الفصل الخامس عشر

1973 Words
ولقيت أمي مبتسمة وفرحانة أول ما ريهام دخلت على الأوضة.. صدقوني أمي مش شمتانة فيها، هي أكيد بتتكلم في الصالح وعايزة تشوفني راجل زي بابا الله يرحمه.. أمي بتحبني وطول عمرها بتتكلم في الصالح، وبتحب ريهام جدا ودايما بتعاملها زي بنتها ويمكن أكتر.. أنا شايف كدة عن نفسي، ولو حد شايف غير كدة يبقى حسبي الله ونعم الوكيل فيه.. وزي ما قولتلكم، أمي كانت مبسوطة جداً وفرحانة بيا، وقعدت على الكنبة وهي منجعصة وشايفاني حمش زي بابا، وقالتلي وهي طايرة بيا سابع سما وبترقيني بأدعية بصوت غير مسموع: - الله أكبر عليك.. اللي خلّف مماتش.. راجل زي أبوك يا ضنايا.. النسوان مايجوش غير بالعين الحمرا، وعلى رأي المثل أ**رلها ضلع يطلعها أربعة وعشرين.. فاكرة نفسها (زبيدة ثروت) في فيلم بنت ١٧.. وهي عاملة زي (وداد حمدي) في السفيرة عزيزة. - عندك حق والله يا ماما، أنا دلّعتها زيادة عن اللزوم.. بس من النهارده هيكون في أسلوب تاني للمعاملة عشان عيارها مايفلتش أكتر من كدة. - وإنت يابني كان ايه اللي جابرك على ده كله!!.. ما رضوى بنت خالتك كانت قدام عينك، انت اللي ركبت دماغك واخترت واحدة مش قادرة تصون النعمة اللي في إيدها.. نسوان همّ عايزين الحرق. عارف إن معظمكم هيشوف للوهلة الأولى إن أمي كل همّها هي عملية تسويق رضوى بنت أختها ليا، لكن صدقوني أمي مش بتاعة الكلام ده، هي اللي يهمها إن إبنها يكون مبسوط، بس في نفس الوقت مش بيعجبها الحال المايل.. وريهام حالها مايل ولازم تتعامل بقسوة شوية عشان تتظبط، امي فاهمة وواعية بجد، وما دام قالت إن النسوان همّ وعايزين الحرق وإني لما أ**رلهم ضلع هيطلعلهم اربعة وعشرين، يبقى هي بتفهم أكتر مني وبتقول الحقيقة.. والدليل على كدة إنها كانت قابلة معاملة أبويا الله يرحمه ليها، وعمرها ما اشتكت.. ده بالع** كان بيبقى على قلبها زي العسل.. وزي ما تكون امي سمعت اللي بيدور في بالي، لقيتها بتكمل كلامها وهي بتتعدل في قعدتها ووشّها مليان سعادة: - الله يرحمك يا فريد.. كنت حمش وما تقبلش الحال المايل أبداً.. عارف يا ابراهيم لو كنت أنا عملت زي مراتك أبوك كان هيعمل فيا إيه!!. - إيه!!. - والله أقلّه إن م**ّرش عضمي.. كان هيمسك الحزام وزي ما تيجي تيجي.. كان راجل بصحيح، وعشان كدة أختك ماجدة ماشية مع جوزها زي الألف ولا تسمعلها حسّ.. عمرك شوفت جوزها بيشتكي منها أو هي عمرها فتحت بوقّها عشان تشتكيلنا منه!!.. طول الوقت ساكتة وباصّة في الأرض، واللي يقول عليه جوزها، هي ما تقولش غير حاضر وأمين.. مش زي البومة أم أربعة وأربعين اللي مرزوعة جوّة، وعايشة دور السندريلا في صغيرة على الحب.. استنى لما أقوملها عشان أشوفها بتهبّب إيه على عينها!. وخلصت الكلام ولقيتها فعلا بتقوم من مكانها.. مش هكدب عليكم أعصابي جمدت شوية بعد كلام أمي عن رجولة بابا الله يرحمه.. ورغم إني كنت قلقان من مواجهة أمي لريهام تاني، إلا إن خوفي بدأ يقلّ بعد ما سخنت على كلامها.. مشيت ورا أمي عشان ألحق ريهام لو حاولت تتطاول عليها، وأمي فتحت باب أوضة النوم جامد زي ظباط المباحث، لدرجة إن ريهام اتخضّت وكانت قاعدة منكمشة على سريرنا زي الكتكوت المبلول.. ولقيت أمي بتكلمها وهي حاطة إيدها على أوكرة الباب، والإيد التانية على وسطها وأنا واقف وراها زي الحرس الجمهوري: - يا ختاااي على سهوكتك يا أم محن!!.. قومي شوفي هتطبخي إيه على الغدا، ولا عايزة العيال ياكلوا من الأرض عشان أمهم بتعيط!!. - سيبووووني في حاااالي بقى، محدش له دعوة بيا. - طب معلش يا حيلة أمك، قومي جهزي الغدا وإبقي إرجعي كملي عياط على راحتك.. أم إيه بس اللي قاعدة قالباها مناحة وسايبة البيت يض*ب يقلب!!.. ما كنّاش أمهات على كدة يا ختي!!.. ولا إنتي فاكرة انك انتي اللي عملتي المستحيل وجبتي الديب من ديله!!.. قومي قومي، وإبقي تعالي كمّلي عياط. أنا الصراحة والحق يتقال، أنا مؤيد أمي قلباً وقالباً.. أنا بقول الحقيقة صدقوني، أمي بتتكلم في الصح.. هو كان إيه اللي حصل عشان ريهام تزعل كدة!!.. ض*بتها قلم!!.. اعتذرتلها رغم إن ض*بي لها حقي أصلا.. وأبويا كان بيعمل أسوء من كدة مع أمي، وهي مفتحتش بوقّها خالص، بالع** دي قاعدة بتترحّم عليه طول الوقت.. ولو ريهام بتعيط من كلام أمي، فدي كدة تبقى قلة ذوق.. أمي في مقام أمها، ولو قلعت الجزمة وض*بتها بيها على دماغها المفروض تقولها شكرا يا ماما، مش تقف تعيط وتصرخ زي ما يكون حد بيكويها بالنار.. ثم إن العيال فعلا هيرجعوا جعانين من المدرسة، ياكلوا إيه بقى!!.. أقول لأطفال صغيرين، معلش استحملوا عشان ماما طالبة معاها تقعد تعيط شوية!!.. والدليل على ان كلام أمي في محله، هو إني لقيت ريهام قايمة من على السرير زي اللي فاض بيها وناوية تنتحر، وراحت ماشية عشان تعمل اللي ماما بتقولها عليه.. لكن ماما مسكتها من إيدها قبل ما تخرج من الأوضة، وقامت قايلة لها: - استني يا حبة عيني.. نضفي الأوضة قبل ما تخرجي منها، ولا أنتي عايزاني أبات على فرشة مطرحك!!.. غيّري الملايات والبطاطين، وافتحي الشباك عشان الأوضة تتهوّى شوية، بدل الكتمة والكمكمة اللي تجيب حساسية على الص*ر دي.. هي البت ص*رها تعب من شوية!!. - دي أوضتي أنا، والله لو حضرتك عايزة تباتي فالشقة واسعة. ده اللي ريهام قالته، وهي بتتحاشى النظر ليا زي ما تكون بتتعامل معايا كإني خيال مآتة.. وطالما هي بتتحاشى النظر ليا يبقى فقدت الأمل فيا.. أحسن.. أنا هبقى أصلّح كل ده بس بعد ما العاصفة دي تخلص.. لازم أحافظ على إني أعمل من ريهام سفنجة تمتص كل إهانات أمي وما تحاولش ترد عليها خالص، ولما ماما تمشي أبقى أغسل السفنجة دي براحتي.. أقسم بالله هصالحها ساعتها لاني جدع وبفهم في الأصول رغم إني مش مقتنع بإني باجي على حق ريهام زي ما قولتلكم.. ده حقي، وامي بتتكلم في الصح، ومع ذلك هصالحك يا ريهام بس الموجة تعدي.. المهم، لقيت ماما بتتكلم بعصبية كإنها سمعت شتيمتها بودانها: - يا بنتي هي البعيدة جبلة!!.. محدش ربّاكي خالص ولا شمّمك ريحة الأصول!!.. أنا زي أمك، واكراما ليا كنتي المفروض من نفسك تسيبيلي الأوضة عشان قِبلي وأنا ست كبيرة وصاحبة مرض.. مش تقفي تشوّحيلي بإيدك كدة زي أبلة الناظرة وتقوليلي أروح أنام بعيد كإني دبّانة بتهشّيها. - والله أنا مش ذنبي إن حضرتك عايزة تباتي عندنا، لما بيتكم يقع هبقى أسيب لحضرتك الأوضة بتاعتي.. لكن تاخدي مني الأوضة بتاعتي ليه!!. - سامع مراتك!!.. سامع الدرر اللي بتقولها!!.. مستخسرة في أمك حتة أوضة من فلوس إبنها أصلاً.. عايزة تنيّمني على البلاط ولا في الحمام عشان تقعد هي تعيط براحتها هنا، وأنا أولع بجاز وسخ.. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا ريهام يا بنت ميرڤت على المعاملة اللي بتعامليهاني دي. أمي طالما اتحسبنت كدة يبقى هي بجد مقهورة وحاسّة بالظلم، وانا شايف إن ريهام مزوّداها مع أمي أوي.. ما تسيبلها الأوضة عشان أمي تاخد راحتها في شقة ابنها.. ولذلك، أنا اتعصّبت جدا عشان بغير على كرامتي وكرامة أمي، ورحت قايل بعصبية وأنا ببرّق بعيني لريهام ومهمنيش انها بتعيط: - لا عاش ولا كان يا ماما اللي ينيّمك على البلاط طول ما أنا على وش الأرض.. هي قصدها ان الشقة واسعة وتقدري تباتي في أوضة تانية، بس معرفتش تعبّر صح. طب وعهد الله أنا راجل شديد اللباقة، واتصرفت بمهارة وذكاء في الموضوع ده.. مسكت العصاية من النص عشان ما أجيش على حق أمي أو ريهام.. ولقيت ماما بتخبط كف على كفّ وهي بتدعي ربنا وبتولول زي ما تكون مخلّفة خنثى، وعمالة تقول وهي بتتحسّر وعينها بدأت تدمع: - عوض عليا عوض الصابرين قادر يا كريم.. أنا ماشية وسايبهالكم تشبعوا ببعض.. وانتي يا روح أمك إبقي اتسرمحي على راحتك مع أشرف يا بتاعة أشرف.. أولعوا ببعض يا ضنايا.. أنا على آخر الزمن أتبهدل البهدلة دي كدة!!.. الله يرحمك يا فريد، لو كنت عايش مكنتش رضيت باللي بيحصل فيا ده على إيد مرات إبنك أبداً. أمي كانت بتدمع وهي بتتكلم، وعارف إن أغلبكم هيقول إنها دموع تماسيح مش حقيقية، بس حسبي الله ونعم الوكيل في اللي هيقول كدة.. أمي مشكلتها إنها حساسة جداااااا، وكرامتها فوق كل شيء، وصعبت عليها نفسها أوي لما طلبت حاجة وريهام رفضت وعزّتها عليها.. الحاجة اللي بفلوسي، بشقايا، بعرق جبيني، أنا اللي أحدد مين ياخدها ومين ما ياخدهاش.. أنا اللي بتعب وبيطلع عيني في الشغل وبستحمل اللي مفيش بشر يستحمله عشان أجيب قرش حلال ومدخّلش على بيتي قرش حرام.. أنا اللي طافح الكوتة عشان أصرف عليكي يا ريهام وما أخلكيش محتاجة أي حاجة، يكون جزائي إنك تستخسري في أمي الأوضة!!.. أقسم بالله أنا أبقى مش عادل لو ده حصل، ولذلك زعقت في ريهام ولأول مرة أبصّ جامد في عينها وأنا بغلي من قلة أدبها دي: - طب عليا الطلاق بالتلاتة ما حد بايت في الأوضة غيرك يا ماما، واعملي حسابك طول ما أمي في البيت الأوضة دي تكون فاضية ونضيفة عشان لو عايزة ترتاح!.. ده إيه الق*ف بتاعك ده!!.. نسوان هم عايزين الحرق صحيح. - وأنا أنام فين!!. - ما تنامي في أي داهية، ما الشقة واسعة قدّامك أهيه.. مش دي الشقة اللي طلبتك منك تبيعي الشبكة اللي جبتهالك من فلوسي عشان ننقل فيها، وانتي رفضتي بحجة إنها عزيزة عليكي!!.. أنا حر بقى أقول لأمي تنام في المكان اللي يريحني ويعجبها. - طب سيبني أمشي أنا والعيال، سيبني أمشي عشان أريحك منّي ومن ق*في.. لو لسة ليا غلاوة عندك تسيبني أمشي وأروح لاهلي... والله ما هفتح بوقي بكلمة معاهم، بس عشان خاطري سيبني أمشي. كلام ريهام وطريقة عياطها المستمر كانوا بيدغدغوني من جوة، أقسم بالله إنها كانت صعبانة عليا، ونفسي آخدها في حضني وأقوللها أبوس إيدك كفاية عياط.. كان نفسي أحضنها وأطبطب عليها لغاية ما ترتاح وتروح في النوم خالص.. أنا ممكن أكون زودتها معاها فعلا، بس هي برضه مستفزة، وبتقف ترد على أمي الكلمة بالكلمة.. والله العظيم أنا بحبك أووووووي يا ريهام، بس أنتي مش متخيلة دمعة أمي غالية عندي إزاي.. أنا ممكن أستحمل إنك تغلطي فيا أنا يا ريهام، لكن أمي لا.. أمي لا يا ريهام.. أمي خط احمر.. ماينفعش تبقى في شقة ابنها وعايزة حاجة من فلوس إبنها وانتي تبخلي عليها بيها.. أنا بتمرمط وبتذلّ في اليوم مليون مرة عشان ما أخلكيش انتي والعيال محتاجين حاجة.. ومينفعش أبدا ت**في أمي بالطريقة الو**ة دي، ولا ينفع ت**فيني قدامها بالشكل ده.. عاجبك إنها طول الوقت عمالة تعايرني بيكي كدة!!.. عاجبك يعني إنها طول الوقت مش شايفاني راجل عليكي عشان بدلّع فيكي باستمرار!!.. أنا بعشقك يا ريهام أقسملك بالله، بس أنتي جاحدة، ومفترية، وظالمة، ومش بيطمر فيكي أي خير أو معروف.. مش دي أوضة النوم اللي أول ما شوفتيها عجبتك وقولتيلي انك عايزة تغيري الأوضة القديمة!!.. وأنا عشان بحبك طلبت من عمر في الشركة يزود عمولتي في الموضوع إيّاه عشان أعرف أجيبهالك، تقومي تستخسري في أمي أوضة!!.. يا جبروتك يا شيخة!!.. وقامت ماما مطبطبة على كتفي بعد ما شاف*ني دكر بصحيح، مش كلام في البطاقة وبس، وراحت شاخطة ومزعقة في ريهام وقالتلها: - ياختي هو انتي عليكي عفريت اسمه عايزة امشي!!.. كل ما حد يكلمك كلمة تقوليله سيبني أمشي، سيبني أمشي، سيبني أمشي!!.. ما الباب يفوّت جمل يا روحي، ولا هي السهوكة والمحن لازم ياخدوا حقهم معاكي للآخر.. قال وإيه (مش هفتح بوقي بكلمة معاهم) ده على أساس إننا بنحط المكواة تحت باطك عشان نعذبك!!.. قال مش هفتح بوقي بكلمة قال، لا ياختي احنا ما بنتهددش.. ما تفتحي اللي انتي عايزاه براحتك ياختي جاك فتح نافوخك. - متشكرة جدا.. عن إذنكم. هنا الموضوع كان دخل في الغميق أو الخطر بالنسبالي.. معنى إنها تمشي وتروح لأهلها يبقى أنا كدة بفقد أمل كبير في اننا نتصالح والموجة تعدي.. أهلها هيبيعوا ويشتروا فيا حرفيا، أبوها راجل ثقيل ول**نه زي الفرقلّة، وحماتي ست شرّانية والنكد عندها غيّة.. وهبقى بتقطّع وسطهم عشان أعرف أرجّع ريهام تاني.. لا يا ماما أبوس إيدك بلاش تفتحيها معاها على البحري عشان نعرف نلمّها أبوس إيدك.. ده اللي كنت بفكر فيه ساعتها وأنا واقف ما بينهم زي المحتاس، ولقيت ريهام بتتحرك ناحية شنطة هدومها اللي سايباها في الصالة وبتاخدها عشان تمشي.. وطبعا هتعدي على العيال في المدرسة عشان تاخدهم وتروح على بيت أهلها.. فلقيت نفسي واقف ببص لأمي بنظرات توسل وخوف زي ما يكون طفل بليد خايف يتمدّ على لا مؤاخذة رجله.. ودي نظرات أمي تفهم معناها بسهولة، وهي إني مش عايز كدة يا ماما أبوس إيدك.. أنا بعزّزك ومكبّرك يا أمي، بس بلاش كدة والنبي، ولقيت أمي بترفع حاجبها الشمال في تحدي وبتقول لريهام بعصبية: - العفو يا ضنايا.. بس اعملي حسابك، مفيش مرواح لبيت أهلك بالعيال.. لما بيتك يتخرب إن شاء الله إبقي خديهم وروحي لأهلك، إنما طول ما هو مفتوح يبقى العيال ما يسيبوش بيت أبوهم ويروحوا يباتوا عند ناس أغراب.. ولو على خدمتهم ورعايتهم، وديني أجوّزوا رضوى بنت خالته من بكرة وهي تخلي بالها منهم.. على الأقل مش هتحبس نفسها في الأوضة وتفضل تعيّط، وعيالها قرّبوا يرجعوا من المدرسة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD