سماح رماح، لما نجيب بنت نسميها سماح" "انت لسه ناوي تتجوزني؟" "ودي فيها هزار يا تولي، لولا اللي حصل كان زماني عندك ودبلتي في ايدك" قالت بعصبية "الحيوان ده فور دمي بوشه وكلامه، و ...." **تت شاردة قليلًا ثم سألته "رماح هو اتنشر اني اتخدرت قبل ا****بي؟" هز رأسه بلا " متأكد" " ايوه " "ولا أنت غلطت قصاد ناجي وقلت له حاجه زي دي" "لا، طبعا ما حصلش" "أمال عرف ازاي؟" وضعت يدها على فمها وهرعت لدورة المياه وأفرغت ما في جوفها خرجت "مش ممكن توصل بيه الدناءه للدرجه دي معقول؟" "انتي قصدك ان هو اللي" "ايوه هو، عشان كده ما كانش بيتكلم كان ساكت، خايف اعرف صوته" تحولت ملامح رماح لغضب عارم "اقسم بالله ما هارحمه" "هتثبتها ازاي" " اسمعي هو الدكتور محمود ليه علاقه بناجي" " ايوه وساعات بيسهر معاه بس ما بيشربش تفاريح كده يعني لو فاضي" " محمود ده كويس هيساعدنا أنا نظرتي في البني آدميين ما بتخيبش" توجهها سويًا لمأمور القسم وصرحا له بشكوك تولين، وأص*ر لهم إذن بالتسجيل لناجي. هاتفت تولين محمود وطلبت منه المجيء لزيارتها في شقتها، وأخبرته بشكها " تصدقي قلبي حاسس بكده برضه، ردة فعله لما عرف انك اغتصبتي كانت بارده مش ردة فعل واحد حبيبته انجرحت ابدًا، كنت حاسه مرتاح، أنا معاكم في اللي هتعملوه يومين وهاضبط مقا**ه معاه وهاخليه يعترف بكل حاجه، عشان ما يشكش " في يوم عطلة محمود اتفق مع ناجي على الذهاب للسهر معه وبعد أن أمضيا فترة في الديسكو طالبه محمود بأن يكملا السهرة في منزله لإصابته بالصداع جراء الموسيقى العالية. في الشقة انهمك ناجي في تناول المسكرات والخمر وقام محمود باستدراجه للحديث عن تولين " ياه يا محمود دي بت جبل حديديه صحيح، واحده تانيه كانت ات**رت اتهزت، يا أخي لو مش لنفسها لموت أبوها وأمها سوا، دي ولا كأنهم ماتوا، فارده قلوعها و عايشه وبتشتغل عادي جدا، ما كنتش فاكر انها هتبقي كده" " فعلا دي رهيبه يا ناجي، بس إلا قولي أنا صاحبك برضه وسرك، أنا حسيت انك عادي ما اضايقتش من اللي حصلها" ضحك ناجي ممسكًا بقنينة الخمر مالئًا كأسه "واتضايق ليه يا جدع اذا كنت أنا اللي قطفتها" " معقول يخربيتك ازاي ده يا عالمي؟" " امال إيه يا دكتور أنا مخي ده ذري" " عشان خاطري فطمني، اخوك غلبان، عاوز اتعلم من البيج بوص" "اسمع لازم قلبك ده يبقي قلب اسد ميت ما يهموش إلا مصلحته وبس، انا طول عمري مستني عمي يموت عشان أورثه، بس في يوم لقيته مستدعي المحامي بتاعه والبت السكرتيره وقعت بل**نها انه كان جاي عشان الوصيه، دخلت المكتب بالليل، أخوك خبره برضه وعطلت الكاميرات طبعا، وما تعبتش عمي مدي الامان، لقيت الوصيه في أول درج فكيت الختم وقراتها وعرفت انه لو حصل حاجه للحلوه الفلوس هتروح عليا، ورجعت عملت الختم  زي ما كان ما هو الشمع  كان في الدرج، وفكرت وخططت لما هو يموت وأنا اغتصبها هتت**ر ومش هتخرج ولا تروح ولا تيجي، ابقى أنا الفارس المغوار واتجوزها واضحك عليها وأمضيها علي كل حاجه بيع و شرا، بس بنت الأرندلي بوظت كل خططي" " ياه ده انت جبار ، وما عندكش قلب وقمة الاجرام" لتدخل قوه الشرطة وتلقي القبض عليه وتم التحقيق معه وبتفتيش الهاتف والايميل عثر على رسائل وأرقام قادت الشرطة للمشتركين معه في جريمته وأثناء  المحاكمة تشاء الظروف أن تنقلب عربه الترحيلات ويهرب منها، في هذه الأثناء كان رماح و تولين يتفقان على تفاصيل حياتهما ويجهزان لزفافهما، في يوم الزفاف تمت دعوة كبار الشخصيات العامة، ورجال الشرطة والمحافظ ومدير الأمن. نزلت تولين ترفل في ثوبها الأبيض المتلألئ المزين بأحجار كريستالية فضية ممسكه بيد محامي والدها المستشار فكري الهواري ليسلمها لرماح   تخطو بهدوء في الممر الأبيض المزدان بالورود سلمها له فقبل رماح يدها  "أخيرًا تولي" ابتسمت بخجل وبدأ عزف الموسيقي الهادئة ليرقصا أول رقصه لهما، احتواها بين أحضانه، يبث لها شوقه، بحديث عينان وشفتان صامتتان تتوقان للقاء، لكنهما تخجلان من الحضور، استمرت مراسم الحفل وحان وقت دخول كعكة الزفاف  يدفعها أحد العاملين بالفندق وبعد أن اقترب منهم أخرج يده المخبأة تحت الطاولة ليصيب رماح بطلق ناري، قبض الحضور على الجاني الذي لم يكن سوي ناجي بنما علت صرخات تولين فوق الموسيقي وهي تصرخ باسم حبيبها رماح هرعت للمشفى بثوب زفاف تلطخ بدماء حبيبها تدعو الله ألا يجرعها مرارة الفقد و الخسران مرة أخرى، امسكت بمحمود وهي تصرخ  "محمود أبوس ايدك اتصرف اعمل أي حاجه انقذه يا محمود" "حاضر والله هاعمل اللي اقدر عليه سيبيني بس ادخله" غاب محمود عدة ساعات بغرفة العمليات، فالإصابة خطيرة، الرصاصة اقتربت كثيرا من القلب، وإخراجها تطلب الكثير من الجهد والمعاناة، خرج محمود يتنفس الصعداء لم تمهله تولين "ها ايه هيبقي كويس؟ طمني" "ان شاء الله خير لو الثمانيه واربعين ساعه الجايين عدوا يبقي خلاص عدينا، وكله بأمر الله، ادعيله، ما فيش بادينا غير الدعا" كانت المشفى عبارة عن خلية من الدعاء تولين  وداده ناديه والحاجه ستو لم يكففن عن الدعاء وقراءه القرآن، غادرتهم تولين مسرعة وقامت بالتبرع لمستشفى 57357ومركز الدكتور مجدي يعقوب والعديد من المستشفيات بنيه شفاء رماح وعادت للمشفى مستمرة في الدعاء وقراءه القرآن لم يخيب الله ظنها فلقد أيقنت بحسن الظن بالله ودعت باطمئنان للإجابة قال الله تعالى: ((وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين)). كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)) قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللهَ يقولُ: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني) سمح لها الاطباء بالدخول لرماح هرعت تسبقها دموعها قبل دقات قلبها "حبيبي قوم ربنا ما يحرمنى منك، سامعني يا رماح، ما اقدرش اعيش من غيرك، بحبك يا رماح وهافضل احبك لآخر يوم في عمري " فتح عيناه فارتمت في حضنه فصرخ متألمًا "حرام يا مفتريه، مستعجله علي ايه لينا بيت يلمنا" ضحكت حتى اغروقت عيناها بالدموع لكنها هذه المرة دموع الفرح والشكر لله على استجابته لدعاء قلبها قبل ل**نها، خرج رماح وذهب للشقة وعلي باب الغرفة وقفت تولين تمنعه من الدخول فقال متعجبًا " ايه يا حبي وقفالي كده ليه" " عندي شرط قبل ما تدخل تنام هنا " " شرط ايه بقي ان شاء الله، نراعي اني واحد واخد رصاصه جمب قلبه اللي انتي تعباه أصلًا " "آسفه، ممنوع، يا توعدني تنفذ الشرط يا دخولك هنا هيكون لوحدك " "يعني ايه لوحدي؟" "يعني لوشرطي ما اتنفذش هاكون زوجه علي الورق وبس، مش هيجمعنا سرير واحد"  زفر زفرة طويلة مغتاظة، أحست وكأنه سيحرقها بها  " اللهم طولك يا روح اخلصي شرط إيه؟" "شغلك" "اشمعن؟" "تسيبه" "نعم!! واشتغل إيه؟ جوز الست" اقتربت منه ممسكة بيده "عشان خاطري، مش هاستحمل أبدًا اشوفك متعرض للخطر تاني، أنا كنت باموت يا رماح وأنت في المستشفى ، خوفي أني أخسرك أنت كمان كان هيوقف قلبي، أنا مش حديد أنا باحبك ومش هاستحمل اخسرك" ابتسم ومسح تلك الدموع التي سالت على خدها "طب بس ما تزعليش، هو انتي مش مؤمنه بربنا، وعارفه أن المكتوب ما ممنوش مهرب، لو مكتوبلي أموت برصاصه هاموت بيها حتى لو أنا علي سريري في حضن مراتي، فاهماني يا تولي" "ما عنديش كلام أقوله، أفحمتني" احتضنها "أنا اللي أفحمتك يا شيخه، وانتي منشفه ريقي كده وموقفاني علي الباب،  وغمز لها عاوز أشوف السرير" فهمت مقصده فابتعدت عنه "لا ،ممنوع، مش قبل شهر، دي أوامر الدكتور" أمسكها من ذراعها ليقربها لحضنه مرة أخرى "وأنا هاقدر اصبر شهر برضه"  وسبحا في عالم الأحلام الوردية بقبلة طويلة، أنهى رماح القبلة ناظرًا للسماء  "اللهم صبرًا يا ربي" أما ناجي ففي أثناء محبسه أنفرد به بعض المساجين وأذاقوه مرارة ما أذاقه لتولين  واغتصبوه، **رت روحه كما **رت رجولته التي تباهي وتجبر بها علي تولين ولم يتحمل ذلك فانتحر. عاش آثما يرتع في الخطيئة ومات كافرًا. مر الشهر وتزينت تولين كأحلى عروس وارتدت فستان أبيض بسيط وزينت المنزل وكأنه يوم زفافهما، وتم الزواج وأخيرًا ارتوى رماح وتولين من حبهما بعدما ذاقا مرارة الاجرام تمت بحمد الله من الغد قصه حديده بمجموعتنا الجميله
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD