٢
عادت جودى إلى غرفة والدها مجددا و حاولت التظاهر بالسعادة لكي لا تثير قلقه و هذا أخر ما تريده حاليا حتي لا تسوء حالته أكثر
جلست علي السرير و ابتسمت له
" بابا لازم أروح الشغل دلوقتى حضرتك عارف إني هنا من تلت أيام "
سامح بطمأنينة " روحي شغلك و أنا كويس كفاية الأيام اللي قضتيها هنا معايا "
أمسك يده و قبلتها فوالدها لطالما كان شخصا طيبا و حنونا و فعل الكثير و الكثير لها و أقل من تفعله لأجله هو التضحية و لو قليلا
جودى بهدوء " مش هتأخر عليك "
غادرت المشفي متجه له لذاك الذئب الذي ينتظرها لتقول له إنها موافقة علي عرضه ذاك فقط لأجل والدها العزيز ??????
وقفت أمام الشركة لا تعلم كيف أتت إلي هنا من الأساس و تفكيرها كله كم هي سهلة و رخيصة لتضحي بأغلب ما تملك لكن ما كان يزيد اصرارها علي الموافقة هو صوت والدها المتألم الذي يرن برأسها و صورته التي لا تغيب عن بالها له و هو يضع يده على قلبه متألم و بالكاد يتنفس و هي تملك الحل و ليس عليها أن تكون أنانيه و تنسي أغلي شخص بحياتها بعد والدتها المتوفية منذ سنين
صعدت السلم و لم ترد صعود المصعد فهو يعيد لها ذكريات لا تريد أن تتذكرها بخاصة عندما يتعلق الأمر بشهاب مديرها
وصلت لمكتبه و بمجرد رؤيه السكرتيرة لها سمحت لها بالدخول مباشرة فهذه أوامر شهاب
دخلت لتجده جالسا بكل غرور و تفاخر يعلم جيدا لم أتت و يعلم علم اليقين بموافقتها لأجل والدها لقد حاك خيوط مؤامرته جيدا دون السماح لها بالنجاة منه و الآن يتوقع منها الخضوع له و التذلل ليوافق و لكن فاته شئ مهم أن أمثال جودي كرامتهم أهم شئ يملكونه و دائما رأسهم مرفوعة و يصعب بل يستحيل علي أمثال شهاب **رهم و ذلهم
و بعد خروج السكرتيرة جلست أمامه دون أن يسمح لها بذلك و تكلمت ببرود و كأنه ليست مجبرة علي الأمر " و بعدين "
نظر لها متعجبا منها توقع منها البكاء و التذلل لا البرود و التعامل و كأنه شئ عادي إلا إن كانت معتادة علي الأمر و ليست بريئة كما يظن الأخرون
شكل قبضته و تكلم بغضب " الليلة و العملية هتم في نفس الوقت "
جودى برفض " لا أنا هبقي مع بابا و بعدين..... "
ضحك ساخرا من كلامها هل تظنه غر ساذج لتلك الدرجة " أنتي مجرد وقت هقضيه و بس وقت ما أنا عايز و مش أنتي اللي تقرري يا ابنه السفير "
كيف يسمح لنفسه بالسخرية من والدها هكذا ؟؟؟؟
لم تملك أعصابها لتنهض غاضبة " اللي أنت بتتكلم عنه أحسن منك مليون مرة و أشرف من كلب زيك و لما تتكلم عنه أتكلم بأدب "
شهاب ببرود " الليلة هوريكي الكلب هيعمل ايه.... متبقيش تعيطي علي اللي هعمله "
رغم خوفها الداخلي و شعورها بقلبه يتسارع خوفا من مغزى كلامه و معناه و الذي تفهمه جيدا لكنها حاولت التظاهر بعدم اهتمامها بتهديده و لا كلامه و أنه لما يؤثر بها و لو للحظة واحدة
" بعد العملية هنتكلم "
التفتت لتغادر قبل أن تشعر بتيبس قدمها من كلامه الذي ألقاه عليها
" الليلة لو ماكنتش معايا يبقي اترحمي علي والدك "
نظرت له عاجزة عن الرد هل فاز شهاب و ستسلم نفسها له بسهوله و لم تجد محاولتها نجاحا ؟؟؟
هل انتهي الأمر و لم هناك ما تقوم به ضد الوحش الكاسر و الذئب الغادر ؟؟؟؟
************************************
تفتكروا هيحصل ايه ؟؟؟؟؟
في انتظار التعليقات
???????