الفصل الثامن

1952 Words
خرجت من البيت كاره كل حاجة فيها، وكاره كل ذكرى جمعتني بيها في يوم من الأيام.. واقسم بالله لو اللي هعمله مع اشرف فيه موتي، هعمله برضو ومش هيهمني زعلها.. الانسان طاقة، وانا جبت آخر طاقتي معاها.. هخرج مع اشرف يوم الخميس الجاي، وهعمل بنصيحته ولو هيبقى آخر يوم في عمري.. وربنا أكيد هيسامحني عشان انا مغلطتش في حاجة، هي اللي بقت نكدية وزنّانة ومق*فة جدااااا.. بقى هي تقوللي في وشي كدة انها كانت قاصدة تهمل في نفسها عشان تنرفزني!.. طب مااااااشي.. وعهد الله لأوريها النرفزة اللي على أصولها، وهخليها تسمع خيانتي ليها بودانها.. اقسم بالله العظيم لأرمي نفسي في حضن واحدة، واتصل بيكي يا ريهام عشان تسمعي صوتي وانا مع واحدة تانية غيرك.. هخليكي تسمعي صوت ضحكتها بتجلجل في طبلة ودنك يا ريهام.. مش حاسة معايا بالأمان، وبتطرديني من بيتي!!.. طب اقسم بالله العظيم لو فيها طلاقي، لأخليكي تسمعي صوت همساتها وهي بتبوسني وبتقلعني هدومي.. بقى انتي كنتي قاصدة كل العذاب اللي انا فيه ده، ومكنتيش سائلة فيا خالص وقاصدة تكرّهيني في عيشتي!!.. ورحمة ابويا، لهسمّعك يوم الخميس اللي عمرك ما كنتي تتخيلي انك ممكن تسمعيه في يوم من الأيام. المهم، نزلت من البيت وعفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدام عيني، أخدت العربية ولقيت نفسي ماشي بيها وانا سرحان ومش عارف أروح فين.. مش عارف ليه كنت محرج اروح بيت ابويا الله يرحمه.. يمكن كنت خايف من كلام امي وتقريظها ليا، أنا عارفها ومتأكد إنها ما هتصدق تسخر مني، وتتريق عليا وتقول إني مش راجل.. بس بعد ساعة من اللف في الشوارع لقيت نفسي بروح تلقائياً لامي برضه، مهما عملت وقالت فهي أكيد بتتكلم لمصلحتي برضه.. ركنت العربية، وطلعت العمارة وقبل ما ادخل الشقة افتكرت اني نسيت أجيب الدوا لريهام.. ولسة جاي ارجع بعد ما وقفت قدام الباب، لقيت امي بتفتحلي باب الشقة وانا لسة بنزل اول سلمة.. انا عارف إن أغلبكم هيقول عليا إني كنت خايف من مواجهة امي، بس أنا كنت ناوي أروح أي صيدلية عشان اشتري الدوا وبعدين أبعته لريهام مع البواب، أنا راجل برضه وبفهم في الأصول.. ومينفعش أبداً أسيب مراتي التعبانة من غير ما أجيبلها الدوا.. وقبل ما رجلي تلمس أول سلمة، لقيت أمي بتقول: - خشّ يا حبّة عين أمك، أدخل يا ضنايا غيّر هدومك واستريح في أوضتك. أنا بجد اندهشت من كلامها، ازاي عرفت اننا متخانقين من غير ما اتكلم!!.. يعني هي ممكن تكون فتحت الباب ليا من غير ما اض*ب الجرس عشان شاف*ني مثلا من البلاكونة، انما هي عرفت منين اني حزين ومتخانق مع ريهام!!!.. يا ترى كان باين عليا للدرجادي!!.. ده اللي سألته لنفسي وأنا بدخل البيت، وم**وف من إني أرفع عيني في عين امي.. ولقيتها بتخبطني على كتفي، وهي بتلعّبلي بوزها، وبتقول: - منكّدة عليك ليه!!!.. هي فاكرة نفسها مين بروح أمها!!.. طب وحياة ديني أجوّزك ست ستها من بكرة عشان تعرف قيمتك.. إلهي تتشحططي على الخشبة يوم خارجتك ومتلاقيش حد يشيلك يا ريهام يا بنت الـ,,,,,,,. وسيل من الشتايم في ريهام ومصحوب بسيل من الدعاء عليها بأب*ع الصور.. والحقيقة أنا مش عارف حتى الآن أنا سكت لأمي ليه وهي بتشتم في مراتي.. مش فاهم هل ده كان خوف من مواجهة امي لما تلاقيني بدافع عن ريهام!!!.. ولا ده كان حبّاً في الانتقام من مراتي اللي شايف إن الشتيمة هي أقل حاجة تستاهلها!!.. ولا ده ضعف وقلة رجولة مني عشان شايف أمي بتشتم مراتي وانا ساكت!!!.. أنا فعلا كان جوايا نزعة س***ة ناحية ريهام، بس مش لدرجة ان امي تشتم فيها كدة.. وجايز عشان حرام اني أقف قصاد أمي، والدين بيمنعني إني أنهرها أو أقول لها أوفّ.. أيوة فعلاً، أنا كنت ساكت عشان الدين يمنعني من إني أقف أواجه أمي، أنا مقتنع تماماً بالكلام ده لإني مش إبن عاق. المهم، دخلت الأوضة وأنا حاسس بإحساس غريب الصراحة.. كنت حاسس بلذة نتيجة شعوري بالانتقام من ريهام، وحاسس بحرية لما بعدت عنها، وحاسس براحة نفسية عشان أخيراً هعمل ليلة خميس من بتاعة العرايس.. وعلى فكرة بس، اللي هعمله ده مش حراااام خاااالص، الحرام فعلا هو اللي ريهام عملته فيا ووصّلني لده.. أنا ربنا هيسامحني عشان أنا غريزتي جابت أخرها، لكن هي ربنا مش هيرحمها عشان هي السبب في اللي أنا هعمله ده. رفعت سماعة التليفون الارضي اللي عندي في الأوضة، ولقيت إيدي رايحة ناحية الأجندة اللي في الكومودينو، وقمت مطلع رقم اشرف ومتصل به.. وإحقاقاً للحق، أنا قلبي كان بيدق جااااااامد ساعتها، وحتى الآن مش عارف إيه السبب.. كنت بتصل به، وبتمنى ما يردّش عليا، أو يتحجج بأي حاجة ويقوللي إنه مش هينفع نخرج الخميس، ده أنا تقريباً كنت بدعي ربنا إنه يكون مقبوض عليه ومات في غيبوبة بسبب الم**رات اللي بيشربها.. أنا عارف إن كتير منكم هيشوفني خاين، بس مفيش ملايكة بيننا.. أنا راجل، وطبيعي إني أرضي غريزتي وشهوتي، وبما إن سكة الحلال مقفولة، فاللي هعمله معايا عذر فيه.. لكن بما إني مقتنع كدة، ليه كنت مرعوب وأنا بتصل بأشرف.. بعد دقيقة من الرنين المتواصل، سمعت صوته وهو نعسان وبيقول: - ألو، ميييين معايا!!. - إيه يا عم أشرف، أنا صحيتك من النوم ولا إيه!!.. أنا إبراهيم يا صاحبي. - أه، إزيك يا حبّ!!.. عامل إيه!!. كان صوته نعسان خااالص زي ما يكون عيل صغير أمه بتصحيه عشان يروح المدرسة غصب عنه.. إيدي حرفياً كانت بتترعش وأنا ماسك السماعة، والابتسامة على وشي كانت دبلانة خالص.. انعكاس صورتي في المراية اللي على ضلفة الدولاب كان بيأكدلي كدة، لدرجة إني مقدرتش أبص في المراية لأكتر من ثانية.. لقيت نفسي تلقائياً بنقّل بصري بين السقف، والارض بتاعة الأوضة، وبرضه الابتسامة على وشي كانت باردة جدااااا.. اول مرة أحس إني بكلم حد، وبوقّي متشنّج كدة.. إيدي اليمين ماسكة السماعة، والشمال على زرار قفل الخط، ونفسي أملك الجرأة في انهاء المكالمة معاه.. لكن للأسف لقيت نفسي برد بصوت بيترعش: - الحمد لله تمام، تحب أقفل عشان أسيبك تكمل نوم!!.. أنا هقفل أحسن وأبقى اكلمك بعدين.. سلام. - استنى بس يا وحش، تقفل إيه!!.. والله صحيت خلاص، دي الساعة عشرة وانا نايم من الضهر.. إيه يا حب، شاورت نفسك واقتنعت بالروشتة بتاعتي!!. قالها وقام ضاحك ضحكة سخيفة كدة لدرجة إني حسيته شمتان فيا ساعتها.. والغريب إني لقيت نفسي بجاوب عليه بضحكة مصطنعة برضه مفيهاش روح، وبقول: - لا يا عم مش القصة، بس المدام سافرت عند أمها الصبح؛ فقولت نتقابل يوم الخميس عشان أشوفك.. يعني.. نقعد مع بعض على القهوة كدة زي زمان عشان أقطّعك في عشرتين طاولة. كنت متأكد إني مفقوس بالنسباله خالص، واحد مكلمتهوش من حوالي عشر سنين، قابلته صدفة على القهوة وحكيت له ظروفي، وهو جدعنة منه قاللي على النصيحة.. ودلوقتي بتصل به ليه!!.. أكيد مش مدمن طاولة، ده غير إن أشرف مش أهبل، ده واحد جابها من شرقها لغربها يعني عارف طولها من عرضها، ولقيته بيضحك ويقوللي: - وانت متصل بيا الساعة عشرة عشان عايز تلاعبني عشرتين طاولة يوم الخميس!!. - إيه يا عم، مش عايزنا نتقابل ولا إيه!!.. أنا قولت أتصل بيك عشان نظبط خروجة يوم الخميس الجاي، انت عارف إني ما صدقت المدام تخرج وكدة.. وانا بيني وبينك واحشاني قعدة القهوة بتاعة زمان لما كنا بنسهر لحد الصبح. - يا ابني ما أنا لسة مقابلك عليها من يومين، انت عايز تعمل البومّ بس خايف.. صح!!. - مش الفكرة والله، بس الحكـ,,,. - يا صاحبي هو أنا لسة عارفك إمبارح!!.. بقولك إيه، أنا هظبطلك خروجة من الآخر يوم الخميس، هنخرب الدنيا أنا وإنت يا صاحبي، وما تحملش همّ.. يا عمدة الصحاب لبعضها. - حبيبي والله يا أشرف، بس أنا مش عايز أكون تقيل، خاصة إني مليش كلام أوي مع ياسين.. فلو نتقابل أنا وأنت يعني من غيره يبقى أحسن. - يا ملك ياسين هو اللي عنده الفيلا، ولو مش هنخرج معاه يبقى السهراية هتكون عندك في البيت، والمدام ممكن تطب علينا، وساعتها هيتعملك مشاكل.. احنا صحاب ولازم أفكر لمصلحتك، انت اخويا يا هيما. - خلاص ماشي، نتقابل يا عمدة على يوم الخميس.. ظبّط وكلمني، أنا كدة كدة فاضي الكام أسبوع الجايين دول عشان اتخانقت مع البومة وسيبتلها البيت. مخدتش بالي خالص إني كدبت عليه في بداية المكالمة وقولتله إنها مسافرة، بس هو لمّاح وصايع.. هرشني وفهم الفولة، وعمل نفسه مش منتبه للكذبة دي.. وفجأة، لقيت صوته بقى كله حيوية، وقام قايل بنشاط وصوت عالي زي ما يكون اكتشف أثار أو بترول تحت بيته: - وساكت من الصبح!!.. يا عم أوعدك إنها هترجعلك خلال أيام.. بص لما أقابلك هفهمك، انت فين دلوقتي!!. - أنا في بيتي القديم، ليه!!. - اسمع، أنا هكلم ياسين ونعدي عليك ناخدك كمان ساعة. - مش لسة بدري على الخميس!!. - يا كبيرنا خير البر عاجله، ظبط نفسك، وهتصل بيك من موبايل الواد أشرف أول ما نوصل على أول شارعكم.. هسهرك سهرة مش هتنساها أبداً، لسة متعرفين على بنت اسمها رانيا، إنما إييييييييه!.. لو شفتها قلبك هيقف، ومش قلبك بس على فكرة اللي هيقف ساعتها.. عقلك كمان يا صاحبي. وقام ضاحك بعزم ما فيه بعد ما قال (مش قلبك بس اللي هيقف).. انا مش عايز مومس أو غانية يعني.. مش عايز ع***ة بمعنى أصح من اللي بياخدوا فلوس، بحس فيهم برخص والاحساس بيوصلني وعارف اني هشوف نفسي رخيص زيهم ساعتها.. ولسبب غير مفهوم، لقيت وشي زي ما يكون هينفجر من الدم وقلبي بيدق، بالذات لما عرفت إن الموضوع دخل في الجد خلاص، فقولت أتحجج لأشرف عشان أتراجع من غير ما أبان جبان: - يا عم أنا بق*ف من الحريم اللي من النوعية دي.. أنا كنت فاكر اننا هنروح نشقط بنتين نتعرف عليهم. - بص يا ابراهيم، انت اصلا بعيد عن الملاعب بقالك سنين، يعني تقلت بمعني اصح.. ومش هتعرف تلاغي صدقني، النسوان اتغيرت خالص عن زمان يا حب.. والجو بتاع جروبّي ده راحت عليه خلاص.. بص.. انا هعدي عليك كمان شوية مع اشرف، لو عجبتك السهرة يبقى خير وبركة.. معجبتكش ليك عليا اعملك اللي انت عايزه يوم الخميس.. سلام. وقفل المكالمة من غير ما يديني فرصة أوافق أو اعترض.. والصراحة مكنتش هعرف اعترض بعد ما قفلها عليا، وبعد ثانية سمعت صوت سماعة تانية بتتقفل زي ما يكون أشرف ما قفلش السماعة كويس أو حد كان معانا في الخط.. ولسة جاي أفرد جسمي على السرير انتظارا لأشرف، لقيت أمي بتدخل عليا وبتقول وهي مبسوطة: - قوم كدة يا حبيبي خدلك دوشّ عشان لو حبيت تخرج تشم هوا ولا حاجة.. عايزاك تستحمى عشان تفوق كدة، وكلم حد من صحابك بتوع زمان عشان تخرجوا. - ما أنا ده اللي هعمله يا ماما، أنا فعلا خارج ومش عارف هرجع امتي.. على العموم نامي انتي وبلاش تسهري تستنيني. وقمت رايح على الحمام، واخد دوش ملوكي ولابس هدومي، وأمي ماشية ورايا وبتقول: - الله أكبر، عريس ياخواتي.. منها لله اللي كانت طافياك وطافية نورك، الهي ما يغمضلك جفن إلا على الكوابيس يا ريهام يا بنت الـ,,, وظبطت نفسي وكالعادة مارضيتش أرد على أمي، واحتفظت ب**تي للنهاية.. لبست البدلة، وعشان هي ضيقة عليا فكانت مبيّناني ممشوق ورياضي نوعاً ما.. ولما بصيت لنفسي في المرايا لقيت صورتي زي ما اكون عريس فعلا، طب والله أنا شاب قمر وحليوة ومفيش منّي.. شوية ولقيت التليفون بيرن، فقولت لأمي: - شوفي مين والنبي يا ماما لغاية ما ألبس الجزمة. - ده تلاقيه أشرف صاحبك مستنيك. كنت مندهش من اجابتها هي عرفت منين ان اللي بيتصل أشرف.. هي كانت بتتصنت ولا إيه!!.. انا اتسمّرت مكاني وكنت عايز أسألها هي عرفت ازاي بس كنت خايف أحرجها أو أضايقها.. أو خايف صورتها تتهز في عيني الصراحة.. عارفة إن ابنها المتجوز ورايح ينام مع فتيات ليل وموافقة وراضية!!!.. دي كمان مرحّبة وعلى قلبها زي العسل.. ولا جايز ما تعرفش، او تعرف إني هقابل اشرف بس مش عارفة هنعمل إيه.. هو أنا قولت إيه لأشرف في التليفون، وهي كانت بتسمع من إمتى أصلاً.. ولقيتها بتقول وهي رايحة ترد، وصوتها كان مضطرب جدااا زي ما تكون خدت بالها انها غلطت: - ما هو تلاقيه شافك بقى وانت جاي على هنا زي ما انا شوفتك، فقال يتصل بيك عشان واحشه ولا حاجة.. ربنا يديم المحبة ما بينكم يا حبة عيني. اجابتها كانت مقنعة، محدش كان بيتصل بيا غيره زمان قبل ما اتجوز، ومحدش بيتصل على تليفون البيت بعد ما أتجوزت غيري أنا أو ريهام؛ فأكيد اللي بيتصل هو أشرف والموضوع مش محتاج نباهة.. وفعلا لبست الجزمة ورديت عليه، وقمت رايح ناحية الباب وامي ماشية ورايا في الشقة فرحانة ومبسوطة، وعمالة تدعيلي إن ربنا يسعد قلبي ويرجعني مبسوط ومرتاح البال زي زمان.. وأول ما طلعت على أول الشارع، لقيت اشرف بيناديني وهو بيضحك، وياسين عمال يزمّر بالكلا**ات بتاعة العربية، وهو مشغل اغنية عمرو دياب (ولا ليلة ولا أجمل من دي ليلة، بين إيديا حبيبي بعد سنين طووويييلة)، وفجأة لقيتـ,,, .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD