الفصل الثالث - 3

1071 Words
امسكت كوب الشاي في يدها بعد أن رأت خيالا في شرفتها وهي تقول: ايه الليلة السودا دي؟ قامت وفتحت باب الشرفة ببطأ ثم القت بكوب الشاي عليه وصرخت بأعلى صوت وهي تقول: انت تاني؟ وضع يده على ص*ره في المكان الذي ألقت به الشاي وقال: ايوه انا صرخت قائلة: وايه ال جابك هنا تاني؟ وقبل أن يجيبها كانت قد سحبته وجلست في الأرض، نظر إليها بغضب وقال: دلوقتي انا محتاج ماية ساقعة قالت بصوت منخفض: وطي صوتك عشان الجيران رفع حاجبيه وقال لها: انتِ ال كنتي بتصرخي قالت له بنبرة هجومية: عايزني اعمل ايه لما الاقي واحد غريب في شقتي يعني؟ نظر إليها بغضب وقال: مش قولتيلي انام في اي مكان؟ قالت له بغضب: اه صك على اسنانه وقال: وده مش اي مكان؟ نظرت إليه ببلاهة لم تجبه، وبعد لحظات نظرت إليه بغضب وقالت: انت أكيد فاهم ان وجودك هنا غلط أشاح بنظره مبتعدا عنها ولم يجيبها فسحبت رأسه ناحيتها بعنف وقالت له: انت كمان هتعمل فيها مقموص؟ لم يجيبها وقام من مكانه ودخل شقتها وقال: فين الحمام؟ قامت وراءه بغضب فرأته واقفا ينظر إلى الفوضى التي تغطي المكان باشمئزاز فقالت له بتهجم: مش كنت هنا من شوية؟ رمقها بق*ف وقال: ايوه قالت له بغضب: اومال مستغرب الشقة ليه؟ نظر حوله وقال: عشان مركزتش المرة ال فاتت وقفت امامه ووضعت يداها في خصرها وقالت له: وانت تركز ليه أصلا؟ لم يجبها واتجه نحو باب الشقة، جرت إلى باب الشقة ووقفت أمامه فرمقها بتعجب وقال لها: ابعدي ابتلعت ريقها قبل أن ترد قائلة: مش هينفع ضيق عينيه وهو يستفهم عن ما قالته للتو فقالت موضحة وهي تفرك كفيها ببعضهما: صوتي كان عالي وأكيد في حد م الجيران سمع.. نظر إليها مستفهما فقالت له بنفاذ صبر: يعني مش هينفع تخرج من هنا دلوقتي.. أشار إلى ص*ره فابتلعت ريقعا ونظرت إليه بتوتر وقالت: أيوه عايز ايه مش فاهمة رفع حاجبيه وقال لها: الحرق ض*بته في ص*ره وهي تقول له: ياعم الشاي كان بارد أصلا انشف كدا اقترب منها فانكمشت على نفسها وهو يقترب أكثر حتى أصبح وجهه مواجها لوجهها وقال لها: انشف؟ نظرت إلى عينيه وابتلعت ريقها فابتعد عنها عدك خطوات للخلف وتركها لتتنفس. أشارت بسبابتها في وجهه قائلة: الزم حدودك واتفضل اقعد في أي حته ابتسم وأومأ لها ولم يجبها فأرجعت خصلة من شعرها خلف أذنها ونظرت إليه بتوتر ثم ابتعدت عنه.. نظر حوله وهو يتأفف من هذا المكان الفوضوي الذي يشبه هذه الفتاة الفوضوية، لماذا ترمي كل شيء في الأرض هكذا؟ جلس على الأريكة بينما خرجت هي وألقت في وجهه قميص رجالي وقالت له: البس ده، ثم أشارت على باب الحمام وقالت له: ده الحمام، وتركته وخرجت إلى الشرفة تنظر يمينا ويسارا و تتفحص المكان حولها لترى إن كانت إحدى جاراتها تقف في الشرفة ورأتها برفقة "ركان" ، بعد دقيقتين من النظر حولها تن*دت ثم دخلت الشقة وأغلقت باب الشرفة جيدا.. جلست على الأريكة تفكر فيما ستفعله مع هذا الشخص، لا تستطيع تركه هكذا معها في نفس المكان، ولكنها تشعر بصدق حديثه وتشعر بأنه بالفعل يحتاج إلى من يمد إليه يد المساعدة، هي تعرف جيدا معنى أن تكون وحيدا في مكان لا يوجد بجانبك من يهتم بك أو يهتم لأمرك، تعرف ألم الفراق والصدمة وحدوث ما لم تكن تعد له حسابا، تعرف جيدا أنه يحتاج إلى من يهتم لأمره ولكن كيف ستساعده فهي بالفعل تحتاج إلى من يمد لها يد العون ويكتشف ذلك الطائر الجريح الذي تخفيه وراء وجه الشراسة المفتعلة التي تتصنعها مع أي شخص كي لا يُفضح أمرها، كي لا يشعر أحد بضعفها، كي لا تشعر بأن أحدهم يشفق عليها.. ظلت غارقة في أفكارها حتى وجدته خارجا من الحمام عاري الص*ر يحمل القميصين في يده، قفزت من مكانها وصرخت في وجهه قائلة: انت ايه يا بني ءادم أنت؟ انت مبتفهمش؟ ضيق عينيه ونظر إليها بغضب وقال: لا بفهم، ف ايه؟ أشارت إلى ص*ره العاري وقالت بغضب: انت خارج كدا ليه مش اديتك قميص تلبسه؟ ألقى القميص الذي أعطته إياه ارضا وقال لها ببرود: مقاسه مش مناسب نظرت إلى القميص الملقى أرضا وصكت على اسنانها وقالت بغيظ: رميته ليه؟ أشار إلى الملابس الملقاة في كل مكان وقال لها: زي م انتِ رامية الهدوم في كل حتة، افتكرت ان ده نظامك واسلوبك في تنظيم البيت رفعت سبابتها في وجهه ولم تجد ما تقوله فأدارت وجهها وتركته وجلست على مقعد بجانب أريكتها التي تتوسط صالة الشقة.. جلس على المقعد المقابل لها فنظرت إليه بغيظ وقالت: البس القميص رد بهدوء وقال: مبلول قالت بهدوء: وهتفضل ماسكه كدا؟ نظر إليها وفكر قليلا قبل أن يلقيه أرضا فانفجرت ضاحكة وقالت له وهي تضحك: انت مش طبيعي رفع حاجبيه وقال متسائلا: إزاي تن*دت وقالت له: مش عارفة ثم قامت و سحبت سيجارة من علبة سجائرها واشعلتها ونظرت إليه قائلة: معلش هتضطر تدخن معايا تدخين سلبي رمقها بغضب وقال: بتضري صحتك كدا ضحكت وقالت له: عارفة نظر اليها باندهاش وقال لها: عارفة ومكملة، ازاي حد يكون عارف ان حاجة تؤذيه ويعملها كده ببساطة ابتسمت وقالت له: انت بريء كدا فعلا ولا بتمثل؟ لم يجبها فضحكت وسحبت نفسا عميقا من سيجارته قبل أن تطفئها وتجلس بمقابلته وتنظر إليه وهي تقول: مش هقدر اخليك هنا؟ نظر إليها بخجل وقال: حاضر، ثم قام من مكانه فأوقفته قائلة: هتروح فين؟ رفع كتفيه وتن*د وقلب شفتيه ثم قال لها: مش عارف قالت له بنبرة هادئة: طب اقعد جلس مكانه مرة ثانية ونظر إليها فقالت له: حاسة انك محتاج مساعدة ومش عايزة اسيبك بس في نفس الوقت انا عايشة لوحدي ومش صح اني اخلي راجل يبات معايا في الشقه كده، ثم نظرت إليه وقالت بعد تفكير: انت معاك فلوس؟ قال لها بخجل: لا قالت له: طب معاك بطاقة؟ ضيق عينيه فقالت له: بطاقة هوية يعني قال لها: ايوه معايا طبعا قالت له بشك: هي فين؟ وضع يده في جيب البنطال ثم سحب منه كارت أ**د اللون ومد يده إليها به وقال لها: هي دي نظرت إليه باستغراب وقالت: دي بطاقة ازاي؟ ضغط على الكارت ضغطتين فأنار وظهرت عليه البيانات نظرت إليه بتعجب وقالت: مش هتنفع هنا دي، ثم أخرجت تنهيدة وقالت: هتحتاج بطاقة وشغل ومكان تسكن فيه قال لها: انا فعلا معايا بطاقة الهوية اهي قالت له: لا لازم تطلع واحدة من هنا من ع الأرض وتحديدا من مصر بس المشكلة انك متملكش أي أوراق رسمية هنعملك بطاقة ازاي؟ نظر إليها مستفهما وقال: يعني هنعمل ايه؟ مطت شفتيها وقالت له: خلاص عرفت هنعمل ايه بس الصبح حمحم وقال لها متسائلا: ودلوقتي؟ نظرت إليه بحيرة وقالت له: مش عارفة، ثم نظرت إلى ساعة هاتفها فوجدت أنها أصبحت الثانية والنصف صباحا نظرت إليه وقالت: كمان انا عندي شغل الصبح ولازم انام. نظر إليها بخجل وقال: وانا محتاج انام بس.. كانت ستجيب ولكن اوقفها صوت طرقات عالية على الباب مما جعلها تجفل وتتسمر مكانها للحظات قبل أن تقوم من مكانها لترى من بالباب في هذه الساعة المتأخرة..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD