الفصل العاشر (10)

1966 Words
(امراة جمعت بين زوجين) كانت جنى تترجى الطبيب حتى يعدل عن إبلاغه الشرطة : _لا ارجوك مفيش داعى للبوليس والله مفيش جريمه ولا حاجه..صدقنى وجدت نفسها تحكي له بالمختصر المفيد ما حدث لهما، وعيونها تفرغ دموعا بغزارة جعلت قلب الطبيب يرق لهما ،وحدثه إحساسه انها صادقة..بل أشفق عليها لأنها أصبحت فى مشكله ايضا الطبيب بنبرة مفعمة بالشفقة : _خلاص يا بنتي اهدى اتفضلى دى روشته فيها مضاد حيوى. ومراهم للدهان 3 مرات. نظرت جنى إلى يحيى بخوف..فرأته خارج الدنيا فقالت للطبيب بقلق : _ بس ددا مش حاسس بنفسه خالص يادكتور..وكمان جسمه سخن قوي -الطبيب ..متقلقيش أنا أديته حقنه تخفض الحرارة ...عشر داقايق والسخونه تنزل ..متنسيش إن الجرح بقاله مده عشان كده اتلوث وكويس إنك لحقتيه دلوقت عالعموم هو أسبوع بالكتير ويتحسن أهم حاجه تمشى على العلاج بانتظام جنى :حاضر يا دكتور .. متشكرة اوووى علم الطبيب إنها تشكره لأجل تكتمه فقال: _العفو حمدالله على سلامته. _الله يسلمك. اغلقت جنى الباب خلفه بعد انصرافه..وهى تأخذ نفسا عميقا لتواجه به القادم ، اتصلت بالاستعلامات وطلبت عامل لشراء الدواء لها..اقتربت من يحيى المسجى على بطنه وظهره كله مضمد بالشاش .. وكأنه فى شبه غيبوبه ..يخرج كلمات غير مفهومه كأنه يهذى..جلست بجواره على السرير تمسح على شعره بحنان ..وتبكي مشفقه عليه قبلته في جبهته ،وقامت لتبدل ثيابها ...وتفرغ الحقائب..وتضع الملابس في الخزانة...وهى تدعو الله أن يكون بجانبهما ????????? فى بيت عبد الحميد زهران أشرقت شمس يوم جديد والأجواء متوترة فروحيه والدة جنى ،وام يحيى ،وعماد ،لم يتذوقو طعما للنوم ،خوفا من رد فعل عبد الحميد زهران..ترى هل سيكتشف إنهم وراء تهريب الثلاثه وإذا اكتشف أمرهم ماذا سيفعل بهم؟! سمعت وعد صوت جلبة فى بهو الصالة وصوت جدها عالى جدا وصل إلى حد الصراخ ،وابيها كأنه يسب أحد خرجت من حجرتها لتتفقد ما الأمر ..فوجدت جدها يصرخ فيهم بأعلى صوته: _انتو ووووو يا بهايهم .. أنا مشغل عندى ناس غ*يه مبتفهمش ...يعنى اييييه هربووووووا ،وكنتووو فين يا بقر . قامت قيامة عبد الحميد زهران ولم تقعد وظل يصرخ فيهم ويعنفهم، بل ويجلدهم ايضا ولكن لم يعترفو ..وكيف يعترفوا المساكين بشىء لم يفعلوه دخلت وعد ..وهى تجرى على حجرة أمها وهى تقول بلهفه: _ماما ...ماما الحقي جدو بيزعق فى الحرس بتوعه هو وبابا .. سمعتها بيقول إن يحيى وعمو نبيل ..وجنى شكلهم هربو. همست أم يحيى بتوتر واضطراب: _ ربنا يستر عليهم يا بنتى استغربت وعد برود أمها وهدوؤها ظنت انها ستولول وتلطم خوفا عليهم. اقتربت وعد من أمها وهى تقول لها بشك: _اييييه ايه ياماما ؟! مالك هادية كده ، هو انتى ليكى فى الموضوع ولا ايه؟! امها : هشششششش وطي صوتك حتفضحينا . ثم قصت لها كل الحكايه وكل ما حدث واكدت عليها أن لا تفتح فمها ..فرحت وعد لأنها اطمأنت على احبابها..وانهم جميعا بخير وفي نفس الوقت حزنت لأنها شعرت أنها بعدهم أصبحت وحيدة. مديح لأبيه بقلق : _حنعمل ايه يبابا ..ده حسام لو عرف بالحصل حيهد الدنيا عبد الحميد غاضباً: _خد شويه من البقر ال برة دول واقلب الدنيا عليهم ومتجيش غير بيهم ....فااااهم مديح متوترا: _ ح حاضر يا بابا ولحسن حظ روحيه ،وام يحيى ،وعماد ،لم يخطر على بال عبد الحميد أو مديح ..أن يكونو ا هم سبب هروبهم ..ف*نفسوا الصعداء ودعوا الله أن يظل الأمر خفى عنهم ذهب مديح وقد أخذ فتحى وبعض الحرس للبحث عن الثلاثه الهاربين علم حسام بهروب جنى ويحيى فجن جنونه ، ذهب كالثور الهائج لعبد الحميد ليسأله عن جنى فصرخ بمنتهى الثورة : _ الكلام ال انا سمعته صحيح يا عبد الحميد بيه جنى ويحيى هربوا؟! أومأ عبد الحميد وكان في قمة الإحراج. فعاد حسام يصرخ: _فين مراتى ..مراتى راحت فييين ، أنا عايز مراتى حالا لحسن انت عارف.. انا ممكن اعمل ايه ، 24 ساعه وحاجى أحد مراتى على بيتى ..ووقد اعذر من أنذر. وتركه دون أن يستمع لأى رد منه حسام ..شخصيه مغرورة ..يحز فى نفسه أن ترفضه فتاه فهو اعتاد أن تجرى خلفه كل الفتيات لكي يطلبن رضاه.. يعطوه كل ما يريد دون مقابل ظل فى مكتبه يغلى من الغيظ بسبب هروب جنى ، وأقسم أن لن يتركها أو يترك يحيى الذى فضلته عليه دون عقاب يحيى من الآن اصبح غريمه ولن يتركه إلا جثه هامده.. دخل أبيه معالى الوزير ..فوجد حسام يض*ب أخماس فى اسداس فقال له : _ إيه يبنى انت حتفضل كده كتيير ..انت مش بعت رجالتك يدورا عليهم خلاص عايزين نشوف شغلنا بقى زفر حسام فى ضيق وقال : _ حاضر يا بابا مانا معاك اهو اامرنى عايزنى اعملى ايه ؟ قال له أبيه : _حتسافر معايا بكرة سوهاج ..عشان نبيع محصول الجناين ومحتاجك معايا حسام بتزمر .فكيف يسافر ويترك البحث عن جنى: _ ايوة يبابا بس .... الوزير وهو يض*ب على سطح المكتب وكان في أوج ثورته: _ مفيش بس بكرة حتيجى معايا أنا حجزت فى فندق (....) فجهز نفسك بقى فاااهم. وتركه وهو غاضب المصيبه انه حجز فى نفس الفندق ال فيه جنى ويحيى الحلقه الرابعه عشر (امراه جمعت بين زوجين ) كانت وعد جالسة فى فصلها شاردة حزينه والدموع تلمع فى عينيها.. اقتربت منها رحمه زميلتها المقربه .. رأتها شاردة وبادي عليها الحزن الشديد فسألتها بانزعاج: _مالك ياوعد في إيه؟! وعد وهى تتنفس بضيق _مفيش يا رحمه رحمه : اخص عليكى انت حتخبى عليا قولي يا بنتي في ايه مالك؟! وعد بدموع غزيرة ولم تستطيع حبسها : _اصل يحيى ،وجنى ،وعمو نبيل وحشووونى اوووي..البيت وحش من غيرهم يا رحمه..كنا علطول مع بعض كنا مهونين على بعض قعدتنا فى بيت الأشباح ده ، ونامت على الدسك لتخفى دموعها . ربتت رحمه على ظهر صديقتها. .وقالت لها بأسف : _ معلش يا قلبى مسيرهم يرجعو ويتلم الشمل تانى . ودخل مستر وليد... استاذ الكيمياء رجل في الثلاثين من عمره طويل ابيض البشرة من الناس التي تهتم بمظهرها فدائما تراه أنيق هزتها رحمه هامسة: _ وعد قومى مستر وليد جه وحيبدأ الحصه ...رفعت ندا رأسها ووجهها اغرقته الدموع مستر وليد: صباح الخير الطالبات : صباح النور يا مستر. لاحظ مستر وليد وعد التى يبدو عليها البكاء فنداها وليد : وعد وقفت وعد وقالت : _نعم يامستر وليد: تعالى خرجت وعد تاركة درجها وتقدمت نحوه وقفت امامه وهمست: _نعم وليد : مالك كنتى بتعيطى ليه؟! وعد دون أن تنظر إليه: _مفيش يامستر وليد : مفيش ازاى ..امال الدموع دى إيه كنتى بتخرطى بصل. ضحكت الطالبات لدعابته فض*ب وليد على المكتب وقال بصوت عالى حازم _ بسسسسس.. إحنا حنهرج هنا ..فالتزمت الطالبات ال**ت المطبق. وليد لوعد ..طب روحى اغسلى وشك وبعد الحصه تيجينى على المكتب ماشى؟!. وعد وهى تومىء رأسها علامه الموافقه: _ حاضر ⭐⭐⭐⭐ فى فندق سوهاج..وفى الغرفه الخاصه بيحيى وجنى هتف يحيى وكان يتأوه بألم : _ ااااا آه بشويش يا جنى وانتى بتحطى المرهم مش مستحمل جنى : خلاص يا حبيبى خلصت اهو ..بس الحمد لله السخونه نزلت أنا أكتر حاجه كانت مخوفانى هي السخونيه. يحيى وهو يتأوه من الألم : _الحمد لله .. أنا حاسس ان ضهرى فى نار قايده . سمعا طرق على الباب قالت جنى وهي تتوجه نحو الباب: _ده الروم سيرفس جايبلنا الغدا..ارتدت اسدال وغطت شعرها وتناولت منه صنيه الغداء.. وضعتها أمامه على الفراش وهي تقول: _ يلا يا حبيبى بقى عشان تتغدى أنت لازمك غذا . واطعمته بيدها فنظر فى عينيها بحب ..فابتسمت جنى بخجل لنظراته تلك وقالت وهى ما زالت تطعمه : _ بتبصلى كده ليه؟؛ حاوط وجهها بيديه هامسا بحب ورومانسيه: _ ممنوع ابص لمراتى ولا إيه؟؛ ضحكت جنى بخجل وهمست: _ لا مش ممنوع طبعا فرغت من اطعامه وقامت لتأتى له بالدواء فامسك يدها وهمس والشوق يقفز من عينيه: _رايحه فين ؟؛ جنى: حجبلك الدوا يحيى: لأ سيبك من الدوا دلوقت وخليكى جمبى. جنى : مهو أنا رجعالك يعني حروح فين ؟؛ بس أنت لازم تاخد الدوا عشان داه بمواعيد. مطى يحيى شفتيه بعدم رضى وقال : _ هاتى الدوا يا ستى. أعطته جنى الدواء مع كوب الماء ثم شردت فجأة وسألته: _ قولى يا يحيى يحيى : نعم يا حبيبتى هو ال اسمه مصطفى ده صاحبك ال اتصلت بيه مضمون يحيى بتأكيد : _ ايوة طبعا ده كان زميلى سنين الطب كلها. وهو دلوقت فاتح عيادة ..وحيخلينى شريك معاه وحيدينى اوضه منها كمان ، والحمد لله إن هو تخصص و أنا تخصص تانى عشان الإحراج ..انتى خايفه من حاجه؟؛ _جنى لا ابدا أنا بسأل بس..هو حيجى ياخدنا امتى يحيى : بعد بكرة إن شاء الله جنى تمام ثم عاد يتأملها بحب حتى هتف: _جنتي جنى هامسة وشعرت أن قلبها معلق في الهواء: نعم يحيى : خدينى فى حضنك تحمحمت جنى وأشاحت بوجهها بعيد عنه من فرط الخجل وأردفت : _ أححححم لما تخف يحيى : مهو أنتي لما تاخديني في حضنك حخف. جنى ب**وف وقد احمرت خدودها : _الله بقى يا يحيى قلتلك لما تخف _ خدينى يابت فى حضنك بقولك. _تؤتؤتؤ ..قلتلك لأ قالتها وهمت أن تنهض من جواره ولكنه أمسك يدها واجبرها على الجلوس ثم اقترب منها وهمس بالقرب من وجهها: _ عارفة لو مخدتنيش في حضنك حموت غلبها حبها فهتفت سريعا : _بعد الشر عليك يا حبيبي. فابتسم بسعادة على تلقائيتاها فهمس: _ طب اسمعي الكلام بقى وضميني. اقتربت جنى منه على استحياء ضمته إليها ونسيت جرحه ووضعت يديها على ظهره جعلت يحيى يصرخ وقد شعر بآلام رهيبة نتيجه ضغط جنى على الجرح: _ااااااااااااه يبت ال ..... أخرجها من حضنه بقوة وهو يقول: _امشى يبت من وشى ..اااااه ياضهرى الله يخرب بيت الحضن عل بدعوه...انا الجبتو لنفسى مانا كنت قاعد كان لازم يعنى اااااه..ااااه جنى بأسف : _ يقطعنى يا حبيبى يقطعنى والله ما كنت اقصد. يحيى صارخا: _ااااااه روحى من وشى السعادى..ااااه ياضهرى جنى ضاحكة : وأنا مالي ..ما انا قلتلك لما تخف انت ال كنت م**م. وعلى غفلة منها ض*بها بالوسادة وظل يسبها بينما هي تزداد ضحكتها. ??? وصل حسام وابيه الى فندق (.....) سوهاج حجز الوزير وحسام جناح حسام : _ قولى يابابا احنا حنقعد هنا اد ايه الوزير : يومين تلاته كده لما نقابل الناس ونخلص البيعه. حسام لنفسه وقد شعر بالضيق : _يعنى اقعد تلات أيام ويمكن اكتر وانا مش حقدر ادور على جنى..وتلاقيها هى وهو هايصين بقى. بظنونه تلك اشتعلت النار فى ص*ره وهو يتخيل جنى فى حضن يحيى ..وهو لا يعلم مكانهم ..كاغنهم يخرجون له السنتهم يقولون له مت بغيظك فتوعد لهما قائلا وعيناه مليئة بالشر: _ماشى يا جنى انتى ويحيى مسيركم تقعو فى ايدي وساعتها مش حرحمكم حتروحوا مني فين. انقضى يومان ولم يتقابل كل من جنى ويحيى بحسام فهما لا يخرجان من حجرتهم اتصل مصطفى بيحيى وقال انه فى الطريق اليهم ليصطحبهما يحيى وهو يرتدى ملابسه وقد تعافى نوعا ما: _خلاص يا جنى جهزتى كل حاجه جنى : ايوة يا حبيبى خلاص كل حاجه جهزت ونزلا وتوجها إلى الاستعلامات ليدفعا الحساب ويغادرا الفندق فى نفس الوقت انهى حسام ووالده البيع وقبضا الثمن وقررا أن ينهى الاقامه ليعودا إلى القاهرة ليستئنفوا عملهم هناك انهى يحيى الاجراءت وحمل العامل الحقائب إلى الخارج فكان مصطفى فى انتظارهما ، وكان حسام يقف عند الاستعلامات فلمح جنى من ظهرها وهى تخرج من باب الفندق ..فقال لنفسه: _ معقول تكون هى . فركض ليتأكد منها فوجدها ركبت سيارة هى وشخص وانطلقوا حسام وعيناه تتسع بأمل: _هى ..اكيد هى ملامحها باينه وهى بتركب العربيه ماشى يا جنى كده أنا حعرف أجيبك. ياترى حسام حيوصلهم؟؛ لما نشوف انتظروني حتشوفوا مفاجآت هدية اليوم أحب شاب فتاة في بلاد الغرب، فاستأذن والده بالزواج منها، فأقام عليه الدنيا، وتوعده أن يتبرأ منه، ماذا يفعل ؟ بعد شهر عرض عليه شيئاً، يا أبت، لو أنها أسلمت فجاء الجواب إيجابياً، قال له: لا مانع، اختل توازن هذا الشاب من الفرح، فانطلق إلى المكتبة، واشترى لها كتباً باللغة الإنكليزية لتقرأها، وتستوعب الإسلام كي تسلم، ثم يوافق أبوه على الزواج منها، أعطاها الكتب، لكنها ذكية جداً، طلبت منه إجازة أربعة أشهر كي تقرأ الكتب بهدوء، وبعيداً عن ضغوطاته وعن تمنياته، ومرت عليه هذه الإجازة كأربع سنوات، عدّ الوقت بالدقائق والثواني، فلما انقضت هذه الأشهر الأربعة اتصل بها، وسمع منها كلمة اختل لها توازنه فرحاً، قالت له: لقد أسلمت، إذاً: حقق الهدف، لكنها قالت كلمة ثانية، قالت: ولكنني لن أتزوجك، لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً. والله لا أبالغ، والله لا أبالغ، والله لا أبالغ، هذا معظم حال المسلمين، والده مسلم، أمه مسلمة، يصلي، يحج، أما في بيته، وعمله، و**ب ماله، وإنفاق ماله، وقضاء أوقات فراغه، وهواياته، ولهوه، و***به، ومبادئه، وقيمه، وطموحاته، وتمنياته ليس مسلماً، لذلك هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾ [ سورة مريم ] إلى اللقاء #سهير عدلي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD