الفصل (2)

1918 Words
(الحلقه التانيه ) فى المطبعه بدأت "حنين" فى تسويه الاوراق بروتين ممل اعتادته مع هدؤء الصباح الذى لم يخالطه زحمه الشارع فى وسط انهماكها دخل اليها شاب ذو بشرة حنطيه وشعر أ**د طويل القامه يرتدى قميصا ابيض تفصل عضلات ص*ره المشدوده يده ملطخه بالشحم وايضا بنطاله لديه هيبه الاغنياء لكن هيئه الفقر تظهر عليه نظر فى المكان الضيق ولم يرى سوى الاوراق الكثيره من بينهم فتاه لا تظهر من كومه الاوراق تعمل كالاله نقز على زجاج الباب فانتبهت له فورا جالت بعينيها فيه فهو وجه غريب وجديد شردت قليلا فى هيئته التى تجذب الانتباه ثم شعرت بالحرج من نظراتها اليه واخفضت بصرها عنه و بنبره جافه سألته : _خير يا سى الافندى اثارت دهشته ورفع حاجبيه مستنكرا وهتف بدهشه : _افندى هو احنا فى سنة كام انا ماسمعتهاش من ايام الملك فاروق هدرت حنين بضيق من نقده : _ وانت يعنى من زمن الملك فاروق عشان تبقى سمعت قول عايز ايه وخلص زم شفتيه وتغاضى عن غضبها وتمتم فى حنق : - ماشى العربيه عطلت منى امبارح وتليفونى فاصل عايزه اشحنه اكلم سمكرى يجيلى من الساعه خمسه وانا واقف ومافيش حد فاتح غيركوا فى الشارع حركت "حنين " رأسها بتفهم واشارت نحو القابس القريب وهى تقول : _ اتفضل يا افندى هتف وهو يتقدم نحو القابس برجاء يتضح مغزاه على وجهه : _ بس لوممكن كوباية شاى وحاجه اكلها لانى جعان جدا لم ترد طلبه وأمائت بالموافقه : _ماشى هبعت اجبلك طعميه سخنه وشاى ياافندى ابتسم بامتنان وقال : _ متشكر ارسلت الى القهوه القريبه منهم طلب بما تريد وعادت تعمل فى **ت لكن يشوبه الكثيرمن التساؤلات عن هيئته التى تناقض عباء البؤس الذى يرتديه بينما جلس هو بالقرب من هاتفه مستندا بيده على احد الات الموضوعه فى ركن المحل الضيق حتى ارادت أن تستخدم ماكينه التصوير طلبت منه أن يفسح لها قائله بهدؤء : _ بعد اذنك يا سي الافندى نهض من مكانه وهو يهدر متشنجا : _ بصى قوليلي يااياد بلاش افندي رمقته بحده وكأ نها لاتقبل ان تعرف اسمه ثم استدارت لتلتفت الى عملها جلس وتابعها مستنكرا تلك الفتاه تبدو من زمن اخر من فى هذا العصر يرتدى هذا الزى ومن يقول افندي استفزت فضوله فراح يسأل : _ انتى بتشتغلى هنا لوحدك ؟ تظاهرت بالانشغال فى عملها واجابته باقتضاب : _ لا انا وعم فاروق حاول "اياد " ان يفتح مجال اكبر لنطاق الحديث بينهم : _اصلى ملاحظ انك مابتبطليش شغل والشغل مرهق أوى ظهر الرضا على نبرتها وهى تجيبه : _ شغلنا هو انت كنت سيبت عربيتك عطلانه ومشيت أهو اكل العيش مر زى ما بيقوله _ على رئيك هكذا قال باقتضاب شديد لقد وجدت "حنين " مجال كى تسأله السؤال الذى يراودها من وقت ظهو ره : _ تلاقى صاحب الشغل يفصلك لوسبتها اكد اياد على كلامها واستفاض متصنعا الجديه : _ايوة طبعا انا بشتغل عند راجل واصل ولو اتخدشت يطردنى - انزعجت حنين من سطو الاغنياء التى تكرها دائما وهتف مسنتكره : _ ياساتر..فاكر نفسه ربنا الارزاق على الله ابتسم "اياد " لحديثها البسيط الذى يؤكد اختلافها ويجذب انتباه بشده ضم حاجبيه متسائلا ببريق عينيه الرماديه : _ انا عارف يا اختى قولتيلى اسمك ايه ؟ وتردت وجنتها وهى تنظر الى ما بيدها وهى تخبره : _ حنين كرر "اياد " اسمها وكأنه يحفظه فى الذاكره طويلة الامد فهو لن ينساها ابدا بكل هذا الانفراد والتميز الذى لم يقبل مثله من قبل : - _حنين تعرفى يا حنين اللى بشتغل عنده دا صاحب اكبر منتجع سياحى وسلسلة فنادق هنا فى القاهرة وشرم و عنده اسطول عربيات تيجى ايه حتة الكهنه اللى برة دى قدام العربيات التانيه بس لواتخدشت على مسئوليتى انا حتة السواق الغلبان كانت حنين تستمع اليه بانصات وهى تعمل انه الفضول المؤذى الذى جعلها تستمع الى أى شئ يتفوه به ل**ر حاجز الملل الذى اعتادت عليه فى هذا المكان قاطعهم الشاب العامل بالمقهى القريب الذى قدم بصنية تحتوى على كوبا من الشاى ورغيفا محشوا طعميه وضع "اياد " يده فى جيبه لكنه لم يكن معه ما يدفعه له فهمت حنين على الفور ودون ان تحرجه اخرجت من حقيبتها ورقة من فئه العشر جنيه وقدمتها له ليهتف اياد بحرج : _ و الله انتى كدا بتحرجينى ياانسه حنين،، الامر نسبه لححين كان مجرد شفقه على رجل مسكين يدور فى مطحنة الحياه مثلها لذا لم تكترث وهى ترد بـ : _على ايه بس النا س لبعضيها .. التقط اياد الخبز وقطمه وهتف وهو يمضغه برويه : _ ان شاءالله نردلك العزومه دى اعترضت هى بشده وصاحت محتده : _ الله ماقولنا الناس لبعضيها لاتردهالى ولاحاجه انا مسامحه اكمل اياد طعامه وارتشف الشاى معه وكأنه لم يستمع الى صرامتها امسك هاتفه وقد شحن يالقدر الذى يسمح له بالاتصال نقر على سطحه بلمسات عده وصل الى قائمه الاسماء ثم وضعه على اذنه وانتظر اجابه والتى لم تتطول ليهتف : _ عماد باشا العربيه عطلت منى ومش عارف امشى واسبها _................ _والله مابيدى كنا الصبح بدرى وما كانش فيه حد _.............. _طيب ابعتلي السمكرى تليفوني كان فاصل لسه شاحنه هد*ك العنوان هو( ) انهى المكالمه وارتشف اخر ما تبقى فى الكوب وهتف : _ متشكر ياانسه حنين مرة تانيه ادعيلى صا حب الشغل مايطردنيش قالت "حنين " وهى تلقى نظره اخيره عليه : _ العفويارب يسترعلينا كلنا مد اياد يده ليصافحها لكنها هتفت وهى تدير وجهها بعيدا عنه : _ مابسلمش ''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''' مر اسبوع و "حنين " تعمل بشكل متواصل فى هذه المطبعه القديمه كل ايامها تشبه الاخرى تمر بسرعه كالتنقل بين اوراق كتاب فارغ سمعت صوت نقر على زجاج رفعت عينها ووجدت "اياد" يقف امامها وابتسامته تنير وجهه دلف الى الداخل وهو يهدر : _ صباح الخير نظرت له بتعجب من انها مازالت تذكره رغم مرور كل هذا الوقت اشاحت وجهها عنه تخفى ارتباكها الذى داهمها و تسألت وهى تتظاهر بالانشغال : _ صباح النور عربيتك عطلت تانى ولا ايه ؟ اكملت عملها دون اكتراث واص*ر ضجيا عاليا ربما يغطى على ضجيج قلبها الذى لا تعرف له سبب واضح من جانب "اياد " كان يتأمل هيئتها التى لم تتغير محافظا على ابتسامته وهو يجيب نافيا : _ لا اا انا جاى ارد العزومه بتاعت المرة اللى فات - هنا تركت "حنين " ما بيدها وتلونت وجنتها بحمرة الغضب وهى تقول : _عزومت ايه مش قولنا دى كانت لله وكلنا على باب الله هنا ظهر تعجب "اياد " وهدر مستنكرا : _ يعنى تقصدى ان شحط زيى هيقبل صدقه من واحدة ,دى حتى ما تجوزش كان طلب من وجهة نظرها وقح للغايه لذا انفعلت حتى يتراجع عن فكرته قائله : _ خلاص يا سي الافندى انا عندى شغل مش فاضيالك لكنه نقر على المكتب وهو يقول باصرار : _ خلاص اقبلى عزومتى هنا خرجت "حنين " عن شعورها وصاحت بحده كى تردعه : _جري ايه يا سي الافندى هو حد قالك اننا بنتعزموا ولا ايه نفض "اياد " رأسه مندهشا من حدتها التى لا يرى لها داعى : _لا محدش بس انا عليا دين لازم أرده لوحت بيده فى صرامه وهى تمر من جواره ببعض الاوراق : _خلاص قولت مسامحه لكن الاخر كان رأسه يابس لن يرحل دون ان يخرج معها لذا حرك كتفاه معترضا هو الاخر : _وانا ما يرضنيش زفرت "حنين " بحنق قبل ان تقفز فى رأسها فكره ستجعله يرضح ويغادر بهدوء التفت له وهدرت : _طب هات عشره جنيه عقد حاجبيه بغير فهم ثم تسأل مستنكرا : _ ايه كررت "حنين " طلبها مشجعة اياه على القبول : _ هات بس عشره جنيه وتحت اصرارها دس يده فى جيبه ليخرج لها ما تريد قدمه اليها فإ لتقطته "حنين " وخرجت بها الى الشارع وسط دهشته من تعندها تابعها وهى تبحث عن شئ معين ورأها تتحرك نحو الشارع الاخر لتعطى احد المتسولات ما اعطاه هو اليها وعادت على الفور دخلت الى المطبعه وهدرت وهى تتجاوزه : _انت لسه واقف ليه مش سددت دينك اتفضل عندى شغل لم يرضى اياد ما فعلته خاصتا انه اتى لغرض اخر فصاح معترضا : _ يا سلام بقا جاى اردلك الدين اللى عليا تغلطى فيا سالته مستنكره وهى تلتف اليه : _ وايه الغلط فى كدا حك "اياد " طرف يده فلابد من اقناعها فكر قليلا ثم هتف : _ يعنى انا شايل جميلك وانتى بتطردينى امتعض وجهها من اصراره الذى بدى منفر وهدرت بغضب : _ يا سي الافندى انا عملت ثواب مش مستنيه منك تمنه اجرى على الله نفذ صبره فضيق عينه اماما عيناها الغاضبه لعل يستطيع فهم انجذابه نحوها أو ثبر اغوارها وما يدور داخل عقلها الحجرى ودون ان يدرى اقترب منها وهتف مغتاظا من فشله فى فهما : _ انتى ع**ده ليه بقوالك هعزمك هو انا هخ*فك انفعلت حنين من اقترابه المستمر وصاحت محذره : _جراى ايه يا سى الافندى ما توسع كدا احسن ما الم عليك الشارع كله هو ايه اصلوا دا تراجع "اياد" رافعا يده باستسلام بعدما انتبه لانعدام المساحه بينهم ثم سألها بحنق : _يعنى ما فيش طريقه تقبلى بيها عزومتى كان جوابها حاضرا : _ لا اتوكل على الله لاحسن صاحب الشغل يطردك بقا هدر "اياد " بسخريه : _ ايوة صح فكرتينى خرج "اياد" وهو يصارع الهواء غاضب من تلك الفتاه التى ظل اسبوع كاملا يحاول نسيانها بعدما سلبت لبه بأفندينا وبساطتها النادره وجمالها الطبيعى وعفة نفسها التى اكتشفها اخيرا وهى يتضح عليها الفقر والاحتياج لكنها اصرات على رفض عزومته وايضا ماله صورتها لم تفارق خيلها لكنها فى خياله كانت تتحداه وتخرج ل**نها له وكانها تقول له انى اكبر من ان تنسانى من جانب "حنين " كان حادث غريب وغير مالوف حيث انها هى الاخرى ف*نت بجماله وسحر عيناه الرماديه الجذابه لم تنساه طوال اليوم لكن فى النهايه انتصر عقلها على قلبها ولطمه بقوه فهى تعرف عواقب الحب لذا قررت الا تحب ابدا ....................................................... استمرت فى الذهب الى عملها وفرحه معها لا جديد فى حياتها سوى "اياد" الذى يظهر بين الحين والاخر مصرا على قبول عزومته لكنها كانت تصده دون مقدمات لم يردع ذلك "اياد " بل زاد اصراه كان اجمل ما يعجبه بها انها لم تقصد استدراجه هو من يركض ورائها وحده دون اراده اصبحت شغله الشاغل تلك المتمرده التى تتحدى عقله مهما حاول الانغماس فى العمل تقفز فوق الاوراق وتنسيه حتى نفسه جلس فى مكتبه واسند طرف القلم الى فمه ليدخل صديقه بعدما طرق الباب عدة مرات لم ينتبه "اياد " لوجوده مما دفع "عماد" للنقر على المكتب قائلا : _انت يا اخينا هييه مالك خرج "اياد " من شروده يساله : _انت جيت ؟ هدر عماد بضيق من ِتيه عقله الواضح : _ لا لسه .....انت فين ،سرحان فى ايه كل دا تحرك بالكرسي يمينا ويسار وهتف متن*دا : _ هناك يا عماد هناك "وعلى الفور فهم "عماد" مقصده : _تلاقيها البت اللى قولتلى عليها قبل كدا هدر "اياد " بحنق على نفسه كرره لالاف المرات بغضب : _مش راضى تقبل عزومتى هتجن ضم الاخر اصابعه الى جوار بعضهم ليفهمه ما يرفض عقل اياد تقبله : _ما قولتلك قبل كدا دى مش بتاعت صرمحه دى سكتها دغرى قضب "اياد " حاجبيه وهتف : _ جواز يعنى اجابه الاخر بملل : _ايوه انت ايه شاغلك بيها كدا هتف "اياد " بعدما استنفذت طاقته فى تحمل جفاؤها الذى لم يعتاده هو مع اى امراه قا**ها : - _ اول حد اقبله صافى كدا بعيدا عن جو البزنس والمجملات البنت بسيطه اوى تحسها طفله ما حولتش تلفت انتباهى تقدر تقول كدا اللي لفت انتباهى بيها انها ما حاولتش تلفت انتباهى لم يكن "عماد" يقبل تلك النغمه الجديده التى تنذر عن خطر قريب لذا هدر مستنكرا : _ياسلام ..اجيب كمانجه ونعزف مقطوعه العشق فى بنت العشوائيات احتد اياد وهو يلوح باصبعه فى صرامه : _ بطل تريقه عشان ما ارفد كش سحب "عماد " طرف الجاكت بنفاذ صبر وهو يقول بضيق شديد : _ طيب انا اعملك ايه بقالك اسبوعين ما فيش غير البت دى على ل**نك اسرع "اياد " باجابته : _تساعدنى صاح الاخر مغاضبا بـ : _ اساعدك ازاى قولتلك دى جواز وش وبعدين انت عاملى فيها شبح وقايلها انك بتشتغل عند صاحب اكبر فندق فى الشرق الاوسط وصاحب منتجع سياحى ..وما حاولتش حتى تقولها ان دا يبقا انت تهجمت ملامح "اياد " وهو يجيبه : _يا ابنى هو انا لحقت دى اول ما شاف*نى مشحم كدا ..على طول قالتلى انت بتشتغل على عربيه الصراحة قولت مش مهم اهى ساعه وتعدى واتحرر شويه من جو الاستغلال أردف "عماد " عوضا عنه : _وعشت الدور فيها نهض "اياد " من مكانه ودار حول مكتبه وهو يهدر : _ايوة عايز حد بجد يحبنى ويخاف علي من قلبه ..مش عشان فلوسى وضع "عماد " يده اليمنى على اليسرى كعلامه اعتراض وهو يقول : _فرضنا بقا هى عايزه حد غنى يعوضها اللى فات اجابه " اياد " بحنق جلى قد تمكن منه : _يوووو ما قولتلك روحت اعرفها بنفسى خدت العشرة منى عطتها للست برة ثم اردف بتوضيح : _ دى مش بتاعت فلوس على فكرة ومش هيفرق معاها امتعض وجه عماد من تلك الحاله الذى تعترى صديقه بسبب فتاه لا شأن لها وراح يهدر ساخرا لعله ينتهى : _ خلاص اتقدملها دى ولا سابع مرة بنتكلم فى الموضوع دا ضيق "اياد " عينه قبل ان يزجره قائلا بحنق : _عماد اطلع برة فهتف الاخر مازحا : _ماشى ...تاخد غرضك وتسبنى دفعه "اياد " دفعا للخارج وهو يهدر بسوقيه : _يلا ياد من هنا استجاب "عماد " لدفعاته واتجه نحو الباب وهو يغيظه بـ : _يا بيئه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وللحب روايه عنوانها للكاتبه
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD