تحولت ملامحه للبرود ورمق بعينيه للاعلى بملل ، مُعقبا بأستسلام :
" نعم العيشة بمفردى قد أعجبنى ، أرتحتم الأن ؟! إذا سمحتم لم أعد أريد أن يتحدث أحدا معى فى هذا الأمر ، أنا أشعر بالراحة هكذا "
نظرت له " زينة " بعتاب ولكنها فضلت أن تنهى ذلك الحديث خاصة بعد أن شعرت بتوتر العلاقه بين " جواد " و" هناء " ، عزمت " زينة " على أن تُغير مجرى ذلك الحديث قائلة بحماس :
" حسنا كما تريد ، ما رائيك الأن بأن أرسمك ، أنت فى غاية الجمال وستكون رسمة رائعة ، تعال معى رجاءً "
مدت ذراعها ممسكة بيده وهى تبتسم بحماس آخذه إياه إلى مرسمها الموجود بحديقة منزلهم ، بينما كانت " هناء " ترمقهم بغل وخبث محاولة قدر إمكانها أن تداريه عنهما
¤¤¤¤¤¤¤¤
لما منذ أن أتى إلى البيت يجدها تبكى هكذا وتحاول إخفاء بكائها عن والدتها؟؟ ، لما تبدو مثل الزهرة الدابلة ؟! فهو لم يراها تبكى من قبل ، دائما ما يراى بسمتها على وجهها ، يجب أن يعلم ماذا يجرى !! ماذا فعلت تلك الغ*ية وتحاول إخفائه !! تقدم " جواد " إليها ببضع خطوات حتى أصبح يقف أمامها مباشرة
كانت " سلمى " شاردة الذهن تبكى على ما فعلته بنفسِها ، لتلاحظ ذلك الجسد الماثل أمامها بطول قامته وعرض منكبيه يضع يده بجيبه بغرور وكبرياء ، ليحدثها بحده وغرور مستفسرا عما بها رادفا بثبات :
" لماذا تبكين ؟! "
جففت دموعها سريعا فى لهفه وإرتباك ، مُعقبة بخوف رادفة بتلعثم :
" سيد جواد !! لا لا أنا لست أبكى ، هل تأمرنى حضرتك بشيء ما ؟؟ "
رمقها بنظرة حادة دبت الرعب فى قلبها ، ثم قبض على ذراعها بشده وصاح بغضب وحنق رادفا بحدة :
" عندما أقوم بسؤالك عن شيء تُجيبينى دون كذب ، هذا أفضل لكى "
ما إن قال هذا حتى أنفجرت فى البكاء عندما تذكرت ما حدث لها وأخذت ترتجف بين يديه ، ليزيد من شدة قبضه على ذراعها ويصيح بها فى نهى رادفا بأمر :
" بدون بكاء ، تحدثى بدون بكاء "
هبطت راقعة عند قدميه فى توسل وبكاء مُستعطفه إياه رادفة برجاء :
" أرجوك سيد جواد ، أتوسل إليك أن تساعدنى ، أرجوك ساعدنى ولا تفضحنى أو تخبر أمى "
أدرك " جواد " إنها فعلت مصيبة ويبدو إنها تخُص العرض ليرمقها ببرود ، ثم توجه ناحية الطاوله لسحب إحدى الكراسى ليجلس عليه واضعا قدم فوق الاخرة باستعلاء ، رادفا ببرود :
" قومى بسحب إحدى الكراسى لكى وتعالى أجلسى أمامى هنا "
فعلت ما أمراها به وهى بداخلها تموت رعبا مما يحدث الأن أو من ردة فله تما ستخبره به ، ليرمقها ببرود رادفا :
" ما هى المصيبة التى أرتكبتيها ؟! "
أخفضت رأسها بالارض خجلا مما فعلته ، ولكن ليس لديها خيار أخر ، عليها أن تستنجد بأحد وإلا ستندم كثيرا ، لتعزم على أن تُخبره لكى يُساعدها ، تحدثت " سلمى " رادفة بندم وبكاء :
" منذ سنة تقريبا بعد أن أنتهيت من الثانوية العامة ، تعرفت على أحد الشباب من الحى عندنا ، كان معروفا عنه أنه لديه أخلاق حميدة ، ويملك شهادة تعلمية جيدة ، تعرفت عليه وتقربنا من بعضنا ونشاء بيننا علاقة حب ، ومع مرور الوقت تطور ذلك الحب وأصبح ... "
شعرت " سلمى " بالخجل من أن تكمل ، ليزجرها " جواد " كى تُكمل معقبا بحدة :
" أكملى حديثك يا سلمى ولا تنسى شيء "
أبتلعت " سلمى " فى أرتباك وأخذت نفسا طويلا ، مُحاولة أستجماع شجاعتها مكملة بندم :
" كان يخبرنى بأنه يحبنى وسيتزوجنى وإننى سأكون زوجته أمام الجميع ، وأنه يريد أن يتأكد من كونى أحبه وأثق به ، أنا كنت أصدقه فى كل كلمة يقولها لى ، إلى أن جاء هذا اليوم و ... "
••
" هذا يعنى إنكى لا تحبيننى ولا تثقى بى يا سلمى ؟! "
أردفت " سلمى " والدموع تملئ عينها مُعقبه بصدمة :
" ماذا تقول يا خالد !! ، فأنا لا أحب أحدا فى هذا العالم كما أحبك !! ، ولكن ما تطلبه منى هذا صعبا جدا "
جذبها " خالد " إلى ص*ره ، مطمئنا إياها فى حنان رادفا :
" يا فتاه أنا أيضا أحبك ولكننى فى أمس الحاجة إلى هذا الشيء ، أنتى حبيبتى ويجب عليكى أن تساعدينى لأتخلص من هذا الحمل ، إذا ذهبت لأفعل هذا الأمر مع فتاة أخرى لن تنزعجى !! "
نظرت له بأستكار من مجرد فكرة أنه سوف يفعل هذا مع فتاه غيرها ، لتزداد حيرتها ليردف بضيق وحنق :
" حسنا يا سلمى أنسى الأمر ، لن نفعل هذا الشيء ، ولكن تذكرى هذا يعنى إنكى لا تثقين بى ، وبما إنكى لا تثقين بى فهذا يعنى أنه لا يمكن أن يحدث زواج بيننا ، أو يمكن أن تكونى خائفة من أن أكتشف أمرا ما ؟! "
قال جملتة الاخيرة بنظرة شك ، ليجن جنونها من سماع تلك الكلمات لتصيح به باكيه :
" ماذا تقول يا خالد !! كيف لك أن تُفكر بى هكذا !! ، أنا فقط خائفة ، خائفة من أن تتركنى أو تتخلى عنى ، أو حتى تظن إننى فتاة سيئة لأننى تركت نفسى لك ؟! "
صاح بها " خالد " ناهيا عن كلامها رادفا حب وحنان :
" هذا يعنى أنكى لا تثقين فى يا سلمى ، يا عزيزتى أنا لا أستطيع أن أبتعد عنكى ، وأيضا لماذا سأقول عنكى إنكى فتاة سيئة وأنا ساتأكد بنفسى الأن من كونكى فتاة عذراء لم يلمسها شخص من قبل ، أليس هذا صحيحا ؟! "
أومأت " سلمى " براسها بأستسلام لما ينوى فعله ، ليبتسم لها بانتصار مقربا إياه إلى ص*ره هامسا :
" أحسنتى يا عزيزتى ، هى بنا "
أمسك " خالد " يداها وتوجه بها نحو الغرفة مُغلقا الباب خلفة ، رمقها كالأسد الذى يكاد ينقض على فريسته ، لُيقربها إليه وينهال عليها بالقُبل الحارة ويده تعبث داخل ملابسها ، إلى أن أصبحت كالغائبة عن الوعى بين يدية ، لا تعلم متى جردها من ملابسها لتصبح أمامه عارية هكذه ، أذابها فى لذة لمساته المتفرقة على جسدها وشغف ونعومة قُبلاته ، لم تفق من هذه اللذة والمتعه إلا عندما أنتهى مما كان يريده وفقدت عذريتها
•••
لتنهار " سلمى " فى البكاء وهو لم يتاثر بشئ مما قصته عليه ، بل مازال ناظرا نحوها منتظرها أن تُكمل حديثها ، لتردف ببكاء مرير :
" ظل يطلب منى أن نُعيد ذلك الأمر كل فترة إلى أن حدث ما حدث منذ سبوعا ، كان لى أكثر من شهر وأنا أشعر بالتعب الشديد حتى أن والدتى لاحظت ذلك وأخبرتنى أن أذهب لطبيب ، وبالفعل ذهبت إلى الطبيب برفقة صديقتى وخضعت للفحص الطبيى ولكنى أكتشفت إننى حامل بطفل ، لم أكن أعلم ماذا أفعل ولهاذا ذهبت له كى ينقذنى ولكن رده هو من صدمنى حقا "
••
" خالد أرجوك ساعدنى ، أنا واقعة فى مُصيبة كبيرة "
شعر " خالد " بالفزع من هيئتها وخوفها ذلك ، ليردف مستفسرا :
" مصيبة ماذا ، تحدثى بسرعة ؟؟ "
لتشرع " سلمى " فى بكائها مُعقبة بندم :
"أنا حامل يا خالد "
صُدم " خالد " مما قالته له ، ليرتبك قليلا فهذا الشئ لم يكن فى حسبانه وهو لا يستطيع تحمل تلك المسؤلية الان ، ليجد أن أسلم حل له هو التخلى عنها ، تمالك نفسه ليحدثها بقسوة وأشمئزاز :
" حامل من من ؟؟ "
صُعقت " سلمى " من هذا السؤال ومن ردة فعلة ، لتصيح ببكاء وهى تضرب على فخذيها رادفة بنواح :
" مِن مَن كيف !! هل أنا كنت أفعل هذا الأمر مع أحدا غيرك ؟! "
ليرمقها " خالد " بنظرة أحتقار زافرا :
" وكيف لى أن أعرف يا عزيزتى !! ، من تسمح لنفسها أن تلقى بنفسها بين يدى شاب غريبا عنها وتسمح له أن يضاجعها يمكن أن تسمح لكثيرا غيره "
قبض على ذراعيها بقسوة مُتحدثا إليها بحده وجبروت :
" أنا أحذرك يا سلمى ، أحذرك أن أرى وجهك مرة أخرى ولو حتى بالصدفة ، سأفضحك يا سملى وليس بالكلام فقط ، بل سأنشر صورنا معا فى الفراش فى كل مكان ، وإذا فعلت هذا الشيء لن أتزوجك لا أنا ولا غيرى ، سأنصحك نصحية لو إننى بمكانك لحضغط بعملية وتخلصت من الطفل وعملية أخرى وأعود فتاة كالسابق وهكذا لم يستطيع أحد كشف أمركى ، ولم أعد أريد روئية وجهك مرة أخرى ، أنسينى أفهمتينى أيتها الفتاة ؟! "
ألقاها بعيدا عنه ثم أعطاها ظهره وتركها وذهب ، لتجلس هى تبكى وتصفع نفسها على وجهها على ما فعلته بنفسِها
•••
ظلت تبكى بحرقة وقهر على ما حدث لها ، لتزفر بين دموعها فى ضعف وإن**ار رادفة ببكاء :
" تركنى ورحل ومنذ وقتها لا يرد على إتصالى ولا أستطيع أن أرأه ، أنا لا أعلم ماذا أفعل الأن ؟! "
ليفاجائها " جواد " بعدة صفاعات على وجهها لتشعر بالفزع والرعب منه فهو لم يسبق له أن يمد يداه عليها ، نظرت له برهبة وزعر ليصيح بها فى حقن وغضب :
" تلك الصفعتان لأنكى فتاة رخيصة وساقطة مثلك مثل العاهرات التى تتقاضى المال مقابل المُضاعة ، لم تنظرى إلى والدتك الم**ورة عليكى منذ أن توفى والدك ، تلك المرأة التى جأت لتعمل فى هذا البيت كى توفر لكى الطعام والشراب والمال لكى تدرسى وتدخلى تلك الجامعة التى تستحيها حتى ، نعم هو شخصا عاهر وكلب ولكنى أنتى أيضا رخيصة وسمحتى لهذا الحقير أن يخرج وساخته عليكى "
أنحنت لتقبل قدمى " جواد " فى ضعف وإن**ار باكية مُعقبة :
" أرجوك سيد جواد ، أتوسل إليك ساعدنى ، نعم أنا ساقطة وع***ة وأستحق كل ما حدث لى ، ولكن والدتى لا تستحق ذلك إذا علمت بالأمر يمكن أن تفقد حياتها ، أرجوك سيد جواد ، أروجوك ساعدنى "
ليرمقها " جواد" باشمئزاز مُعقبا بأحتقار :
" الشيء الذى سأفعله ليس من أجلك بل لأجل والدتك فقط ، سوف تأتين معى الأن وما سأقوله لكى ستنفذيه رغما عنكى ولا أريد أن أستمع لنفس واحد منكى ، والأ أقسم لكى سأدفنك أنتى وهذا الداعر فى قبرا واحد أحياء ولتفعلوا ما تفعلوا حينها ، أتفهمين ما أقوله !! "
أومأت له براسها موافقه عما قاله مُعقبه بخوف :
" نعم سيد جواد أفهم "
¤¤¤¤¤¤¤¤
صاحت والدة " أدهم " بابتسامه موجهة حديثها نحو " منال " رادفة بود :
" أين هى عروسنا يا سيدة منال !! ، ألم ننال شرف رؤيتها أم ماذا ؟! "
أبتسمت لها " منال " بحب وترحاب مُعقبه بود :
" بالطبع يا عزيزتى ، لقد ذهب شقيقها مالك لإحضارها "
غمرت البسمه وجهها بعد سماعها صوت شقيقها مُعلنا عن موافقة والدها مُحدثا إياها بابتسامة وهو يغمزها بمرح :
" والدى يطلب منك الخروج يا عروسنا "
ارتسمت السعادة على وجه " ديانة " ، بينما صاحت شقيقتهم " ملك " بمرح وهى تقبلها :
" مبارك لكِ يا حبيبة قلبى ، وأخيرا سنتخلص منكى عن قريبا "
قهقه كلا من " ديانة " و" مالك " على طريقة شقيتهم وقامت بضربها بخفه مُعقبه :
" بالطبع ولكن متى سنتخلص منكى أنتى أيضا يا سليطة اللسان "
" كم أتمنى ذلك !! "
رمقها " مالك " بنظرة صارمة أسكتتها ، بينما أمسك هو بيد " ديانة " وخرج بها متوجهن إليهم ، دلفت " ديانة " بصحبة أخيها الى تلك الغرفة التى يجلسون بها رادفة بخجل :
" مساء الخير "
طلعت عليهم بزرقاوتيها المُلفتان مُرتدية ذلك الفستان الكشميرى ، تاركه العنان لشعرها المُتدلى منه بعض الخصلات المنسدله على وجهها مما ذادتها جمالا ، وذلك الحذاء ذو الكعب العالى مما جعلها تبدو فى غاية الجمال والاناقة
نظر جميع من فى الغرفة لها باعجاب كبير فهى شديدة الجمال ، حتى " أدهم " صُدم حينما رائها فهو لم يراها بهذا الجمال من قبل ، ليشعر بالرضا على نفسه انه قام بتلك الخطوة وتقدم لها بطلب الزواج
صاح والد " أدهم " بابتسامة فخر باختيار أبنه رادفا :
" حسنا يا جماعة ، أنا أفكر أنه لا داعى أن نضيع وقت أكثر من هذا ، ما رائيكم بأن نقرأ الفاتحة اليوم والخطبة تكون الخميس القادم !! "
أبتسم " محمود " بسعادة لرؤيته البسمة على وجه تبنته ، ليوجه حديثه نحو " بكرى " رادفا بسعادة :
" حسنا ، أتفقنا "
يتبع ...