اليوم التالي كان شهاب يطمئن علي سير العمل و هو يتجاهل ما حدث أمس أو يتظاهر بذلك فهو يعلم أنه لو بقي بغرفته مازن لن يتركه و سيبدأ بالتصرف كوالده و هو يكره ذلك منه لكنه عنيد
كانت طيف تجلس وحيدة تشعر بتأنيب الضمير لفعلتها الخرقاء التي كاد بسببها يفقد حياته و كانت تريد رؤيته و الإعتذار منه لكنها لم تستطع ذلك فهي شعرت أنها لا تملك الجرأة الكافيه لتفعل ذلك لكن ما لم تستطع تصديقه هو سماع صوته
وقف شهاب أمامها ليخبرهم بما سيحدث غدا متجاهلا تماما طيف و ما فعلته معه فهو قرر الإبتعاد عنها و تركها بعيدة عنه حتي لا تعود للمتاعب مجددا التي لا تتوقف عنها
شهاب بجدية : غدا سترسو السفينة في المدينة و سيسمح للكل أن يذهب لرؤية المدينة و شراء الهدايا التذكارية و سيكون هناك موعدا محددا للعودة إلى السفينة مجددا أرجو من الجميع أن يلتزم بالموعد المحدد لكن السفينة ستغادر فيه و سيواجه مشكلة في العودة شكرا للجميع "
التفت ليجد مازن خلفه و هو يعلم جيدا أنه لن يصمت و سيظل يسأله عن كل شيء كما لو كان شهاب طفلا صغيرا و مازن هو والده القلق عليه و كما يكره تلك الطريقة منه
شهاب بإنزعاج : مازن أنا بخير توقف عن هذا لست طفلا صغيرا
مازن بجدية : يمكنك خداع الكل لكن ليس أنا تظاهرك أنك بخير لا يعني أنك كذلك و لو فقط تركتني أذهب لتلك الحمقاء
شهاب مقاطعا : انسي أمرها مازن فقد تجاهلها و أنا سأفعل المثل و هكذا ننتهي منها فهي لن تصمت و تتركنا نفعل ما نشاء أعلم هذا رغم قلة المدة التي تعرفنا بها
مازن بهدوء : قريبا ستنتهي هذه الرحلة و نرتاح منها و من كل ما له علاقة بها
شهاب بسخرية : لا تحلم حتي أن أذهب معك في إجازتك لأن لدي واحدة مع الإمبراطور ( الجزء الأول من سلسلة سطوة الرجال) و ستكون أروع ما يكون بعودة عادل حديد للحياة مجددا
مازن بغضب : ألم نكن قد انتهينا من هذا الرجل و شره لما عاد مجددا ؟؟؟؟!!!!!! ألا يكفيه كل ذاك الدمر و القتل و الآن يريد المزيد و كأنه لا يكتفي ؟؟؟؟!!!!
أمثال هذا الرجل يستحقون أن تحرقهم أمام العالم كله ليكون عبرة لغيره من أمثاله
الشّوق عنوان وأنت رأسه واللّيل سلطان والقمر مالكه والقلب ولهان بحبّ سيّدةٍ يأتي في اللّيل ويفضي نبضه في النّبض آهات وأنّات ولوعات لسيّدة يزفّ رويات من الشّوق مُثقلةٌ بآلام وأنّات فالقلب مبُعثر يقضي الوقت بانتظار مرسال الهوى يبشّره بشريك يؤنس غربته ويأتيه بقلب يُنسيه وحشته شريك آتيه بالنّجم مُحمّلة بروايات الشّوق تؤنس وحدته وآتيه بقلب الشّغف والهوى يملكه ويمحو الجرح ومرارته والصّبا يُحيي القلب من بعد هرمه ويفيقه من غفوته استقبله بجروح وسأنسيه سهم مذاق القلب لعصور سأسكنه الخيزران على ضفاف البحر والأمواج تشعره ونسمات الهواء تُداعب ثغره وتُعطّر أنفه سأنحت أفرست وأجعل منه قصراً يحمل اسمه وأجمعه مع القمر في شرفته فإن غار منه القمر وأراد أذيّةً سأحميه بأضلعي وأُمزّق كلّ من أراد أذيّته وأنزع عنه مكروهاً سأصنع له حُساماً من عظيماتي وأحميه من غيرات النّجم وغربته وأقول له إنّي أطوف الشّعر بصفوته فأنا دونه بلا روح ولا جسدِ قلبي دونه بلا شمسٍ ولا قمرِ
ذكرياتك قابعة ً في كياني برغم الأيام لم أفقد قطرةً من حناني أحسّ بحبك يعتريني ويتدفّق في شراييني لم يزل حبّك النّابض بي يُحييني يقولون في البعد يخفّ الشّوق تجفّ ينابيع الحبّ وشرايين القلب تنتهي الآلام الأحلام وحتّى مُعاناة الحبّ لا ليس صحيحاً فما زلت أُحبّ كذبٌ من قال الحبّ ينساه البعيد فما زال حبّك في تجديد سأبقى على أملٍ أنتظرك تحت الشّجرة التي زرعناها لنستعيد أجمل ذكرياتٍ على دفتر الزّمان نقشناها إذا شرقت الشّمس من مغربها تَعجَّب وإذا غربت من مشرقها تَعجَّب وإذا فترت حرارتها تَعجَّب ولكن من حبّي لك حبيبي لا تتعجّب فلا داعي للعجب وإن كنتَ غاضباً من حبّي لا داعي للغضب فحبّي كائنٌ رقيقٌ في غاية الأدب لا أسمحُ له أن يُشعركَ بالتّعب فحبّي لك أحرق ضلوعي أحرقها كما تحرق النّار الحطب إحساسك بي هو أكبر أرب أنت شريكي في منامي وفي يقظتي في أحزاني وفي فرحتي فالاحتراق بنار حبّك هو أكبر مُتَعي أرجوك يا سيّدي ارحم دمعتي التي ما انفكّت تنزل مذ أن طرق هواك بوّابتي
رضـاك ِ خيـر ٌ مـن الدنيـا ومـا فيهـا وأنت ِ للّنفس أشهـى مـن تمنيهـا الله أعـلــم أن الرّوح قـــد تـلِـفـت شـوقــاً إلــيــكِ ولـكـنّــي أُمنِّيهـا ونظـرة مِنـكِ يـا سؤلـي ويـا أملـي أشهى إلي مـن الدنيـا ومـن فيهـا إنـّي وقـفـت بـبـاب الــدّارِ أسألـهـا عن الحبيب الذي قد كان لي فيهـا فـمـا وجــدتُ بـهـا طَيـفـاً يُكلمـنـي سِـوى نـواحٍ حمـام ٍ فــي أعاليـهـا يــادارُ أيــن أحبـّائـي لـقـد رحـلـوا ويـا تــرى أيُ أرضٍ خيـمـوا فيـهـا ؟ قالت: قُبيل العشاء شدّوا رواحلهم وخلّفونـي عـلـى الأطـنـاب أبكيـهـا لِحقتهم فاستجابوا لي فقلت لهـم إنّـي عبيـدٌ لهـذي العيـس أحميهـا قالوا: أتحمي جِمـالاً لسـتَ تعرفهـا فقلتُ: أحمي جمالاً سادتي فيها قالـوا: ونحـن بـوادٍ مـا بـه ِعـشـبٌ ولا طــعــام ولا مـــــاءٌ فنـسـقـيـهـا خَلـوا جمالكـم يرعـون فـي كـبـدي لـعّـل فــي كـبـدي تنـمـو مراعيـهـا روحُ المُحـبِ علـى الأحكـام صابـرة لـعــلّ مُسقـمّـهـا يـومــاً يـداويـهــا لا يعـرف الـشّـوق إلا مــن يُكـابـدهُ ولا الـصّـبـابــة إلا مـــــن يـعـانـيـهـا لا يسـهـرُ اللّـيـلَ إلا مــن بــه ألــمٌ لا تـحـرقُ الـنـّار إلا رجــلَ واطـيـهـا
************************************
في انتظار التعليقات
???