الفصل الثالث

2844 Words
- على العموم فكّر في كلامي كويس، ومش هتخسر حاجة لما تجرب مرة يا عم ابراهيم.. رقمي لسة معاك أكيد، وأنا متأكد إني هستنّى منك تليفون، وصدقني هتدعيلي.. والله الموضوع عجبك وعدّى على خير، يبقى خير وبركة.. معجبكش أو حصلك أي مشاكل بسببه، يبقى تعمل زي ما المحامين بيقولوا كده (يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء للطلاااق). وقام سايبني وهو فطسان على نفسه من الضحك كإن حدّ بيزغزغه تحت باطه، وكالعادة كان ماشي زي ما يكون بيكلم نفسه وعمّال يض*ب كفّ بكفّ، ويردّد أخر جملة قالهالي (يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضرّر اللجوء للطلاق).. يابن اللذينا يا أشرف، عاااايش هااايص ولا همّك وأنا لبست في حيطة خرسانة إسمها ريهاااااام.. وسرحت بخيالي كده وفضلت أراجع كلامه معايا من أوله كذا مرة، وما انتبهتش غير على صوت الخطبة بتاعة الجمعة وهي جاية من المسجد اللي جنب القهوة، وقمت عشان أدخل الحمام بتاع المسجد، واتوضيت وقعدت سرحان والشيخ بيخطب لغاية ما أقام الصلاة، وصليت والحمد لله.. بعدها، روحت على البيت تاني، ولما دخلته ملاقيتش فيه صوت خااالص لدرجة إني شكّيت إن ريهام تكون طفشت وخدت العيال معاها.. دخلت أبصّ في أوضة العيال وملاقيتش حد فيهم برضه، قمت رايح على المطبخ ولقيت ريهام واقفة بتغسل المواعين في **ت رهيب.. قربت منها بالراحة كدة، وسألتها بصوت واطي : - أومّال العيال فين!. = عند جارتنا بيلعبوا هناك مع بناتها. طبعاً اللي جه في بالي ساعتها إنها قررت تصالحني، سرّبت العيال برّة البيت بعد ما نضّفته عشان نعرف نقعد سوا على انفراد، بس السؤال اللي مش قادر افهمه.. هي ليه ما ظبّطتش نفسها واستحمّت وغيّرت هدومها اللي ريحتها طبيخ وتوم ما دام عاملة حسابها انها تصالحني.. على العموم مش هتفرق، وانا كراجل جدع وزوج مخلص لازم استحملها طبعاً.. قربت من ضهرها وهي واقفة قدّام الحوض، وقمت حاضنها برومانسية، وعملت نفسي بغسل معاها المواعين، وهمست جنب ودنها بصوت هادي جدا : - وحشتيني أوووي على فكرة. = عندك حق، بأمارة ما سيبتني أنام لوحدي، ونمت إنت برّة على الكنبة. - خالص والله يا رووحي، لقيتك تعبانة وبتقوليلي إنك مهدودة فقولت أسيبلك السرير كله عشان تعرفي تنامي وترتاحي من غير ما ازعجك. = لييييه!.. مش أنا عيشتي تطهّق برضه!. - ما يبقاش قلبك أ**د، دي كلمة قولتها غصب عنّي وحقّك عليا لو زعلتك، وآدي شفايفك يا ستّي لما أبوسها. ورحت مقرب من شفايفها عشان أبوسها، وهي كانت بتبعد وشّها الناحية التانية زي ما تكون لسة زعلانة منّي.. ضمّيتها أكتر بين دراعاتي، وبوستها على خدّها اليمين، وعملت نفسي بشمّ في شعرها اللي مغطّياه بالإيشارب أبو ريحة قاتلة، وكنت هجيب اللي في بطني برضه.. المهم، أنا مستسلمتش، وقمت فاكك الإيشارب من على راسها، والسخونة اللي خارجة من الحلل المحطوطة على البوتاجاز مع السخونة اللي خارجة من جسمي كانوا كافيين إني أفتح بيهم مصنع لصهر الحديد والصلب.. وقربت من ودنها بشفافيفي وقمت قايلها : - ما تيجي جوّة بقى، عايز أكلمك في موضوع خطير من إمبارح، ومش هينفع أأجّله أكتر من كدة. = مش دلوقتي يا إبراهيم، الأكل هيتحرق كده، وأمك زمانها على وصول. - في داهية الأكل، أنا عايز أكلك إنتي يا قطتي.. وإذا كان على أمي هبعت أجيب أكل من برة عشان خاطرها. = فاكر أخر مرة جبنا فيها أكل من عند الحاتي!!.. كان يوم أ**د وفضلت تزعّقلنا أنا وإنت.. هتقولك إيه لازمتها بعزقة الفلوس دي، وهتشتم فيا وتتهمني إني مقصرة عشان معملتش الغدا زي باقي الستات.. وإنت كالعادة مش بتقفلها وبتسيبها تمرمط بكرامتي الأرض ولا بيهمك. كنت بدأت أتعصّب الصراحة عشان اتخنقت من إني كل ما أحاول أحايلها ألاقيها واقفة تردّ عليا الكلمة بكلمتها زي ما نكون اتنين ديوك.. بس كالعادة استحملتها، وقولت بلاش أتعصّب وخلّيني هادي أحسن.. وقمت غاسل إيديها تحت المية، وهي بتغسل المواعين لسة، وبدأت أبوسها في رقبتها على أمل إنها تحسّ، وقولتلها بصوت مليان إحساس زي أيام الخطوبة : - معلش يا قلبي، ما هي زي أمك برضه ومش برضى أزعلها عشان حرام.. بس ليكي عليا لو قالت نص كلمة عنك بعد كدة إني أقفلها، وآخد موقف منها عشان مبستحملش أشوفك زعلانة.. تعالي بقى ياللا عشان وحشاني أوي. = شوفت!.. أهو الأكل بيتحرق يا إبراهيم وأمك دلوقتي هتطيّن عيشتي.. استنى بقى لما أشوف هعمل أيه في الرزّ اللي ابتدى يشيط ده. كانت ريحة الشياط إبتدت تخرج من الرزّ فعلاً، بس مش فاهم هي ليه متعصّبة أوي كدة رغم إني قولتلها هجيب أكل من برة.. طبعاً أي راجل مكاني استحالة إنه يستحمل الق*ف بتاعها، ورجالة كتير بيوصل بيها الأمر إنهم بيمدّوا إيديهم على مراتاتهم في الظروف دي، بس أنا معملتش كدة واكتفيت بإني أخرج من المطبخ وأنا ببصّ عليها بصّة أخيرة.. ومش عارف البصّة دي كان معناها إيه لحد دلوقتي.. هل كان قصدي منها إنك إنتي اللي وصّلتيني للي هعمله ده، ولا بصّة شفقة على حالي اللي ربنا ابتلاني به.. أنا لسة شباب يا جماعة وزيّ أي راجل بيحتاج إنه يتخلّص من الكبت اللي جوّاه، ولو مراتي مش هتساعدني يبقى مين اللي هيساعدني!!.. دخلت على الأوضة بتاعتي، وغيّرت هدومي بسرعة، ومش شايف قدّامي غير شبح أشرف وهو بيقوللي (يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للطلاق) .. طبعاً يستحيل أخرب بيتي بإيدي وأطلقها خاصة إن العيال لسة صغيرين، وأكيد هحتاس بتربيتهم.. ده غير إني مش عاوزهم يكبروا بعيد عني أو عن أمهم لإن باختصار هم ملهومش أي ذنب. دخلت السرير وشغلت التليفزيون على القناة الأولى أو التانية مش فاكر.. أهو أي حاجة أضيع وقتي قدّامها من اللي كانوا متاحين للناس بسهولة قبل إختراع الدِشّ وكده.. وبدأت أسرح بخيالي وأنا قاعد مبحلق قدّام الشاشة زي المجذوبين، مرة أسرح وأعيد في تفاصيل الحلم اللي شوفته إمبارح لدرجة إني تخيلت المذيعة هي البطلة اللي كانت معايا في الحلم، ومرة اسرح في كلام أشرف وأتخيل المذيعة فتاة ليل قدرت أشقطها من شارع شهاب مثلاً.. ومش عارف موضوع السرحان ده استمر أد إيه، بس اللي فاكره إني مفوقتش غير على صوت جرس الباب.. وبعد ثانية سمعت صوت أمي جاي من الصالة، وأنا كنت في قمة سعادتي.. محدش بيهتم ولا اهتم بيا زي أمي الصراحة، وهي الوحيدة اللي بتفهمني من غير ما اتكلم، وبتحسّ بيا بمجرد ما تبصّ في عينيا.. خرجت من الأوضة بتاعتي بسرعة، وقعدت على الأنتريه في الصالة معاها وريهام كانت واقفة بتكلمها وهي ماسكة المغرفة بتاعة الأكل، وبتمسح مراخيرها في كمّ البيجامة بتاعتها، وبتقولها : - ثواني والله يا ماما والغدا يكون جاهز. = براحتك خالص يا حبيبتي، هو أنا ضيفة!!. طب وربنا أمي دي ما في منها، وطيبتها تكفي الناس كلها ويمكن تفيض.. أمي الصراحة من الستات اللي يتقال عليهم إنهم ستات بيوت، قدرت تربّينا أنا واخواتي لوحدها بعد وفاة أبونا، وكمان جوّزت أختي كريمة من غير ما تطلب من حد حاجة.. اللي يشوف أمي يفتكر إنها ستّ شرّانية، بس اللي يعرفها على حقيقتها ويقرّب منها هيعرف إنها أطيب ست في الوجود، وبتحب الخير للناس كلهم.. المهم، لقيت أمي بتقول لمراتي قبل ما تدخل المطبخ : = أومال العيال فين يا ريهام، مش تناديهم ييجوا يسلّموا على ستّهم!!. - عند الجيران والله يا ماما عشان النهارده الجمعة؛ فراحوا يلعبوا مع بنات جارتنا. = وده اسمه كلام برضه يا حبيبتي!!.. إبنك كبر وما يصحّش تودّيه يلعب هناك مع البنات، ولا انتي عايزاه يطلع مش راجل!!.. روحي إندهيه بسرعة وما تخليهوش يروح يلعب مع البنات هناك تاني. - كبر إيه بس يا ماما!!.. ده عنده لسة تمن سنين، وبيت**ف من خياله. = يابنتي ما هو طول ما هو قاعد وسط البنات هيفضل كدة بيت**ف.. هي حاجة حلوة يعني إن راجل يت**ف!!. - حاضر يا ماما.. هنادي عليهم من شباك المنور عشان ييجوا يقعدوا مع حضرتك، وبالمرة يتغدّوا. = تعالي هنا بس يا حبيبتي، هتنادي عليهم من المنور!!!.. انتي عايزة الجيران كلهم يعرفوا أسرار بيتك ولا إيه!.. الست الشاطرة هي اللي متخلّيش حسّها يطلع برّة بيت جوزها أبداً، روحي يا حبيبتي خبّطي عليهم وهاتيهم بنفسك.. وأوعي مرة تانية آجي وألاقي إبنك قاعد يلعب مع البنات هناك. - حااااضر. طب وعهد الله تاني أمي دي مفيش منها، وكلامها كله حكم ولازم يتدرّس.. الواد فعلاً بقى خجول زيادة عن اللزوم من كتر قعدته و***به مع البنات، وريهام مش كويس أبداً إنها تزعق وتنادي على العيال من شبّاك المنور، والجيران كلهم يسمعوها.. عشت في بيت أبويا أكتر من عشرين سنة، وعمر أمي ما نادت عليا من شباك المنور ولا حسّها طلع برة البيت، وكانت استحالة تسيبني ألعب مع اسماء اللي كانت ساكنة في الشقة اللي قصادنا.. يعني أمي وربنا ما كانت بتتجنّى على ريهام مراتي والله خالص، ودي عادة أمي من زمان إنها تقدم النصيحة بكل حيادية أصلا.. هي مراتي اللي كانت بتجرّ شكلها وهي بتنطق كلمة (حاااضر) بكل عصبية زي ما يكون مش عاجبها الكلام، بس أمي والشهادة لله كانت قادرة تمسك أعصابها كويس جداا.. المهم، اتحركت ريهام ناحية باب الشقة عشان تعمل اللي امي قالتلها عليه، بس وقفت مرة واحدة لما امي نادت عليها وقالتلها وهي مستغربة : = هتخرجي كده يا حبيبتي من غير ما تحطّي حاجة على شعرك!!.. عايزة الجيران اللي طالعين ونازلين على السلم يشوفوا شعرك كدة!!.. غطّي شعرك يا روحي طالما هتخرجي من باب الشقة، وإياكي تطلعي البلاكونة أو قدام باب الشقة في أي وقت غير لما تحطّي حاجة على راسك. - حااااضر، حاااااضر. وقامت داخلة المطبخ، وجايبة الإيشارب بتاعها اللي أنا شيلته وحطّيته على رخامة الحوض، وغطّت به شعرها بكل عصبية، وقامت فاتحة باب الشقة بطريقة عنيفة زي ما تكون هتخلعه، وخرجت تجيب العيال من عند جارتنا.. ومش فاهم هي زعلانة من إييييه!!، الحق على أمي يعني إنها بتنصحها!.. حاولت أنا بقى أعتذر لماما، وأحاول أصلّح الاسلوب الرذل اللي ريهام اتكلمت به مع امي، وقولتلها بعد ما طلعت سيجارة من علبتي وولّعتها : - معلش يا ماما، هي بس تلاقيها تعبانة شوية من دوشة العيال وكدة. = يا روح امك!!!.. والدوشة هتجيلها منين يا ضنايا وهي رامية عيالها برّة عند الجيران، ده غير إن الشقة تض*ب تقلب أهو زي ما انت شايف.. بص التراب على الترابيزة عامل إزاي. وقامت مادّة إديها تمسح الترابيزة اللي قدّامها في الصالة، وبتورّيني التراب على صوابعها.. الصراحة هي معاها حق، بس أنا كزوج وفي ومخلص وجدع كنت بدافع عن ريهام رغم انها معكننة عليا.. مكنتش عارف أدافع عنها إزاي قدام أمي خاصة إنها فعلا غلطانة، وأكبر غلط إنها تهمل في العيال كدة، ده غير إن البيت مش نضيف.. المهم، حاولت أهدّي أمي عشان الخناقة ما تكبرش، وقولتلها وأنا بسحب نفس من سيجارتي : - والله كانت بتنضّفها قبل ما تيجي يا ماما، بس إنتي عارفة إن الشقة بحري والبلاكونات بتدخّل تراب باستمرار. = ليه يا حبّة عين أمك!.. هو إحنا كنّا ساكنين في الترب وأنا معرفش، ولا أنا أول مرة أدخل شقة بحري!!.. مراتك على طول مهملة ومش طايقة ليا كلمة زي ما أكون عدوّتها.. وبعدين بلاكونات إيه اللي بتتكلم عنها، والشقة عاملة زي المدافن.. وسع كدة لما أقوم أفتح خلّي الهوا ونور ربنا يدخل بدل ما انتوا قاعدين زي ما تكونوا في مستشفى. وراحت قايمة تفتح البلاكونة بنفسها وهي متعصبة، وبرضه شايف إن معاها حق.. أنا راجل مدخّن وشره في شرب السجاير، وريهام على طول قافلة الشبابيك والبلاكونات زي ما نكون في سجن فعلا.. وأول ما أمي فتحت البلاكونة لقيت ريهام داخلة الشقة مع العيال، وراحت قالعة الإيشارب بعصبية ورامياه على الكنبة اللي أمي كانت قاعدة عليها، وقبل ما تروح على المطبخ قالت بصوت مليان نرفزة : - ثواني هحطّ الأكل يا ماما عشان تتغدّي، بس اقفلي البلاكونة لحسن حد من العيال ياخد برد. = يا حبيبتي البرد ده يجيلهم من كتر العتمة وقفلة الشبابيك ليل مع نهار.. ابقي سيبي الشقة تتهوّي شويّة بالنهار كده عشان العيال ما يتخنقوش ويتعبوا.. خلّي نور ربنا يدخل البيت عشان ربنا يفتحها في وشوشكم. - حااااضر، بس هدى عيّانة وعندها حساسية من التراب، والجو كله عفرة زي ما حضرتك شايفة، وبعدين أنا لسة منضّفة وماسحة الأرض والشقة هتتبهدل كدة. = أومّال إنتي رحتي فين!!.. الست الشاطرة هي اللي تبقى ايديها في الشقة باستمرار وما تخلّيهاش تلحق تتوسّخ، وإبقي لبّسي العيال تقيل وهم ما يجيلهومش برد.. وبعدين هو إنتي كدة لسة منضّفاها!!. ده السؤال الاستنكاري اللي أمي وجّهته لريهام، وهي في منتهى قلة الذوق سابتها ومشيت وراحت على المطبخ، وبتقول بنبرة زي ما تكون بتجزّ على أسنانها إن الأكل هيكون جاهز حالا.. والعيال ابتدوا يلعبوا حوالينا أنا وأمي، وريهام ابتدت ترصّ الأطباق على الترابيزة بعصبية برضو كإنها بترزع الأطباق مش بتحطّها.. المهم، دقايق والأكل كان جاهز، وقمنا كلنا عشان نتغدّى، وقامت ريهام مفرّغة الرزّ في الأطباق، وقبل ما تفرّغ لأمي، قامت أمي قايلالها وهي بتشمّ في الطبق بتاعها : - إيه ده يابنتي!!.. إنتي مغسلتيش الأطباق كويس ولا إيه!!.. الأطباق كلها ليها ريحة زي ما تكوني بتغسليها ببرفان!. = ده ريحة الصابون السايل يا ماما عشان بينضّف أكتر من الصابون العادي، لحظة واحدة أجيبلك طبق تاني من النيش. - لا وعلى إيييه، أنتي متعلمة وبتفهمي وأنا واحدة جاهلة ومعرفش الصابون السايل اللي بيخلي للأطباق ريحة وبينضّف أسرع من الصابون العادي اللي خايفة يبوّظلك إيد*كي الحلوين دول. هنا بقى لقيت ريهام بتبصّلي بعصبية وهي رافعة حاجبها الشمال، وده معناه إنها جابت أخرها واحتمال ترتكب جناية، وأنا عارفها وعارف ل**نها الطويل وإنها ممكن تغلط في أمي، وساعتها الموضوع هيكبر فقولت أتدخل عشان ألطّف الجوّ بطريقة دبلوماسية كعادتي طبعا : - معلش يا ريهام، ابقي استخدمي الصابون العادي عشان ريحة الأطباق والأكل ما يلقطش منها، ده غير إني شاكك في إن يكون الصابون السايل ده هو أصلاً اللي عامل حساسية في ص*ر هدى.. خلاص يا ماما أنا مش هدخل الصابون ده البيت تاني، وهنجيب بعد كدة صابون عادي عشان ما تزعليش. = وأنا إيه بس اللي هيزعّلني يابني، أنا بتكلم عشانكم وعشان صحة العيال والله.. على العموم انتوا احرار إن شالله حتى تغسلوا الأطباق بالفنيك، أنا ماااالي!!. وراحت أمي مناولة الطبق بتاعها لريهام، وفضلت تبصّلي بطريقة كلها استنكار زي ما تكون بتعايرني أو بتلومني.. والنظرة دي أنا عارفها كويس ومعناها إنها مش شايفاني راجل زي بابا الله يرحمه، والحقيقة تتقال يا جماعة.. امي لو كانت قدّمت الطبق بالريحة دي لبابا كان ممكن يوصّل الموضوع لطلاق، وده طبعا بعد ما يدّيها علقة محترمة تحلف بيها طول حياتها، بس أنا طبعا مستحيل أعمل كدة مع مراتي لإني راااجل بحق وحقيقي ومش من الرجولة إني أمدّ إيدي عليها.. المهم، أمي خدت الطبق تاني بعد ما ريهام حطّت فيه الرز والفراخ المحمرة، وقبل ما تدوق منه معلقة لقيتها بتقول بق*ف كدة زي ما تكون بتشمّ في جثّة كلب : - إيه ده يابنتي!!.. الرز شايط ولا كإنك كنتي بتشويه!!. = معلش يا ماما والله، ابنك كان بيكلّمني في موضوع مهم وأنا بعمل الرز فاستوى زيادة غصب عني. - موضوع إيه بس!!.. العيال هياكلوه شايط ازاي كدة، دي بطنهم توجعهم كدة يابنتي.. وبعدين الفراخ مالها عاملة كدة ليه!. = مالها الفراخ يا ماما!!. - خارج منها ريحة زفارة زي ما تكون متغسلتش ومتنضّفتش كويس قبل السلق.. وبعدين نيّة زيادة عن اللزوم وشكلها كانت لسة عايزة تستوي كمان شوية!!. وفضل الحال على المنظر ده لغاية ما أمي سابتنا وروّحت على المغرب.. وطبعا عرضت عليها إني أوصّلها بالعربية، بس هي رفضت الصراحة.. لكن اللي قاهرني منظرها وهي قدام باب الشقة، وهي بتخبطني على ص*ري وبتلعّبلي بوزها زي ما تكون عايزة تقوللي (يا خلفة الندامة) .. المهم دخلت الشقة ورحت على المطبخ أعمل القهوة وفضلت مستني العيال يناموا عشان أستفرد بريهام، بس سمعت صوتها بتزعّق وخارج من أوضة العيال.. صبّيت القهوة وطلعت أشوف في إيه، لقيتها قاعدة في نص الأوضة والعيال حواليها وبتذاكرلهم.. ناديت عليها من على الباب ومن غير ما ادخل، فقامت ولقيتها واقفة بتكلمني بعصبية وهي ماسكة كرّاسة من بتوع العيال، ومش عايزة تبصّ في عيني : - أفندم!!.. في حاجة ناقصاك!!. = ما تنيمي العيال وتيجي نتكلم شوية، إنهارده أجازتي وعايز اتكلم معاكي لوحدينا!!. - مش هينفع.. العيال عندهم امتحانات بكرة، ولازم أخلص معاهم تحفيظ في الدروس عشان ما يسقطوش، وساعتها أمك هتعملي مناحة وتفضل تقوللي اني مش عارفة أربّي. = يا ستي في داهية الامتحانات والمذاكرة، يعني هي امتحانات البكالريوس يعني!!.. وبعدين أمي ما يفرقش معاها التعليم، ومش هتتكلم لو حتى سابوا المدارس. - أمك مش هيفرق معاها، لكن أنا فارق معايا.. امك مش هتتكلم بس أنا هزعل.. هو إنت مش بتفكر غير في اللي يريّحك ويبسط أمك وأنا أولع!!.. أنا عايزة عيالي يكونوا أحسن ناس في العيلة، ويطلعوا أحسن منّي ومنك. = إن شاء الله هيطلعوا علماء فلك وذرّة ويشتغلوا في ناسا، بس تعالي بقى عايزك لوحدينا عشان في كلام كتير عايز اقولهولك. ومسكت إيدها عشان أسحبها برّة الأوضة، ولقيتها بتزقّ إيدي وقامت مفلفصة منّي لدرجة إن القهوة كانت هتتدلق، وراحت قعدت جنب العيال ولا كإني بتكلم.. خدت بعضي وأنا شاااايط وحاسس إن عفاريت الدنيا بتتنطّط قدّام عيني، ورحت قاعد في البلاكونة عشان أشرب القهوة والسيجارة، ومش بفكر غير في كلام أشرف اللي قالهولي في القهوة عن أحمد مجدي اللي اسمه اتغير وبقى (أحمد I love you) .. معقول حاله اتعدل وبقى سعيد مع مراته بعد ما ابتدى يبصّ برّة!!.. طب أنا أعمل إيه معاها عشان تحسّ بيا وتفهم إني كراجل ليا متطلّبات لازم تتعمل وإلا هنفجر!!.. أكلم أشرف!!.. بس لو كلّمته واتفقنا نخرج نسهر يوم الخميس، هقول لمراتي إيه عشان ما تشكّش في حاجة!!.. مش هينفع أتحجّج بإن أمي عيّانة وهي كانت لسة عندنا وزي البومب.. طب أقولها إني عايز اشوف حتة أرض معروضة للبيع بسعر لقطة!!.. بس أرض إيه دي اللي تتشاف الساعة اتناشر بالليل ويوم خميس كمان!!.. الموضوع صعب ومقفول بالضبّة والمفتاح، وربنا ياخدك يا أشرف ياللي زغللت عيني، ويسامحك يا ريهام على اللي بتعمليه فيا ده. وبعد ساعتين من الوقوف في البلاكونة، دخلت لقيتها نايمة في السرير ورابطة راسها ومش هاين عليها حتى تعبّرني وتقوللي إنها خلّصت، وسايباني ونايمة رغم إنها عارفة إني متنيّل قاعد مستنّيها.. قرّبت منها وحاولت أهمس في ودنها، لقيتها بتردّ عليا بصوت تشخيرة زي ما تكون مركّبة زمّارة في مراخيرها.. فاضطريت استسلم، وقمت فارد جسمي ومغطي راسي بالمخدّة وبدعي ربنا إنه ياخدني عشان أرتاح من العذاب اللي أنا فيه ده.. والشيطان زي ما يكون مستقصدني ومقطوعلي وواخد أجازة مخصوص عشان يغويني أنا بس، لقيته بيهديني نفس الحلم إيّاه.. أربع جواري بيرقصوا حواليا، وأنا قاعد وسطهم بشرب حاجة غريبة في كأس معدن، وشوية وقعدوا جنبي عشان يأكلوني الفاكهة في بوقّي، ويلعبولي في لا مؤاخذة ضهري عشان يفكّ وأقدر أقوم أرقص معاهم.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD