الفصل (1)

1547 Words
فى الصباح الباكر حيث الشمس تنسج خيوطها الذهبيه على كل المنازل بالتساوى تخلق مئات من قصص الحب كل يوم ولكل عاشق نصيب فى احدى البيوت " زينات " سيده فى عمر الخمسه والاربعون تحتفظ بجمالها لكن خطوط القهر والفقر والحزن نالت منها بعض الشئ دخلت الى احدى الغرف والتى ارتمى على أحد أسرتها فتاه يغطى الشعر الاسود كامل وجهها وفى الجانب الاخر فتاه أخرى ذات شعر بنى وبشرة بيضاء دلف الى منتصف الغرفه وهى تنادى بآليه إعتادتها كروتين يومى إعتادته : _يلا قوموا هتتأخرو على اشغالكم ,بت يا فرحه قومى بلاش نومك التقيل دا ثم اتجهت نحو النافذه لتفتحها على مصراعيها ليغمر النور المكان بأكمله دارت على عقبيها واتجهت نحو فراش "حنين " لتربت على كتفها وهى تهتف بحنو : - قومى يانورعينى...عشان شغلك اف*جت "حنين " عن مقلتيها ذات اللون العسليى والذى يخالطه بعض الاخضر المميز وكأنها جمعت بين خضرة الارض وعسل النحل المصفى نفضت آثار النوم عنها ونبث فمها الصغير عن ابتسامه بشوشه لخالتها وهى تهتف باستجابه فى استعداد للنهوض : _حاضر بادلتها "زينات "الابتسام متمتمه بسعاده لا ابنتة اختها : _يحضرلك الخير يا بنتى التفت الى "فرحه " والتى لم يؤثر بها الضوء بسب تلك الوساده التى القتها على وجها وأكملت نومها صاحت "زينات " بغضب : _ يا بت يا فرحه قومى تعبتى قلبى أزاحت الوساده قليلا وفتحت عيناها السودويه الممتلئه بالنعاس وهى تجيبها بنبره متحشرجه : _ يا ماما سبينى مش مهم أغيب انهارده زعقت فيها "زينات " بحنق بالغ من **لها المستمر : _ هو كل يوم نفس الموال قومى يلا ما تعبيش قلبى لم تكن "فرحه " المشاغبه تستجيب برغم ان عمرها تجاوز العشرين الا انها مازالت طفله مشا**ه ومتعبه اكملت نومها غير هابعه بحنق والدتها لكن ذلك الصوت الجاف الذى أرق استراخائها مناديا بـ : _ بت يا فرحه انتى يا بت جعلها تنتفض بفرع وتجيب بسرعه خوفا من بطشه: _ ايوا يا بابا انا قومت أهو لتتولى عنها "حنين " الاجابه فقد انتهت من ارتداء ملابسها وسبقتها بالصلاه وخرجت اليه تهتف بصوت هادئ : _ صباح الخير يا جوز خالتى لم يهدئ تهذيب "حنين " غضبه المستمر والغير مفسر ولم تختفى علامات السخط التى طالما انتشرت على وجه دون داعى هدر بصوته الاجش : _ صباح النور يا اختى يلا حضرى الفطار عشان نروح على أشغالنا استجابت "حنين " دون رد حتى لا تنال من سليط ل**نه ما يضايقها ويذكرها بأنها مجرد ضيفه ثقيله طال وجودها معهم حتى سن الواحد والعشرون , لكن هذا لم يضع له حدا أردف بصوت عالى ليسمعها من داخل المطبخ : _ خلصى بسرعه عشان عايزك فى حكايه كدا اجابته بتوجس وقلبها يدق بعنف من حكاياته التى لا تنتهى الا بجرحها : _ حاضر اجتمعت العائله الصغيره على طاوله متهالكه تع** حالتهم الماديه الضيقه كما أن أرجاء المنزل لم تكن على أحدث طراز لكنه كان بالنسبه لحنين الجنه ونعيمها على ع** "فرحه " كان لها الجحيم بعينه بعد **ت قصير تحمحم "فتح الله " ليقطعه بصوته الجاف متعمدا اظهار جديته حتى لا يتثنى لاحد المعارضه : _ بت يا حنين الواد سعيد القهوجى طلب ايدك تركت المسكينه ما بيدها فى توتر وكأنما سقط على قلبها حجر ,عندها تدخلت "زينات " لتسأله بلوم : _ الله ,وما قولتش ليه برزت مقلتيه ليدحجها شرزا فهو لا يطيق وجودها ابدا وصاح بحده : _ ما انا بقول قدمكوا أهو ولا انتى مش سامعه ظهر البؤس على وجه "حنين " وهى ترجوه بحزن جلى : _ والنبى يا جوز خالتى بلاش هنا قفز من مكانه ليظهر اقصى ما لديه من غضب مستغلا جسده الضخم والممتلئ بالترهلات ليهدر بسخريه قاسيه : _ نعم يا اختى بلاش ايه ؟ هو انا عازمك على العشاء كفايا علينا لحد كدا عايزين نرتاح من همك بقى قسوته فى التعامل مع "حنين " دفعت "زينات " للمقاتله فى الدفاع عن ابنتة اختها اليتيمه فصاحت به كى تردعه بقول : _ وايه لزومه الكلام دا يا فتح الله زمجر الاخر بضيق دون مراعاة شعور أحد : _ وانا يعنى بقول كلا فارغ انا تعبت مصاريف عليها وما عدتش صغيره جالها عدالها تروح بقى وتخف الحمل عننا مش كفايا هم واحد اشار تجاه فرحه التى كانت تربت بحنو على كتف "حنين " بقلق بالغ من أن تصيب كلمات والدها قلبها الرقيق وتوقظ ذكريات مؤلمه ستفتك بها فى احلامها دون رحمه ولكن فات الآوان بالفعل لقد غرس "فتح الله " نصل حاد فى منتصف قلبها وتجددت آلمها بذكرى بعيده موجعه عندما وقفت ترجوا اعمامها أن يتركوها تذهب مع خالتها بعدما عاشت آلم غيرمحتمل من اقربائها جميعا فاقت من شرودها ترجو زوج خالتها بشده لعله يترأف بها : - معلش ياجوزخالتى استحملنى ابو س ايدك بلا ش سعيد دامابيعرفش يفك الخط لكن لم تجد ذرة من الشفقه عند عديم الاحساس الذى لا يعرف الرحمه صاح معترضا : _ الراجل ما يعبوش إلا جيبه كررت الاخرى رجائها دون يأس واستحلفته بالله كى ينهى الامر هادره ببكاء : _ وغلاوة النبى عندك بلاش وانا اول واحد هيجينى غيروا هقبل وما هقولك لاء وهمشى من سكات صر على اسنانه بعد رجائها راضحا لطلبها لم تكن شفقه بل مجرد انهاء حديث ليهتف بغلظه : _ ماشى يا بت امينه تحرك من بينهم ليخرج من الشقه بعدما رمى بكلماتت حانقه : _جاتكوا البلاء تسدوا النفس اجفلت "زينات " من صوت الباب وحمد الله سرا انه رحل عند هذا الحد لتغمغم بضيق : _لاحول ولاقوة الابالله على الصبح استغفر الله العظيم انطلقت "حنين " نحو غرفتها وهى تبكى بحرقه من طردها الص**ح من المنزل وتبعتها "فرحه بخجل مما يفعله والدها فحالتهما لا تختلف فما كان "فتح الله " حاضنا لحنين ولا حتى ابا جيدا لفرحه جلست جوارها بالفراش تواسيها وتربت على كتفها دون أى كلام حتى دخلت "زينات واقتربت منها واحتضنتها هتفت مواسيه بكلمات حنونه للغايه : _ معلش يا حنين انتى عارفه عمك وطبعه حاولت "حنين " ايقاف دموعها رغم صعوبه الامر واجابت من بين نشيجها : _ ولا يهمك يا خالتى وقعت الكلمه على مسامع "زينات " كالصاعقه فحنين دوما تناديها بماما لكن بما انها نادتها بخالتى يعنى انها غاضبه لترمقها بلوم وهى تقول : -خالتك يبقى زعلتى ياحنين يابت دا انتى الغاليه بنت الغاليه وانتى من صغرك واهل ابوكى منغنغنا بسببك و الله مابيصرف عليكى قرش واحد - مسحت" حنين" دموعها عند ذكر أهلها وهتفت بحده : _قوالتك قبل كدا انا مش عايزه من فلوسهم حاجه انا بشتغل وشغلى مكفينى ضمتها "زينات " اكثر الى احضانها كى تسترضيها قالت بعطف أمومى : _ ربنا يريح قلبك يابنتى ويرزقك بإ بن الحلال اللى يريح قلبك هنا تدخلت فرحه "بمشا**ه لعلها تغير من حزن ذلك الصباح : _ والنبى ياحاجه وانتى بتدعى كدا افتكرينى انا بنتك برضوا رفعت "زينات " يدها الى السماء لتدعو لفرحه المشا**ه والتى لا تكف عن التذمر : _ ربنا يهد*كى يا فرحه رفعت "فرحه " احدى حاجبيها مع شفاه العلويه وهدرت باعتراض : _يهدينى هوانا مجنونه..اشمعني هى ابن الحلال وانا يهدينى طب ادعيلى بكلب بلدى يجى حتى يخبط علينا بدل ماشكلى بقي وحش كدا والبت حنين تتخطب قبلى لتفجر بكلماتها العفويه نوبه من الضحك بين حنين وزينات ************************ خرجو معا من المنزل متوجهين معا الى العمل ارتدت "حنين " تنوره واسعه من زمن قديم تضيع فيها نحافتها الشديده تغطى شعرها بحجاب طويل وجمالها الهادئ الذى يغنيها عن ادوات التجميل والى جوارها "فرحه والى جوارها كانت "فرحه " صاحبه العيون السوداء والفم المكتز كحبه الكرز ايه فى الجمال الذى لم تطله يد عابس ارتدت حجابا طويلا مشابها لحنين لا تفرق بينهم فهم تقريبا فى نفس العمر ومتشابهين كثيرا فى الشكل لكن الطبع مختلفا تماما وصوا الى درجه علميه واحد وهى معهد خدمه اجتماعيه عملت "حنين "بمطبعه ورقيه بينما "فرحه : تعمل فى شركه صغيره كاتبه فى الشارع عندما وصلو الى المقهى المقارب لمنزلهم ترك "سعيد " ما بيده فور رؤيتهم وهرول نحوهم هتفت "فرحه " وهى تميل الى حنين : _ اتفضلى يا ستى معجابينك صرت "حنين " على اسنانها بغيظ واجابتها محذره : _متبصيش ناحيته احسن يجى ورانا رفعت "فرحه " كتفيها بخفه تهدر دون اهتمام : _ هو مستنى رايك اهوجاى وراكى كورت "حنين " يدها بغضب وتمتمت بحنق : _ لااله الا الله لوحت "فرحه " بيدها فى الهوء باعتراض : _اشهرتى اسلامك دلوقت وصل سعيد اليهم بانفاس متهجده لكن وجهه لا يخلو من السعاده وهو يهتف : _صباح الخيرعلى ابلوات المنطقة اجابت فرحه بابتسامه مزيفه نيابه عن حنين : _صباح الخيريااسطى سعيد لم يكترث باجابه فرحه فقط كانت عينه على حنين التى تقدمت للامام بعيد عنه لكنه تحرك نحوها يسال باهتمام : _مش عايزة حاجه ياست العرايس اشاحت "حنين " بوجها بعيد عنه وهى تجيبه باقتضاب : _متشكرة كاد الشوق ان يفتك به دون رحمه لم يستطيع السيطره على نفسه اماها لذا هدر بحماس : _هوعمى فتح الله ماقلكوش على اللى فيها ولا ايه اسرعت "حنين "خطوتها على الفور وكأنما لدغها عقرب وتبعتها "فرحه" التى تعرف جديتها لم يندهش "سعيد" من تجاهلها الامر كله ليقنع نفسه وهو يتمتم : _ م**وفه هرولت " فرحه" بسرعه حتى تصل اليها وعلى الفور هتفت مشا**ه : _ والله يا حنين انا مش عارفه مش عاجبك ليه دا حتى شبه حمدى مرغنى ضحكت "حنين " بياس اجابتها بـ : _هههههههههه خديه انتى نفضت فرحه كتفيها وهى تهدر بتفاخر : - _ والنبى اما اكان ينتشلنى من الفقراللى طفحته طول عمرى ماارضى هتفت حنين ساخره : _ حو ش الجيو ش اللى جايه علينا وهتلاقيه فين دا يابت خالتى - ودون اكتراث من فرحه كعادتها هتفت : _بصى يمكن الاقيه اوهواللى يلاقينى بس يكون بيشتغل شغلانه حلوة انشا الله يكون صاحب السوبرماكت بتاع كارفورالمعادى انا راضيه المهم يبقي معاه فلوس بنكح تراب يانونه قهقة حنين على دعابتها لطالما تنجح فرحه فى انتزاع ضحكاتها المقيده : _هههههههههه الله يخرب عقلك بتاع كارفورحته واحده اخرك تجوزى عم مرزوق البقال اللى تحت مننا ضحكت منها فرحه واجابتها بتعجب : - هههههههههههه بتتريقى عليا وبعدين تعالى هناهواحنا وحشين ولاايه يابت ضحكت - هتفت حنين دون اعتراض : _لايااختى حلوين،.بس اللى زينا خلصوامن زمان يارب اتجوزفقيريارب تشنجت ملامح فرحه وتشدقت بامتعاض : _اما انتى غريبه يابت ياحنين غرابه ماشوفتهاش قبل كدا سالتها حنين بدهشه : _ اشمعنا سالتها فرحه بسخريه لذيذه : _ عمال على بطال تدعى مش عايزة حد غنى يارب عايزاه فقير يارب انتى فقريه يا بت نبث فمها بابتسامه مريره وردت عليها بهدوء يخفى طياته الكثير : _ كنا شفنا ايه من الاغنياء ماانتى عارفه اللى فيها تغير وجه اصرت فرحه على موقفها وصاحت بضيق : _ياختاااى خديه غنى وافقريه انتى،.هههههه ابتسمت حنين على ظرافتها التى تقصر عليها مشور العمل الطويل وهدرت : بقولك ايه امشى بقي قربت ادخل على شغلى ذهبت كلا منهم فى اتجاه ولوحت فرحه لحنين وهى تقول : _سلام يافقريه !............................................................................................. وللحب روايه عنوانها على ذمة عاشق للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD