الفصل الواحد والعشرون

2720 Words
أخدت بعضي عشان أروح الفرح، ولما أبقى أرجع منه نبقى نشوف ساعتها هنعمل إيه.. وركبت العربية وطيران على الصعيد، مسكت الطريق وبدأت أسوق وأنا سرحان تماماً في حاجة واحدة بس.. ميرنا.. يا ترى هقا**ها تاني!!.. يا ترى هشوفها أو أشوف زيّها تاني!!.. يا ترى طلعت منين، وراحت فين!!.. بنت أبالسة ولا ملايكة!!.. مليش دعوة، أنا عايزها بأي شكل وبأي تمن لإن مستحيل ألاقي واحدة تعمل اللي هي قدرت تعمله فيا.. وفضلت سرحان لغاية ما وصلت للعنوان اللي المدير قاللي عليه.. قرية الندّاهة، مركز ميت أبالسة.. ده اللي توقّعته لما لقيت مبنى ضخم عامل زي قصور الإقطاعيين بتوع زمان، والمدير قاللي إني هلاقي المبني ده في أول البلد.. وزيادة في التأكيد، قولت أسأل عشان ما أكونش تايه وأنا مش واخد بالي.. الدنيا كانت ليل، والساعة حوالي عشرة ونص، ولقيت واحد لابس جلابية وماشي جنب حمارة رايح ناحية غيط ضلمة كدة، فسألته قبل ما يختفي وأنا قاعد مكاني في العربية: - بقولك يا بلدينا.. ما تعرفش أروح إزاي فرح العمدة الحاج هنداوي أبو الفتوح!!. - إنت إيه اللي ودّاك النواحيدي!!.. ده الفرح لسة قدام ييجي اتنين كيلو.. دوار العمدة في اليمّة التانية من البلد يا أفندي. - واليمّة التانية يا افندي دي يروحوها منين!!. - هدلّك.. انت تعاود مكان ما جيت بالجرار اللي معاك ده، وتلف من برة البلد عند الطريق السريع.. ساعتين وتكون هناك. - مفيش طريق غير ده يا بلدينا!!.. أنا عايز ألحق أحضر الفرح، ومش معقول أرجع المسافة دي كلها تاني. - هو في طريق تاني، بس هيكون واعر.. هتّنّك ماشي جنب الترعة لغاية ما تلاقي أرض فضا في وشّك، هتدخل يمين وتمشي عشر دقايق وتلاقي روحك هناك.. ربع ساعة بالجرار اللي معاك يعني ياباشا. يحرق أبو الغبا بتاعه.. بسأله على عنوان معين، وهو يقوللي أرجع بالعربية وألف من برة البلد وأمشي ساعتين، وهو عارف طريق تاني ومش عايز يقوله.. راجل غ*ي، بيقول على عربيتي الستة سلندر إنها جرار.. بهايم بهايم.. أنا عايش مع بهايم وأنا أصلا اللي غ*ي عشان بسأل ب***ة زيه.. وفركت العجل بتاع العربية ومشيت بيها جنب الترعة، وهو بينادي عليا ويقول حاجة مهتمتش أني أركّز فيها.. قال جملة كدة ملحقتش أسمعها زي ما يكون بيحذرني من حاجة: - اوعى تسمع النداهـ,,,.. أبالسة هتخ*ف روحـ,,.. عاود من الطريق الطوّالي أحسنلك. ومشيت بالعربية وانا سرحان ومش مهتم بالهبل اللي بيقوله خالص، واحد غ*ي ومش فاهم الفرق بين الجرار والعربية هيكون بيقول إيه يعني!!.. بيوصّيني الوصايا العشر مثلا!!.. وفضلت سرحان تماماً وأنا سايق، وعمال أفتكر كلام ريهام وهي بتقولي (عشان الحب ما بيتطلبش يا ابراهيم.. انا ناقصني وجودك جنبي، ومحتاجة أحس اني حبيبة مش زوجة ولو يوم واحد في الأسبوع).. وأنتبه ألاقي الدنيا ضلمة كحل في الطريق، وأكمل تاني فأفتكرها وهي بتقولي (ده انا مش عارفة اتصرف في حاجة في بيتي غير بإذن أمك، طول الوقت حاشرة نفسها في حياتنا وانت على طول بتدافع عنها لغاية ما بقيت حاسة اني متجوزة امك مش متجوزاك انت).. وأفوق ألاقي الطريق اللي أنا فيه مليان مطبّات وحفر، وضوء القمر مش كافي ومفيش عواميد نور حواليا فأضطر أنوّر الكشّاف العالي بتاع العربية، وأسرح تاني فأفتكر كلام ميرنا وهي بتقولي (انت مش عارف راحتك فين يا ابراهيم.. إنت مش حيوان صدقني).. وأكمل في الطريق فأحس إن خيالي بيداعبني عشان يقهرني وينرفزني زيادة وهو بيفكّرني بشكل ريهام وهي بتعيط وسط عيالنا وبتقول (طلقني يا ابراهيم).. عقلي مستفز ومزعج وقاصد يقهرني ويعكنن عليا عشان أنا كل ما بفتكر برود ريهام ليا واستقبال كل توسلاتي ببرود بتعصب زيادة، فيقرر يصالحني وهو بيعرض عليا صورة ميرنا وهي بتقولي (عصفوووري.. يا جميييل، يا جمييييييييييل.. هعلمك أنا حاجات كتيييييير).. وأول ما عقلي عرض عليا الموقف ده حسيت بحاجة غريبة، كنت سامع صوت ناعم ورقيييق زي ما يكون صوت ميرنا بيقول: - إبراااااهييييم.. يا إبرااااااهيييييييييييييم. هدّيت السرعة عشان أعرف مص*ر الصوت ده إيه، ورغم إني كنت بتحرك بالعربية إلا إن الصوت تردداته كانت ثابتة.. لا بتزيد ولا بتقل.. لا بيقرب ولا بيبعد.. ولسة مستمر في إنه ينادي بطريقة ناعمة كدة زي ما تكون حورية هي اللي بتناديني.. وفجأة لقيت العربية غرست مني في الطريق.. المكان كان ضلمة فوق ما أي حد ممكن يتخيل، ففضلت مشغل الكشاف العالي ونزلت أزق العربية عشان أطلعها من المكان اللي هي محشورة فيه.. وبعد عشر دقايق من التفتيش عن اي حد قريب ممكن يساعدني، اكتشفت إني في منطقة مقطوعة خااالص ومحدش جنبي.. فضلت أزق لفترة معتمداً على جهودي الذاتية لغاية ما العربية اتحركت تاني والحمد لله، وركبتها ورجعت أسوق لغاية ما عقلي بدأ في استفزازي وعرض لي صورة أشرف وأنا نازل ض*ب فيه وهو بيعيط وبيكلّمني عن مراتي (صوت ضحكتها لما بتت**ف فتقوم باصّة في الأرض، نظرتها لما بتكون مبسوطة وفرحانة، رفعة حاجبها لما بتندهش من حاجة حد قالها ومش قادرة تستوعبها، شعرها اللي كان بيتغير لونه أكتر من عشر مرات مع كل شعاع من الشمس، طريقة كلامها لما تحاول تبيّن إنها جدّ فجأة).. إبن الكلب ده مركز مع تفاصيل مراتي أكتر ما أنا مركز معاها، واحد أخر مرة شافها من 13 سنة ورغم كدة لسة فاكر تفاصيلها زي ما تكون كانت واقفة قدامه حالا.. ازاي أنا ما أخدتش بالي من كل التفاصيل دي!!.. ولما بدأت أتعصب، لقيت عقلي بيهديني صورة أمي وهي بتتحسبن وتقول (سامع مراتك!!.. سامع الدرر اللي بتقولها!!.. مستخسرة في أمك حتة أوضة من فلوس إبنها أصلاً.. عايزة تنيّمني على البلاط ولا في الحمام عشان تقعد هي تعيط براحتها هنا، وأنا أولع بجاز وسخ.. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا ريهام يا بنت ميرڤت على المعاملة اللي بتعامليهاني دي).. وهنا حسيت إني بدأت أسخن أكتر ولقيت ذهني بيصورلي ميرنا وهي بتقول (الست اللي تحول صاحبك للصورة اللي بقى عليها دي تبقى ست غالية ويبقى انت أكيد مشتري غاااالي جدااا يا ابراااااهيم).. وأول ما خلصت استرجاع الموقف ده لقيت الصوت بيرجع تاني ويقولي: - إبرااااااهيييييييم.. يا إبرااااااااااهيييييييييييم. بصيت من الشباك اللي جنبي جايز أعتر في مص*ر الصوت لكن ملاقيتش حد، ولما رجعت أبص قدامي لقيت نفسي بخبط ميرنا بالعربية وشايفها غرقانة في دمها على البربريز الأمامي.. ض*بت فرملة بعزم ما فيا لدرجة إن العربية كانت هتقع في الترعة، ونزلت من العربية بهدوء وبطء لان رجلي مكانتش قادرة تشيلني.. ومشيت بالراحة زي ما أكون بزحف عشان أطلع أبص عليها لكن ملاقيتش حد، ولقيت الازاز سليم ومفيش بقع دم خاااالص.. بصيت تحت العربية وبصيت ورا عشان جايز أكون دوستها لكن ملاقيتش حاجة، لقيت نفسي واقف في أرض فضا كبييييرة زي ما الراجل قاللي، وشوفت الناحية اليمين اللي هو كان بيقوللي أدخلها.. ركبت العربية وفضلت ماشي وكنت بدأت أشوف الأنوار بتاعة الفرح من مكاني، وعرفت كدة إني خلاص وصلت.. وفضلت مكمل لغاية ما وصلت بالسلامة والحمد لله، وقبل ما أركن العربية عند الدوار لقيت المدير جاي عليا وهو منشكح وعامل نفسه إقطاعي وهو لابس بدلة وفوقها عباية بني عشان يبان إنه مزيج بين الصعيدي وإبن المدينة في نفس الوقت، ولقيته بيقول: - يا اهلا بالحبايب.. يا أهلا بأعز الحبايب.. بقى ده كلام!!.. تيجي لوحدك كدة من غير ا****عة والولاد!!.. إنت مش عايزهم يفرحوا معانا ولا إيه!!. كلامه كان مسخ وتحسه كده هجين بين الصعيدي وبين لهجة المدينة، واللي مش قادر أفهمه هو عاوج ل**نه كده ليه بمجرد ما لبس العباية ووقف وسط الصعايدة!!.. ما هو طول الوقت بيصدعنا في الشركة وعمرنا ما سمعناه قال كلمة صعيدي واحدة، دلوقتي عايز يعمل فيها صعيدي ليه!!.. المهم رديت عليه وأنا مبتسم وفرحان وقولتله: - تعبانين والله سعادتك.. كانوا هييجوا معايا والله بس جنابك عارف إن الطريق صعب وخفت يتعبوا زيادة من الطريق. - أه، ألف سلامة على ا****عة.. عشان كدة كنت غايب بقالك كام يوم.. على العموم التحيات وصلت يا سيدي، وكفاية مكالمة التليفون بين الحريم.. بص.. اقعد هنا لغاية ما أسلم على ا****عة دول وأجيلك.. مش عايزك تت**ف من حاجة، اعتبر نفسك في بيتك وسط أهلك وناسك يا واكل ناسك. وقعد يضحك زي فنطاس الدهن، وكان نفسي ألزقه على قفاه العريض ده عشان يبطل ضحك على الفاضي كدة.. بس طبعا كنت بجاريه وبحاول أضحك عشان أجامله، راجل تقيل وسخيييف لأقصى درجة بالذات منظره في العباية وهو عامل فيها واحد من ذئاب الجبل.. مسخ هجين لا له لون ولا طعم بسوله رائحة عاملة زي ريحة روث البهايم.. بس أنا مليش دعوة، وأخدت بعضي وقعدت مطرح ما هو شاور ليا إني أقعد.. المكان كان عبارة عن فسحة كبيرة قدام بيت كبيييير، والفسحة دي متقسمة حلقات حوالين الكوشة بتاعة العرسان.. والكوشة كانت موجودة جوة البيت تقريبا زي ما يكونوا قاعدين في بلاكونة، والحلقات دي مترتبة حسب المستوي الاجتماعي والاقتصادي للمعازيم، أول حلقة اللي هي كانت قريبة من الخيّالة اللي بيستعرضوا بالفرس كان فيها ناس عالية من ذوي الكروش واللبس الغالي، والحلقة اللي بعدها ناس أنحف منهم شوية ولبسهم أقل قيمة، وهكذا لغاية الحلقة الأخيرة اللي قاعد فيها الصعاليك من أهل البلد اللي عاملين نفسهم فرحانين للعروسين وهم اصلا قاعدين ياكلوا. بس أنا عن نفسي رحت أقعد في المكان بتاعي، وكان عبارة عن حلقة جانبية صغيرة فيها نخبة المقربين جدا من العمدة، عددهم كان حوالي تلاتة وأنا رابعهم بالإضافة إلى راجل قصير وأحدب زي ما يكون شبه السلحفاة.. راجل كان شكله مقبض ومخيف، وكلهم نازلين فيه ض*ب وهو قاعد على الأرض يغير في حجرة المعسل اللي متعمر بالحشيش.. واللي كنت مستغربه هي نظرات الراجل الأحدب ده ليا، بالذات بعد ما لاحظت إن عين من عينيه الاتنين مخزوقة أو مفقوعة زي ما يكون حد طعنه بخنجر في عينه.. والغريب في الموضوع انه مكانش بيحاول يداريها كويس عشان الناس ما تق*فش، ده كان رابط راسه بقماشة معفنة ومقطعة وكل شوية تقع منه وعينه المفقوعة دي تبان، وهو يقوم لافف القماشة حوالين راسه تاني بطريقة خفيفة، وطبعا كل ما كانت القماشة بتقع ويتلخم هو في ربطها تاني كنت بلاقي الكل نازلين ض*ب فيه برجلهم وبالأقلام على وشّه.. وهو الصراحة كانت ريحته قاتلة، محدش يقدر يستحملها خالص، وهم كانوا بيكلفوه بمهمة خدمتهم عشان بس يتسلوا بالسخرية منه والض*ب فيه كل شوية، باختصار كده الراجل الاحدب ده كان هو كيس الرمل بتاع الناس كلها، حاجة كدة تطلع فيها خنقتك وزهقك ومللك.. ولقيت واحد من اللي قاعدين معايا بيقوله وهو بيضحك: - إكرم الباشا يا مسخوط، ده ضيفنا يابن الخنزيرة. الراجل اللي كان بيتكلم كان لابس بدلة بس كان صعيدي خالص، وده طبعا كان باين من ملابسه وا**سواراته بالذات الخاتم ابو فص أزرق اللي كان في صابعه، والبدلة اللي تحسها مزيج بين البطانية واللحاف الصوف، وكان بيتكلم وهو فطسان من الضحك وراح ضارب الأحدب قفا جهنّمي لدرجة ان وداني وجعتني من قوة الطرقعة، وبعدين قام ضاربه بالشلوت وهو بيناولني الجَنشة وهي حاجة كدة عاملة زي الجوزة اللي بتبقى عبارة عن عصايا خوص محطوطة في برطمان مليان مية وفوق الغطا بتاع البرطمان بيتحط حجر المعسل المخلوط بالحشيش: - لا، شكرا يا رجالة.. مش بشرب للأسف. - ودي تيجي برضه يا باشا!!.. ده انت ضيفنا، واكرام الضيف وااااجب.. نفسين وبوسة بس عشان تعقّم ص*رك. أنا كنت جربت الحشيش ساعة ما كنت مع اشرف، فقولت مش مهم لما أجاملهم وأسحب نفسين على السريع كدة عشان عارف إنها عيبة في حقهم لما أ**فهم وأ**ر بخاطرهم.. ورحت ساحب نفس ملهوش أول من أخر، نفس حسيت إن الحجر قرب يولّع منه، لكن الغريب في الموضوع إن اللي حصلي مع اشرف محصلش هنا.. أنا لما أخدت نفس من أشرف حسيت إني هموت وكنت حاسس إن دماغي هتنفجر فجأة، إنما مع الناس دي كنت حاسس إني بتسطل تدريجياً والدخان كان بيدخل على ص*ري زي ما يكون أ**چين إضافي.. عرفت بعد كدة إن السبب في ده هو نوع الحشيش إذا كان تلاتات ولا سبعات.. مغربي، ولا أفغاني.. واحد بيخلّيك تغطس وبيطلب بكآبة وحزن وصعبانيات، والتاني بيتسلّل للجسم واحدة واحدة وبيطلب بفرحة وسعادة وبهجة وضحك متواصل.. وخلصت النفس ولقيت نفسي مبتسم جداااا ومش فاهم إيه سر السعادة دي، ولقيت نفسي بسأل وأنا بضحك رغم إني كنت بتكلم جد والله: - هي بلدكم دي سمّوها ميت أبالسة ليه!!. - يابوووووي.. دي قصة يطول شرحها يا باشا، بس إحنا وعينا على الدنيا لقينا اسمها كدة، وم***ع حد يدخل عند الأرض الفضا اللي في أول الترعة.. محدش راح هناك ورجع البلد تاني، ناس بتقول إن صاحب القصر اللي هناك دبح بنته عشان حبت واحد وطلع كان بيضحك عليها، وناس بتقول إن البنت رمت نفسها من الشباك بعد ما أبوها حرمها من إنها تتجوز حبيبها، بس الكل بيقول إن روحها بتفضل ترفرف فوق الترعة كل ليلة من المغرب لحد قبل الفجر بساعة، لدرجة إن في ناس بتقول إنها شافتها شايلة كلوب وماشية على المية من غير ما تتبلّ.. بس انت بتسأل ليه!!. - ماشية على المية من غير ما تتبلّ!!.. يبقى أكيد شافوا العجل في بطن أمه. - دماغك عالية وهتحرق الحجر، لكن ولا يهمك.. بس إيه سبب سؤالك الماسخ عن بنت الأبالسة دي، انت شوفتها ولا إيه!!. - بسأل عشان شايفكم كلكم شياطين عايزين الحرق. - طب خد إحرقلك حجر كمان عشان ص*رك يوسع يا باشا. كنت بتكلم وانا فطسان على نفسي من الضحك، وقاعد أسحب في أنفاس ملهاش أول من أخر لغاية ما لقيت عمر داخل عليا، وكنت مستغرب من وجوده رغم إن محدش عزمه، فلقيت نفسي بقوله وانا فطسان على روحي من الضحك: - برضو جيييت يا تقيييل!!.. يعني مش كفاية إنك غتت، لا وكمان تقيييييل.. إيه اللي جابك يا إبن الفراخ إنت!!. - إيه يا عم، في إييييه!!.. أنا جاي أعمل الواجب عشان أنا بفهم في الأصول، وبعدين هو كان فرح أبوك!!. - لا، فرح أمك يا بيض بصفارين. وأنا مش فاهم إيه هستيريا الضحك اللي أنا كنت فيها دي، أضحك وأهزر زي ما تكون رئتي هتنفجر من كتر الضحك.. ولقيت عمر متضايق عشان أحرجته جامد، ولقيت الناس بتناوله الجنشة عشان يشرب، وهو كان بيرضع منها زي ما يكون رضيع قافش في ص*ر أمه، فقولتله عشان أعتذرله: - حقك عليا، انا كنت بهزر معاك على فكرة.. ربنا يعلم معزّتك عندي، ده انا حتى بعتبرك زي الفيل صديقي، وآدي زلّومتك يا سيدي عشان أبوسها. ورحت منهار في الضحك، بالذات بعد ما قمت عشان أبوس مراخير عمر، والرجالة كلها فطسانة من الضحك، لدرجة إن واحد منهم من كتر الضحك قام ضارب الأحدب على قفاه، وقاله إضحك يا خنزير وحيّي البهوات.. وفجأة سمعت صوت ض*ب نار جامد مرة واحدة كتحية لشخصية مهمة داخلة الفرح، وشوفت المدير واقف مع حد شكله مهم فعلا وتقريبا كدة شوفت صورته في الجرايد.. ولقيت عمر بيزقني عشان أنا مزوّدها، فأنا بدأت أتحرّك ناحية العروسين بعد ما لمحتها.. كانت ميرنا هي اللي قاعدة جنب العريس، ده فرح ميرناااا... ميرنا ظهرت، وطلعت بتتجوز!!.. مش معقووووووول، طب وكلامها ليا عن إن الرجالة كلها ح*****ت!!.. أنا كنت مصدوم من اللي بيحصل بس مش باين عليا، مفيش حد بيكون مصدوم وهو فطسان من الضحك كدة، ده أنا مكنتش بكمل كلمتين إلا وأضحك وأوقف ضحك بالعافية.. ورحت ماشي ناحية الكوشة، وأنا عمال أخبط في الناس اللي قاعدة كلها لغاية ما وصلت لهناك، ورحت قايلها وأنا واقع من الضحك: - ميرناااا.. مرمر.. لقيتي الحيوان ده فين!!.. هتتجوزي حيوان يا روحي!!.. هتسيبيني عشان بهيم زي ده!. - إيه اللي بتقوله ده يا ولد الكلاب!!.. وتتحدّت مع ا****عة بصفتك إيه!!.. تعرفيه منين ده يا حرمة!!.. انطقي لأطخّك وأطخّه. - إهدا بس يا حضرة، أنا ما أقصدش حضرتك بالتحديد.. أنا بتكلم على كل المعازيم بصفة عااامة.. وبعدين عيب تقولها يا حرمة وهي هتغنيلك كمان شوية (عصفوري يا جميل).. طب بالذمة يا ميرنا، ده منظر عصفور!!.. ده شبه غراب البين أبو ودنين. - والله ما أعرفه، أنا أول مرة أشوفه، أقسم بالله ما أعرفه، والمصحف دي أول مرة أشوفه. ده اللي هي قالته بعد ما صوت عريسها علي جااااامد والناس بدأت تاخد بالها إن في حاجة غلط بتحصل عند الكوشة.. وأنا كنت مستمر في الضحك، ومستمتع وأنا شايفها بتعيّط زي الفرخة اللي هتدبح كمان دقايق.. ورحت خاطف الميكرفون من المنشد اللي كان عامل يغني، ورحت قايل وأنا بضحك وعمال أترنّح يمين وشمال: - أحلى مسا على الح*****ت اللي مشرّفينّا، الخنازير لاااااا.. واللي يحبّنا ما ينهّقش بصوت عالي.. ده مش كلامي، ده كلام ميرنا حبيبتي، هي بتسلم عليكم وتتمنّالكم حياة سعيدة بالمناسبة.. وريهام مراتي طالبة الطلاق عشان ما جبتلهاش هدية بقالي سنين، فأشرف نصحني إني أخونها عشان هو بيحبها.. أه صحيح.. وعمر صاحبي وزميلي طلع حرامي، بي**ق من الجعان عشان يدفي السقعان، فأمي تطلع بالصدفة عايزاني أتجوز رضوى بنت خالتي، وده ليييييه!!.. عشان رانيا مش لاقية راجل يعرّفها حجمها الحقيقي لإنها زهقت من معاملة ياسين على إنه حيوان، فعايزاني أمسكها وأنزل فيها ض*ب وبعدين أنيـ - خد منه الحديدة يا بجم بدل الفضايح دي، شكله مالهوش في شرب الربراب اللي طفّحتهوله ده. ده اللي قاله المدير لواحد من اللي كانوا قاعدين معايا، وأخد مني الميكروفون فعلاً وهو بيضحك أو بمعنى أصح كاتم الضحك بالعافية.. ولقيت عمر جاي ناحيتي، وهو حاطط إيديه الاتنين في جيبه وبيقوللي وهو بيتحداني بصوت واطي عشان محدش يسمعه: - والله أنا مض*بتكش على إيدك وقولتلك تعالى نسرق غصب.. أنا عرضت عليك الفكرة، وإنت اللي وافقت لما مراتك بدأت تشتكي من قلة الفلوس.. ما تقلقوش يا جماعة، هو بس تقّل في الشرب ومحتاج شوية هوا وهيبقى كويس، معلش حصل خير، كملوا الفرح عادي.. Have Fun & Enjoy. - عمر إبن زغلول الكحيان بيقول (هاڤ فان، وإنچوي).. الله يرحم أمك يا عمر، كانت بتركب الڤيزبا وتقول عايزة أقعد جنب الشباك. وفطست ضحك بعد ما قولتها، وعمر بيحاول يسنّدني لغاية العربية بتاعتي.. ودخلت العربية وأنا عارف إن المدير هيعمل مني فسيخ بالملوحة يوم السبت الجاي، بس يا رب أعيش لغاية يوم السبت عشان أنا حاسس إني هتقلب في الترعة لو كملت بالعربية متر ولا اتنين.. وفجأة ,,,,,,,,

Read on the App

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD