الفصل الثاني - 2

1137 Words
قال لها: لا كنت عايش في كوكب كيبلر رفعت حاجبها وقالت له: وعايش في كوكب كيبلر ده لوحدك يعني ولا ايه؟ قال لها: لا بس أنا الناجي الوحيد ضيقت عينيها وقالت له بتوجس: يعني ايه الناجي الوحيد؟ ناجي من ايه مش فاهمة؟ ثم ابتعدت عنه خطوات قليلة وهي تضع يدها ع خصرها تتحسس السكين الذي خبئته بملابسها وقالت له: اتحولتوا كلكوا زومبي؟ ضحك وقال لها: لا متحولناش، ثم أكمل حديثه بنبرة متألمة قائلا لها: كل المخلوقات ال على الكوكب ماتوا، وانا الوحيد ال فضلت عايش ابتلعت ريقها وقالت له: مرض يعني ده ولا ايه ال موتهم قال لها: لا انفجار نظرت إليه تتفحصه وقالت: بس مش غريبة انفجار وانت طلعت منه سليم وكمان مفيش فيك خدش واحد رفع كتفيه ومط شفتيه وقال لها: كنت في نفق بشتغل في وقت متأخر قالت له بشك: طب ما ممكن يكون في حد غيرك كان في نفق بردو اشمعنا انت ال نجيت رد عليها بحزن قائلا: قواعد بلدي كانت بتمنع إننا نشتغل لنص الليل بس انا **رت القواعد في اليوم ده واشتغلت لبعد نص الليل ردت عليه ساخرة: وهو في حد بيحب الشغل للدرجادي؟ نظر إليها بحزن وقال: كنت بشتغل على مشروع مهم وكنت حابب اخلصه قبل وقته، بس كل حاجة اتدمرت تثائبت قبل أن ترد عليه قائلة: بص انت عايز قعدة كدا أكون رايقة فيها وتحكيلي كل حاجة بس دلوقتي انا عايزة انام ف تيكير بقا تركته وهي تنزل أول درجات السلم فنادى عليها ليوقفها، استدارت إليه وقالت بطريقة هجومية: عايز ايه؟ حك عنقه وقال في خجل:عايز انام نظرت إليه من أعلى إلى أسفل وقالت ساخرة: يعني احكيلك حدوتة ولا اعمل ايه؟ نظر حوله وقال متسائلا: انام فين؟ رفعت كتفيها بلا مبالاة وقالت له: مش مشكلتي، ثم أكملت وهي تهبط الدرج.. نام في أي مكان بس متنزلش ورايا.. مط شفتيه وهو يفكر كيف يجد مكانا ينام فيه بعد أن أخبرته أنها لا تريده أن يتبعها وهو الآن وحيد على سطح منزل في كوكب غير كوكبه، صحيح أن البشر هنا يشبهون البشر على كوكبه في كل شيء عدا أنهم يتحدثون كلاما يقصدون منه معنى آخر وهو ما يستطع فهمه.. شعر بالوحشة والغربة والحزن لما أصابه، جلس على الأرض وكوب وجهه بين يديه ورأي كل ما مر به يمر أمام عينيه كأنه شريط فيلم سينمائي؛ لحظات الانفجار، عائلته التي فقدها، محاولاته لإيجاد مخلوق حي يؤنسه التي بائت بالفشل، ألم قلبه الذي لم يفارقه على ما آلت إليه الأمور، شعور اليأس، إحساسه بالخوف، وحدته التي لما تفارقه.. حتى بعد أن قرر الذهاب إلى مكان آخر لم يستطع تدبر أموره إلى أن وصل إلى هنا، حيث توجد فتاة وحيدة رفضت مساعدته، حسنا معها حق ولكنه يحتاج إلى مأوى وعمل وطعام، استمر بالتحديق في المكان من حوله وهو يفكر ما الذي يجب عليه فعله الآن وحيدا. كانت كلماتها تتردد على عقله وهي تقول :متنزلش ورايا، إلى أن جائته تلك الفكرة وقرر أن ينفذها فورا.. نزلت إلى شقتها وقبل أن تفتح الباب نظرت خلفها وكانت تتوقع أن يتبعها ولكنه لم يفعل، فتحت باب شقتها ودخلت تنظر يمينا ويسارا تبحث عن أي شخص في الداخل رغم علمها بعدم وجود شخص غيرها هنا ولكنه القلق والخوف، أن تكون هاربا من أشخاص يريدون تدمير حياتك ليس أمرا هينا.. نظرت حولها تتفحص الفوضى العارمة التي تسكن فيها، إذا أردنا الحقيقة فهي تسكن في خراب وليس منزلا؛ ملابس ملقاة على الأرضية، أطباق بها بو**ي طعام مكشوفة موضوعة على المنضدة التي تتوسط الصالة الكبيرة للشقة، لوحات معلقة يغطيها التراب ويبدو وكأنها لم تنظف منذ زمن طويل، أغلقت الباب وامسكت سترة ملقاة على الأريكة وألقتها أرضا قبل أن تلقي بجسدها على تلك الأريكة وتنظر إلى السقف تفكر في ذلك الشخص الغريب الذي ظهر في شرفة منزلها منذ فترة صغيرة.. بالفعل هي ليست مقتنعة تلك الخرافات التي يخبرها بها ولكنها في قرارة نفسها تشعر بصدق حديثه، ربما يكون مجنونا، ولكن طريقة كلامه اللبقة والمعلومات التي يغرقها بها ليست بالفعل طريقة شخص مجنون، وهذا الطبق الطائر الذي موجود بالفعل فوق سطح منزلها.. هي بالفعل لا تصدق بوجود الفضائيين وتشعر أنه من العته أن تصدق هذا، ثم أنه لو كان فضائيا بحق فلم لا يكون لونه مختلف لماذا شكله مثل رجل؛ رجل وسيم وجذاب.. ض*بت رأسها فور أن فكرت في هذا وقالت بصوت مسموع: اصل انا ناقصة اوي عك في حياتي مش كفاية اللى انا فيه ضحكت وهي تتذكر شكله اللطيف عندما خرجت إلى شرفة منزلها ونظرته الخائفة عندما صرخت في وجهه، كم هو لطيف ابتلعت ريقها واعتدلت في جلستها وقالت: رجالة تاني ثم قامت إلى المطبخ لتعد لنفسها شيئا تتناوله بعدما طار النوم من عينيها.. دخلت إلى المطبخ الذي لم يختلف في فوضاه كثيرا عن فوضى الشقة وفوضوية منظرها.. فتحت الثلاجة التي كانت تحتوي على عدة أطباق بها بو**ي أنواع مختلفة من الطعام، ونظرت بها بتأفف وهي تقول: لازم تتنضف التلاجة دي، ثم نظرت حولها وهي تقول بسخرية: البيت كله لازم يتنضف.. بعد قليل خرجت من المطبخ تحمل في يد شطيرة جبن وفي اليد الأخرى كوب شاي ساخن وجلست على الاريكة بعد أن وضعت كوب الشاي الذي تحمله على منضدة قريبة من الأريكة وأخذت تبحث عن جهاز تحكم التلفاز بين اشيائها المبعثرة في كل مكان وتذمرت بعدما لم تجده فأمسكت بهاتفها وأخذت تقلب بين محادثات الواتساب وهي تقضم قضمة من الشطيرة قبل أن يظهر لها اتصال من رقم غير مسجل جعل قلبها يرجف بشدة، لم تجب ولكن المتصل لم ييأس وعاود الاتصال مرة أخرى فازداد توترها ونظرت إلى الهاتف بقلق وقالت: اهدي يا قمر اكيد محدش فيهم يعني عرف يوصلك كان الاتصال قد انتهى ولكن قلقها وتوترها لم يهدأ، رن الهاتف للمرة الثالثة فضغطت على زر الرد ليأتيها صوت أنثوي قائلا: ايه يابنتي ده كله عشان تردي؟ تن*دت قبل أن تقول: سلمى؟ ردت الأخرى بصوت مرتفع وهي تقول لها: لا معجبك السري ياختي ردت عليها بصوت مرتفع وقالت: مبعتيش رسالة تقولي أن ده رقمك ليه من الأول جاءها رد الأخرى قائلة بسخرية: م هو مش رقمي، وبعدين فيها ايه يعني هو انتِ عليكِ طار؟ ابتلعت ريقها وقالت بتوتر: طار ايه وهبل ايه؟ ثم تن*دت وقالت: عايزة ايه بقا؟ قالت لها: كنت بفكرك ان بكره في ميتينج الساعة عشرة متتأخريش عشان مستر حسام خلاص جاب اخره منك ومن تأخيره وهيطردك ض*بت رأسها بكفها وقالت: انا كنت نسيت الميتنج ده خالص ضحكت سلمى بسخرية وقالت لها: وانتِ من امتى بتفتكري يعني مواعيدك؟ ردت قمر بتهجم وقالت: طب يلا غوري بقا ضحكت الأخرى وقالت لها: كدا كدا هقفل، هعدي عليكِ الصبح الساعة تسعة الاقيكي جاهزة تمام؟ ردت قمر بتملل وقالت لها: طيب، وأغلقت الهاتف وألقته بجانبها وهي تنظر حولها بملل وقالت: منك لله سديتي نفسي يا سلمى، وقضمت بعدها قضمة من شطيرة الجبن التي مازالت في يدها وأخذت بعدها رشفة من كوب الشاي ثم وضعته على الطاولة بغضب وهي تقول: حتى الشاي برد.. نظرت إلى الهاتف الملقى بجانبها بتأفف وقالت بملل: حتى الفون بقا ممل… رجعت للخلف وأسندت رأسها على ظهر الأريكة وهي تقول: منك لله يا اللي ضيعت النوم من عيني، نظرت إلى الشرفة إلى حيث وجدت غريب الأطوار الذي يقول انه من كوكب آخر، امسكت كوب الشاي في يدها بعد أن رأت خيالا في شرفتها وهي تقول: ايه الليلة السودا دي؟ قامت وفتحت باب الشرفة ببطأ ثم القت بكوب الشاي عليه وصرخت بأعلى صوت وهي تقول…
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD