خرج مهاب يجر أذيال الخيبة وانهارت ريم تبكي.
مر اسبوعان وريم لا تنفك تغادر غرفتها والحزن مرسوم على وجهها، ومهاب يمارس دوره في اقناع والدته بريم وأخلاقها، عاونه في ذلك محمد ووالده أحمد أخو ثريا الذي وسطه مهاب في هذا الأمر، إلى أن اقتنعت ثريا وبدلت رأيها ووافقت على الزواج.
طلب محمد من مهاب أن يفاتح مي في أنه يريد الزواج منها، كادت مي أن تسقط من فرط الفرحة حين أخبرها مهاب الذي انفجر ضاحكًا من رد فعلها وهي تدور حول نفسها فرحه "الضابط هيتجوزني"
"اهدي يا بنتي اهدي، لو شافك كده هيغير رأيه"
التفتت له بسرعه "ما يقدرش"
ضحك مهاب "يا سلام واثقه قوي كده"
وضعت يديها في خصرها
"طبعا امال إيه؟ نظراته كلها، كلها ..."
تنبهت لأنها تحدث مهاب فاحمرت وجنتاها خجلًا وانصرفت مسرعة
بينما هو يبتسم "طب هيجي امتى؟"
ردت بسرعه "بكره الساعه سبعه "
ذهبت للمنزل فرحه والسعادة تملأها، كانت ريم خارج الغرفة
"ايه يا مي مبسوطه كده ليه؟"
احتضنت مي ريم
"جالي عريس، ومش أي عريس، ده سيادة الضابط محمد"
احتضنتها ريم "يا رب تمم بخير يا رب"
انف*جت أسارير رشا "الحمد لله، هاخلص منك أخيرا" واحتضنتها
في اليوم التالي استعدت الفتاتين والوالدة لاستقبال العريس ووالده
ليتفاجأ الجميع بقدوم ثريا برفقتهم، جلس الجميع في وجوم، ثم بدأت ثريا بالحديث
"عارفه انكم مستغربين اني جايه، بس انا جايه النهارده اخطب للاتنين لمهاب ولمحمد"
نظرت لها ريم تحاول استشفاف نيتها
فتابعت ثريا "معلش المرة اللي فاتت انتوا اللي غلطتوا، أو مهاب اللي غلط
المفروض كنتوا اديتوني فكره عن الموضوع وعرفتوني، انما ما تصدمونيش كده، وعلى العموم حصل خير"
وقامت من مجلسها لتقبل رأس ريم فقامت ريم ولتحول بينها وبين ذلك
"لا والله ما يحصل، انت زي ماما"
ابتسمت ثريا "وعشان أنا زي ماما تعالي في حضني"
واحتضنتها وسط بسمات من الجميع وحمد لله وتهليل من مي، التي ما لبثت ان لاحظت نظرات محمد لها ف**تت في حياء، تم الاتفاق على التفاصيل وسيتكفل محمد بكل التجهيزات، على أن يكون حفل الخطبة مقترنًا بعقد القرآن.
وبذلك اليوم ارتدت الفتاتين فستانين بسيطين، تهادت ريم في ثوب نبيتي ومي في ثوب كشميري وكان حفلًا، جميلًا هادئًا، وتم الحفل على خير ما يرام
بعد عقد القران خرجت الفتاتين ليقبل محمد مي من جبينها
"الف مب**ك يا لماضه" ضحكت مي
"لماضه هو أنت لسه شفت لماضه يا كابتشن"
بينما قبل مهاب ريم من جبينها
"الف مب**ك يا غزالي" احمرت وجنتاها خجلًا
"غزالي"
فرد بهمس "طبعًا غزالي" ثم فجأة صاح
"ويا غزال الدرب الأحمر" وصدح الدي جي بتلك الاغنية
ومهاب يرقص برفقه محمد بينما تقف مي وريم مذهولتين
من منظرهما ورقصهما
مهاب الدكتور الوقور يرقص رقصًا شعبيًا ومع ضابط الشرطة الوسيم محمد
بينما تحتضن ثريا ورشا، مي وريم في سعادة.
بعد فتره مناسبه من الرقص والاحتفال طالب محمد ومهاب من العروستين أن يخرجوا سويًا لتناول العشاء.
هللت الفتاتين وهرعتا نحو الباب، ليزأر محمد "مش خير إن شاء الله!"
تجمدت الفتاتين أمام الباب
قالت مي بصوت يشوبه القلق فهي لا تعلم سبب زئيره كالأسد
"ايه يا محمد حصل ايه؟"
وريم تقف منتظره نتيجة هذه المحادثة
وتنظر لمهاب نظرات مفادها ما الذي يحدث؟
فاقترب محمد من مي بهدوء قائلًا "هو سيادتك وبرضه سيادتك بم إن مهاب أخويا في الرضاع يا ريم هتخرجوا كده"
نظرت مي لنفسها ولريم فلم تجد في لبسهما شيئًا مكشوفًا أو معيبًا
ليردف محمد "بفساتين السواريه دي، احنا راحين نتعشي مش رايحيين فرح، من فضل سيادتكم غيروا والبسوا لبس خروج عادي كده، مش عاوز ارجع وفي ايدي شابين ثلاثه في البو**"
انفجرت الفتاتين في الضحك ونظرت ريم لمهاب
فقال لها " محمد عنده حق، ادخلوا غيروا"
دخلت الفتاتين الغرفة واتفقتا على ارتداء بنطلون جينز وارتدت مي شيميز كارو ابيض متداخل مع الأ**د وريم قميص كارو أ**د متداخل مع نبيتي وخرجتا لهما فنظر الشابين لبعضهما وضحكا
" يا الله يا كاباتن"
فضحكت الفتاتين "ما انتم ما عجبكوش الفساتين يبقي نقلبها رجالي بقى ونبقى صحبه " كانت هذه كلمات مي
فأمسكها محمد من مؤخرة رأسها
"امشي قدامي يا عم الشجاع"
وخرج أربعتهم ليمضوا وقتًا طيبًا، بعد تناولهم العشاء استقلوا مركبًا نيليًا،
ثم تنزهوا على الكورنيش، ساروا كثيرا حتى لم ينتبهوا للوقت الذي تأخر وبأنهم أصبحوا في منطقه نائية ظهر لهم ثلاثة شباب أرباب سوابق مشهرين سلاحًا أبيض في وجههم
"هات الفلوس اللي معاك انت وهو، وسيبوا القمرات دول وامشو"
أمسكت مي وريم في يد بعضهما خوفًا و وقف أمامهما محمد ومهاب
ولم يتكلم محمد أو مهاب بل شرعا في عراك مع الثلاث شبان، تمنى بعده هؤلاء الفتيه أنهم لم يتعرضوا لهم قط فما بين ركلات من مهاب، ولكمات من محمد ت**رت أسنانهم وبعض من ضلوعهم وكانت نهايتهم ملقين أرضًا يتأوهون.
بينما هاتف محمد القسم ليرسل من يقبض عليهم، نظرت مي وريم لرجليهما بحب كانت نظرات عيونهم تفيض حبًا وحنانًا فقال محمد
" نروح بقي "
بعد أن أوصلا الفتاتين وذهب كل منهم لمنزله وهاتف عروسه
قالت مي " انت كنت رهيب بو** هنا ولكمايه هنا وشلوت هنا، ايه ده؟! و لا بتوع الافلام"
ضحك محمد " هو انت مش واخده بالك انك متجوزه ضابط وإلا ايه؟!"
" لا واخده بس السمع غير الشوف، يا ريتني فضلت لابسه الفستان، كنا اتف*جنا علي الشو ده كذا مره"
"يا سلام!"
"آه والله، أنا مش قادره انسى منظرك وانت بتض*ب"
"لا هتنسيه لما يتبدل بمنظري يوم الفرح"
"ماله منظرك يوم الفرح"
ضحك " وانا باض*ب برضه "
"هتض*ب مين؟"
"هاض*بك انتِ"
"يا سلام!"
"طبعا هاض*بك بشفايفي في كل ..."
شهقت مي "اتلم يا محمد"
ضحك "حاضر هاتلم واحضنك في خيالي وانام، تصبحي في حضني"
***
بينما ريم
"مش معقول انا النهارده شفت منك انبهارات، الأول الرقص, بعدين الض*ب أنت رهيب"
ابتسم مهاب" امال ايه سيادتك لسه هتشوفي مني انبهارات ومفاجئات، و لسه بقي يوم الدخله هاسوي الهوايل"
"مهاب عيب الزم حدودك"
"حدود ايه يا غزال، انا هاحطم كل الحدود"
"كفايه كده وتنام بقى"
"حاضر، طب ما فيش حاجه تحت الحساب ؟"
" حساب ايه؟"
"بوسه كده والا حاجه يعني"
" ضحكت " لا نام بقي ".
ونامت الفتاتين كل منهما تحلم بحياتها القادمة.
كانت الخطوبة يوم الأربعاء
بيوم الجمعة
قامت رشا بدعوة العريسين و والد محمد ووالدة مهاب على الغذاء
بدون أن تخبر الفتاتين،
دخلت الغرفة مبكرًا لتوقظهما ردت مي بتكاسل وهي تشد الغطاء على رأسها
"إيه يا ماما؟ سيبينا ننام"
فوصل لها صوت رشا
"ماشي براحتكم خليكم نايمين، ومحمد ومهاب وابوه وامه يجيوا يتغدوا اقولهم معلش كانوا نايمين "
انتفضت مي ومن ورائها ريم وجلستا على السرير تفركان عيناهما
"مين اللي هيتغدوا؟" سألت ريم
ابتسمت رشا
"مهاب ومحمد وحماتك واستاذ أحمد أبو محمد "
سألت مي بترقب " امتى الكلام ده؟"
شدت رشا الغطاء الخفيف الذي كان عليهما " النهارده العصر"
هبت الفتاتين من على السرير وبدأتا تتحدثان بسرعه في وقت واحد
" هاعمل ايه؟"
"هاطبخ ايه؟"
"هيشربوا ايه؟"
"هالبس ايه؟"
ابتسمت رشا "بس اسكتوا شويه، ادخلوا خدو دش كده وفوقوا وصلوا، أنا مضبطه كل حاجه، وكله معمول حسابه، هو أنا هاعزمهم واتكل عليكم، كنا لا كلنا ولا شربنا ، خلصوا عشان تفطروا وتساعدوني"
تزاحمت الاثنتان على باب الحمام كل منهما تريد الدخول أولًا
صاحت مي "مش نافع كده عاوزين حمام تاني"
وكزتها ريم "اروح شقتي يعني!"
فض*بتها مي "اسكتي بطلي تلعبي بعواطفي، اتفضلي ادخلي"
ضحكت ريم ودخلت للحمام
بعد تناولهن لطعام الافطار جلسن مع رشا ليتفقن على نوعيات الطعام التي ستعد وبدأن في تجهيزها، أثناء انشغالهن بإعداد الطعام رن هاتف مي بالنغمة المخصصة
لمحمد فتركت ما بيدها ومسحت يديها بالمناديل وهرعت للهاتف
"يا نعمين"
"نعمين ايه؟ باكلم المخبر عبد السميع"
" مش وقته خالص يا محمد أنا مش فاضيه"
" بتجهزي الغدا طبعا"
"لما انت عارف بتتصل تشغلني ليه؟ وإلا عاوز تقصر رقبتنا قدام عمو وطنط"
"أبدًا لا عشت ولا كنت، عاوز اعرف بس بتحبوا حلو ايه عشان نجيبه، كفايه عليكم الغذا والحلو علينا"
ضحكت واختلست النظر لوالدتها " انت عاوزني اقول لماما بلاش حلو عشان محمد هيجيب، كانت علقتني في السقف، انت جيب براحتك واحنا برضه هنعمل"
ضحك " ماشي طب انتوا هتعملوا ايه عشان ما نجيبوش"
" هنعمل بسبوسه, وأم علي"
"تمام كده يا بسبوستي ما تجيبي بوسه"
" اتلم يا محمد"
علا صوت رشا بالنداء "مش وقته يا مي والا هاتخديها حجه "
"جايه أهو يا ماما"
"سلام يا محمد "
"اسمها لا اله الا الله"
ضحكت "محمد رسول الله"
وأكملن عملهن
أوشك آذان العصر على الرفع دخلن بالتوالي للاستحمام وتبديل ملابسهن،
ارتدت ريم فستانا مزدانا بنقوش صغيره على شكل فراشات على خلفية سوداء
وارتدت مي فستانا مشابها لكن بنقوش صغيرة على شكل زهور على خلفيه باللون النبيتي، وارتدت رشا جلبابا نوبيا ذو تطريزات بسيطة باللون الأزرق
ما أن انتهت صلاة العصر حتي رن جرس الباب معلنًا وصول الضيوف
دخلوا وبأيدهم الحلويات،
أخذت مي الحلويات التي أحضرها محمد و بينما تأخذها أمسكها
من يدها واقتر ب منها هامسًا
"وحشتيني"
وأخذت ريم الحلويات من مهاب فاقترب
" انا ما رضتش اشغلك عن الاكل واكلمك، عشان تطبخي بتركيز"