(4) الفصل الرابع

3113 Words
جلست علي احدي الطاولات في هذا المكان المخصص لأستراحه العمل ، وبعد لحظات قامت لتجلب مشروبها المفضل مريم بأبتسامه : مشروب كل يوم ياعم حسن حسن بطيبه : من عنيا يا استاذه مريم ابتسمت له بأبتسامتها المعتاده ، فهو يُذكرها بوالدها نفس الطيبه التي كانت تراها في عينيه وملامحه اخذت طلبها ، ليست مدركه بمن امامها ، ودون قصد صدمت باحدهم ادهم : ابقي خدي بالك يا انسه ، ثم انصرف وتركها دون ان ينتظر ان يسمع اعتذارها هبه بضحك : كنتي هتكبي العصير علي رئيس مجلس الاداره مريم بدهشه : هو ده صاحب الشركه هبه بضحك : بقالك شهر ، وكل ده ومتعرفيش ان "ادهم عزت" هو الكل في الكل هنا مريم بتعجب : طب واستاذ اياد ، واستاذ احمد هبه : دول اعضاء مجلس الاداره ، بس طبعا ليهم اسهم في الشركه غير ان بشمهندس اياد يبقي اخوه الصغير مريم : عشان كده ديما كنت بشوفه في كل الاجتماعات وهو الي بيديهم الاوامر هبه بضحك : وبعقلك كده يافالحه مادام هو الي بيدي الاوامر يبقي مين بقي صاحب الشركه ، يابنتي ادهم ده هو الي ماسك كل حاجه ،عقله يوزن بلد ، وميعرفش اخوهه في الشغل ، ثم بدأت تتناول مشروبهاا وهي تقول : حتي لو بشمهندس اياد ، بس بصراحه غيره خالص مريم بتسأل : غيره ازاي يعني ولكن قطع حديثهم ، نهوض الموظفين للذهاب لعملهم ، بعد ان انتهي وقت الراحه .................................................. ............. كنتي فين يامريم ، وفين الملف الي طلبته منك مريم: اسفه يافندم ، اصل كنت في الاستراحه عشان ميعاد الغدا ، ثواني وهجيب لحضرتك الملف اياد وهو يقترب منه: ممممم وكده تاكلي من غيري مريم بحده : افندم اياد بضحك : ايه يامريم ، هو انتي مالك جد اووي ، مش معقول وصلناا للسنه 2014 وفي بنات بالشكل ده ، ثم قال باستهزاء: انتي جايه منين يامريم نظرت له لبعض اللحظات لتري ضحكاته وهو يحتقرها ، وقالت بأسي : عن اذن حضرتك ثم ذهبت ، وهو مازالت انظاره عالقه بها، وقد تبدلت ضحكاته لسكون تام هو انا ايه الي عاملته ده ، عشان اتريق عليها كده واضحك خرجت سريعا من امامه ، ودموعها تكاد توشك علي الهبوط ، كادت ان تُصدم به ثانية ولكنها تراجعت ، رفعت وجهها الذي كانت تخفضه لتري ممن سوف تعتذر فبهتت ملامحها عندما رأته نظر لها قليلا ، يتأمل عيونها المليئه بالدموع ، ثم ابتعد عنها وهو يعلم بأن قد حدث شئ بينها وبين اخيه دخل اليه ، وجده يهندم من ملابسه ليهم بالخروج من مكتبه وبعد ان القي عليه ما اراد منه بشأن شاهي ، التف لينصرف ثم عاود النظر اليه ثانيه وهو يقول بصرامه اعقل شويه ، وبلاش تلعب علي حد من الموظفين مفهوم اياد بأبتسامه : ديما ظالمني ادهم : اتمني ذلك .. ثم تركه وانصرف اما هو اخذ يحدث نفسه بشأنها ياتري يامريم انتي غيرهم ولا مع الوقت هتبقي زيهم .................................................. ................ مالك يامريم ، هو بشمهندس اياد زعلك مريم بتسأل : هو انا لبسي مش كويس ياهبه هبه بابتسامه : من ناحيه ايه مش كويس، ثم بدأت تفهم هبه ما تقصده هبه : مممممم ، يمكن انتي مش متحرره زينا كده ، يعني انا مثلا محجبه بس ممكن اعمل لفات حجابي علي الموضه ، احط ميك اب ، البس ملابس ضيقه شويه وبرضوه علي موضه يعني تحرر بس مش زيهم يعني نظرت إليها مريم باستغراب : مش زي مين هبه بضحك : مريم هو انتي قولتيلي خريجه كليه ايه ، الي يسمع اسألتك ميقولش انك خريجه جامعه ومرت عليكي كل انواع البنات مريم : انا في الجامعه مكنش ليا اختلاط اووي بحد غير رنا ما انتي عارفاها بنت استاذ هاشم ، كان كل الي بيهمني دراستي هبه بتفهم : هو قالك ايه مريم وبدأت تتذكر نظراته وضحكته التي يشع منها نظرة الاستهزاء وبعد لحظات هبه : بصي يامريم ، سيبك من الوسط ده ، مالكيش دعوه بنظراتهم ليكي ولا حتي كلامهم لانك هتسمعي كتير من كلامهم وهتشوفي نظرات استغراب وكأنك انتي من عالم وهما من عالم تاني خالص ، انا كنت زيك كده لبسي واسع وماليش في الموضه والكلام ده صح بلبس لبس متناسق وحلو بس كنت ملتزمه باللبس المفروض تلبسه اي بنت محجبه ، بس للاسف فضلت اشوف ديه لبست ايه وديه عاملة ايه ، وديه بتلفت الانتباه ازاي ، لحد لما انتي شايفه اه وقالت بأبتسامه : بس يعني لبسي مش وحش اووي ، بس مبقتش هبه بتاعت زمان مريم بأبتسامه : ربنا يهدينا جميعا ، متشكره اووي ياهبه علي كلامك بجد انتي ونعمه الصديقه هبه بطيبه : انتي الي طيبه يامريم عشان كده بتشوفي الناس كلهاا كويسه ويلا بقي عشان نلحق نجيب الحاجات الي عايزه تشتريها انتي صحيح هتشتري اللعب وهدوم الاطفال ديه لمين مريم بأبتسامه :هبقي اقولك بعدين .................................................. ........... جلسوا يتناولون طعام العشاء سويا ادهم بأبتسامه : ايه يا اياد مالك سرحان ، اكيد بتفكر في شاهي نظرت له شاهي بخجل ، ولم تتحدث اياد بأرتباك : اه اكيد اسعد بأبتسامه : ايه ياولاد مش ناوين تحددوا ميعاد الفرح ولا ايه ادهم بأبتسامه : انا عن نفسي جهزتلهم الفيلا الي هيعيشوا فيها بس يقرروا اياد وهو ينظر لشاهي : انا بقول نستني شويه ، ولا إيه ياشاهي نظرت له بأرتباك وقالت : اللي تشوفه اسعد بضحك : يعني نطلع منها احنا ادهم بضحك : اظاهر كده ثم نظر لاخيه يتأمله، فوجده شاردا اسعد بتسأل: اومال فين عزت باشا، انا سمعت انه سافر فرنسا خير راح سياحه ولا ايه ادهم بتهكم: اه فعلاا سياحه ، ثم عاود النظر لأخيه ثانية وهو يحدث نفسه : ياتري فيك ايه يا اياد ............. مريم انا اسف وقفت ساكنه لبعض الوقت ، وكادت ان تهم بالخروج ولكن استوقفها صوته ثانية ابتسمت له ، كأنه تعبير عن قبولهاا لأعتذاره،ثم تركته وانصرفت كانت نظراتها عالقه بذهنه ، ثم تن*د بابتسامه وهو يحدث نفسه مريم مش زيهم يا اياد ، اعقل ثم بدء يتابع عمله وهو شارد بنظرتها الممتنة إليه .................................................. ....... ومثل كل يوم ، تجلس علي فراشها للحظات تتأمل حولها مملكتها الفارغه والهدوء القاتل الذي يحاوطها، شرد عقلها قليلا بتلك الفترة الماضية وهي تتذكر لحظاتها القليله معه بل والمعدوده ظلت تفكر به وهي تسبح في عالم الخيال ، تتذكر نظراته الحاده ، حديثه القوي ، كل شئ فيه قد بهر عينيهاا برغم انها لا تعلم ملامح واجهه بدقه ، تذكرت المرات التي اصطدمت به وهي تبتسم ، ولكن وقف قلبها للحظات وتصدي له عقلهاا ويقول .... فوقي يامريم انتبهت لما كانت تفكر به وهي تحدث نفسها حياتنا مش شبهه بعض ، لازم افوق ثم ابتسمت بحزن وهي تخمد احلامها .................................................. ........ مش هي ديه شاهي ، اللي **مت ترتبط بيها وكنت دايخ عشان بس تكلمك نظر له اياد قليلا .. وقال : مش عارف يا احمد بس حاسس اني زهقت احمد بضحك : ده العادي بتاعك يا اياد ،بس تفتكر ادهم هيسكت المرادي اياد بضيق : طبعا عشان الصفقات الي بينهم هيحكم علياا بأوامره احمد : انت اللي حكمت علي نفسك يا أياد ، محدش ض*بك علي ايدك وقالك افضل اجري ورا شاهي وبعدين ارتبط بيها أياد : منكرش انها كانت عجباني ، بس كانت وخلاص احمد بفهم : ومين بقي الي بقيت عجباك دلوقتي ، ما انا مش هصدق انك تزهق منها كده من غير مايكون في واحده تاني رسمت عليك ودخلت حياتك اياد بغرور: تفتكر في حد يقدر يرسم علياا ، ثم بدء يتذكرها وهو يقول بصوت هامس لنفسه : بقيتي لعبتي الجديده مريم ، ولازم اخدك عشان ازهق منك ومفضلش اشغل بالي بيكي ثم انتبهه علي صوت احمد وهو يقول : ازيك ياشاهي .................................................. ........ جلس يتأملها قليلا ، وبصوت هادئ هتيجي معايا شرم يومين ، ايه رئيك نظرت له بسعاده وهي تحتضنه : بجد يا ادهم ادهم بضحك : بجد صافي بسعاده : طب وايه سبب الفسحه المفجأه ديه ادهم بهدوء : حاسس اني عايز اهرب من الشغل شويه ومن المشاكل صافي بحنان : يعني انت عايزني معاك ادهم بأبتسامه : تفتكري ايه صافي بتن*د : انا اي مكان انت فيه بتمني اكون معاك ، انت متعرفش قد ايه بكون سعيده بوجودك حتي لو هكتفي ان ابصلك بس من بعيد اقترب منها بحنان وضم وجهها بين كفيه، وهو يقول انا جنبك اه ياصافي .................................................. ......... اخذ يلقي عليها بعض الاوامر، وبعد ان اتنهي استأذنت منه لتتابع عملها .. نهض من مكانه ووقف امامها وهو يقول : بمناسبه حفلة عيد ميلادي ، انا عزمك يامريم ياريت تقبلي عزومتي يعني كأصدقاء كان يقول هذا وهو يعلم انها ستواقف ، وكيف ترفض طلبه وكثيرا منهن يتمني نظره منه فقط وليس دعوه ابتعدت عنه ، وقبل ان تغادر اسفه يافندم ، انا جايه اشتغل هنا وبس ، بس ممكن اقدر اقولك كل سنه وانت طيب .. عن اذنك ظل واقفا قليلا وهو يزفر أنفاسه ينفث عن غضبه بملامح جامدة ، وهو يقول باصرار : لسا الايام بينا يامريم .................................................. .......... كانت تنتظر ان تري قدومه مثل كل يوم ، ولكن هذا اليوم قد خُيب ظنهاا وقفت تتطلع بعض الوقت ناحيه الطرقه المؤديه لمكتبه ولكن في النهايه التفت بظهرها لتتابع عملها استوقفها صوته وهو يهتف أسمها بصوت حاد حصليني علي مكتبي يامريم تن*دت قليلا ن ثم اتبعته وهي تمسك احد الملفات في يدها جلس علي مقعده يحاول ان يكون صارما حتي لو للحظات قليله لكي تنجح خطته كما اراد ، انتظر قدومها وعندما رأها نظر في بعض الاوراق التي امامه ، وبعد لحظات ايه ده يا استاذه كل الحسابات فيها مشاكل ، اظاهر انك كنتي نايمه وانتي بتراجعي الملف مريم بدموع : ابدا والله يافندم ، انا رجعت الملفات كويس اووي وحضرتك بنفسك قولت كل حاجه تمام كاد ان ينكشف امرهه ، ولكن قال بصوت جاهوري : شفت زياده هتنزليه النهارده ، ترجعي الملفات كلهاا وفوراً وقدامي كمان ، اتفضلي نظرت له ب**ت شديد ، وقالت : حاضر بس ممكن اخد الملفات وهرجعها ، علي مكتبي اياد بحده مصطنعه : اتفضلي يا انسه اقعدي هنا وراجعي ، انا مش فاضي للدلع ده مفهوم .................................................. ......... كان يتطلع الي الأمواج المتراطمه امامه وهو شارداً وقفت تتأمله كعادتها ، وبصوتها الحاني صافي :سرحان في ايه بعد ان افاق من شروده ، وبأبتسامه ساخره قولي مش سرحان في ايه ابتسمت له كعادتها : هتفضل سرحان كده ، ولا شكلك زهقت وحابب ترجع للأوامر والموظفين وشغلك ادهم بضحك : لاء انا اجازه الايام ديه ثم نظر لها يتأملها قليلاا ، وقال :علي فكره في اخبار حلوه ليكي عندي نظرت تتطلعه وكلها لهفة من سماع هذا الخبر الذي تتمني حدوثه ادهم بأبتسامه : قربت اعرف مكان مازن .................................................. ........ كان يجلس طيلة الوقت يحدق بها ويتأملهاا وهي منكبه علي تلك الاوراق ، اقترب منها قليلا وجلس علي مقربة منها وهو يقول : كفايه شغل لحد كده نظرة له بأمتنان شديد ، ووجهها يبدو عليه التعب وهي تقول : اتفضل الملفات الي اترجعت نظر لها بنظرة لم تفهمها ، وقبل ان يفعل شئ تن*د قليلاا اتفضلي يامريم ، تقدري تمشي نهضت من مكانها سريعا واتجهت ناحيه الباب ، الذي لم تسمح له بأغلقه ورحلت وهي تشعر بالتعب في كل انحاء جسدهاا وقف ساكنا لبعض الوقت وهو يتطلع الي تلك الاريكه التي كانت منذ ثواني معدوده تجلس عليها ، الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه ... ظل ينظر للمتصل لبعض الوقت وتن*د بملل ، واغلقه .................................................. ......... عادت الي وحدتتهاا ، تمنت لو انها وجدت احد ينتظرها ليسألها عن يومهاا ، تذكرت قلق والدتها عليها وشعورهاا بتعبها ، ابتسمت بحزن ثم نظرت الي احد المجلات التي بيدها ووضعتها بجانب فراشها، وذهبت لتؤدي صلاتهاا قبل ان تجلس لتقرء بعض الاخبار عنه حتي لو كانت قديمه فكان فضولهاا يريد ان يعرف عنه الكثير لم تعرف لماا تفعل ذلك ، ولأول مره تشعر بأنها ذات قلب تائهه مثلهم .................................................. ....... جلس ينهك نفسه بالشرب ،حتي تذكر صورتهاا بأبتسامتها الهادئه وبصافئها المعهود نظر للكأس الذي يمسك به وقال بسكر: عجباك صح ثم بدء يضحك بصوت عالي ... كريم : ارحم نفسك شويه يابني ، ومين ديه الي عجباك أياد بضحك : حته بنت ، بس ايه خام اووي ، ولا لبساهاا تحس انهاا مش عايشه في العصر بتاعنا كريم بضحك : يعني انت الي عايش اصلاا ، وكمان ماله لبساهاا اياد بأبتسامه : عجبني موووت ، تصدق ان بتكثف ابصلهاا ثم ضحك بسخريه : مش انا يعني الي بتكثف ما انت عارفني ، بس عيني ما بتقدرش تبص عليهاا ، بس اول ما عيني بتيجي عليها بلقيني ببعدهها علطول ومش قادر ابص عليها كريم بتن*د : انت حبيتها ولا ايه يا أياد اياد بضحك : انا احب مريم مش معقول ، ثم نظر لكأسه انا احب مريم ، ثم تابع الشرب نظر لها صديقه بمراره ، وظل يتطلع له لبعض الوقت يتفرس معالم وجهه .................................................. ..... جلست تنظر لغلاف المجله ، وقبل ان تفتح اول صفحههاا بها تن*دت بأسي ، ثم اغلقتهاا وهي تقول لنفسها بلاش يامريم ، ممكن تشوفي عالم تاني غير عالمك وتنصدمي في اول شخص قلبك يدقله ، اعتدلت من نومتها بأسي وقالت : هو انا ازاي حبيته ، وامتا وليه .. مع انه عمرهه ما بصلي .. اشمعنا هو .. ثم بدأت تتذكر صرامته وحدته وابتسمت بأسي .................................................. ...... عاد من سفره ، وهو لا يعلم ما ينتظره من اخبار جلس يسترخي قليلا ، ثم بدء يتابع عمله ، الي ان هنا : انسه شاهي خطيبة بشمهندس اياد ، مستنيه تقابل حضرتك ادهم بأعتدال : خليهاا تدخل ياهنا نظرت له بوجه شاحب ، وعندما رأي هيئتها تلك ،تأكد بأن قدومها هذا لامر هام ولكن لم يتوقع بأن يكون هذا الامر هكذا شاهي بدموع : انا حامل يا أدهم نظر لها بدهشه شديده ، وبصوت متحجر، وبدون ان يشعر زفر بضيق شديد وتن*د بقوه من فعلت اخيه .................................................. .......... كان يفكر في حيله ، كي يتقرب منها اكثر، ظل يفكر في حيلهِ السابقه ولكنه كان يعلم بأنها تحتاج حيلة مختلفه تماما، تن*د بضيق شديد وقال : بس برضوه لازم تقعي يامريم اقترب منها ليعطي لها كوب الماء وهو يزفر بضيق : اياد عرف بالموضوع شاهي بدموع : لاء لسا ميعرفش ، لان حضرته مبيردش علي تليفوناتي ، فملقتش حد اجيله غيرك ادهم بضيق وبمراره : واسعد باشا طبعاا لسا معرفش شاهي ببكاء : ارجوك يا ادهم ، بابا ميعرفش ، انا جتلك عشان عارفه انك الوحيد الي ممكن تسمعني وتقف جنبي وتحل المشكله ادهم بضيق : مشكله ، قصدك كارثه .. انا مش عارف هفضل لحد امتي استحمل استهتاره .................................................. ......... جلست تنتظر صديقتها علي احدي الطاولات ، وكادت ان ترحل وجدته يجلس امامها وبابتسامته المعهوده ،رفع نظارته عن عينيه : مفاجأه حلوه صح نظرت له بضيق وتمنت لو ان هبه الان امامهاا لأوبختهاا بشده علي فعلتهاا التفت لترحل ، وتتركه بغروره هذا ولكن هو كان اسرع ووقف امامهاا ، وهو يقول : ماهو مش معقول انتي الوحيده الي عامله فيها تقيله ، ايه في حد في حياتك لو في حد قولي ، ممكن اتصرف معاه مريم بحده : اظن ان ده شئ يخصني ، عن اذنك قبض فوق مع**ها بقوه يتمتم بوعيد : مدام اياد شوكت عايز حاجه لازم ياخدها ياحلوه نظرت له بدموع وهي تقول : عشان انت اتعودت تاخد كل حاجه حتي لو مش من حقك ، او بالاصح انتوا .. عارف ان بشفق عليك اوووي نظر لها بدهشه وهو يري دموعهاا ويسمع حديثهاا مريم بدموع : ايوه بشفق عليك ، بشفق عليك من غرورك من حياتك مفكرتش في يوم ديه حياه الي انت عايشهاا وفرحان بيها ، مفكرتش هتفضل طوول عمرك فرحان بكده ، مفكرتش لحظه في شبابك الي معملتش في حاجه مفكرتش في الحياه التانيه الي مستنياك ، ولا ديه كمان نسيتها وفاكر نفسك هتفضل طول عمرك لحد ماتموت انك اياد شوكت الي كل حاجه لازم تبق تحت ايديه والكل يقوله سمعا وطاعا انا بجد بشفق عليك .... ثم تركته وانصرفت ، وهو ظلا واقفا تائهه يتطلع اليها ، ولاول مره يشعر بأنه حقا يجب ان يشفق اولا علي نفسه لم يقطع شرودهه هذا سوا رنات هاتفه المستمره نظر للمتصل بضيق وهو يقول : ايوه يا ادهم .................................................. ....... جلس امامه ، وهو يتطلع اليه ويري علامات وجهه غير المبشره بشئ تن*د بتسأل وهو يقول : في ايه يا ادهم ادهم بحده : في ايه بتسألني في ايه ، وياتري مافيش ايه عاملته يا استاذ انا هفضل لحد امتا اصلح وراك بس المرادي انت الا لازم تصلح غلطك لانك خلاص المفروض هتبقي اب اياد بصدمه : اب ادهم بتهكم : شاهي حامل يا استاذ نظر له اياد بصدمه ، ثم وضع راسه بين احد كفيه ، ونظر لاخاهه بضيق ادهم : انا حددت ميعاد الفرح ، الفرح بعد اسبوع اياد بصدمه : اسبوع ،ثم قال بضيق : بس انا مش هتجوز يا ادهم وشاهي هتنزل الطفل نظر له ادهم بضيق ، وقبل ان يرد كان اياد يغادر المكان بل والشركه بأكملها .................................................. ........... كانت تعلم ان نظراته تلك ، ليست سوي رغبة فيها ، رغبه في لعبه لم يري مثلها من قبل ، لعبة اراد ان يستمتع بهاا قليلا، تن*دت بأسي لما يحدث لهاا ، نظرت الي احد المجلات لتتأمل وجهه ولكن سريعا ما اخذتها واخفتهاا كي لا تحطم قلبها بأحلام وهميه قضي معظم ليلته ، يهرب من واقع ينتظرهه ، كان يلتقي بكأس يلو الاخر وهو لا يعلم لماذا اصبحت الان شاهي مجرد لعبه قد انتهي صالحيتهاا ، بعد ان كان يرغب بهاا وبشده تن*د قليلا بأسي وهو يتذكر كلامهاا الاخير، ثم قذف بالكأس الذي يمسكه وهو يقول : اطلعي من دماغي بقي .................................................. ................ نظرة لها بعتاب شديد ، وقبل ان تذهب من امامها هبه برجاء : والله يامريم ، هو الي اصر عليا ، قالي عايزك ضروري ، سامحيني مريم بطيبه : خلاص ياهبه حصل خير هبه بأبتسامه : ماشي ياستي ، بس مالك شكلك منمتيش والنهارده في اجتماع ولازم تكوني فايقه ، لان ادهم بيه رجع من سفرهه وطلب من اعضاء مجلس الاداره كلهم يجتمعوا وبدون ان تشعر ... وجدت قلبها يبتسم قبل شفتيها ، ابتسمت بأسي ، ثم قالت أكيد بشمهندس اياد وصل هبه بضيق : اه وصل ، ومش طايق حد مريم بتن*د وهي تستجمع قواها لأمر تحويلها من ادارته : طيب انا هدخله   يفرك جبهته ويدلكها ،كان يبدو عليه الارهاق الشديد نطقت اسمه بهدوء وهي تقول : انا عايزه اتنقل لقسم تاني نظر لها بضيق شديد ولاول مره لا يطالع وجهها : احنا في شركه هنا مش بنلعب يا انسه ، اتفضلي جهزي نفسك عشان الاجتماع بعد ربع ساعه الاقي عليهاا كلماته هذه ، وفي لمح البصر لم يجدها امامه ، تن*د بضيق شديد وهو يقول : انا ايه الي بيحصلي ده حاسس اني بقيت ضايع ............ كان يتطلع الي احد الصور التي امامه ، تن*د بضيق شديد من تصرفات اخيه ، واخذ يتذكرصاحبة الوجه وقد عرفه بدقة كان احد المصورين لجريده ما يجلس في ذلك المكان نفسه الذي قا**ها فيه ، ولحسن الحظ قبل ان تنشر هذه الصور التي تجمع بينهم .. كان رئيس المجله صديقا له فأخبره بشأن الصور ... تن*د بأرهاق شديد وكيف لا يشعر بالأرهاق وكل شئ علي عاتقيه .. نهض من علي مقعده ثم غادر مكتبه ليذهب لغرفة الاجتماعات خطوات قليله كانت تفصلهم وافكار كثيره تدور، وقفت لتستمع لما يطلبه منها اما هو كان يتطلع اليهم ، ويتأمل نظراتهم كانت نظراته لها تترصدها وتترصد ش*يقه ، ولاول مره يشعربهدوء"أياد" ونظراته المُتعبه التائهه التي تحمل ضياعاً وخواء  عاد "أدهم" يركز بوجهها وهيئتها ، وهو لا يعلم كيف اخيه اعجب بها فهو يعرف طبيعته اكثر من نفسه ، ولكنه اصبح متأكد انها ليست سوي فتاة عابره بالنسبه له ، ولكن وجودها هذا بجانب اخيه سوف يزيد الامر تعقيدا تن*د بضيق شديد ، وقبل ان ترفع عينيها لتري وجهه  الجامد وهو يحدق بها ،  كان قد اشاح بوجهه عنها وبدء يفكر كيف ستتم تلك الزيجه بدون تهور من اخيه ...   ******
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD